بوركت يداك يا من رفعت شآن الكردية شآناً , وها هم اليوم أبناؤك يلقنون العالم دروس في الإنسانية ورفعتها , فهذه هي طبيعة الإنسان الكردي وهي مصدر خوف أعداؤه من غيورته المتفانية في سبيل الحق , إنه الصنديد الذي صمد وسيصمد من أجل كينونته وصيانة نفسه , وإعادة موقعه اللائق بين البشرية .
رسالتك وصلت يا سيد الشجعان , وتكللت بدماء أسياد الشهداء من سيد رضا , قاضي محمد , شيخ سعيد , سمكو , شير بك , النهري , البارزاني , الخزنوي , وقوافل الشهداء على طول الوطن , إلى أن كلل أبناؤك في الجزء الجنوب الغربي من كردستان , وسطروا بدمائهم ملاحم لا تنسى , ووقفوا بكل إباء رافضين الذل والمهانة من عدو الله والإنسان , وبصدورهم الفتية واجهوا الغباء الشوفيني الاْعمى المتسلط على البشرية , فسطروا صرخات الدم , إسطورة العصر, الذي لم ولن ينسى وسيبقى وصمة عار على جباه مقترفي تلك الهمجية ومهما طال الاْمد , فهكذا تعلمنا من التاريخ عند الله أو عند البشر , فدمائهم تؤرقنا ليل نهار , وهذا وعد من الله لعباده .
فكانت انتفاضة الثاني عشر من آذار , الرد والصفعة القاسية لكل من توهمه نفسه مرة ثانية النوم العميق على حق يسلب , وشعب يباد .
و صفعة قوية للنظام البعثي الدموي العقيم , ومن جهة ثانية هزت كيان الحركة الكردية لتتحمل أعبائها التاريخية الملقاة على عاتقها , ولتأخذ مكانها الطبيعي من هموم وأوجاع الشارع الكردي , فأمتدت هذه الشرارة لينتفض المجتمع الكردي من أقصى الشمال الشرقي إلى العمق الجنوبي , من ديركا حمكو إلى زور آفا وعموم المناطق الكردية وتواجدها , وإستشهد العشرات ليرووا بدمائهم الغالية أرض كردستان الاْبية المتعطشة للحرية والإنعتاق من ربق الإستعمار الجاثم على صدورها .
ومن جهة أ خرى أثبتت تللك الإنتفاضة بأن القضية الكردية قضية بإمتياز , وبحاجة للتداول ووضع الحلول المناسبة لها , وهي قضية أرض وشعب ويجب أن تؤخذ هذه المسألة بعين الإعتبار , وإطلاق الوعود التي لم تأتي بنفع من قبيل الكرد جزء من النسيج السوري , أو إنها قضية تجنيس أو مواطنة , فهذه لم تعد كافية , بل إنها مسألة تمثيل دستوري , وإلإقرار بأن القومية الكردية هي الثانية بعد العربية في الجمهورية السورية , وليكون لها تمثيل برلماني , وإلغاء كل المشاريع العنصرية والإستثنائية الجائرة بدءاً من مخططات محمد طلب هلال (لا حمده الله ) وإنتهاء بالإستيطان , وتمتع الكرد بجميع حقوقهم الدستورية دون نقصان , بما يضمن ذلك نظام ديمقراطي حر للجميع للعيش بكرامة دون تسلط فئة على أخرى .
ونعاهد أن يبقى هؤلاء الشهداء , شهداء الثاني عشر من آذار , خالدين أبداً وعلى مدى الاْيام في قلب كل مواطن شريف وحر أبي يريد الحرية للأخرين كما يريدها لنفسه , ولننحنى إكباراً وإجلالاً لإرواحهم الطاهرة الزكية , ولنجعل منهم قدوة تقتدى ونحيي ذكراهم ونواصل خطاهم , لنبلغ ما نروم إليه من أهداف نبيلة ومقدسة , أهداف شعب عانى ولا يزال , وفي الختام لكم أنحني يا أقدس الناس في يومكم الاْغر وستبقون الشرف الرفيع رحمكم الله .