علاء الدين عبد الرزاق جنكو
Ameer336@hotmail.com
Ameer336@hotmail.com
لا يكاد أحد يسمع صوت القرآن عاليا في أيامنا هذه – في كثير من بلاد المسلمين – إلا ويجول في خاطره سؤال ، من الذي مات يا ترى ؟!
وهذا الاعتقاد بات طاغيا ، لا سيما أن الغبار لا ينفض من على المصحف الراقد في بيوتنا إلا لقراءته على ميت أو على من أشرف عليه !!
وحتى لا أظلم بعض المتعبدين ، أستثني هنا من يعيش في ظل العبودية الحقة لربه جل وعلا ، المتنعم في ربيع ورياض القرآن ، وأجزم أن من تعلق قلبه بكتاب الله إنما يعشش حبه في قلوب الآخرين .
وغير هولاء يتعاملون مع القرآن الكريم بطرق شتى ، فالبعض اتخذ القرآن طريقاً للكسب وبابا للأرزاق .
والبعض الآخر اعتبره وسيلة للعلاج فحسب ، فإذا ضعف بصره ، أو صدع رأسه ، أو آلمته أمعاؤه ، هرول إلى القرآن ليتلو آيات معينة منه حتى ترتفع بسببها هذه الأمراض والأسقام، وأما في غير هذه الحالة فلا يذكر القرآن .
وهنالك مجموعات أخرى لا تفتح القرآن إلا عند الاستخارة أو حين السفر .
أنا أؤمن بكل استفادة من القرآن الكريم ولكني لا أعتقد تحديد الاستفادة منه ضمن هذه المجالات .
وكثير من المسلمين لا يتلون كتاب الله إلا قراءة سطحية كحروف بلا معنى ، وكلمات بلا مفهوم ، ومع إيماني أن كل من يتلو مأجور على مجرَّدِ قراءته ، لكنه لا يتعامل مع كتاب الله بالشكل المطلوب قطعا ، لعدم فهمه للقرآن، والفهم هو المقدمة لكل تطبيق ، في الوقت الذي كان المسلمون الأولون لا يحفظون آية حتى يتفكروا في أبعادها المختلفة، وحتى يدركوها بشكل كامل ، ولا ينتقلون إلى غيرها حتى يطبقوا ما حفظوه وفهموه .
كما أن الكثير من المهتمين بالدراسات القرآنية ، يصب جل اهتمامهم بالقضايا الثانوية المتعلقة بالقرآن الكريم ، كحصر عدد كلماته ، وحروفه ، بل وكل حرف على حدة !! ولا أنفي ألبته أهمية تلك الدراسات لبيان جوانب الإعجاز فيه ، لكنى أرى أن المبالغة فيها وصرف الاهتمام عن جوهر القرآن مشكلة كبيرة يعاني منها المسلمون في أيامنا هذه .
وفي الاتجاه الأخر أولئك الذين دخلوا إلى ميدان التعامل مع القرآن الكريم لا من باب العبادة وإنما لتغيير بعض الأحكام المستنبطة والتي يستدل بها بعض التيارات الإسلامية سواء كانت معتدلة أو متشددة وبعض الجماعات الإرهابية لتبرر جرائمها ، ويعمل أصحاب هذا التوجه بكل ما ملكوا من فكر وعلم على إعادة النظر في الآيات القرآنية وتكييفها مع متغيرات الزمن ، وذلك بعد أن دعا الكثير منهم إلى عدم الاعتراف أصلا بهذا الكتاب كنظام للحياة من جهة ، وحصره في بوتقة العبادة الشخصية للمتعبد مع ربه من جهة أخرى !!
ومن هنا نشأ الصراع على فهم القرآن الكريم بين هذين التيارين ، فمن هو الذي يملك الحق في فهم القرآن واستنباط الأحكام منه ؟
لم يكن القرآن بعيدا عن الأيادي يوما ما ، وليس هناك من بين نصوصه ما يمنع أحدا من الخوض فيه والتدبر في معانيه .
والكثير من آياته تدعو إلى الفهم والعلم والتدبر ولا يحصرها في أناس دون غيرهم .
على أن فهم القرآن الكريم والاستدلال به على الأحكام يحتاج إلى أمور لابد منها حتى يتمكن الباحث والقارئ من القيام بتلك المهمة .
أولا : التمكن من اللغة العربية ، فالذي لا يفرق بين الحال والمفعول المطلق ، أو بين المفعول به والمفعول معه ، لا يتصور منه أن يسنبط حكما يقطع به رقاب مئات البشر !!
