المثقف العروبوي والموروث الفاشي ….. جمال باروت نموذجاً

  عبدالرحمن كلو  

   فيما عدا الجانب الإعلامي ونقل الخبر ومتابعة المشهد السوري ميدانياً ،  هناك في الجانب الثاني متابعة أخرى ومن نوع آخر تتمثل في مجموعة   الاجتهادات والتصورات  ومحاولات تناول الأزمة السورية قراءة وتحليلا من لدن بعض المؤسسات ذات العلاقة بالأزمات الدولية وهي تحاول رسم السيناريوهات المختلفة بحسب ما تتكهن به من نتائج وتداعيات وحلول على ضوء موازين القوى المتصارعة على الساحة السورية ،كما أن هناك جهود ومحاولات فردية بهذا الشأن لها من الخبرة السياسية والمتابعة ما يؤهلها الخوض في الكثير من المسائل  المعقدة مثل  المسألة السورية ، لكن تبقى مثل هذه المحاولات غير مستكملة الجوانب لأنها تنتمي إلى منهجية شخص بذاته ، كما أنها لن تخرج عن ذهنية الموروث الثقافي لذاك الدارس .

جمال باروت البعثي السابق والمستنكف عن العمل الحزبي فترة  والشيوعي فيما بعد …و “المستقل الخبير ” بالشؤون الســـورية لصالح القصر الجمهوري ، و الباحث المقيم في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى ومن ثم ”  المعارض ” الحالي  يتناول اليوم  الشأن الكوردي في سوريا  من خلال متغيرات  المشهد السياسي السوري المواكب للحراك الانقلابي المتصاعد وتداعياته الحالية ، وهو بذلك يضع نفسه أمام قضية كبيرة جداً وشائكة ، ولها من الحساسية والدقة  ما تحتاج إلى  جهود علمية ذات مؤهلات  أكاديمية لها علاقة بعلوم الأنثروبولوجي والديموغرافيا والجيوبوليتيك مع خبرة تخصصية مؤهلة لتناول شؤون الشرق الأوسط وملفاته السياسية ، وبالعودة إلى خلفيته الثقافية عموماً والطبيعة البنيوية لهذه الثقافة وصيرورتها التاريخية ، لا يمكن أن نجده إلا خارج هذا الموضوع تماماً ، فهو ينتمي إلى ثقافة البعث المدرسية ذات الجذور النازية والفاشية  التي علمت المفاهيم المشوهة قسراً  على شكل أناشيد تحفظ بالتكرار ، والحقائق  في منهاج  هذه المدرسة ما هي إلا أكاذيب تحولت بحكم الترديد المتكرر، وفيما عدا ذلك لم يعمل في الجوانب الفكرية ذات العلاقة بالمطلق ،  فهو عمل في مجال مؤسسات حكومية وفرنسية أو أممية   ذات طابع معرفي تعتمد في منهجها وأدواتها على الجوانب الاحصائية والرقمية وكل ذلك مقابل أجور تدفع من المؤسسة المعنية على قدر المعلومة ،وعمله مع هذه المؤسسات كان بحكم صلاته وعمله مع مؤسسات النظام أولاً وهي التي توسطت له أو أوكلت له مهام العمل مع المنظمات الأممية لصالح النظام كونه من المقربين له ، ومن الذين يمكن الاعتماد عليهم ، إضافة على أنه يتقن اللغة الفرنسية لكن مجالات العمل أو المهام التي قام بها ليست لها أدنى علاقة بالسياسة والجغرافيا السياسية  ، لذلك فهو بعيد جداً عن الفهم الأكاديمي للمسائل الوطنية والأممية وقضايا الشعوب ،  وعليه فهو أخطأ في كل إجاباته  عن الشعب الكردي  بل حتى يجهل أسماء الأحزاب الكردية التي آثر على ذكرها ، وهنا يمكن القول بأن مثل هذا النموذج كان منه الكثير الكثير في سوريا من المتسلقين على جدار الثقافة وطبيعة عملهم الفعلية كانت أمنية صرفة ، وجمال باروت من الذين استطاعوا سد الثغرات الأمنية  ذات الطابع الأكاديمي بمهنية جيدة ومقبولة ، وكان من أولى أولوياته الهرولة مع النظام على قدر عطاءات ومنح القائد  ، والعمل على ما يعزز موقع هذا القائد و تمجيده  ، و باروت وأمثاله كرسوا جل نشاطهم في سبيل إلغاء الأوطان والشعوب  وقضاياها واختزالها في شخص السيد الرئيس أو القائد المناضل ، حتى باتوا أسوأ من الأنظمة نفسها ، لأن النظام كان يملك من  الصلاحيات في أن يبدي بعض المرونة التكتيكية  في التعامل مع بعض المسائل ذات الأهمية الوطنية أحيانا ، لكن هؤلاء وبحكم عدم أهليتهم وتخويلهم بهذه المهام فهم كانوا مزاودين على النظام وعلى طول الخط ، لذا اقتصرت ثقافتهم على المسموح به والبوح به من قبل النظام الحاكم وما كانت هذه الثقافة  إلا نتاج  تراكمات عقود تاريخية من الارث الاستعماري الذي اعتمد التشويه والتزوير وقلب الحقائق كحالة انتقامية لمرحلة الحقبة  العثمانية  وما قبلها من مراحل الحكم الاسلامي وخاصة الدولة الأيوبية الكردية التي أزاحت الهيمنة المسيحية من الشرق كله ، وهذا ما كان السبب الأهم في  بقائهم أسرى ثقافة الانتقام اللاواقعية وابتعادهم عن الواقعية السياسية للجوانب الوطنية للدولة القائمة  وفي بقائهم منعزلين غرباء عن الهم الوطني .


