د.
محمود عباس استحوذت الأحزاب الكردية على الحراك بكليته، مجرداً من أي تأويل، وأصبح تداول المصطلح دارجاً على علاته، وكأنه لا توجد حركة كردية من دونها.
ساعدت الحركة الثقافية على ترسيخ هذه القرينة الفكرية، وعزلت نفسها بذلك، فبقيت حراكها هناك كمراقب وناقد ومهاجم مزعج لمسيرة الأحزاب، في الوقت الذي يعلم الكل على أن الأحزاب جميعها بمؤيديها، ومؤسساتها، إن كانت موجودة، لا يمثلون في أفضل التوقعات 15% من الكرد في جغرافية كردستان الغربية.
محمود عباس استحوذت الأحزاب الكردية على الحراك بكليته، مجرداً من أي تأويل، وأصبح تداول المصطلح دارجاً على علاته، وكأنه لا توجد حركة كردية من دونها.
ساعدت الحركة الثقافية على ترسيخ هذه القرينة الفكرية، وعزلت نفسها بذلك، فبقيت حراكها هناك كمراقب وناقد ومهاجم مزعج لمسيرة الأحزاب، في الوقت الذي يعلم الكل على أن الأحزاب جميعها بمؤيديها، ومؤسساتها، إن كانت موجودة، لا يمثلون في أفضل التوقعات 15% من الكرد في جغرافية كردستان الغربية.
لذلك فالنقد والتهجم عليها في كثيره يعتبر غبناً بحق الشعب الكردي، وتمجيد غير مقصود للأحزاب السياسية، يقزمون الأمة من جهة، وينفخون في هلاميتها، أنه تضخيم غير مباشر لنضال مسلول (مريض) على أرض الواقع، كما وأن النقد المستمر والتهجم الدائم عليها يقلدها المسؤولية المطلقة على الساحة، وبها يحصرون الحركة الكردية فيها واعطائها القيادة المطلقة، خاصة عندما تنأى الحركة الثقافية بذاتها عن الذنوب، والأخطاء، وعدم قدرتهم على إزالة أسباب الواقع المأىساوي الذي يعيش فيه الشعب الكردي، ويلقي بجميعها على عاتق الأحزاب السياسية، إلى الحد الذي جعلت الأحزاب تقتنع بمطلقه، وأنها وحدها الحركة الكردية، وهي قادة الجماهير بكليتها، وزعماء الساحات الثورية، وعلى أساس هذه الرؤية يقومون باصدار البيانات والقرارات الحزبية وبصيغة مسؤولي الشعب.
في الواقع، أنهم دون هذه المسؤولية، ولا قدرة لهم على تحملها، لا ذاتيا، أقتصاديا، وجماهيرياً، ووعياً ديمقراطياً عملياً، ولا موضوعياً، كالقرارات السياسية بدون مرجعيات وضعف مواجهة الأجندات الخارجية المفروضة عليهم، لا شك أن البعض منهم أقتنى خبرة عملية سياسية، لكن معظمهم بدون خلفية ثقافية أو خبرة دبلوماسية داخلية أو خارجية، وبالتأكيد تعوزهم الجدارة للإدعاء بقيادة الشعب، بل أنه اغتصاب ساعدهم عليها الحركة الثقافية، مع تهاون من المستقلين السياسيين والحركات الشبابية.
وهنا لا نقصد الإخلاص الوطني والقومي وقيمهما لدى أي فرد حزبي، من الفرد العادي إلى القيادة، هذا المجال لا نبحث فيه، ولا يحق لأي كان بيع الوطنيات، على حساب القناعات والرؤى والتنظيرات الشخصية مهما كان واسع المدارك وعميق البحث، لنؤمن بالنسبية ونلغي المطلق.
دور الأحزاب السياسية الكردية في الشارع لا يختلف عن عملية اغتصاب السلطة الشمولية لإرادة الشعب السوري، فنقد أو تهجم الحركة الثقافية والأحزاب بين بعضها يتجاوز مستواهم الكلي، لهذا نجد ردات فعلهم حيالها، كالتكثيف من النقد المغلق ضد شخص الناقد، أوالتهجم إلى حد التهديد بطرق مباشرة أو غير مباشرة، بل وحتى إهانة بعض الكتاب والمثقفين، وللأسف الحركة الثقافية بكتابها واعلامييها، خلقوا هذه الاحزاب، واخرجوا بعضها من العدم، كما خلق الإنسان إلهه، ومن ثم عبده، بسبب الفراغ الروحي المحاط، والذي ملئ بالطريقة والتكتيك الخاطئين.