ثانيا : إطلاعه على علوم القرآن ، ومنها أسباب النزول ، حتى يتمكن الباحث من تطبيق النص على حوادث مشابهة أو على الأقل مقارنة سبب النزول بالحوادث الطارئة .
ثالثا : عدم الفهم الجزئي للقرآن الكريم ، ويعني ذلك: فهم القرآن بشكل مفكك ينفصل بعضه عن البعض الآخر.
وبعبارة أخرى: فهم كل آية قرآنية وكأنها عالم مستقل قائم بذاته من دون ربطها بالآيات الأخرى، وقد يترتب على ذلك نتائج خطيرة ، كالذي يحلل الخمر بناء على قوله تعالى : ( ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ) .
رابعا : الاطلاع على السنة النبوية ، فليس من المعقول أن يفسر شخص ما قرآنا وليس في مخزونه العلمي جانب من كلام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي جاء بهذا القرآن من عند ربه جل وعلا .
وأعجب ما قرأته في هذا الموضوع مقال لأحد الكتَّاب ، وهو يسخر من علوم القرآن ويراها حواجز أمام فهمه ، وعقبات أمام من يرغب في الخوض في تفسيره ، وشبكة يصيد بها العلماء عقول الناس وأفهامهم ، داعيا إلى تجاوزها وعدم الاعتراف بها فيقول : ( وأن ما اخترعه فقهاء المسلمين من علوم للقرآن هي في الحقيقه لبسط وصايتهم على عقول الناس وإقناعهم أنهم هم وحدهم القادرين فقط على فهم وقراءة وتدبر القرآن الكريم دون غيرهم .وأن الناس يجب أن يكونوا تبعا أو قطيعا تابعا لأقوالهم حتى لو ناقضت حقائق القرآن الكريم ) .
فالكاتب – مع احترامي لرأيه وموافقتي له في أهمية فهم وتدبر معاني القرآن – رفض الآلات التي بها يتحقق مراده فكيف يطلب من الصانع أن يعمل وليس في يده أية آلة يستحيل الاستغناء عنها في صناعته تلك !!
فمن ملك هذه الأمور والآلات ، يستطيع أن يسبح في بحر القرآن بمهارة ، بغض النظر عن الغرض الذي من أجله يبحث ويفسِّر ..
وكلٌ يفتح الله له أبواب علمه حسب نيته … ولا يحق لأحد أن يمنع غيره في النظر في القرآن والتدبر فيه ، فهو الكتاب السماوي الخاتم المرسل لجميع البشر …
القرآن الكريم لم يتغير منذ نزوله ، ولن يتغير إلى قيام الساعة ، فهو الكتاب الذي نصح الرسول صلى الله عليه وسلم باللجوء إليه عند الفتن عندما قال :يا عليّ إنها ستكون فتنة ، فسأله علي رضي الله عنه : وما المخرج منها يا رسول الله؟ …قال : كتاب الله عز وجل ، فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه ، وهو الذي لم يتناه الجن إذ سمعته أن قالوا : { إنا سمعنا قرآنا عجبا } من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم.
ويحضرني هنا ما سمعته في إحدى السنوات أن مجموعة من الشباب المتحمسين – المعارضين للتدين أصلا – يبحثون معا لتأليف كتاب ، يجمعون فيه تناقضات القرآن !!! وبالصدفة زارني أحدهم في البيت ، ودار بيننا نقاش بحضور بعض زملائه ، فدافع عن فكرة زملائه الباحثين !! فقلت له : هل تحفظ سورة الإخلاص ؟ فأجابني ، ليس بعدم الحفظ فقط بل وبعدم معرفة أي سورة أقصد !! حينها قرأت له قوله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .
ومن خلال محاورتي مع زملائي الذين يخالفوني في توجهاتي آنست في كثير منهم الرغبة الملحة في الغوص في معاني الآيات القرآنية بفهم عصري ، وميلا إلى معرفة أسرارها ومراميها ، الأمر الذي أفرحني وزاد من قناعتي وإيماني أن الله سيحفظ كتابه ، كما وشجعني على المضي قدما للتواصل معهم لعلي آخذ منهم أسرارا قرآنية لم يصل إليها كثير من الباحثين إلى اليوم .
وأرجو أن يقابلها علمائنا الأجلاء من أئمة الدعوة إلى الله تعالى بكل ترحيب واهتمام وألا يحرموا العباد من فيوضات القرآن العذبة ….