     وإذا ما قمنا باستعراض بعض ما كتبه ،  يبدأ باروت بالخطأ الأول إذ يتهم أحزاب الحركة الكردية بأنها لا تنتمي إلى ( الأكراد عموماً ) وفي نفس الوقت يتهم الكورد بأنهم لم يشاركوا في الثورة السورية بسبب موقف الأحزاب الكردية  يقول :
 (المشاركة في الثورة : حتّى اللحظة هناك انتقادات كثيرة لمستوى المشاركة الكرديّة في الثورة، ولهذا أثره في مستوى تفاعل القوى السياسية المختلفة مع الحقوق الكرديّة، وقد كانت الأحزاب الكرديّة تواجه هذه الانتقادات في أثناء اجتماعات المعارضة بأثرٍ رجعيّ بحيث تكون الإجابة أن العرب أيضًا لم يشاركوا في انتفاضة عام 2004 الكرديّة، أي إن نظرتهم إلى هذه الثورة ليست فقط تصغيريّة، بل أيضًا باعتبارها عربية )
 السؤال هنا : كيف الذي لا يمثل الأكراد أو لا ينتمي إليهم  يســــــتطيع توجيههم أو منعهم من المشـــــــاركة … ؟! وينسى أو يتناسى أن المدن الكردية قد شاركت في كل فعاليات الثورة منذ اليوم الأول من حراك الشارع السوري   وما زالت الذاكرة قريبة وهي تسعفنا بأن عامودا و قامشلو انخرطتا في الثورة قبل ستة أشهر بل أكثر من مدن سورية  أخرى مثل  حماة وحتى حمص ودير الزور والرقة وغيرها ….

وذلك لأن الكورد كانوا في حالة احتقان مسبق من النظام كونهم اكثر شرائح المجتمع السوري تضرراً من سياساته .


ومن ثم ينتقل إلى موضوعة مطالب الأكراد ويقول : (  أنّ الأكراد كلّما أخذوا شيئًا طالبوا في اللقاء التالي بالمزيد ) يأتي تساؤلنا عند هذه النقطة كالتالي : ما هو هذا الشيء الذي طالب به الأكراد وأخذوه وما هو المزيد ؟! إلى هذه اللحظة لم يقر الطرف العربي بوجود الشعب الكوردي ككيان سياسي على أرض الدولة السورية أصلاً ،  فإذا لم أكن موجوداً فعلى ماذا يمكن أن أحصل ؟ و كيف حصلت على  المزيد وأنا لا أملك شيئاً ؟
وبعيداً عن  الخوض في التفاصيل الكثيرة وتجنباً للإطالة والاسترسال يمكن الإكتفاء ببعض الاشارات المهمة التي أوردها باروت والتي تعبر بشكل دقيق عن قوة الحقد التاريخي المتراكم  من الموروث الثقافي العروبي الفاشي الذي لم يقبل بالآخر على مر عقود تاريخية ،  موروث نشأ وترعرع في ظل انظمة طالما كانت وريثة حقبة استعمارية بغيضة حكمتها شريعة سايكس بيكو بكل ما حملته من تشويه لحقائق الجغرافية البشرية والسياسية  يقول باروت :

 (……الطروحات الاستفزازية غير الواقعية: على سبيل المثال طرح ممثلو المجلس الوطني الكرديّ في مؤتمر المعارضة في القاهرة في 2-3 تموز/يوليو 2011 ضرورة تضمين وثيقة المرحلة الانتقالية التعبير التالي: «إعادة الأوضاع في المناطق الكردية جغرافيًا وديمغرافيًا إلى الوضع السابق قبل عام 1963»، ولم يقبلوا بتعبير «تعويض المتضرّرين من سياسات النظام العنصرية» وحسب.

