حتى أنت يا باتريك سيل !! ؟

شادي حاجي

أحد الأصدقاء الذين نعتز بصداقتهم لفت نظري الى المقالة التي كتبها الكاتب البريطاني الشهير المختص في شؤون الشرق الأوسط مؤلف كتاب عن حافظ الأسد … المنشور في جريدة الحياة بتاريخ 28 / 12 / 2012 تحت عنوان ( الأكراد ينتهزون فرصتهم ) … مقالة أقل مايقال عنها بأنها سطحية مشوهة مدفوعة الثمن يفتقر الى أدنى درجة من المهنية الاعلامية ومبادئها من حيث عدم صحة المعلومات الواردة فيها وعدم دقتها معتمدآ الاستنتاج والاستقراء دون أن يكلف نفسه للبحث عن المعلومة الصحيحة ولولدقائق أويوضح المصادر التي استقى منها معلوماته… وإنما اكتفى بكلمة يقال كذا ويقال كذا… فهل يجوز لكاتب كبير بقامة باتريك سيل أن يقدم ومن خلال مقالته هذه على تشويه صورة الشعب الكردي الذي نا ضل ويناضل منذ عشرات السنين وبكافة السبل المشووعة لإزالة الاضطهاد القومي عن كاهله والعمل على تحقيق الحقوق القومية المشروعة وفق القوانين والمواثيق الدولية وقدم ألاف الشهداء في سبيل ذلك
إن أكثر مايثير الاستفزاز والاشمئزاز في نفس الوقت هو تبنيه العقلية البعثية العنصرية العروبية التخوينية تجاه الكرد من خلال ربطهم باسرائيل وبالمخططات الاسرائلية في المنطقة من خلال قوله قيام اسرائيل ( بتسليح أكراد العراق وتدريبهم ضد بغداد.

ومنذ حرب عام 2003، باتت علاقتها وثيقة مع الحكومة الكردية.) … وكل ذلك بغية تأجيج وتأليب العرب على الكرد من جهة ودق اسفين فيما بينهم من خلال مزاعمه تلك … ويتجلى هذا الأمر بشكل واضح لالبس فيه… حيث جاء في ختام مقالته (لكنّ يبدو أنّ مصائب قوم عند قوم فوائد.

فكلّما غرق العرب في الانقسام والحرب، كلما انتصر أعداؤهم وكلّما اعتقد الأكراد أنّ حلمهم بالاستقلال سيتحقّق أخيراً.

) وكأته يذكرهم بمقولة البعض من غلاة العرب العنصريين الذين كانوا يعتبرون الشعب الكردي كخنجر في خاصرة الأمة العربية وباسرائيل ثانية أحيانآ … علمآ أن الكرد وحسب أحد الأخوة الذي علق على المقالة قائلآ (لم يكن الكرد يومآ أعداءآ للعرب بل تصدوا في كافة محطات التاريخ لاسلاف السيد سيل الذين وفدوا المنطقة محتلين وغزاة وادوات فتنة.

ودافعوا عن حياض المنطقة واستقلالها ) بل كانوا يقاومون الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة التي لم تسلم من بطشها العرب أنفسهم وفي الوقت الذي يرفع العلم الاسرائيلي في أكثر من عاصمة عربية واسلامية
لم يكتفي السيد سيل الى هذا الحد بل يحاول أيضآ الانتقال الى الضفة الأخرى واللعب على إحداث فتنة بين الكرد وايران عندما يتهم الكرد في اقليم كردستان العراق باقامة قواعد للطائرات الاسرائلية من دون طيار تعمل ضد ايران للقيام باجراء عمليات استخباراتية عبر حدود المنطقة الكردية ضد منشآت ايران النووية
ومن ثم يدخل السيد باتريك سيل نفسه في تناقض عجيب غريب حيث يقول إن إسرائيل تدعم مجموعات كردية مسلحة داخل إيران مثل حزب «بيجاك» أوحزب الحياة الحرة الكردستاني لشنّ هجمات مسلّحة ضد أهداف إيرانية علمآ أنه حزب كردستاني في ايران… وقد يتواجد بعض عناصره ضمن حدود مناطق اقليم كردستان العراق الخارج عن سيطرة حكومة الاقليم وهو حزب قريب من حزب العماال الكردستاني ويؤمن بأيديولجيته … وتارة أخرى يشير بأن في الصيف الماضي انسحب النظام السوري عمداً من القرى ذات الأكثرية الكردية على طول الحدود مع تركيا.

وسلمتها إلى الأكراد وهويقصد حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تشكل عام 2003 المتحالف مع حزب العمال الكردستاني حسب زعمه ساعيآ إلى معاقبة تركيا لدعمها الثوّار السوريين … حيث يشير بذلك الى وجود علاقة أو اتفاق بين الطرفين وإن لم يوضح هذا الأمر بشكل واضح وصريح
هنا السؤال : كيف اسرائيل تدعم منظمة بيجاك الكردستاني لضرب الأهداف الايرانية والنظام السوري انسحبت من مواقعها في المناطق الكردية على الحدود التركية السورية لصالح حزب الاتحاد الديمقراطي لإثارة المشاكل لتركيا وكلاهما حزبان قريبان لحزب العمال الكردستاني علمآ أن ايران من أقوى الحلفاء وأقوى الداعمين للنظام السوري ؟؟؟
وأخيرآ وليس أخرآ فإن السيد سيل اختلط عليه الأمر وهو الكاتب المختص في شؤون الشرق الأوسط عندما يقول بأن شيركو عباس رئيس المجلس الوطني الكردستاني _ سوريا الذي تشكل في بلجيكا عام 2006 المقيم في أمريكا بأنه رئيس المجلس الوطني الكردي وبالتالي نسب تصريحه التي أدلى بها خلال مقابلة الى رئيس المجلس الوطني الكردي في سوريا الذي تشكل في 2011 في القامشلي وهذا ماشكل لغطآ كبيرآ في الأوساط السياسية وبشكل خاص العربية منها نظرآ للمعلومات التي وردت في هذا التصريح … وهنا من حقنا أن نتسائل لماذا ولمصلحة من ياسيد باتريك سيل هذا الاستهتار وهذاالاستخفاف بعقول الشعب الكردي الذي من حقه تقرير مصيره كيفما ومتى يشاء وفق القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية ذات الشأن وبالتالي من حقه انتهاز كافة الفرص المتاحة وبكافة السبل المشروعة لتحقيق طموحاته القومية
ملاحظة وعتب : للمواقع الكردية التي نشرت هذه المقالة دون قراءتها بالرغم من الأخطاء الكثيرة الواردة فيها .

ألمانيا 30 / 12 / 2012.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…