في البازار الكردي

 دلكش مرعي

 التنافس المحموم بين الأحزاب الكردية حو  الكعكة الكردية التي لم تعجن بعد وتنقصها الخميرة  ولم تجهز الموقد بعد لشوائها زد على ذلك بأنه لم يحسب أي حساب دقيق للقوى المعادية التي ستتنافس هي الأخرى على هذه الكعكة الغنية بشتى أنواع الفيتامينات الاقتصادية الهامة وماذا سيكون ردود أفعال هذه القوى على الساحة الكردية في المستقبل من هنا نحن نعتقد بأن المرحلة لا تتحمل المزيد من التنافس حول أحقية من يستحق التهام النصيب الأكبر من الكعكة بل تحتاج قبل كل شيء إلى توحيد جهود كل أبناء هذا الشعب للدفاع عن وجودهم وحقوقهم وحريتهم إذا أرادت هذه الأحزاب أن يتجاوزوا الشعب الكردي هذه المرحلة الحساسة والدقيقة بسلام
ولكن من المؤسف ومع عدم توفر كل هذه النية هناك صراع محموم وشاذ بين هذه الأحزاب حول من سيكون ديك المرحلة … دون أخذ أي اعتبارا لرأي هذا الشعب بل ومصادرة قراره رغما عنه وبعيداً عن تطلعاته وطموحه في الحرية ونيل حقوقه المشروعة … اختصارا يمكن القول بأن هذا الصراع أن دل على شيء إنما يدل على عدم إدراك هذه الأحزاب حتى هذه اللحظة عن ماهية المتغيرات التي تجري في المنطقة ونهجها الثوري الذي انطلق بالأصل  ضد الطغيان والعدوان والظلم فهي تبدو لم تدرك  بأن الشعوب لن ترضخ بعد هذه المتغيرات للظلم والاستبداد ولن ترضى باضطهاد جديد أو مستبدون جدد ينتمون إلى لحم هذه الشعوب ودمها ..

أن نزوة السلطة والزعامة التي أصبحت الهوس الأول لدى معظم قادة هذه الأحزاب ترمي هذا الهوس بالشعب الكردي في دوامة من الخوف وعدم وضوح الرؤية حولا ما يؤول إليه الواقع الكردي ومصيره في المستقبل فكل الاحتمالات هي واردة في هذا البلد ولن تكون المنطقة الكردية آمنة وبعيدة عن الخطر فحتى الأمس القريب كانت سرى كانييه بلدة آمنة وادعة تحلم بالحرية والتحرر من الظلم والاضطهاد ولكن فجأة تعرضت للغزو المسلح الهمجي حيث أستبيح فيها كل شيء وتعرضت للدمار والخراب والتشريد والقتل والسلب والنهب أي أن معظم المدن الكردية لن تكون بمنأى عن هذا المصير إذا لم يتم حساب كل هذه الأمور بدقة للدفاع عن المنطقة الكردية وحفظ أمنها … فبدل هذا التوجه نلاحظ بأن هذه الأحزاب منحت لنفسها مشروعية مطلقة مستبدة متعالية ومتعربدة تتجاوز عبرها رأي الشعب الكردي وواقعه التشرذمي الذي أنتجه هذه الأحزاب من أجل المصالح  الحزبية المعتلة … فكل الأمور هنا مباحة لديها مادامت تستغل شعاراتها تحت عنوان الدفاع عن حقوق هذا الشعب وحقوقه المغتصبة فهذا التوجه لا تختلف كثيراً عن شعارات التي كان يرفعها النظام السوري ضد الإمبريالية والصهونية والممانعة  وغيرها من الشعارات الخلبية … فعندما نقول بأن إرث الاستبداد للحاكم والمحكوم والظالم والمظلوم هو من منهل واحد وأن عدم تغير هذا الإرث المتخلف سينتج المستبد ذاته والطاغية ذاته وحتى أن تغير اسم المستبد من مبارك الى مرسي أو من صدام إلى مالكي أو من زيد إلى آزاد فالبازار الكردي الذي يتم فيه توزيع الكعكة الكردية المتخيلة التي يتم المساومة على توزيعها بين هذه الأحزاب بعيدة عن رأي هذا الشعب ومن يمثل  كافة شرائحه المستقلة وكأن كردستان سوريا هي ملكية خاصة لقادة هذه الأحزاب وملكية خاصة لإبائهم هو اعتداء على حقوق هذا الشعب وخطراً على مستقبله واستبداد لا تختلف قيد أنملة عن استبداد الأنظمة البائدة وسيأتي اليوم الذي سيلعن الشعب الكردي كل من عبث بمصيره ومستقبل أجياله

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…