وهذا التعبير الأخير بحدّ ذاته يمثل تجنيًّا، وتنازلاً تعسفيًا واعتباطيًا ومجانيًا من المجلس الوطني السوري نتيجة جهل بالحقائق والمعلومات والتاريخ، أو تجاهلها.

إذ كان النظام متسلطًا تسلطًا صِرفًا على الجميع، عربًا وأكرادًا، وعلى الحريّة عمومًا، بل إنّه كان أكثر ليونةً مع الأكراد منه مع تنظيمات العرب، أي أنّه لم يكن هناك قط أيّ شكل من أشكال السياسات «العنصرية»، ولم يكن توطين الخمسة والعشرين ألف فلاح مغمور، كأقصى تقدير لعددهم، يمثِّل سوى نسبة محدودة من المغمورين الذين أُسكِنوا فوق أراضٍ للدولة السورية وليس للأشخاص، ولم تهدم في المشروع قرية كرديّة معمورة واحدة.

ومن المفهوم أن تبحث الدولة عن أراض تعوّضهم بها.

إذاً كان «الحزام العربي» أسطورة أكثر منه حقيقة، واستثمِرَ لغايات سياسية أبعد منها …..) ونضيف له :(…..نتج من مجمل صيرورة نشوء المجتمعات الكردية المحلية السورية في بلاد الشام ……وتشكل مجتمع الجزيرة الكردي في الأساس خلال الأعوام  1925 – 1970  نتيجة الهجرات التي استوعبها المجتمع السوري ووطنها ….وتعرض المجتمع الكردي المحلي في الجزيرة لسياسات تمييزية ….لكن في سياق وضعية المحافظات الحدودية كافة مع اسرائيل وتركيا ….وهو يعني أنه لم تكن هناك قط من عنصرية طبقت بالفعل …..)
(……ما تم اختراعه باسم كردستان الغربية وأحياناً غرب كردستان  ويسمح بتصور قيام إقليم كردي سوري …..بينما الاتصال البشري الكردي ….يمر بتداخلات عربية كثيفة فضلاً أن محافظة الجزيرة نفسها متعددة الإثنيات…)
(….

ففي دولة مثل سورية يشكِّل العرب أغلبيّـتها الساحقة، ليس هناك أيّ تعارض بين هوية سوريّة العربيّة القائمة على أساس الاندماج في دورة الثقافة والتاريخ وحقائق الجغرافيا، وبين تمتّع من هم من غير العرب كافّة بحقوق المواطنة الكاملة.

إنّ المواطنة الديمقراطيّة المؤسَّسيّة بمعناها العميق الذي يشمل الحقوق الثقافية الجماعية هي الطريق لحلّ ما يدعى بالمسألة الكرديّة السورية في إطار دولة عربيّة سورية واحدة موحَّدة يجد مواطنوها كافّة محلاً كاملاً لهم ولتطوّرهم الفاعل والخلاق…..)
(…..ونتيجة تكرار هذه القضايا بشكلٍ دائم بلسان الأحزاب الكردية وبعض قوى المعارضة السورية التي تجهل أو تتجاهل الحقائق التاريخية، نجد أن مراكز الأبحاث الغربية تأخذ بهذه الوقائع كأنها مُسلّمات ….)

