فيصل يوسف، رئيس المجلس الوطني الكردي:»يُنتظر أحيانا من المجلس القيام بأشياء لا تقوى حكومة على فعلها«

يترأس فيصل يوسف (مواليد 1954، القامشلي) المجلس الوطني الكردي منذ 14 آب (أغسطس) 2012.

أصبح عضوا في الحزب التقدمي الديمقراطي الكردي في سوريا مطلع السبيعينات ليصبح في ما بعد عضوا في مكتب الحزب السياسي.

في شباط (فبراير) 2010 غادر يوسف الحزب التقدمي وأسس مع مجموعة من المؤيدين الحزب التقدمي الديمقراطي الكردي – حركة الإصلاح والتي يترأسها بنفسه.

يتحدث يوسف إلى الـ كردووتش عن إنضمام المجلس الوطني الكردي إلى الإئتلاف الوطني وعن علاقته بمجلس شعب غرب كردستان. 
 منذ تأسيس الإئتلاف الوطني في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 كان يدور النقاش عما إذا كان ينبغي على المجلس الوطني الكردي الإنضمام له أم لا.

كيف يبدو الأمر الآن؟
 

لقد قررنا في المجلس الوطني الكردي أن تكون جميع إتصالاتنا الخارجية بالتشاور مع شركائنا في مجلس شعب غرب كردستان وذلك وفقا لما جاء في إتفاق أربيل.

قال لنا أعضاء مجلس شعب غرب كردستان: »لقد قررتم الموافقة، ونحن نعهد إليكم بتمثيلنا في التحالف«.

ونحن الآن جاهزون للإنضمام.

 إذن أنتم تريدون الإنضمام إلى الإئتلاف باسم الهيئة الكردية العليا، وليس باسم المجلس الوطني الكردي؟ 


نعم، هذا هو قرارنا.

وإذا كان الإئتلاف يرغب بتوسيع جسمه فعليه بقبول طلبنا.

 ما مضمون الشروط التي طرحها المجلس الوطني الكردي لإنضمامه إلى الإئتلاف الوطني؟ 

شروطنا كانت الإعتراف الدستوري بالشعب الكردي وهويته القومية وكذلك ضمان الحقوق القومية المشروعة وذلك بالتوافق مع المعايير والإتفاقيات الدولية.

كما يجب تمثيل الأكراد في الإئتلاف الوطني ولجانه بما يتناسب مع نسبتهم من مجمل الشعب السوري، أي تقريبا بنسبة 15%.

وطبعا يجب إلغاء جميع تلك المراسيم والممارسات التمييزية بحق الأكراد وتعويض المتضررين وإعادة الوضع على ما كان عليه في السابق.

من ناحية أخرى يجب أن يكون اسم سوريا الرسمي »الجمهورية السورية« بدلا من »الجمهورية العربية السورية«.

ونطالب الإئتلاف بالإلتزام بدعم سائر المجموعات المسلحة الوطنية، وليس فقط الجيش السوري الحرّ.

هذه مطالبنا إلى الإئتلاف الوطني.

كان رد الإئتلاف الوطني في البداية سلبيا، فهو رفض جميع مطالبكم وقبل فقط بتعيين كردي كنائب رئيس.

وإنضمامكم إلى الإئتلاف تمّ بعد أن بعث لكم رئيسه أحمد الخطيب رسالة أخرى.

هل هذا صحيح؟
 

نعم.

لقد تلقينا رسالة ثانية من أحمد الخطيب في 10 كانون الأول (ديسمبر).

وقد أكد لنا فيها أن الإئتلاف سيدعم حصول الشعب الكردي على حقوقه في إطار وحدة الأراضي والشعب السوري.



هل أجبتم الإئتلاف رسميا؟ 

لا.

ليس بعد.

نرغب أولا بلقاء ممثليهم لمناقشة مطالبنا.



 ثمة مشاكل كثيرة بين المجلس الوطني الكردي ومجلس شعب غرب كردستان.

هل قدم لكم أي تنازلات ما بحيث أصبحتم تحاولون إدماجه في الإئتلاف الوطني؟
 

 مصالح الشعب الكردي هي الأهم.

نحن نحمي هذه المصالح وهو ما يستلزم وحدتنا.



بعض أعضاء المجلس الوطني الكردي يتهم مجلس الشعب بإنتهاكات خطيرة، كخطف وإعتقال بعض أعضاء المجلس.