أتمنى داعيا المولى القدير أن يتحول الصراع على فهم القرآن إلى تفاهم وتنسيق بين كل التيارات حتى يحول الجميع الحياة إلى جنة غنَّاء كلٌ يغرِّد بما ما هو مقدس لديهم ..
ولا أقدس عندي من كتاب الله تعالى …..
القرآن الكريم …
الإمارات العربية المتحدة
3 / 3 / 2006م
والبعض الآخر اعتبره وسيلة للعلاج فحسب ، فإذا ضعف بصره ، أو صدع رأسه ، أو آلمته أمعاؤه ، هرول إلى القرآن ليتلو آيات معينة منه حتى ترتفع بسببها هذه الأمراض والأسقام، وأما في غير هذه الحالة فلا يذكر القرآن .
وهنالك مجموعات أخرى لا تفتح القرآن إلا عند الاستخارة أو حين السفر .
أنا أؤمن بكل استفادة من القرآن الكريم ولكني لا أعتقد تحديد الاستفادة منه ضمن هذه المجالات .
وكثير من المسلمين لا يتلون كتاب الله إلا قراءة سطحية كحروف بلا معنى ، وكلمات بلا مفهوم ، ومع إيماني أن كل من يتلو مأجور على مجرَّدِ قراءته ، لكنه لا يتعامل مع كتاب الله بالشكل المطلوب قطعا ، لعدم فهمه للقرآن، والفهم هو المقدمة لكل تطبيق ، في الوقت الذي كان المسلمون الأولون لا يحفظون آية حتى يتفكروا في أبعادها المختلفة، وحتى يدركوها بشكل كامل ، ولا ينتقلون إلى غيرها حتى يطبقوا ما حفظوه وفهموه .
كما أن الكثير من المهتمين بالدراسات القرآنية ، يصب جل اهتمامهم بالقضايا الثانوية المتعلقة بالقرآن الكريم ، كحصر عدد كلماته ، وحروفه ، بل وكل حرف على حدة !! ولا أنفي ألبته أهمية تلك الدراسات لبيان جوانب الإعجاز فيه ، لكنى أرى أن المبالغة فيها وصرف الاهتمام عن جوهر القرآن مشكلة كبيرة يعاني منها المسلمون في أيامنا هذه .
وفي الاتجاه الأخر أولئك الذين دخلوا إلى ميدان التعامل مع القرآن الكريم لا من باب العبادة وإنما لتغيير بعض الأحكام المستنبطة والتي يستدل بها بعض التيارات الإسلامية سواء كانت معتدلة أو متشددة وبعض الجماعات الإرهابية لتبرر جرائمها ، ويعمل أصحاب هذا التوجه بكل ما ملكوا من فكر وعلم على إعادة النظر في الآيات القرآنية وتكييفها مع متغيرات الزمن ، وذلك بعد أن دعا الكثير منهم إلى عدم الاعتراف أصلا بهذا الكتاب كنظام للحياة من جهة ، وحصره في بوتقة العبادة الشخصية للمتعبد مع ربه من جهة أخرى !!
ومن هنا نشأ الصراع على فهم القرآن الكريم بين هذين التيارين ، فمن هو الذي يملك الحق في فهم القرآن واستنباط الأحكام منه ؟
لم يكن القرآن بعيدا عن الأيادي يوما ما ، وليس هناك من بين نصوصه ما يمنع أحدا من الخوض فيه والتدبر في معانيه .
والكثير من آياته تدعو إلى الفهم والعلم والتدبر ولا يحصرها في أناس دون غيرهم .
على أن فهم القرآن الكريم والاستدلال به على الأحكام يحتاج إلى أمور لابد منها حتى يتمكن الباحث والقارئ من القيام بتلك المهمة .
أولا : التمكن من اللغة العربية ، فالذي لا يفرق بين الحال والمفعول المطلق ، أو بين المفعول به والمفعول معه ، لا يتصور منه أن يسنبط حكما يقطع به رقاب مئات البشر !!
ثانيا : إطلاعه على علوم القرآن ، ومنها أسباب النزول ، حتى يتمكن الباحث من تطبيق النص على حوادث مشابهة أو على الأقل مقارنة سبب النزول بالحوادث الطارئة .
ثالثا : عدم الفهم الجزئي للقرآن الكريم ، ويعني ذلك: فهم القرآن بشكل مفكك ينفصل بعضه عن البعض الآخر.