الحركة الكردية، يمثلها شارعها الثائر، وفي المقدمة الشباب الثوري العفوي، الذين يملكون بديهة الشعب عند ظهور أول غبن بحقه، وهم الذين ثاروا في انتفاضة المنطقة في عام 2004، وايقظوا قسم من الاحزاب من سبات نصف قرن من الزمن، وحركوا اقلام البعض من الكتاب والمثقفين لتدوين صفحات خالية من الرعب، نبهوا المثقفين الحقيقيين، لينبشوا بين الانقاض عن الاخطاء والسلبيات من وجهة نظر مغايرة لتاريخ امتلئ بالصفحات الموبوءة، وهم الذين أدركوا مفاهيم الثورة السورية، وتبنوها، وحاولوا السيطرة على القيادة، قبل ظهور المعارضة العربية وتشكلها الجمعي، وأدركوا مسبقاً بأنهم يملكون القدرة على فرض مطالبهم على الشارع الثوري، لكن الأحزاب الكردية، لجمود مفاهيمها وضبابية نظرتها وتكتيكها الخاطئ للمستقبل، ورضوخها لسيطرة سلطة شمولية على مدى عقود، وقفوا في وجه شباب الثورة، واتهموا شارعهم بكل الموبقات، وتمكنوا وبانتهازية الأحزاب ذات المفاهيم الشمولية، من تغيير مسار الثورة الشبابية في المنطقة الكردية عامة، وألحقوا تقرير مصير المنطقة بأطراف وجهات خارج جغرافية المنطقة الكردية.
علماً بأن الحركة السياسية خرجت وبفضل التيار الشبابي الثوري جزئيا من تحت عباءة السلطة الشمولية، لكنهم أنتقلوا إلى حضن جديد، وأصبحوا أجراء ينتظرون الأوامر من جهات أخرى يطبقونها على ساحاتهم وبأجندات لا تنتمي إلى المنطقة، ولا تخدم الشعب الكردي، فكانت لجميع الأحزاب اليد في ما وصلت إليه المنطقة من صراع كردي – كردي، وفراغ سياسي – عسكري، بعضهم بتخاذلهم وأنتهازيتهم، وبعضهم بطغيان الفكر الفردي الشمولي، وآخرين على خلفية بيانات وتصريحات مبنية على وجود عدمي لهم على الساحة.
حاولت وتحاول أحزاب منفردة أو جماعية ملئ الفراغ، لكن الطرق كلها كانت خاطئة، ولا تزال تسير وتنتهج نفس الدروب الفاشلة، وأول الدروب هو العمل والنضال المنفرد، أو محاولة التكوين والبناء بمعزل عن العديد من الاطراف الاساسية في الشارع، والحراك الكردي بأغلبيته ساهم في عزل الشعب عن منهج المعارضة السورية بشكل عام وليست العربية، وسببت في انحراف المعارضة ذاتها عن المطلب الكردي ومن ضمنهم تيارات كردية تدعي الوطنية قبل المطلب القومي، وعلى هذه الخلفية برز التفرد باصدار قرارات وبناء مؤسسات لا وجود للكرد فيها من قبل الإئتلاف الوطني السوري حالياً كما كان عليه المجلس الوطني السوري سابقاً.
لا يزال البعض من الكتاب ومجموعات من الحركة الثقافية والمستقلين والتنسيقيات الشبابية في حالة الصارخين بين جدران مغلقة الأبواب، لا يُسمع صوتهم، أو تغلق الآذان لعدم سماعهم، وكأنه لا صوت لهم، هم وحدهم مع المواقع الإلكترونية الكردية يستمعون إلى صدى بعضهم البعض، وتهمل أنتقاداتهم، والذين تمكنوا من إيصال صوتهم، اعتبروهم غوغائيين، ونشرت هذه الدعاية المضادة عن طريق مجموعة من الكتاب الملتزمين بالشخصية الحزبية والمفاهيم المطلقة، وبجمود ذهني، لهذا لم تظهر نتيجة من كل ما طرح وبحث فيه، ويعتبرونها قيل وقال.
معظم الانتقادات أو التوجيهات المطروحة على الأحزاب، تتيه وتضيع بين دروب تهجم الحركة الثقافية والكتاب على بعضهم البعض، والتي كثيراً ما بينوا على إنهم لا يختلفون عن قيادات الأحزاب فكراً وشمولية، والنزعة إلى الأنا، وحتى حول الثقافة في كثيره ومنها تناقضاتهم حول دراسة الماضي والحاضر، ولا يملكون نظرة متقاربة صائبة للمستقبل، أبعد من رؤية الأحزاب.
