
فوظيفة أي سياسة في البداية هي بناء التنظيم ومن ثم البحث عن مصادر القوة والوسائل لتحقيق برامجه وأهدافه على المدى المنظور والبعيد .فبدون القوة لا معنى للسياسة على أرض الواقع .
المرحلة الثانية …وقد بدأت في نهاية شهر حزيران بعد أن أصاب الحراك الشارع الكردي بعض من الفوضى وضياع الأحزاب وتيهها لقيادة المرحلة في ظل غياب مرجعية كردية جامعة وحينها طرحت مبادرة لبناء مرجعية كردية من خلال عقد مؤتمر كردي وكانت المبادرة من خليل كالو أولا دون غيره في طرحها ومن ثم لاقت قبولا وحماسة لدى الكثير من الشباب والأصدقاء وقمنا بالاتصال مع قادة الأحزاب واحد تلو الأخرى ومن ضمنها PYD وحينها قابلت السيد مسلم وذلك في دار المرحوم فارس عنز مع هيئة صغيرة من الأصدقاء وكان ذلك في نهاية شهر تموز ..فطرحنا عليه الفكرة بعد نقاش دام ساعة فقبل الفكرة وقال بالحرف الواحد : أكلفك يا كاك خليل كالو بالنيابة عنا واتصل مع بعض رفاقنا لأننا مشغولون في بناء التنظيم حيث لا يوجد لدينا أي قوة حقيقية على الأرض وتنظيمنا مهلهل يستوجب علينا بنائه من جديد على ضوء المستجدات الجديدة وأخبرني بأن 1200 من رفاقنا في الجبل الآن هم في الساحة وقد حضروا للمشاركة في الحدث السياسي الهام وهم من هذا الجزء من الوطن ..إذن كان ب ي د ضعيفا إلى ذلك الوقت فعليا وعلى الأرض …
ومنذ ذلك الوقت بنى كل طرف لنفسه مجلسا وانفصل الكرد عن بعضهم من جديد وبدأت رحلة التشتت والانقسام والصراع من جديد ..إلا أن ب ي د اجتهد وثابر ونشط ولم يكل ويمل وبنى تنظيما قويا ارجع ثقة أنصاره القدامى أما مسالة أن النظام قد أعطى الضوء الأخضر له فهذا مبالغة وتجني لأن الأحزاب الأخرى أيضا كانت معطيا لها الضوء الأخضر في تخريب الحراك الشبابي ونخره من الداخل وإذا ما ناقشنا المسألة في هذا الاتجاه فلم تكن الأحزاب الأخرى قريبة من الحراك الشبابي بقدر قربها من النظام أيضا ..فنجح الطرفان في تنفيذ مهامهما بنجاح ..بناء مجلسين منفصلين وبمرجعيات مستقلة ..
من هنا أصبح ب ي د ندا للمجلس الوطني الكردي .
وعلى ضوء مستجدات والتطورات الجارية في سوريا اتخذ ب ي د لنفسه سياسة خاصة به وانعزل وقام كوادره وأنصاره ليل نهار بالعمل كالنمل والنحل دون مقابل بناء على الإرث الماضي لحزب العمال الكردستاني وقائده الأسير وسير الشهداء فاستقطبوا مشاعر وعواطف ممن تبقى من أنصاره وشيئا فشيئا استولوا على كل شيء يجلب لهم الفائدة والقوة ولا ينكر بأنه استعمل في الكثير من المواضع القوة والإرهاب لتحقيق ما يريد ونجح .بالرغم من النقد وتدخل الإقليم الكردستاني وبناء الهيئات المشتركة والوعود الورقية من المجلسين .
وهنا أصبح ب ي د نصف القوة على الأرض ومنافسا قويا للمجلس الوطني الكردي .
المرحلة الخامسة … إخلاء النظام لبعض من مواقعه غير الإستراتيجية حينما شعر بقدوم الجيش الحر إليها واستولى عليها لـ ب ي د ولكن كل الظن وعلى ضوء تجارب الشعوب والتاريخ في هكذا أحداث هو نية النظام لخلق الصراعات بين طرفين معاديين لهما على مكاسب مادية وسلطوية بدلا من مقارعته هو “ب ي د والجيش الحر”..
وخلق أجواء من الفوضى وفقدان الثقة بين المكونات الرئيسية في سوريا وبين الكرد ذاتهم وقد نجج إلى حد ما ..فلم يبق أمام ب ي د ومقاتليه سوى إثبات الذات والعمل على فكرة حماية المناطق الكردية وقد ولد لدى الكثيرين من الكرد راحة نفسية وقبول وهذا من صلب ثقافتهم ومبادئهم العقائدية والحضور باسم الشخصية الكردية من خلال العمل العسكري الذي هو ممتهن له وخاصة في معارك حلب وسري كانيي وقد نحج ب ي د إلى حد كبير في تحقيق طموحاته من السلطة المحلية والنفوذ والتحكم بالقرار الكردي على الأرض .وهنا شعر الناس بقوة ب ي د بشكل حقيقي وبدأت الحسابات والحركة من الأحزاب الأخرى وشعورها الحقيقي بمداهمة ب ي د دوائرها الطوطمية .
وقد بدأت الآن بعد انتشار الكتائب المسلحة في أنحاء المحافظة وخاصة في الريف الجنوبي العربي ودخول الحراك الكردي مرحلة حساسة وخطرة في نفس الوقت وخاصة من الناحية الأمنية واللوجستية والمعيشية مع اشتداد حملات الصراع الداخلي وكسر العظم وانقسام المجتمع الكردي على نفسه على أسس مرجعيات وسياسات غير مجدية قوميا استحوذ ب ي د على ما تبقى من مناطق في جل آغا وتربسبيي عمليا وهنا باتت القوى الأخرى في حكم الغياب والارتباك والسكون …
28.2.2013