أمين عمر
ونحن في خضم الثورة ليل نهار، وصوتنا لا زال مرفوعاً باستمرار، وأملنا مُزْهِرٌ يكسوه الخَضَار، أحلامنا كالربيع لا تأبه الحصار، و وجناتـُنا في المظاهرات تعاني البرد الإحمرار، وكأنها على وشك الانشطار.
ولكننا و باختصار، حسمنا أمرنا فكان الاختيار، ألّا نفارق الثورة والثوار.
وتعاقب علينا الشهور الطوال والقِصار، ليحل علينا عزيزاً أحد الزوار، والذي يُدعى آذار، شهر الكرد والأحرار، وهو كالمعتاد، مخزن الأحزان والأعياد، وأم الثورات ضد الطغاة و الاستعباد، فنداء الثورة كسر الأصفاد، وأطلق صهيل الجياد، ليطرد الأحقاد ويعيد الأمجاد، حالماً بزرع الزهور بيدٍ ناعمٍ لا بالضغط على الزناد.
ولكننا و باختصار، حسمنا أمرنا فكان الاختيار، ألّا نفارق الثورة والثوار.
وتعاقب علينا الشهور الطوال والقِصار، ليحل علينا عزيزاً أحد الزوار، والذي يُدعى آذار، شهر الكرد والأحرار، وهو كالمعتاد، مخزن الأحزان والأعياد، وأم الثورات ضد الطغاة و الاستعباد، فنداء الثورة كسر الأصفاد، وأطلق صهيل الجياد، ليطرد الأحقاد ويعيد الأمجاد، حالماً بزرع الزهور بيدٍ ناعمٍ لا بالضغط على الزناد.
وفي غفلةٍ دون سابقِ إنذار، فإذ بالجميعِ أضحوا ثوار، و الصبايا والرُضع لا يشق لهم غُبار، والغريب العجيب، وهو لأمرٌ مريب، حتى المُخبِر والعميل، خرجوا من الأوكار، وإنسلوا الى الثورة يتقدمون الأخيار، ويهتفون ضد الخائن والغدار، وكأنهم مُذ خـُلقوا أبرار، و لم يبق إلا أن يُطلب من هؤلاء الشُطار، قبول التوبة من الأحرار، من هذا المقدام أو ذاك المغوار، و أن نقول لهم، ما بك يا أميرنا و مولانا، بما تـُفتينا في ثورتنا ونجوانا.
وتستمر حكايا القيل والقال تشُدّنا، و ثورتنا ماضيةٌ تسبِقـُنا، ونحن لازلنا نلتفت حولنا، فنرى بؤس بعض قومنا، يديرون ظهرهم للحرية، وهي حبيسةٌ رهينة، تئن حزينة، مما ألمّا بها من غبنٍ ومصيبة، فاعتكفت وحيدةً في جحرها، وكنا قد ثرنا كما زعمنا لأجلِها، وتركناها تبكي في سِرها، حيث بلغها ما بلغنا، ما يوهن الشكيمة، من تدابير مُريبة، مخلوطة مع تراكمات كثيرة، قديمة و جديدة، وهي ما أنتجت حماقات الآونة الاخيرة، وأضحت مُجملها ممارسات خطيرة، تـُرتكب في منتصف الظهيرة، لا يرضاها سوى الوسواس الخناس، ويتجاهلها منظمات حقوق الناس والنسناس، وكأننا عدنا إلى عصر العباس أو أباه الفرناس، وهذا ما يـُضحِك الإرهابي في عِبه ، فَرِحاً بانتصار فكره، دون بذل المزيد من جهدهِ، لنشر مرضهِ وحقدهِ، لِمَ لا فدعاة الإنفِتاح والعصرنة، ممن كانوا ينشدون الحرية ويثيرون الفذلكات والثرثرة، ويتباكون صناديق الديمقراطية المظفرة، وإذ بالحرية أصبحت لهم بمقام الزعبرة والزعرنة، والعادات طغت على الحقوق و القضية، فمنهم من قص الشوارب وأطلق اللحية، حتى تكاد تبلغ الصُرة، إكراماً للشيخ أو لجبهة النصرة، وأعيد الشيخ تجديد فتوى الزواج والزيجة، ولا يهم إن لم يتم شرط العدالة المجيدة، وألغي بعض المشايخ قانون الضُرة مُرة، ولو كانت بحجم الجرّة، وصار العلماني يُسابق الانتهازي، بتقديم الطاعة للوالي، مردداً في صدره يا شيخي و يا مولاي ، وفي قامشلو تنطـّع رجالات الفكر و الإيديولوجيا، برفع رايات التحرير بوجود تماثيل باسل وبشار وأباهُما الشرير، وإذ بصيحات الحرية تغدو للحزب والقائد دون القضية، وصارت للعشيرة والقبيلة الأولوية، و أزداد الشعب في الأمر حيرة، وهو يرى كيف يجرون الحُرة أسيرة، بجريرة ثائرة تضع المكياج، فربما تصيب المارة بالهياج، وهو ما صفق له بعض الكُـتّاب كالنِعاج، ونددوا بها لا بهم، إذ كيف تخرج المرأة قبل أو بعد الظهيرة، فتحضر مظاهرة من دون تكشيرة ، وهي أمورٌ جد خطيرة، أن تلتهم الأنثى الشبيس والفطيرة، وتسهو عن الشعار المعتاد، و لا تهتف للقائد المقداد، وترفع البصر في وجه الجلاد.
