بيان في الذكرى الثامنة لتأسيس تيار المستقبل الكوردي في سوريا

في الذكرى الثامنة لتأسيس تيار المستقبل الكوردي في سوريا والتي تصادف 29/5/2005  لا بد من التأكيد مجددا على ان الدافع الرئيس لتاسيس تيار المستقبل كان يكمن في ايجاد تجمع سياسي وثقافي واجتماعي غير حزبي وكفاعل ميداني يقوم على الايمان بمبادىء حقوق الانسان ودولة المؤسسات الدستورية والمجتمع المدني , وينسحم ويتوافق مع القراءة السياسية العصرية للحالة السورية عامة وللكوردية خاصة وبما يستجيب لمتطلبات بناء شخصية قومية كوردية سورية الهوية تمتلك الوعي والقدرة على التفاعل مع محيطها السوري العام  والكوردي الخاص
وتوفير حاضنة سياسية وثقافية كوردية تمارس الديمقراطية الداخلية وتعمل على انهاء الادلجة السياسية والسكون الحزبي على حد سواء وانهاء حالات الهيمنة والاقصاء والتفرقة والتشرذم وهدرالطاقات نتيجة للممارسات الحزبية المؤدلجة وتجميع ارادة جيش المستقلين والصامتين في تيار ليبرالي مستقبلي يجسد تقاطعات سياسية وثقافية تحقق التشابك في الرؤية والمصير سواء في الجانب الوطني العام او في الجانب الكوردي الخاص عبر الحفاظ على استقلالية القرار السياسي ووحدة الصف الكوردي ، واتباع سياسة اللاعنف ونبذ سياسة المحاور والتخندقات ،والاعتماد على الشباب وفتح المجال امامهم بعد ان سد اباطرة الاحزاب الكوردية الباب في وجوههم  .
تمر الذكرى الثامنة والنظام وشبيحته يرهنون بقاء سوريا الشعب والدولة والكيان ببقاء الاسد ولا يقبلون بديلا عنه الا احراق البلد إرضاءً لأجندات إقليمية ودولية تتلاعب بمأساة السوريين وعذاباتهم ، وتجعل منهم وقوداً وحطبا لصراعاتهم ومعاركهم في مدّ النفوذ وإعادة ترسيم الخرائط والحدود وتوزيع التركات واطالة امد الحرب  ،لذلك لا  يتورعون عن إثارة الفتن وزرع الأحقاد، وتشجيع التطرّف والتعصّب وضخّ الفكر الظلامي التكفيريّ، وتشجيع أعمال السرقة والخطف والقتل وهو ما يبدو في وقاحة الموقف الايراني والتدخل السافر والعلني لقوات حزب الله في القتال إلى جانب النظام السوري
 لقد مثلت الثورة السورية المباركة رد فعل على قمع تاريخي تعرض له الشعب السوري رغم عسكرتها لان  السلمية ليست شرط الثورة كما يدعي البعض ولا ينتقص من قيمتها فتاريخ اغلب الثورات يثبت بأنها اتسمت بالعنف .


ان الشروط والأحداث في المنطقة تسير باتجاه إنضاج فكرة التدخل الدولي الحاسم في سورية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر خلال الأشهر القليلة القادمة.

فالتصريح الإسرائيلي الذي يؤكد استخدام النظام لأسلحة كيماوية في سورية، وزيارة الملك الأردني إلى الولايات المتحدة ، وانفجار الأحداث في العراق ، والتدخل السافر والعلني لقوات حزب الله في القتال إلى جانب السلطة الاسدية والضربات الإسرائيلية الاخيرة لمواقع الاسلحة ، ، كلها تشي بنضوج فكرة التدخل الدولي الحاسم خلال فترة ليست ببعيدة، وربما يفسر هذا التصعيد الوحشي لعنف السلطة خلال الأسابيع المنصرمة في هجومها المضاد على ما حققه قبلاً الجيش الحر وقوى الثورة على جميع الجبهات  وسعيها  إلى فرض واقع ميداني جديد قبل لقاء القمة الروسي الأمريكي في حزيران المقبل.