هذا الفهم عموماً كما يؤكد هو ذاته لا يتفق مع مراكز الأبحاث الغربية المختصة التي تأخذ بواقع الحالة الكردية حقائق ومسلمات بحكم تاريخية القضية الكردية ومعاناة الشعب الكردي  ،كما هو لا ينتمي إلى الحقائق العلمية  للتاريخ والجغرافيا ، لأنه  ينطلق من مبادئ خاصة لفهم  عنصري خاص خرجت عن طور  أن تكون أيديولوجيا بل تحولت إلى عقيدة وأيقونات غير قابلة للتحليل العلمي ، كونها خارج سياق منظومة قوانين ديالكتيك التطور التاريخي ،  وهي مغلوطة بحيث لا يمكنها الانتماء إلى أية اعتبارات علمية لأنها باتت من المسلمات والحقائق الخاصة بالبيئة العروبية الفاشية  ،وعندما نرى  باروت يخلط بين مفهومي الدولة والوطن ، هذا لأنه ببساطة نشأ في ظروف سياسية غاب عنه الوطن عاش في دولة  لم يطرح فيها مشروعا وطنياً يجمع مكونات هذه الدولة ويكون القاسم المشترك للمشروع الوطني  ، مع كل الأنظمة التي تعاقبت على دست الحكم في سوريا  وبأحزابها القومية والاسلامية والشيوعية ، ومع كل ذلك يعتبر سوريا الدولة بحدودها الجغرافية الحالية وطناً للعرب ولا يجد في هوية سوريا العربية تعارضاً مع حقائق الجغرافيا  كما يقول ،  لأنه حقيقة يجهل معنى الجغرافيا ومعنى الوطن ووفق فهمه هذا يعتبر الكورد مهاجرين طارئين على وطنه العربي هذا وعليهم ان يقبلوا بالحقوق الثقافية الجماعية كطريق لما يسمى بالمسألة الكردية  حسب زعمه  ، والأغرب في الموضوع أنه ذكر الأعوام 1925 – 1970  فترة الهجرات الكوردية  ، ولا أدري لأي سبب ومن أين ولماذا جاء على ذكر عام 1970 فهو أراد  إقحام هذا التاريخ ؟! إذ ليس لهذا التاريخ أي مدلول أو قيمة  تاريخية ولا سياسية ولا اجتماعية  ولا حتى قبل 1937 ، بل ربما على العكس من ذلك كانت  بداية هجرة الشباب الكورد إلى بلدان أوربا الغربية  قد بدأت من منتصف الستينات بسبب الظروف السياسية الصعبة والظروف المعيشية القاسية ، على أية حال  فكل الأرقام لا معنى لها لديه  ، لذلك ينسى المسافة الزمنية التي ولدت فيها سوريا الدولة ، ولا قيمة لديه  للدول والامارات الكردية التي قامت على هذه الأرض بما فيها سوريا الحالية التي لا يزيد عمرها عن بضع عشرات من السنين رسمت حدودها وفق معاهدة استعمارية اسمها  سايكس بيكو وألحقت جزءاً من غرب الوطن الكوردي كوردستان بهذه الدولة مع شعبها ،   ونذكر بأن هناك العشرات بل المئات من الدول التي عاشت مئات السنين ومئات القرون وآلت إلى الزوال ولم نعد نذكر لها إسماً  حتى ، وسوريا الدولة لن يهمنا أمرها كثيراً إلا  بقدر ما نتمثل فيها أرضاً وشعباً ولن تكون وطناً إلا بقدر أن يتمثل فيها كيانات الأوطان التاريخية المنعزلة ،  وما زلنا بصدد الأوطــــــان نذكر بأن مدينة ســـــــري كانييه المعربة إلى رأس العين ما زالت تحتفظ باســـــمها الكوردي الميتاني القديم  ( واشو كاني ) والتي كانت عاصمة أسلافنا الميتانيين منذ أكثر من  3500 عاماً ، هل يستطيع باروت أو غيره أن يذكر لنا مدينة قديمة واحدة حتى من داخل سوريا يكون لها اسماً  بجذور عربية ؟ بينما هناك العشرات المدن من السورية سميت بأسماء كوردية  لأن قاطنو ومؤسسو هذه المدن  هم من سموها بأسمائها.

أما عندما يأتي على ذكر  توطين 25 ألف فلاح مغمور في المناطق الكردية دون ذكر تداعيات ونتائج وأسباب وأهداف هذا التوطين فهو ليس تجنياً على الحقيقة فقط بل هو تجن على الأخلاق والقيم  الانسانية  ، هو العهر بذاته ، لأن هذا التوطين وهذه المستوطنات العربية سلبت الأرض وكل أسباب العيش من عشرات الآلاف من العائلات الكردية ، وشردت عشرات الآلاف باتجاه المتروبولات ،مما شكلت كارثة انسانية حقيقية ما تزال آثارها المدمرة على المجتمع الكردي  حتى اللحظة ،  لأن الأراضي الزراعية  التي سلبت من الكورد هي أراضي منطقة الاستقرار الأولى ذات الخصوبة العالية على طول الشريط الحدودي مع تركيا بطول يزيد على الـــ 200 كيلومتر ،وهو الحزام العربي بعينه  الذي اعتبره باروت اسطورة أكثر منه  واقع وحقيقة ،   والقائمون على تنفيذ  مثل هذه المشاريع العنصرية ما قاموا به إلا تنفيذا لتوصيات ودراسات  دوائر ومؤسسات عربية ذات نزعات عنصرية فاشية ظهرت بأسماء رجالات عروبية أمثال عبدالحميد السراج ومحمد طلب هلال ، وهي في الأساس لم تكن ممارسات فردية أو اجتهادات من هذا الحاكم أو هذا المسؤول أو ذاك ، و العروبيون على مر العقود السابقة  لم يمتلكوا إلا لغة واحدة  لغة الاستعلاء القومي وإلغاء الآخر والقفز من فوق كل الحقائق الجغرافية والتاريخية ، لكنهم في الحقيقة وللتاريخ نقول أنهم  استطاعوا أن يحققوا شيئاً واحداً جوهرياً  عن طريق الصراخ  والعويل الخطابي المتكرر هو أنهم  حولوا ”  قضيتهم ”  إلى ظاهرة صوتية لا يستسيغها أحد وفي هذه نقر ونعترف لهم بذلك ونشكرهم على ذلك .

……………………………………………………………..

                 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…