وللأسف لم يأبه بها الثوار، ونحن من قال عنهم أبطال، وما نبسوا بكلمة ولو إرتجال، ولو بحجم ذرةٍ أو مثقال ، وكأنهم صمٌ بكمٌ عن نواحِ طفل تلك الحرة، وهو يناجي وا أماه، أهذه الديمقراطية خرساء..
طرشاء، أم خالتها الحرية هوجاء..
عرجاء.
يا أسفاه، ويا حسرتاه على رجالات القوم والقضية، وهم يطبخون الديمقراطية فيخطؤون المقادير و يسيئون الفهم و التقدير، فتخرج باهتة ولا تنفعها الخميرة أو الجرجير.
والمغاوير من الثوار، تراهم مرتاحو البال والضمير، وللبندقية يغنون الغاية تبرر الوسيلة، في زمن تساوت لدى البعض، الرّذيلة والفضيلة، ينامون ملء جفونهم وينفخون الأركيلة، سعداء بقوانين الأقوى يحكمنا وكأنها الغاب، بتطبيقها على ما تيسّر من أبناء قومهم من الشيب والشباب، فالقوي يملك أسرار الفضاء والقضاء، وكيفية الحصول على الغاز والمازوت مع بعض الولاء.
جُل القوم لا زالوا يرتجفون من البرد أو خوفاً من وحل النظام، أو من نظرات القائد، سيّد الحزب والعشيرة والزمان، بانتظار من يأتيهم بالخلاص من الذل والهوان، ليخرجهم من ظلمات الفكر والسوداوية، الى استحقاقات القضية، وبحلولٍ سحرية، دون أن يسعوا لتقديم بعض الشموع، فالطريق والحرية لا ينيران بالولولة والدموع.
وتستمر حكايا القيل والقال تشُدّنا، و ثورتنا ماضيةٌ تسبِقـُنا، ونحن لازلنا نلتفت حولنا، فنرى بؤس بعض قومنا، يديرون ظهرهم للحرية، وهي حبيسةٌ رهينة، تئن حزينة، مما ألمّا بها من غبنٍ ومصيبة، فاعتكفت وحيدةً في جحرها، وكنا قد ثرنا كما زعمنا لأجلِها، وتركناها تبكي في سِرها، حيث بلغها ما بلغنا، ما يوهن الشكيمة، من تدابير مُريبة، مخلوطة مع تراكمات كثيرة، قديمة و جديدة، وهي ما أنتجت حماقات الآونة الاخيرة، وأضحت مُجملها ممارسات خطيرة، تـُرتكب في منتصف الظهيرة، لا يرضاها سوى الوسواس الخناس، ويتجاهلها منظمات حقوق الناس والنسناس، وكأننا عدنا إلى عصر العباس أو أباه الفرناس، وهذا ما يـُضحِك الإرهابي في عِبه ، فَرِحاً بانتصار فكره، دون بذل المزيد من جهدهِ، لنشر مرضهِ وحقدهِ، لِمَ لا فدعاة الإنفِتاح والعصرنة، ممن كانوا ينشدون الحرية ويثيرون الفذلكات والثرثرة، ويتباكون صناديق الديمقراطية المظفرة، وإذ بالحرية أصبحت لهم بمقام الزعبرة والزعرنة، والعادات طغت على الحقوق و القضية، فمنهم من قص الشوارب وأطلق اللحية، حتى تكاد تبلغ الصُرة، إكراماً للشيخ أو لجبهة النصرة، وأعيد الشيخ تجديد فتوى الزواج والزيجة، ولا يهم إن لم يتم شرط العدالة المجيدة، وألغي بعض المشايخ قانون الضُرة مُرة، ولو كانت بحجم الجرّة، وصار العلماني يُسابق الانتهازي، بتقديم الطاعة للوالي، مردداً في صدره يا شيخي و يا مولاي ، وفي قامشلو