رغم فقدان الليرة السورية لاكثر من 120 من قيمتها وهو ما انعكس سلبا على حياة السوريين بسبب غلاء الاسعار وندرة المواد الاساسية وفقدان الماء والكهرباء والغاز.

كما نعتقد  بان إيجاد مرجعية وطنية كوردية ( جبهة ) لقيادة هذه المرحلة  هي حالة صحية , تتمازج وتتفاعل فيها الرؤى السياسية والافكار وتقود العمل الميداني ، لكن اهمية هذه المرجعية تكمن في مشاركة كل القوى والاحزاب القائمة فيها بعيدا عن عقلية الهيمنة والاقصاء والتهميش وفي الدعم الجماهيري والشعبي الذي ستتلقاه من شخصيات العمل الوطني الكوردي في الداخل والخارج , إذ ما زالت تجربة الهيئة الكوردية ماثلة امامنا في استفرادها واقصائها للمكونات الاخرى وهو ما خلق وضعا صعبا واستيائا جماهيرا واحتقانا بدأت ملامحه تلوح في الافق .


أن قناعتنا بالفعل الثوري  وضرورة تصعيده في المنطقة الكوردية تزداد يوما بعد يوم ليتوافق مع ما قدمه الشعب الكوردي في سوريا من تضحيات وعلى مر تاريخه , وخاصة انتفاضة آذار وما خلفته من تغيير في الفكر والفعل السياسي الشعبي , وفي الثورة السورية ( دفع القائد مشعل التمو حياته ثمنا لها ) وهو موقف مبدئي لا زلنا مقتنعين بصحته رغم كل الصخب الاعلامي والديماغوجي ورغم المواقف السلبية لعدد من المعارضين ولعله من المفيد التذكير بأننا سنكون شركاء فاعلين في أي فعل شعبي , في مواجهة   نظام لم يعد يمتلك الشرعية قط ؛ وقد فقدها بالمطلق حينما شرع بقصف المدن والبلدات السورية، براجمات الصواريخ والطائرات والاسلحة الكيماوية ويرتكب المجازر كما فعلها مؤخرا في بانياس( البيضا والبساتين ).

اننا وبعد ثمانية اعوام على التأسيس وفي خضم أحداث متلاحقة , اثبت تيار المستقبل بأنه قادر على أن يكون حاضنة لمجمل الأفكار والرؤى الثقافية والسياسية , ولتعدد القراءات في داخله مما اكسبه الحركة والديناميكية الداخلية المطلوبة ليكون بوتقة تجمع التصورات وتناقشها بشفافية ، ننظر الى مخيمات اللجوء الكوردي في الخارج كنوع جديد من هزيمة الاحزاب التي ادعت تمثيلها وحمايتها للشعب الكوردي لانها لم تستطع حتى الان توفير الخدمات الضرورية لبقاء الناس بل كانت هي نفسها سببا من اسباب الازمة والمعانة مما دفعهم  للهجرة او الهروب خوفا من القتل اوالاعتقال او الاختطاف.


 في الختام لا بد من التأكيد على ان  قوى الثورة والتغيير في سورية، متفقة على اهدافها  الرئيسية والتي تتلخص في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، عبر اسقاط النظام الديكتاتوري الحالي، وإقامة البديل الوطني الديمقراطي الذي يتلخص في إقامة دولة مدنية تعددية ديمقراطية قائمة على المساواة والمواطنة الكاملة بحيث يتمتع في ظلها الشعب الكوردي بحقوقه القومية وفق المواثيق والاعراف الدولية.


 
 المجد والخلود لشهداء الثورة السورية وفي مقدمتهم عميد الشهداء وسنديانة الثورة القائد مشعل التمو
المجد والخلود لشهداء تيار المستقبل الكوردي ( انور حفتارو-مصطفى خليل- مشعل التمو)
عاش تيار المستقبل الكوردي في سوريا
عاشت سورية حرة ابية

28/5/2013
تيار المستقبل الكوردي في سوريا

مكتب العلاقات العامة

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد تقود إلى عواقب وخيمة. لاسيما في السياق الكردي، حيث الوطن المجزأ بين: سوريا، العراق، إيران،…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…