والعديد من الكتاب يغرقون الساحة الكردية في جدالات فارغة سفسطائية، ويخلقون معارك جانبية، والبعض منهم يعمقون الهوة بين الحركة الثقافية ذاتها حتى قبل توسيعها بين الاحزاب، ولا تدخل انتقاداتهم مجال خلق لاتحاد حقيقي، أو تألف نقي، أو تكوين قوة كردية واحدة، رغم أن معظمهم يطالبون ويكتبون حولها، لكن الأساليب المستخدمة، واللهجة المستعملة، وطريقة النقد المعروضة، تنفر الجميع، وتبعد أطراف من الحركة الثقافية عن بعضها، وتخلق الأحقاد بين قيادات الأحزاب، وصلت هذه إلى الشارع الكردي الثائر بعمقه وفصلتهم عن بعضهم البعض.
الكتاب والمثقفون الذين يقفون على سوية النقد المنطقي ويستمرون على محاولات ردم الهوة بين القوى السياسية الكردية لا يتعدون اصابع اليد، والبقية طرف في الصراع وجزء رئيس في توسيع هوة الخلافات.
يتبع….
د.
محمود عباس
الولايات المتحدة الأميريكية
في الواقع، أنهم دون هذه المسؤولية، ولا قدرة لهم على تحملها، لا ذاتيا، أقتصاديا، وجماهيرياً، ووعياً ديمقراطياً عملياً، ولا موضوعياً، كالقرارات السياسية بدون مرجعيات وضعف مواجهة الأجندات الخارجية المفروضة عليهم، لا شك أن البعض منهم أقتنى خبرة عملية سياسية، لكن معظمهم بدون خلفية ثقافية أو خبرة دبلوماسية داخلية أو خارجية، وبالتأكيد تعوزهم الجدارة للإدعاء بقيادة الشعب، بل أنه اغتصاب ساعدهم عليها الحركة الثقافية، مع تهاون من المستقلين السياسيين والحركات الشبابية.
وهنا لا نقصد الإخلاص الوطني والقومي وقيمهما لدى أي فرد حزبي، من الفرد العادي إلى القيادة، هذا المجال لا نبحث فيه، ولا يحق لأي كان بيع الوطنيات، على حساب القناعات والرؤى والتنظيرات الشخصية مهما كان واسع المدارك وعميق البحث، لنؤمن بالنسبية ونلغي المطلق.
دور الأحزاب السياسية الكردية في الشارع لا يختلف عن عملية اغتصاب السلطة الشمولية لإرادة الشعب السوري، فنقد أو تهجم الحركة الثقافية والأحزاب بين بعضها يتجاوز مستواهم الكلي، لهذا نجد ردات فعلهم حيالها، كالتكثيف من النقد المغلق ضد شخص الناقد، أوالتهجم إلى حد التهديد بطرق مباشرة أو غير مباشرة، بل وحتى إهانة بعض الكتاب والمثقفين، وللأسف الحركة الثقافية بكتابها واعلامييها، خلقوا هذه الاحزاب، واخرجوا بعضها من العدم، كما خلق الإنسان إلهه، ومن ثم عبده، بسبب الفراغ الروحي المحاط، والذي ملئ بالطريقة والتكتيك الخاطئين.
الحركة الكردية، يمثلها شارعها الثائر، وفي المقدمة الشباب الثوري العفوي، الذين يملكون بديهة الشعب عند ظهور أول غبن بحقه، وهم الذين ثاروا في انتفاضة المنطقة في عام 2004، وايقظوا قسم من الاحزاب من سبات نصف قرن من الزمن، وحركوا اقلام البعض من الكتاب والمثقفين لتدوين صفحات خالية من الرعب، نبهوا المثقفين الحقيقيين، لينبشوا بين الانقاض عن الاخطاء والسلبيات من وجهة نظر مغايرة لتاريخ امتلئ بالصفحات الموبوءة، وهم الذين أدركوا مفاهيم الثورة السورية، وتبنوها، وحاولوا السيطرة على القيادة، قبل ظهور المعارضة العربية وتشكلها الجمعي، وأدركوا مسبقاً بأنهم يملكون القدرة على فرض مطالبهم على الشارع الثوري، لكن الأحزاب الكردية، لجمود مفاهيمها وضبابية نظرتها وتكتيكها الخاطئ للمستقبل، ورضوخها لسيطرة سلطة شمولية على مدى عقود، وقفوا في وجه شباب الثورة، واتهموا شارعهم بكل الموبقات، وتمكنوا وبانتهازية الأحزاب ذات المفاهيم الشمولية، من تغيير مسار الثورة الشبابية في المنطقة الكردية عامة، وألحقوا تقرير مصير المنطقة بأطراف وجهات خارج جغرافية المنطقة الكردية.
