خلال لقائي بمعارض سوري بمدينة هولير عاصمة كردستان ، قلت للرجل:” من الضروري أن تقوم منظمات ذات الشأن، بفتح دورات خاصة لرجالات المعارضة العربية في سوريا،بهدف تغيير بنية العقل لديهم وصولا إلى الإنفتاح على الديمقراطية للإعتراف بالمكون الآخر”.
وحقا هذا ماحدث، حين رفض الرجل التوقيع على بيان لوقف الإقتتال الداخلي في سه رى كانيه (Serê kanyê)، لوضع حدد للتدمير وللقتل، والسبب هو حسب ماورد في welati.net ذكر إسم الكرد إلى جانب العرب، علما أن المدينة كردية قوميا، مع التركيز على ضرورة حماية حقوق جميع الأقليات الدينية والإتنية فيها، وكردستانية جغرافيا.
هنا لابد الوقوف عند نقطتين مهمتين تخصان السيد المالح: أولهما،وحسب مصادر من المعارضة نفسها، أن منزل السيد المالح والذي يقدر باكثر من خمسين مليون ليرة سورية، يقع في ضاحية الأسد على مقربة من منزل محمد ناصيف، حيث تقع أهم الدوائر الأمنية للنظام، ويحتاج الوصول لداره إجتياز عشرات الحواجز الأمنية.
وثانيهما، أن السيد المالح خرج من سوريا برفقة مجموعة معارضين الداخل وبتكليف من الجهات الأمنية، بهدف الإلتحاق بمعارضة الخارج من أجل تقويضها وهو بنفسه إعترف بذلك أمام شخصيات سياسية مهمة، لكنه خرج من السرب ملتحقا بالمعارضة الحقيقية.
وأخيرا لابد من إبداء ملاحظات أساسية في هذا الإطار:
1- أن السيد هيثم المالح يعرض تاريخه للخطر بمواقفه اللامسؤولة هذه، فهو محامي معروف حاصل على إجازة في القانون ودبلوم في القانون الدولي العام.
ومن المفروض أن يميز مابين الحق والباطل، وأن لايراد لكلمة حق أن تكون باطلا.
2- معتقل سابق، أعتقل في الفترة مابين (1980-1986) ومابين سنوات (2009-2011)، ومضرب عن الطعام عدة مرات، فعليه أن يشعر بمشاكل وقضايا الآخرين.
3- منذ العام 1989 يعمل في منظمة العفو الدولية، وأحد المساهمين بتأسيس الجمعية السورية لحقوق الإنسان.
فأين دفاعه إذن عن شعب يعود تاريخه إلى (5000) سنة ويعيش على أرضه التاريخي ومناضل من أجل حقوقه القومية المشروعة، فلا بد أن تتبرأ منه تلك المنظمات صونا لمصداقياتها.
4- وهو القائل في مقابلة تلفزيونية:” المستقبل مرهون بيد الشعب، وأن على الناس أن تدافع عن مصالحها، وأنه على كل مواطن أن يعي حقوقه ويدافع عنها”، ودفع سنتان من عمره في السجن عن هذه المقابلة، اللهم إذا كان لديه مكيالين في تعريفه بالدفاع عن “المصالح” و” الحقوق “.
ولابد أن نقول للسيد المحامي هيثم المالح الذي نكن لنضاله كل التقدير: ” لامكان لسياسي في رسم سوريا المستقبل، إذا ماعادى الشعب الكردي وقضيته المشروعة، لأن الكرد يشكلون بيضة القبان في عملية التوازنات الجديدة ليس فقط في سوريا بل وفي الشرقين الأوسط والأدنى”.
———————–