هل تم الإفراج مؤخرا عن جميع المخطوفين لدى مجلس شعب غرب كردستان وحزب الإتحاد الديمقراطي؟
 

إن اللجان التي شكّلناها سابقا واللجان الجديدة المنبثقة عن المجلسين [شُكِّلت عقب المفاوضات الأخيرة في أربيل بين 23 و25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012] تعمل على تسوية هذه المشاكل.

كما قررت لجنتنا التنفيذية في إجتماعها الأخير مناقشة جميع المشاكل بشكل صريح وإيجاد حلول لها وتسريع العمل بذلك وذلك بهدف عدم تصعيد الوضع والتخفيف من معاناة شعبنا.



هل شهدت جهود توحيد المجموعات الكردية المسلحة أي تقدم؟ 

لقد شكّلنا لجنة هدفها توحيد جميع المجموعات المسلحة وتطوير آلية تضمن ذلك.

كما سيكون هناك نوعا من النظام الداخلي ينظم عمل هذه المجموعات.



هل أقمتم إتصالات مع وحدات الحماية الشعبية (YPG) التابعة لل(PYD) بهذا الخصوص؟ وفي حال قيامكم بذلك، هل حصلتم على موافقتهم؟ 

نحن نعمل في إطار الهيئة الكردية العليا ولا ننظر إلى ال(YPG)  كجهة ثالثة.

 أيعني هذا أنكم لم تحققوا خطوات عملية بعد؟ 

 لقد شكلنا لجان سيجتمع أعضاؤها عما قريب.

 يزعم بعض الأعضاء أن اللجان تخصص الحيز الأكبر من وقت إجتماعاتها للمسائل التنظيمية.

هل أنت راض كرئيس للمجلس عن عمل هذه اللجان؟ 

نواجه الكثير من المطالب.

ولا مشكلة في ذلك.

بيد أن الذين يطالبوننا عليهم أن يأخذوا بالإعتبار ما نملكه من إمكانيات.

يُنتظر أحيانا من المجلس القيام بأشياء لا تقوى إلا حكومة على فعلها.

ولكنني أؤكد هنا أن المجلس قد أنجز الكثير في مجال الإغاثة رغم كل عيوبه.

إن المجلس الوطني الكردي قادر على العناية بأهله.

لم يكن بسيطا ما أنجزه المجلس في رأس العين عندما دخلها المسلحون.

كما أن الحفاظ على السلم الأهلي كان من القضايا التي نجحنا فيها.

صحيح أننا نخصص الكثير من الوقت لمشاكلنا التنظيمية.

إلا أن هذا ليس كل ما يشغلنا.

نحن نناقش أيضا قضايا المعارضة والعلاقات الكردية الكردية والعلاقات مع العرب والمسيحيين ومجموعات أخرى.

ثمّة إحترام للمجلس على المستوى الوطني وتقدير له كحام وممثل للشعب الكردي وحقوقه.

ليس المجلس مشغولا بنفسه فقط ولا يجوز الكلام عن عيوبه فقط.

ومن الطبيعي أن يكون فيه آراء متباينة.

أعضاؤه هم منظمات ومجموعات شبابية ومستقلون.

البعض يتربص بأخطائنا ويضخّم مشاكلنا الصغيرة.وهم ليسوا مستعدين لمساعدتنا بتجاوز مشاكلنا ودعمنا.

ليس ثمّة بديل عن المجلس الوطني الكردي.

لقد أُسّس المجلس الوطني الكردي منذ قرابة العام.

بيد أنه لا يملك حتى الآن أية وسائل إعلام.

فليس لديه صفحة على الإنترنت ولا على موقع الفيس بوك، ناهيك بالإذاعة والتلفزيون.

لم يصدر المجلس حتى الآن أية مجلات سياسية.

ولا نعمل في هذا الإتجاه.

وندين للعديد من الصفحات الكردية نشر بياناتنا الصحفية.

بخصوص تلك المشاريع الكبيرة فإمكانياتنا محدودة.

بالرغم من ذلك فإننا نأمل ونعمل على الحصول على عدد من ساعات البث على إحدى المحطات التلفزيونية.

آمل أن ننجح في ذلك. 

متى سينعقد المؤتمر الثاني للمجلس الوطني الكردي؟ 

مازلنا في مرحلة التحضير، ولكن موعد الإنعقاد بات قريبا.

لم يتجاوز عمرنا العام بكثير.

ولسنا تحت ضغط الوقت.

كردووتش، 28 كانون الأول (ديسمبر) 2012

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…