مثـقف واعي (فقط) يُرَمِّمُ الَّذِي أَفسَدَتْهُ فرق سِّياسِيِّة كَثِرَة .!؟
انطباعات 4 / 7 / 2013
)، هو السّـِياسِيُّ المُحَنَّـكُ ( بِأبْوابِهِ المَفْتُحَةُ دَوْمَاً )، وَالأَدِيبُ الشَّامِخُ بِفنُونِ كِتاباتِهِ، وَصَاحِبِ الأَفْضَالِ على الكَثِيرينَ مِّمَّنْ يَكْتِبُونَ ( وَأَعْتَزُّ بِأَنَّني كُنْتُ مِنْهُمْ ) .!
فَكُلُّ مثـقف يُدْرِكُ ( بِنَفسِهِ ) : حجمه الطبيعي، ومبدأه، وفَعَّالِيَةَ علومه وأفكاره، ومدى تأثير قُدَرَاتِهِ عبر أساليبه للنقد البَنَّاء .!!
وتَنَفَّسَ الصُّعداء ( الوسيط المُخْلِصُ بين الفريقين ) المثـقَّفُ الواعي صديق الجَميع، بعد أن أثمرتْ جهوده المُضْنية، في تقريب أفكار ممثلي الفريقين الثَّـقافِيين ( الرابطة والاتحـاد )، مَنْ أّجْلِ دَمْجِ وَتَوْحيدهما في كِيانٍ وَاحِد، وبالنتيجة وَقَّعَ الجَّانِبان ( بحضوره ) وثيقة التفاهم ( عهد شرف )، بعد إِقرار نظام داخلي ( جديد )، وَإقْرَارِ مَوعدٍ ــ سَيُحدد لاحقاً ــ لعقد أول مؤتمر ( يُفْتَرض ) أن يجمع كافة كُتَّاب وَصُحُفيي أكراد سورية ( من الداخل والخارج )، والمُتوخى من ممثلي الفريقين احترام تواقيعهم على وثيقة التفاهم ( عهد الشرف )، وأن تُقَدَّر جهود الوسيط بينهُما، والمُخْلِصُ لِشئونِ الانتماء ( الثَّـقافيِّة والسِّياسِيِّة والاجتِماعيِّة )، واقترح تسمِيَتَهُ ( لو قَبِلَ صَدِيقَنَا ) رئيساً للهيئة التحضيريِّة للمؤتمر القادم لِلْكيان الجديد ( اللقاء، أو الملتقى، أو النادي، أو التَّجَمع، أو المركز الثَّـقافي لِلْكُتَّاب والصُحُفِيين الأكراد في سوريِّة ) خلال المرحلة الانتقالية الحاليِّة .!! ولِلْتَنْويه : يُفْتَرَضْ الْتِزام كُل المنتسبين لِلكيان الجديد بِالتوقيع، على عَهْدٍ يُلْزِمَهُمْ بِالنشاط داخل الكيان، وَعَدَمِ رضوخهم لأِيِّ توجِيهٍ مِنْ أيَّ الفِرَقِ السَّياسِيِّة، تِلكَ المعهودةُ بِتَدَخُلاتِها المكشوفَةُ ( أو المُبَطَنَةُ ) في شئونِ كُلِّ تَجَمُعٍ مُسْتَقِلٍ يَظْهَرُ على السَّاحَات، بُغْيَةَ احْتِوائِهِ إِنْ استَطاعَتْ، وَإِلاَ سَعَتْ ( نِضَالاً ) لإِفْسَادِهِ، كما فَعَلَتْ مع : تجمُّع مُعَلِّمي مدينة قامشلو 2006 ، وتَجَمُّع أطبَّاءِ الأسْنان، وَرابِطَةِ المُحامين والحقوقيين، وَالفريقين الثَّـقافِيين المَذْكُورَينِ، الخ ..!؟ وَلِلعِلم : وَأَيٍّ الفِرق السِّياسِيِّة ( إِنْ دَخَلَتْ تَجَمُعاً ) فالغَايَة بِلا شَك الإفْسَاد ( لا غَيْر .!؟ )، فَهِيَ تُحْدِثُ البَلْبَلَةَ لإِثَارةِ أَعْضَاء التَّجَمُّع، ولا تَتْرُكَهُمْ يَقْعُدونَ إِلا وَقَدْ اخْتَلَفُواْ، وَتَمَزَّقَ شَمْلَهُمْ، وَتَلاشى جَمْعُهُمْ، ثُمَّ وَعَلى أنْقاضِهِ تَقِفُ الفِرَقُ مُعْتَزَةً تَنْفِشُ رِيشُهَا ( زَهْواً بِالانتصار )، وَلِسَانُ حَالِها يَقُول : إِمَّا هِيَ على المَزْبَلة، أو لا تَجَمُّع مُسْتَقِلٍ بِدونِ إِشْرافِها .!؟ وَالسَّـائِدُ عند رؤساء الفرق وأَتْبَاعِهِمْ ( القائمون على شئون السِّياسَة والثَّقافة ) عَدَمُ قُبُولِهِمُ النُّصْحَ مِّنْ نَاصِحْ، لأَنَّهُم عَوَّدُواْ النَّاس بِأَنَّهُمُ نَّاصِحِينَ لا مَنْصُوحِين .!؟ كَأَنْ يُقَالَ لَهُمْ ( مَثَلاً ) : الأجْدَرُ بِكُمْ ( وبما بَقِيَ مِّنْ نَّواياكُمُ الحَسَنَة ) لو بادرتُمْ بِالطَّلَبِ مِنْ أتباعِكُمْ التُّجَّار ( محتكري السِّلَعِ والموادِّ الغذائيِّة الأسَاسِيِّة ـ حَيْتَانُ الأَسْواقِ السَّوداءِ وَالبَيْضَاءِ ـ )، وَالطَلَب مِنْ أصْحابِكُمْ المهنيين ( أطباء لِكُلِّ التَّخَصُّصات، صيادلة، أطباء محللين، أطباء أشِعَّة ..
)، أن يُخَفِّضُوا مِنْ جشعِهِم المادِّي ( أسْعارِهِمْ الشايلوكِيِّة )، مُسَايرة لِمشاعر عِبَادِ الله ( ومنهم أبناء جلدتِكُم ) .!؟ وأيْضاً : لو طالبتُمْ مِنْ أتباعكُم المُثـقفينَ ( الإمعات ) المحسوبين على النخب المثـقفة، بالكفِّ عن النِّفاق، وَعَدَمِ إثارةِ مُسَبِّبَاتِ الخلاف، وَالابْتِعَادِ عَنْ دَّقِّ إسْفين الصراع بين المثـقفين، بِمَا يَخُصُّ الفُرَصِ الترفيهية المؤقتة ( دَّعْوة حضور مؤتَمَر، أوْ ما شَابه .!؟ )، والتي لا تُنَمِّي خِبْرَة المثـقف ووعْيَهُ الوجداني، فَبدلاً من تلك الدَّرَنات السَّيِّئَة : لَوْ شَجَّعْتُمُوهُمْ على تَسْخِير أقلامهم لِصالح قضايا مجتمعهم، وزرع المحبةِ بين أبناء جِلْدَتِهِمْ .!؟
أَخيراً ( وعلى ما سَبَقَ ) : فالمشكلة ( الرئيس ) هي في النفوس الأمَّارة بالسُّوءِ عند الإنسان المثـقف ( أياً كان موقعه )، هذه النفس التي كانت مِنَ الأسْبابِ الجوهريِّة للكثير من مآسي الأكراد ولمجتمعهم .!! ثُمَّ وَمِنَ الضرورة ( بل ويجب ) تشكيل كيان ثـقافي واحد يجمع كافة مثـقفي الأكراد السوريين ( وَقَد تَمَّ الاتِّفَاق لِذلك )، وأن يُصْدِرَ تعميماً ( خاصَّاً ) يُنوِّه بتوجيه مثل هكذا دعوات إلى الكيان ( فقط ) الذي بدوره سيحدد من سَـيُمَثل الكيان الثـقافي، لحضور الندوات، والمؤتمرات، واللقاءات الثنائية، في داخل الوطن وخارجه، وذلك تفادياً لِتكرار الإشكاليات لاحقاً .! فالذي خَلقَهُمْ وخَلقني هو اللهُ، وسَيَجْمَعنا ( وسَنَلْقَاهُ بلا مُحامٍ ) في يوم لا ينفع فيه أحَدَنَا الآخر، إلا مَنْ أتى اللَّهَ بقلبٍ سليم .
والمُثَـقفُ الواعي ( العَـاقِلْ ) لا يَنْـدَمُ على سـكوتِهِ، وَلَكِنَّهُ على شَـطحَاتِ ( فَلَتَاتِ ) أقوالهِ يَنْـدَمُ .!! وَصَدَقَ الإمام الشَّافعي حيثُ قال : نُعِيبُ زَمانَنا والعَيْبُ فِينا ، وَما لِزمانِننا عَيْبٌ سِوانا .!؟
ـــــــــــــ نهاية الانطباعات ـــــــــــــ