محمود عباس
المصداقية في هذا: يتطلب اتحاد متكامل، بعيد عن الذاتية الحزبية والتمسك بالشخصية الانانية، ويتطلب مؤتمر استثنائي مستعجل، لتشكيل هيئة وحيدة بسكرتير وحيد ومركزية تمثل هذه القوة المتلائمة مع التطورات الجارية، إذا كانت مقبولة من قادة الاحزاب وأعني هيئاتها القيادية، فهي لابد ستلقى بالترحاب من قبل القاعدة والجماهير.
بعيدا عن المفاهيم وتكوين الشخصية! ألم يكن الانشقاق الاول – في البارتي بعد وفاة المرحوم كمال أحمد آغا – صراع على السكرتارية؟! ويومها تدخل من تدخل ولسنا بفتح تلك الصفحات الان! الم يكن الانشقاق الثاني بسبب نفس المعضلة؟ الم يكن انشقاق اليكيتي بسبب قضية مشابهة في الداخل والخارج، وكانوا على بعد خطوات من انشقاق آخر في المؤتمر الاخير لولا تنازل الغيارى منهم؟ الم يكن انشقاق الآزادي بسبب القيادة والسكرتارية؟ لا نود أن نبين الاسماء فهذه قضاياهم! لكن ما أود قوله هو أن بعض التواضع من القيادات وترك الأنا جانباً سيكون من السهل تشكيل اتحاد تنظيمي سياسي متكامل.
أي حزب له احترام وتقدير بين الجماهير وفي الشارع الكردي وفي المحافل الدولية.
اتحاد سياسي بدايته مليء بالتناقضات، مبنية على ركيزة فكرية ثقافية ضحلة حول شخصية الإنسان الكردي الحزبي والمستقل، تعكس مفاهيم معبقة باختلافات قادة الاحزاب! ليتها طارت في اجواء القيم الوطنية وليست الحزبية! تجارب الشارع الكردي مع أمثال هذه الاتحادات والمجالس والتحالفات تجاوزت حدود المنطق والثقة، لا شك انه ولادة قيسرية لواقع المنطقة المتردي بكليته وبشكل عام والذي يمر به الوضع السياسي الكردي بشكل خاص، في غرب كردستان، وهو أنعكاس مباشر لانفرادية التحكم بالشارع الكردي – بشكل عملي وليس نظريا – من قبل حزب وحيد قوي نسبيا مع مؤسساته المدنية أو العسكرية والتي تشكلت أو ظهرت مؤخراً، وهي سيطرة استبدادية في بعضه، مرفوضة في مفاهيم الثورة الكردية سابقاً والسورية حاليا.
من جهة أخرى، نشاطات تخترق حدود الدول وقاعات الفنادق والصالونات المخملية المغلقة، غليان في الاروقة السياسية – الدبلوماسية، لكل حضور دبلوماسي يقابله جلسة واجتماعات مخالفة.
قيادي أو قادة أحزاب يتهامسون مع أعداء الآخر الكردي، لا يهمهم من هو العدو ومن هو الصديق، في دواوين الكل يتواجد كردي ما، يوجد بين الاحزاب الكردية من كل الالوان و الانتماءات، طوائف تتلائم وأذواق الدبلوماسيين الامريكيين أو الروس، وآخرين مع اجندات الاتراك أو الايرانيين أو اخواتهم، لا يستصعب التلائم مع التيار السني الليبرالي إلى اقصى الرديكالي – السلفي أو النصرة وغيرهم – إلى التيارات العروبية الواضحة أو المغلفة بسواد، من موسكو إلى بغداد إلى أنقرة إلى واشنطن.
ما الفرق بين بغداد وتركيا الان؟ تركيا لا تقبل ببناء كيان كردي أينما وجد! وبغداد تحاول بكل ثقلها اليوم هدم الكيان الكردستاني الموجود حاضرا! سؤال أوجهه إلى الاخوة الذين يدافعون عن الدبلوماسيتين؟.
مع ذلك، رائع هذا التشعب الدبلوماسي وتنوع العلاقات لو كان الكل متحد بشكل فعلي في الهيئة الكردية العليا – على سبيل المثال – وكانت الغاية كردية وطنية، لكنه وللاسف حراك دبلوماسي تعكس المأساة التاريخية الكردية الأبدية والمتوارثة من أجيال عريقة، الكل منقسم حول التكتيك، وسوف لن نسأل عن الاستراتيجية فانها انعدمت منذ قرون حتى ولو تحدث البعض عنها، والغايات من ورائها حزبية ذاتية والجماهير المساندة لهم في بعضه، قبل أن تكون وطنية – قومية، تصب معظمها في مصلحة الآنا والسيطرة الغارقة في الانانية مع غياب شبه تام لمصالح الشعب.
مثلما في البداية كذلك في النهاية، صراع مقيت ومهلك في الشارع الكردي، والذين ينفخون في ناره هم قادة الاحزاب، أن كان عن وعي فهي مصيبة وأن كانت عن جهالة فالمصيبة افظع، حطبها الشعب الذي لا يتكلم إلا بما انزله لهم الاحزاب.
ومع كل هذا تندثر ثقافة التعامل الحضاري الانساني! بمنظور الجانب المعاكس،والكل يقول من طرفه: الكل خائن والكل متهم، والكل يفسد الوطن، والكل ينافق ويعمل لذاته، ويزايد على الاخر بنقده وتهجماته ليؤكد على شمولية الاهتمام من جانبه والمصداقية في خطواته، حيث الوطنية والصواب والطريق المستقيم، النجاح والانتصار، يؤكد على أن كردستان قاب قوسين واقرب لولا الأخر الكردي الخائن العميل!.
من الصح؟ سؤال بسيط ومعروف لدى كل الاطراف! الكل سيقول أنا الصائب! والآخر عميل ويتعامل مع العدو! يبيع الشعب، ويتلاعب بمدارك الجماهير.
من يحدد العدو؟ وبمنظار من منا يجب أن ينظر إليهم؟ هناك من يقول العدو واضح المعالم، وينسى النسبية المقيتة بين الاطراف الكردية، والتي على يقينه المطلق يضع استنتاجاته التي لاتقبل النقاش أو التأويل المغاير.
ثم من هو الصديق؟ ما هي المقاييس التي نوزن بها تقييمنا؟.
أفظع الذين يخلطون هذه المياه ويعكرونها – بعد أغلب قادة الاحزاب والسياسيين اسماً والغارقين في الضحالة الثقافية – هم مجموعة من الشريحة المثقفة، وعدد كبير من طبقة الكتاب الذين نشم من خلال صفحاتهم المطلق المرتجل، يرحلون إلى صفحات النت بأسلوب النقاد ويطلقون نقداً بدايته تهجم بمطلقه ونهايته اتهامات مسيئة، نادراً جداً أن يكون لديهم القدرة على تحليل اسباب الخطأ أو سلبيات الآخر بشكل منطقي والأندر هو عدم القدرة أو المحاولة على طرح البديل، وهنا بشكل ارتدادي وارتجالي يرد الآخر بمثله، وأن لم يكن بشكل أفظع، وهذا ما نشاهده على الساحة الكردية مثلما نعرفه من تاريخنا وبدون اختلاف إلا في الرتوشات.
يا لارتجال المفاهيم وضحالة ثقافة المحاورة بيننا.
د.
محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
MAMOKURDA@GMAIL.COM