آلان حمو
مع تبلور المفهوم الحقيقي للحرية في الثورة السورية، بعيداً عن المنغصات القومية والدينية والطائفية.
كان متبنيها الشباب وليس غيرهم، الذين فرضوا على الواقع السوري مع كل المفارقات والاعطاب التي ورثها عن النظام الديكتاتوري بأن يتحدوا في ثورة لا وكيل لها إلا الايمان بالوطنية المطلقة التي لا ترسخ سوى ديموقراطيةً لطالما حلموا بها في ازماتهم وابتهاجاتهم، حيث تركوا كل المفردات التي تشغلهم عن الحرية وانصرفوا إلى تلبية طموحهم أو كما يقترحون (يجب أن تكون سوريا هكذا…) أي وفق تطلعاتهم للحرية، وكان أحدهم هوزان .
كان متبنيها الشباب وليس غيرهم، الذين فرضوا على الواقع السوري مع كل المفارقات والاعطاب التي ورثها عن النظام الديكتاتوري بأن يتحدوا في ثورة لا وكيل لها إلا الايمان بالوطنية المطلقة التي لا ترسخ سوى ديموقراطيةً لطالما حلموا بها في ازماتهم وابتهاجاتهم، حيث تركوا كل المفردات التي تشغلهم عن الحرية وانصرفوا إلى تلبية طموحهم أو كما يقترحون (يجب أن تكون سوريا هكذا…) أي وفق تطلعاتهم للحرية، وكان أحدهم هوزان .
تعرفت على هوزان في أحد الليالي التي كان يجب أن اجتمع فيها مع مجموعة من الشباب للحديث عن المظاهرة المقبلة وكيفية تسييرها.
أتصل بي أحد الاصدقاء ليخبرني عن مكان الاجتماع وقال: المكان هو حي الكورنيش امام تقاطع حي المصارف، انتظرته هناك، أقبل علي شاب نحيف وطويل وقال لي: أنت آلان ؟….
أجبته: نعم، قال: الشباب في انتظارك.
وصلنا امام بيت عربي (كما يسمى في قامشلو) باب بجانب مكتب عقاري، يجلس في المكتب رجل يملك شاربين كبيرين، تحدث الرجل مع هوزان، اجابه : نعم بابا، في نهاية حديثه؛ قبل دخولنا إلى الدار سألته: هل هذا أباك؟… قال لي: نعم لا تخف فهو لا يعترض على الشيء الذي افعله، ثم آلا تعرفه فهو أيضاً كاتب ومتفهم للوضع.
سارت الجلسة واتفقنا على أن يجلب هوزان علمه الكبير (هوزان كان يملك علم الاستقلال بمقاسات تناسب المظاهرات) وأن يكون هو المصور الذي سيزودنا بالمقاطع للنشر .
صور هوزان مجريات المظاهرة ثم انطلقنا إلى بيت قريب من الحدود التركية لأحد الاصدقاء لتأمين تغطية الانترنيت، كنا نملك خطوط تركية للتواصل مع الشبكة العنكبوتية ، افرغ هوزان المقاطع المصورة من جهازه الخليوي على الكومبيوتر المحمول وطلبنا منه وضع (لوغو) اشارة التنسيقية على المقاطع، كان العمل الكمبيوتري ايضاً من اختصاصه .
سردت هذه الوقائع لا لشيء فقط لأتذكره بين أوراقي أيضاً، فذاكرتي باتت خصبة لذكرياته، اتذكره في كل شيء، ويقض مضجعي في كل حين، بدءاً من روتيني اليومي وصولاً إلى ايديولوجيتي، لذى شعرت بأني يجب أن اتحدث إليه وعلى الملء……
هوزان أكملت واقعاً كنت مقتنعاً به، ليس كما يحدث بيننا الآن، فها أنت ذا تُقتل برصاصة كوردي لا ترد، لتدحض قناعة لنا وهي (الرصاصة الكوردية لا تصيب إلا العدو)، عرفتنا بالمسافة التي تفصل بين القومية والوطنية بتلك العقلية التي لم تتمكن من الحرية يوماً وهي ضائعة في الدهاليز الحزبية والشخصية المتعفنة، تلك المسافة التي كنا نتوقع بأنها شاسعة لتثبت بأنها قد أنملى، كشفت العبودية بيننا بعد أن مارسها الغير علينا وبنفس الاسلوب، وأتسأل: هل لجان الحماية الشعبية حمت اهل رأس العين (سرى كانية) من اهل قامشلو، فليكن الجواب كما يريدون فلا جدوى بعد أن رحلت .
