وجه الشيخ عبد الرزاق جنكو رسالة إلى أبناء شعبنا هذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أبنائي وبناتي وإخوتي واخواتي أبناء شعبنا الكريم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد :

بداية أهنئ الجميع بالشهر الفضيل فتقبل الله منا ومنكم جميعا الصيام والقيام وكل عبادة تقربنا إلى الله سبحانه تعالى .
أبنائي وبناتي :
لا يخفى على أحد منكم تأزم الأمور والاحتقان الذي وصل إلى أعلى مستوياته نتيجة أسباب متعددة نتحمل مسؤولية بعضها ويقع بعضها على عاتق النظام وأخرى نتيجة الموقف الدولي المتخاذل من ثورة هذا الشعب .
ما يهمني بالدرجة الأولى الأسباب التي تقع على عاتقنا والتي تودي بنا إلى توجيه السلاح والنار إلى صدور أبناء الشعب بدلاً من السعي لتحريره مما هو فيه من الظلم والقهر .
ويكابر بل ويعاند من يدعي أن الأمور تجري في سياقها الطبيعي فالوضع إذا ما استمر هكذا سينفجر ويقع مالا يحمد عقباه لا سامح الله ويكون هذا الشعب الأعزل وأبناؤه الأبرياء هم ضحية هذا الصراع الحزبي، والذي قد يزيد من وتيرته نتيجة لعدم اتحاد الكلمة في مواجهة النظام وما يرتكبه من جرائم فاقت كل الجرائم البشرية .
ولذلك كله أوجه مجموعة من الرسائل إلى أبناء شعبي أرجوا أن تلقى منهم آذانا صاغية فلم يعد الوضع يتحمل أكثر من ذلك :
أولاً : أقول للساسة: اتقوا الله في هذا الشعب فالصراعات الحزبية والمصالح الشخصية عمَّق الشقاق ووسَّع الهوَّة بينكم وبين أبنائنا وبناتنا، فإذا كان الهم القومي لا يحرككم وأنتم تنادون بحقكم فيه فأناشدكم بالهم الإنساني والإسلامي أن ترحموا هذا الشعب وأن تكفوا عن كل مظاهر استغلاله حزبيا وعن كل ما يتسبب في ضياع مهابته بين الشعوب .
ثانياً : إلى من كل يحمل سلاحا أقول: من يوجه سلاحه إلى وجه وصدر أخيه يرتكب جريمة إنسانية وشرعية وقومية ولا يمكن أن يبرر له تصرفه بأي حال من الأحوال فكل نتائج القتل الحاصل تقع لصالح النظام الذي يتربص بنا جميعاً ولا يجلب إلا العار في الدنيا والخزي في الآخرة فالله تعالى يقول في كتابه العزيز : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما )
ثالثاً : إلى أبنائي وبناتي أناشد جميعاً الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم الانسياق وراء الشعارات التي تهدم أواصر الأخوة والمحبة بيننا وأؤكد على الحفاظ على سمعة شعبنا الذي عرف باحترامه لجميع أبناء الوطن سواء مختلفين معه قوميا أو دينياً فلنحافظ على هذه الأخلاق حتى نستمر في وحدتنا ولا ننزلق إلى مستنقعات الاقتتال الداخلي ونحقق أهداف النظام التي ما أطال في عمره أمر كالخلافات بين أبناء شعبنا السوري .
رابعاً : إلى التجار وأصحاب السلع والمواد :أذكركم بواجبكم الإنساني في مثل هذه الظروف القاهرة وعدم استغلال حاجة الناس واحتكار السلع والبضائع لرفع الأسعار فكل ذلك حرام شرعا فلتحافظوا على التوازن الاقتصادي في منطقتنا حتى لا تصيبوا احداً ولا أن يصيبكم أي ضرر اقتصادي .
خامسا : إلى أهل الخير والإحسان أناشدكم بعدم نسيان إخوتكم من الفقراء والمساكين والمحتاجين وخاصة في هذا الشهر الفضيل وفي ظل هذه الظروف القاسية والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (ما ءامَنَ بي من باتَ شبعانَ وجارُه جائِعٌ إلى جَنْبِهِ وهو يعلمُ بهِ )
كما وأذكركم بإخوتنا وضيوفنا القادمين من مدننا في الداخل وأماكن الحرب والقتال فواجب الإخوة الإسلامية واللحمة الوطنية تقتضي منا مد يد العون لهم وما يحتاجوه إليه والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) .
بارك الله فيكم وتقبل منكم العبادة الطاعة والخير وثبتنا جميعا على الخير والحق إنه نعم المولى ونعم النصر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الرزاق جنكو
قامشلو

10 / رمضان المبارك / الموافق 19 / 7 / 2013 م

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…