وبعبارة أخرى: فهم كل آية قرآنية وكأنها عالم مستقل قائم بذاته من دون ربطها بالآيات الأخرى، وقد يترتب على ذلك نتائج خطيرة ، كالذي يحلل الخمر بناء على قوله تعالى : ( ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ) .
رابعا : الاطلاع على السنة النبوية ، فليس من المعقول أن يفسر شخص ما قرآنا وليس في مخزونه العلمي جانب من كلام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي جاء بهذا القرآن من عند ربه جل وعلا .
وأعجب ما قرأته في هذا الموضوع مقال لأحد الكتَّاب ، وهو يسخر من علوم القرآن ويراها حواجز أمام فهمه ، وعقبات أمام من يرغب في الخوض في تفسيره ، وشبكة يصيد بها العلماء عقول الناس وأفهامهم ، داعيا إلى تجاوزها وعدم الاعتراف بها فيقول : ( وأن ما اخترعه فقهاء المسلمين من علوم للقرآن هي في الحقيقه لبسط وصايتهم على عقول الناس وإقناعهم أنهم هم وحدهم القادرين فقط على فهم وقراءة وتدبر القرآن الكريم دون غيرهم .وأن الناس يجب أن يكونوا تبعا أو قطيعا تابعا لأقوالهم حتى لو ناقضت حقائق القرآن الكريم ) .
فالكاتب – مع احترامي لرأيه وموافقتي له في أهمية فهم وتدبر معاني القرآن – رفض الآلات التي بها يتحقق مراده فكيف يطلب من الصانع أن يعمل وليس في يده أية آلة يستحيل الاستغناء عنها في صناعته تلك !!
فمن ملك هذه الأمور والآلات ، يستطيع أن يسبح في بحر القرآن بمهارة ، بغض النظر عن الغرض الذي من أجله يبحث ويفسِّر ..
وكلٌ يفتح الله له أبواب علمه حسب نيته … ولا يحق لأحد أن يمنع غيره في النظر في القرآن والتدبر فيه ، فهو الكتاب السماوي الخاتم المرسل لجميع البشر …
القرآن الكريم لم يتغير منذ نزوله ، ولن يتغير إلى قيام الساعة ، فهو الكتاب الذي نصح الرسول صلى الله عليه وسلم باللجوء إليه عند الفتن عندما قال :يا عليّ إنها ستكون فتنة ، فسأله علي رضي الله عنه : وما المخرج منها يا رسول الله؟ …قال : كتاب الله عز وجل ، فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه ، وهو الذي لم يتناه الجن إذ سمعته أن قالوا : { إنا سمعنا قرآنا عجبا } من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم.
ويحضرني هنا ما سمعته في إحدى السنوات أن مجموعة من الشباب المتحمسين – المعارضين للتدين أصلا – يبحثون معا لتأليف كتاب ، يجمعون فيه تناقضات القرآن !!! وبالصدفة زارني أحدهم في البيت ، ودار بيننا نقاش بحضور بعض زملائه ، فدافع عن فكرة زملائه الباحثين !! فقلت له : هل تحفظ سورة الإخلاص ؟ فأجابني ، ليس بعدم الحفظ فقط بل وبعدم معرفة أي سورة أقصد !! حينها قرأت له قوله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .
ومن خلال محاورتي مع زملائي الذين يخالفوني في توجهاتي آنست في كثير منهم الرغبة الملحة في الغوص في معاني الآيات القرآنية بفهم عصري ، وميلا إلى معرفة أسرارها ومراميها ، الأمر الذي أفرحني وزاد من قناعتي وإيماني أن الله سيحفظ كتابه ، كما وشجعني على المضي قدما للتواصل معهم لعلي آخذ منهم أسرارا قرآنية لم يصل إليها كثير من الباحثين إلى اليوم .
وأرجو أن يقابلها علمائنا الأجلاء من أئمة الدعوة إلى الله تعالى بكل ترحيب واهتمام وألا يحرموا العباد من فيوضات القرآن العذبة ….
أتمنى داعيا المولى القدير أن يتحول الصراع على فهم القرآن إلى تفاهم وتنسيق بين كل التيارات حتى يحول الجميع الحياة إلى جنة غنَّاء كلٌ يغرِّد بما ما هو مقدس لديهم ..
ولا أقدس عندي من كتاب الله تعالى …..
القرآن الكريم …
الإمارات العربية المتحدة
3 / 3 / 2006م