صديقي أنكر الكل حقك في الحرية والحياة، فلا عتب، فها نحن ذا نعود أيضاً ادراجنا إلى العبودية، دعني أقول لك واقعنا بدءاً من السياسيين ، مروراً بالمثقفين والكتاب، وصولاً لشباب التنسيقيات .
لم يتجرأ السياسيين من مجلسهم وصولاً إلى أصغر حزب بكتابة بيان يستنكر ما فعلوه بك، رغم شراهتهم في كتابة البيانات التي لا تقدم ولا تؤخر، ولا أعلم، قد زاروا اباك في دارك أم لا، ولكن ما هي إلا دعاية شخصية لا أكثر ولا أقل، حسب معرفتي بك أظن بأنك ستقول: دعك منهم فهذا هو الظن بهم .
أما مثقفينا وكتابنا، دعني اخبرك صديقي عن التحول الذي يحصل، فبات الذي كان ينقد كل شيء، الشارد منها و الوارد مغازلاً ولكن بأسلوب يحافظ فيه على حميته في السرد حتى لا يضيع الشيء الذي تبقى منه، وتجد أخر لم يعد يجد المفردات التي تتماها مع مبادئه ولا تغضب قاتليك فيتنحى جانباً، وأخر لا يستطيع أن يعادي ذاته لإرضاء البقية وحتى لا يكون شاذاً يقدم استقالته، وكثيرةٌ هي ادراج عودتهم إلى العبودية .
وفي النهاية سأحدثك عنا “أي اصدقائك”، بعد ما كنا نتوعد للثورة وأيامها وننذر انفسنا لها، لنحض الجميع على استعجال أيام الثورة الحقيقية التي سنخوضها معاً، أدرنا ظهورنا لكم وهربنا، ودعني اقول عن نفسي، كالمتخاذلين وامثالي كثر، فها نحن ذا اصبحنا لاجئي الحرية هرباً من الحرية أي تعبير ساخر هذا، فمن لا يجد الحرية في وطنه كيف له أن يجدها في غيرها، سنظل نبحث يا صديقي حتى أن نجدها، وعند زيارتي لك في مثواك الأخير سأكمل لك البقية……………
آلان حمو
22 – 11 – 2012
Memealan84@hotmail.com
أتصل بي أحد الاصدقاء ليخبرني عن مكان الاجتماع وقال: المكان هو حي الكورنيش امام تقاطع حي المصارف، انتظرته هناك، أقبل علي شاب نحيف وطويل وقال لي: أنت آلان ؟….
أجبته: نعم، قال: الشباب في انتظارك.
وصلنا امام بيت عربي (كما يسمى في قامشلو) باب بجانب مكتب عقاري، يجلس في المكتب رجل يملك شاربين كبيرين، تحدث الرجل مع هوزان، اجابه : نعم بابا، في نهاية حديثه؛ قبل دخولنا إلى الدار سألته: هل هذا أباك؟… قال لي: نعم لا تخف فهو لا يعترض على الشيء الذي افعله، ثم آلا تعرفه فهو أيضاً كاتب ومتفهم للوضع.
سارت الجلسة واتفقنا على أن يجلب هوزان علمه الكبير (هوزان كان يملك علم الاستقلال بمقاسات تناسب المظاهرات) وأن يكون هو المصور الذي سيزودنا بالمقاطع للنشر .
