بعد عامين واثنين وعشرين يوم من الثورة الوطنية السورية نقف اليوم لنحصد نتائج وخيمة لما زرعته الأحزاب الكردية بأدائها الفاشل في ادارة الأزمة.
جميع هذه الأحزاب مسؤولون عن تفريغ المناطق الكردية من الشباب وسيادة نوازع العنف والانتقام والترهيب واثارة النعرات العنصرية مع الآخرين من غير الكرد ونشر مظاهر الارهاب ورفض الآخر والتخوين ويتحملون مسؤولية حرمان الكرد وحركتهم من أي برنامج سياسي واقعي مقبول.
كل مشاريع الأحزاب باءت بالفشل الذريع لأنها لم تبنى على أساس سليم ولم تنطلق من مصالح الشعب والوطن فالمجلس الكردي انتهى منذ أمد بعيد والهيئة العليا في عداد المفقودين أما الاتحاد السياسي فحدث ولاحرج .
غالبية الأحزاب الكردية السورية وتحت سيطرة جماعات – ب ك ك – أعادت تمركزها في ظل مشروع سلطة نظام الأسد وأصبحت جزءا من مناوراتها السياسية والأمنية الى درجة أن متزعم اليمين القومي الكردي السيد – عبد الحميد حاج درويش – الذي أضاف مؤخرا لسجله الحافل ! خزيا آخر عندما انضم الى قافلة المتعاملين مع أمن (الحرس الثوري الايراني – فيلق القدس) ومن مدينة السليمانية ونفذ باكورة تعليماتهم في الامتناع عن المشاركة بلقاء الأحزاب الكردية السورية الذي دعا السيه السيد رئيس اقليم كردستان العراق وذلك في اطار النفير الايراني العام من الدرجة الثانية لدعم نظام الاسد وتجلى في المشاركة القتالية الواسعة لقوات حزب الله اللبناني بمعارك منطقة حمص ضد الجيش الحر ودخول روسيا عمليا في المعارك مقرونا بتحرك سياسي قاعدته – هيئة التنسيق السورية – وجناحه العسكري من جماعات – ب ك ك – مما يعني أن قيادة جناح – قنديل – الايراني الهوى مازالت عاملا لاجما لعملية السلام التركية – الكردية ومؤثرة في الدفع باتجاه موالاة نظام الأسد.
وماذا بعد ؟ بالرغم من كل ماحصل هناك فرصة حتى أمام عدد من الأحزاب الكردية السورية للتراجع عن الخطأ واعادة النظر والعودة الى الأصول والجذور بالعودة الى الموقف السليم الى جانب الثورة والحراك الشبابي الكردي والانضمام الى – الأكثرية الصامتة – والكتلة الكردية الوطنية الثورية ولجميع هؤلاء مصلحة مشتركة في اعادة اللحمة بين الكرد والمكونات الوطنية الأخرى في اطار الثورة واهدافها في اسقاط النظام واعادة بناء الدولة الديموقراطية التعددية وذلك بالتوافق جميعا على صياغة البرنامج الكردي الجديد المشترك هذا ماأراه وأتمناه والقضية تحتاج الى نقاش .