منظمات الأحزاب الكردية في هولندة: على تركيا أن تكفَّ عن لغة التهديد ، و أن تواكب ثقافة العصر


منذ أن تمت الإطاحة بالنظام العراقي قبل ما يزيد عن سنوات ثلاث ، دخل العراق مرحلة جديدة من تاريخه المعاصر، أمسك فيه أبناؤه  بكافة انتماءاتهم القومية وطوائفهم المذهبية ، بمقاليد الأمور ، و بدؤوا ببناء عراق ديمقراطي فيديرالي ، يتمتع فيه الجميع با لحرية والمساواة ، واستطاع فيه شعبنا الكوردي في هذا الجزء من كوردستان ، أن يحقق مكاسب قومية مهمة ، و أن يتقدم خطوات على طريق إعمار وطنه ، بعدعقود من الظلم و الظلام، والتدمير المنظم لمظاهر الحياة في كوردستان .

منذ ذك الحين و الحكومة التركية في سباق مع الزمن من أجل احتواء جوانب التغيير في العراق عامة ، و في كوردستان على وجه الخصوص ، فالدولة التركية التي لا تزال تتعامل مع مجريات الأحداث في المنطقة بمنطق الدولة الاستعمارية ، تحرص أشد الحرص على أن لا تنفلت من يديها زمام المبادرة ، فتبذل ما وسعها الجهد وقف و تحجيم المد القومي في كوردستان الجنوبية ، فهي تدرك  أن الكورد في العراق الجديد سيكون لهم دور واعد ، و أن هذا الدور سيتعاظم  مع تقدم
العملية السياسية في العراق – باعتبارهم جزء مهم من هذه العملية – و مع انتشار قيم الحرية و ثقافة الحوار والسلام ونبذ العنف ، ودعم القضايا العادلة ، وأن هذا الدور وما تحقق للكورد من مكاسب قومية ، سيلقي بظلاله على الأجزاء الأخرى من كوردستان ، و سيشكل سابقة وقدوة لها ، و بخاصة  في الجزء الأكبر ، حيث لا تزال الدولة  التركية  تهيمن على مقدرات الشعب الكورد هناك ،  ولذلك ما فتئت هذه الدولة تفتعل المواقف ، و تختلق الحجج من أجل التدخل في الشأن العراقي ، و في شؤون كوردستان على وجه الخصوص ، تارة بذريعة حماية الأقلية التركمانية ، و تارة بحجة و جود قواعد لحزب العمال الكوردستاني في الإقليم ، ومرة أخرى بدعوى حماية العرب من السنة  ، و كأن السنة انقطعت بهم السبل والجذور ، وأصبحوا أيتام الدولة التركية .
إلا أن الحقيقة غير ذلك ، وهي ليست خافية على أحد ، فتركيا تعيش طوال هذه الفترة تحت هاجس ما تشهده المنطقة من تغيرات، و بروز الكورد كقوة فاعلة و مؤثرة فيها ، وظهور عوامل و مؤشرات تؤكد على اتساع الدور الكوردي و قوته ، و تركيا تدرك ذلك جيدا ، و هي لذلك تعمل على تجريد الكورد من عوامل التقدم ،وتحقيق المزيد من المكاسب ، و تعتمد لغة التهديد ، و إطلاق التصريحات النارية ، من جانب الساسة  والعسكريين  بأنهم لن يسمحوا بأي حال من الأحوال التصرف بثروات كوردستان ، و لن يسمحوا بضم كركوك إلى كوردستان ،  ولن يسمحوا بتقسيم العراق ، و لن يسمحوا بتهميش السنة ، وهم سيحاربون الدولة  الكوردية حتى لو كانت في منغوليا ، و هم يحشدون على حدود كوردستان عشرات الألوف من الجنود لتنفيذ تهديداتهم .
لقد كان من المفروض أن تستوعب الدولة التركية تجارب العقود القريبة ، وأن تتكيف مع مستجدات المنطقة ،  ومتغيرات العصر، و أن تدرك هذه الدولة أنها لن تنجح فيما فشل فيه دكتاتور العراق مع كل ما عرف عنه من قسوة و بطش ، و إبادة جماعية ، و أن الكورد لن يفرطوا في حقوقهم ، صغُرت هذه الحقوق أو كبُرت ، فهم لم يتنازلوا عن كركوك و خانقين و سنجار وغيرها من المناطق المستقطعة من كوردستان سابقا ، و لن يفعلوا ذلك لاحقا ، و أن على ساسة هذه الدولة و مسؤوليها أن يكفوا عن لغة التهديد ، لأنها لن تؤثر في الإصرار الكوردي على الدفاع عن حقوقه ، و لأن هذه اللغة لم تعد تتناسب مع ثقافة العصر ، و توجهاته ، و حتى لا تضيّع هذه الدولة المزيد من فرص الحوار و السلام ، و تجد نفسها أمام معضلات خلقتها لنفسها ، فإن عليها  أن تبادر إلى حل قضاياها الداخلية ، و تعترف بحقوق الشعوب التي ظلت تضطهدها و تستعبدها لقرون متواصلة ، من الكورد  والعرب و اللاز و الأرمن وغيرهم .
إننا في منظمات الأحزاب الكوردية في الجزء الغربي من كوردستان و المتواجدة في أوربا ، نستنكر بشدة ممارسات الدولة التركية و تدخلها غير المقبول على الإطلاق في الشأن العراقي و الكوردي ، و ندعوها إلى الكف عن هذه الأساليب ، و ترك شعوب العراق ترسم مستقبلها بأنفسها ، كما نعلن دعمنا الكامل لسيادة العراق ، وتضامنا اللامحدود مع شعبنا الكوردي في كوردستان العراق .

·  منظمة الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي ) / هولندة
·  منظمة الحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( اليكيتي) / هولندة
·  منظمة الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا / هولندة
·  منظمة الحزب آزادي الكردي في سوري / هولندة
·  منظمة الحزب الديمقراطي الكردي السوري / هولندة

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…