صور هوزان مجريات المظاهرة ثم انطلقنا إلى بيت قريب من الحدود التركية لأحد الاصدقاء لتأمين تغطية الانترنيت، كنا نملك خطوط تركية للتواصل مع الشبكة العنكبوتية ، افرغ هوزان المقاطع المصورة من جهازه الخليوي على الكومبيوتر المحمول وطلبنا منه وضع (لوغو) اشارة التنسيقية على المقاطع، كان العمل الكمبيوتري ايضاً من اختصاصه .
سردت هذه الوقائع لا لشيء فقط لأتذكره بين أوراقي أيضاً، فذاكرتي باتت خصبة لذكرياته، اتذكره في كل شيء، ويقض مضجعي في كل حين، بدءاً من روتيني اليومي وصولاً إلى ايديولوجيتي، لذى شعرت بأني يجب أن اتحدث إليه وعلى الملء……
هوزان أكملت واقعاً كنت مقتنعاً به، ليس كما يحدث بيننا الآن، فها أنت ذا تُقتل برصاصة كوردي لا ترد، لتدحض قناعة لنا وهي (الرصاصة الكوردية لا تصيب إلا العدو)، عرفتنا بالمسافة التي تفصل بين القومية والوطنية بتلك العقلية التي لم تتمكن من الحرية يوماً وهي ضائعة في الدهاليز الحزبية والشخصية المتعفنة، تلك المسافة التي كنا نتوقع بأنها شاسعة لتثبت بأنها قد أنملى، كشفت العبودية بيننا بعد أن مارسها الغير علينا وبنفس الاسلوب، وأتسأل: هل لجان الحماية الشعبية حمت اهل رأس العين (سرى كانية) من اهل قامشلو، فليكن الجواب كما يريدون فلا جدوى بعد أن رحلت .
صديقي أنكر الكل حقك في الحرية والحياة، فلا عتب، فها نحن ذا نعود أيضاً ادراجنا إلى العبودية، دعني أقول لك واقعنا بدءاً من السياسيين ، مروراً بالمثقفين والكتاب، وصولاً لشباب التنسيقيات .
لم يتجرأ السياسيين من مجلسهم وصولاً إلى أصغر حزب بكتابة بيان يستنكر ما فعلوه بك، رغم شراهتهم في كتابة البيانات التي لا تقدم ولا تؤخر، ولا أعلم، قد زاروا اباك في دارك أم لا، ولكن ما هي إلا دعاية شخصية لا أكثر ولا أقل، حسب معرفتي بك أظن بأنك ستقول: دعك منهم فهذا هو الظن بهم .
أما مثقفينا وكتابنا، دعني اخبرك صديقي عن التحول الذي يحصل، فبات الذي كان ينقد كل شيء، الشارد منها و الوارد مغازلاً ولكن بأسلوب يحافظ فيه على حميته في السرد حتى لا يضيع الشيء الذي تبقى منه، وتجد أخر لم يعد يجد المفردات التي تتماها مع مبادئه ولا تغضب قاتليك فيتنحى جانباً، وأخر لا يستطيع أن يعادي ذاته لإرضاء البقية وحتى لا يكون شاذاً يقدم استقالته، وكثيرةٌ هي ادراج عودتهم إلى العبودية .
وفي النهاية سأحدثك عنا “أي اصدقائك”، بعد ما كنا نتوعد للثورة وأيامها وننذر انفسنا لها، لنحض الجميع على استعجال أيام الثورة الحقيقية التي سنخوضها معاً، أدرنا ظهورنا لكم وهربنا، ودعني اقول عن نفسي، كالمتخاذلين وامثالي كثر، فها نحن ذا اصبحنا لاجئي الحرية هرباً من الحرية أي تعبير ساخر هذا، فمن لا يجد الحرية في وطنه كيف له أن يجدها في غيرها، سنظل نبحث يا صديقي حتى أن نجدها، وعند زيارتي لك في مثواك الأخير سأكمل لك البقية……………
آلان حمو
22 – 11 – 2012
Memealan84@hotmail.com