تنطـّع رجالات الفكر و الإيديولوجيا، برفع رايات التحرير بوجود تماثيل باسل وبشار وأباهُما الشرير، وإذ بصيحات الحرية تغدو للحزب والقائد دون القضية، وصارت للعشيرة والقبيلة الأولوية، و أزداد الشعب في الأمر حيرة، وهو يرى كيف يجرون الحُرة أسيرة، بجريرة ثائرة تضع المكياج، فربما تصيب المارة بالهياج، وهو ما صفق له بعض الكُـتّاب كالنِعاج، ونددوا بها لا بهم، إذ كيف تخرج المرأة قبل أو بعد الظهيرة، فتحضر مظاهرة من دون تكشيرة ، وهي أمورٌ جد خطيرة، أن تلتهم الأنثى الشبيس والفطيرة، وتسهو عن الشعار المعتاد، و لا تهتف للقائد المقداد، وترفع البصر في وجه الجلاد.
وللأسف لم يأبه بها الثوار، ونحن من قال عنهم أبطال، وما نبسوا بكلمة ولو إرتجال، ولو بحجم ذرةٍ أو مثقال ، وكأنهم صمٌ بكمٌ عن نواحِ طفل تلك الحرة، وهو يناجي وا أماه، أهذه الديمقراطية خرساء..
طرشاء، أم خالتها الحرية هوجاء..
عرجاء.
يا أسفاه، ويا حسرتاه على رجالات القوم والقضية، وهم يطبخون الديمقراطية فيخطؤون المقادير و يسيئون الفهم و التقدير، فتخرج باهتة ولا تنفعها الخميرة أو الجرجير.
والمغاوير من الثوار، تراهم مرتاحو البال والضمير، وللبندقية يغنون الغاية تبرر الوسيلة، في زمن تساوت لدى البعض، الرّذيلة والفضيلة، ينامون ملء جفونهم وينفخون الأركيلة، سعداء بقوانين الأقوى يحكمنا وكأنها الغاب، بتطبيقها على ما تيسّر من أبناء قومهم من الشيب والشباب، فالقوي يملك أسرار الفضاء والقضاء، وكيفية الحصول على الغاز والمازوت مع بعض الولاء.
جُل القوم لا زالوا يرتجفون من البرد أو خوفاً من وحل النظام، أو من نظرات القائد، سيّد الحزب والعشيرة والزمان، بانتظار من يأتيهم بالخلاص من الذل والهوان، ليخرجهم من ظلمات الفكر والسوداوية، الى استحقاقات القضية، وبحلولٍ سحرية، دون أن يسعوا لتقديم بعض الشموع، فالطريق والحرية لا ينيران بالولولة والدموع.
يتناسى هؤلاء “الشجعان”، إن زمن الخوف والإرهاب والحرمان، قد دفن مع أول صرخةٍ في نيسان، بل حيث كاوى أعلنها في آذارٍ من الزمان، إما الشعلة وإما الظلم سيحكمان هذه الاوطان.
وعلى الشعب رغم الأحزان والأشجان، أن ينهض تاركاً الأوثان، ويعود للثورة رجالها الشجعان، لتبقى خالدة لا ترضى بالكتمان.
فاجعلوها يا بني قومنا ثورة لننبي الأوطان، ولننشر والمساواة بين الأخوة والجيران، لينعم بالعادلة هذا الانسان، حيث وطنٌ حرٌ لا يعرف اعتقالاً للوجدان ، ولن يتحقق الحلم ولن يفرح الخلان إلا بالوحدة والخلاص من الأضغان، فليتحد الكرد ولو لمرة في هذا الزمان قبل أن يلفظنا التاريخ ونصبح في طي النسيان أو نروى كحكاية من حكايا كان يا مكان، عن قوم دار لهم وعليهم الزمان.