؟ وإلى أين ستنتهي بنا السياسات الكردية الرعناء هذه الأيام وخطب المتسلقين والمرضى النفسانيين وصناع الخبر التخويني…؟ ثقوا لسنا ملكا لآبائكم وحمير سخرة لدى أحد ولن نكون يا من لا تساوون شيئا في عرف ومنطق التاريخ وسياسة الكردايتي ..لأجل ماذا خطاب الفتنة والتجييش والتخوين والنفير بين الأنصار العميان والحمقى ..؟ فحتى لو احترق البلد بما ولد لن يخسر البعض فيه دجاجة واحدة.
لقد تعب الناس من الركض خلفكم والمناشدات المتكررة للجمع دون أن تغيروا في سلوككم والإتيان بالمفيد ..لستم أهلا للسياسة ويبدو أن السياسة ليست مهنة للكرد وهذا القول ليس تجنيا بل شهادة التاريخ وكلام الواقع المعاش..!! فمتى تعلمنا ممارسة السياسة بأصولها ومنطقها وعلومها وموضوعاتها الأساسية وأتقنوها والتزموا بموجباتها وجدانا وصدقا في تجميع الطاقات وتأهيل الشخصية المنتجة من اجل أهداف عامة وفي المقدمة موضوع الإنسان والمصالح القومية والوطنية العليا بالدرجة الأولى والاستفادة من تجاربهم المريرة سيكون حينها شأننا شأن كل الشعوب والأقوام حين العمل.
ما أسخف الكردي وما أبشع منظره وخلفه وهو يعيش القديم بكل تفاصيله وعلى نظرية المؤامرة في ظل ثقافة وفيم العصر والديمقراطية والثورات الشعبية وخاصة في جانبه السياسي والثقافي والمعرفي ووعي الذات..
فبالرغم من معاناة الكرد طوال عقود بل لقرون وحقب لم يتكون لديهم عقلية حيوية وفلسفة للحياة تستوعب مرحلتها ولم تؤسس لثقافة وفكر وتنظيم تتماشى وتساير ظروفهم لبناء مستقبل مثل غيرهم من الشعوب.
فبقيت روح البداوة “الكوجرية” والثقافة العشائرية الفجة والحزب الهاوي والمنابت الاجتماعية المهزومة تاريخيا تسيطر على نمط حياتهم وطبيعة تفكيرهم في معالجة وحل مشاكلهم اليومية والجماعية المصيرية والقومية حتى اللحظة ونحن في القرن الحادي والعشرين وبالرغم من استهلاكنا لقيم الحضارة والعلوم ومنتجاتها.
ما زال الكردي منا مغرورا بجهله و يعتز بتخلفه ويتفاخر بعبوديته وحمقه ومنهجه القومي البدائي ويقوم عن سابق إصرا ر وترصد غلا وتشفيا بالانقلاب على الذات والتآمر على حقيقته وهوأسير موروث ثقافي وسياسي بالي حتى يثبت لنفسه بأن الأنا الفيزيولوجية والنفسية الهذائية لديه ما زالت موجودة وحاضرة حتى لو احرق البلد وخان التاريخ وخرب القيم الاجتماعية والثقافية وعرض السلم الأهلي والمجتمعي للهدم والتخريب والغريب في كل حراكه هذا بأنه يتم باسم السياسة وحقوق الجماعة والقومية دون أي وازع ومنافيا لكل أخلاق جمعي وإنساني ومنطقي وهناك أيضا من يسعى وهو مصر ويعتقد على أنه رجل الضرورة لقيادة الكرد في هذه المرحلة وهولا يستطيع تامين نفسه في الظرف المنظور وهرب عند أول ارتفاع درجات الحرارة فكيف بالعبور بشعب إلى مسعاه في عباب بحر هائج ومتلاطم الأمواج وينعت بنفسه بطلا قوميا وهو لم يخض معركة أو تأمين أسباب نجاحها فمثل من يعمل في السياسة الكردية أحيانا كمثل من يقود القطار على طريق ترابي صحراوي ويسوق الجمل في مسلك جبلي مثلج دون معرفة طبيعة الأشياء التي يتعامل معها..
فمتى عرف الكردي أعدائه وعرف قدر نفسه وطاقاته وسبب عبوديتهم سياسيا حينها يمكن الحديث عن سياسة كردية معاصرة ومجتمع سليم الوجدان والتفكير…!!