علماً بأن الحركة السياسية خرجت وبفضل التيار الشبابي الثوري جزئيا من تحت عباءة السلطة الشمولية، لكنهم أنتقلوا إلى حضن جديد، وأصبحوا أجراء ينتظرون الأوامر من جهات أخرى يطبقونها على ساحاتهم وبأجندات لا تنتمي إلى المنطقة، ولا تخدم الشعب الكردي، فكانت لجميع الأحزاب اليد في ما وصلت إليه المنطقة من صراع كردي – كردي، وفراغ سياسي – عسكري، بعضهم بتخاذلهم وأنتهازيتهم، وبعضهم بطغيان الفكر الفردي الشمولي، وآخرين على خلفية بيانات وتصريحات مبنية على وجود عدمي لهم على الساحة.
حاولت وتحاول أحزاب منفردة أو جماعية ملئ الفراغ، لكن الطرق كلها كانت خاطئة، ولا تزال تسير وتنتهج نفس الدروب الفاشلة، وأول الدروب هو العمل والنضال المنفرد، أو محاولة التكوين والبناء بمعزل عن العديد من الاطراف الاساسية في الشارع، والحراك الكردي بأغلبيته ساهم في عزل الشعب عن منهج المعارضة السورية بشكل عام وليست العربية، وسببت في انحراف المعارضة ذاتها عن المطلب الكردي ومن ضمنهم تيارات كردية تدعي الوطنية قبل المطلب القومي، وعلى هذه الخلفية برز التفرد باصدار قرارات وبناء مؤسسات لا وجود للكرد فيها من قبل الإئتلاف الوطني السوري حالياً كما كان عليه المجلس الوطني السوري سابقاً.
لا يزال البعض من الكتاب ومجموعات من الحركة الثقافية والمستقلين والتنسيقيات الشبابية في حالة الصارخين بين جدران مغلقة الأبواب، لا يُسمع صوتهم، أو تغلق الآذان لعدم سماعهم، وكأنه لا صوت لهم، هم وحدهم مع المواقع الإلكترونية الكردية يستمعون إلى صدى بعضهم البعض، وتهمل أنتقاداتهم، والذين تمكنوا من إيصال صوتهم، اعتبروهم غوغائيين، ونشرت هذه الدعاية المضادة عن طريق مجموعة من الكتاب الملتزمين بالشخصية الحزبية والمفاهيم المطلقة، وبجمود ذهني، لهذا لم تظهر نتيجة من كل ما طرح وبحث فيه، ويعتبرونها قيل وقال.
معظم الانتقادات أو التوجيهات المطروحة على الأحزاب، تتيه وتضيع بين دروب تهجم الحركة الثقافية والكتاب على بعضهم البعض، والتي كثيراً ما بينوا على إنهم لا يختلفون عن قيادات الأحزاب فكراً وشمولية، والنزعة إلى الأنا، وحتى حول الثقافة في كثيره ومنها تناقضاتهم حول دراسة الماضي والحاضر، ولا يملكون نظرة متقاربة صائبة للمستقبل، أبعد من رؤية الأحزاب.
والعديد من الكتاب يغرقون الساحة الكردية في جدالات فارغة سفسطائية، ويخلقون معارك جانبية، والبعض منهم يعمقون الهوة بين الحركة الثقافية ذاتها حتى قبل توسيعها بين الاحزاب، ولا تدخل انتقاداتهم مجال خلق لاتحاد حقيقي، أو تألف نقي، أو تكوين قوة كردية واحدة، رغم أن معظمهم يطالبون ويكتبون حولها، لكن الأساليب المستخدمة، واللهجة المستعملة، وطريقة النقد المعروضة، تنفر الجميع، وتبعد أطراف من الحركة الثقافية عن بعضها، وتخلق الأحقاد بين قيادات الأحزاب، وصلت هذه إلى الشارع الكردي الثائر بعمقه وفصلتهم عن بعضهم البعض.
الكتاب والمثقفون الذين يقفون على سوية النقد المنطقي ويستمرون على محاولات ردم الهوة بين القوى السياسية الكردية لا يتعدون اصابع اليد، والبقية طرف في الصراع وجزء رئيس في توسيع هوة الخلافات.
يتبع….
د.
محمود عباس
الولايات المتحدة الأميريكية