لو اتخذ الديماغوجيين – الاسد نموذجا

سليمان حسن

عجبا يا سادة من هذه الثورة العظيمة التي لا تشبه اي ثورة اخرى, ثورة الم ومعاناة , ثورة حق ضد باطل مزهوق, ثورة كرامة تنادي بالحرية والديمقراطية.

منذ اللحظة الاولى من اندلاع هذه الثورة وهي ماتنفك من فضح سياسة النظام و عنف شبيحته , وما يمارسون من جرائم ضد الانسانية وضد اخلاق المجتمع الاسلامي والمدني ,ولكن لم نشهد قط مسلما او مدنيا قد قال كفى, بل مسح الجميع وجوههم بماء الذل والعار الذي لحق وسيظل يلحق بهم طيلة حياتهم.
وقد تدارك السوريون اهمية ثورتهم وقوتها , وكذلك كثرة المؤامرات المحيطة بهم كي يأثروها بقفص طائفي عمد النظام واتباعه الى انتهاجها منذ قرون , فأقسموا على فضح كل ذي وجه اخر او انتهازيا كان او ديماغوجيا , فالثورة لا تشمل اسقاط نظام ديكتاتوري وحسب , بل اسقاط كل نظام حزبوي متفرد بقراراته بعيدا عن المصلحة العامة وكل متسلق على ركب الثورة متاجرا بدماء ابنائها.
ولم يهدأ للثورة بال, بل واصلوا نهارهم بليلهم كي يحققوا نصرهم وكشفوا اتباع النظام ولعنوهم , كما سيلعنهم التاريخ, الواحد تلو الاخر حتى لم يتبق اي مستور بدءا من ابواقه الاعلاميين ك شريف شحادة و غيره ,و وصولا عند ضباطه القومجيين مرورا بمهزلة المقاومة والممانعة التي كان ينهق بها منذ عقود  وكذلك تحالفه مع القوى الارهابية التي لا تهمها دماء الابرياء وكرامة الانسان , بل تأتي مصالحها في الدرجة الاولى.
والحق يقال لم يكن الشباب الكردي متأخرا عن هذه الثورة , فقد واكب ركبها منذ اولى لحظاتها , ونظم صفوفه ورتب مهامه الثورية وترجم مطالبه بدءا من الحق الكردي المغتصب وصولا الى الفدرالية او الحكم الذاتي ,في حين كانت ما تسمي نفسها المقاومة و الممانعة الكردية , لا تتجرأ على النزول الى الشارع والوقوف بين صفوف الشباب ,بل قفز البعض منهم الى درجة تخوين الشباب الثائر , ومطالبتهم بعدم انقسام صفوف المقاومة التي انتهجوها منذ عقود و التي لم تزد الكردي سوى الما ومعاناتا ومزيد من الفقر .الى جانب مزيد من الثراء لعدد محدود من المقاومين , والذين لم يكلفوا نفسهم عناء توضيح كيفية تضخيم ثروتهم التي كانت معدومة اصلا, لعلهم لم يكونوا بحاجة لذلك ؟؟؟ كون الشعب يدرك تماما من اين اتت ,
وحين زاد زخم الشارع وزاد من مطالبه اظهرت النعامات رؤوسها من حفرها كي تنادي ….للنظم صفوفنا….

لنتحد ….

كفى تشرذما ونفاقا ,لا للاقتتال الكردي.

الكردي , والذين عرفوا كيف يكبحون جناح الشباب ويهدأو من وطأة تظاهرهم وتقزيمها تحت ما تسمى قبة المجلس الوطني الكردي  الذي ضرب المطالب الكردية بعرض مصالحه الحزبية فضاعت احلام ذاك الشعب النبيل وبرزت المصالح الشخصية والحزبية , التي سطت على ذاك المجلس وعلى برنامجه السياسي الذي ترجم لخدمة اجندة حزبية محددة لا لخدمة وطنية و قومية.

فلم تدفعه الجرأة الى اصدار بيان تنديد او استنكار بسبب اختطاف الناشط الشبابي ازاد محمد عطا من ديركا حمكو  ومن قبله الكثيرين من الذين اغتالوا او خطفوا وان وجدت ؟؟؟ فأنها لا تكون سوى خجولة وبسيطة.

كمن يرفع العتب عن نفسه……..

والتي دفعت بالتالي الى اعلان منسقية الشباب الكرد في ديركا حمكو الى الانسحاب منه, او لم تدفعها كرامتها الحزبية الى منع التشبيح في المناطق الكردية وما يتم من سلب ونهب خيرات المحافظة من غاز ونفط وما يتبعها من محاصيل وتهريبها الى خارج المحافظة لصالح النظام  او اجندات تعمل لخدمتها , ولم تتوقف اطماعهم عند تفقير الشعب الكردي وتجويعه بل تم وكما نشر على المواقع الكردية التشبيح الحزبي الكردي – الكردي ضمن ذاك المجلس
ففي الامس صدر مكتب ما يسمى نائب رئيس مكتب الامانة العامة للمجلس يؤكد فيه بعدم معرفته بماهية ذاك الوفد الذي هرع الى دمشق والتي دفعته سرعته وسروره بلقاء الابراهيمي الى نسيان حقيبة المطالب الكردية في المنزل والى اعلام زملائه في المجلس  , كون زيارة من هكذا نوع لا تعوض , ولم لا , فمن يصح له اللقاء بمبعوث الجامعة العربية ومجلس الامن , ويتكلم باسم شعب لم يدرك هو الاخر بأن هناك وفدا قد طار الى دمشق باسمه .

و لم يدرك سقف المطالب التي يحملها ذاك الوفد, هذا ان كان له مطالب , ان لم تكن فقط لاحتساء فنجان قهوة سياسية , التي دفعتهم الكاريزما القيادية لديهم التي تتجاوز  المعقول الى نسيان او  تناسي احد اعضائها عند احدى فروع المخابرات , وهذا لا يدل سوى على درجة استخفاف هؤلاء بمصير شعب باكمله كان يحلم سنينا طويلة بثورة حقيقة تعيد له حقوقه وارضه, فأن اعتبرها المتسلقون والازدواجيون وكذلك الديماغوجيين دهاء وذكاء , فليضعوا الاسد ومملكته الدكتاتورية وهي تترنح تحت صرخات الحرية التي يطلقها الثائرون وهي التي مدعومة من قوى اقليمية ودولية كثيرة , فمن سيدعمكم يا ترى غدا .

ما ان يثور الشعب عليكم  الذي اكتاظ غيظا من افعالكم ,فلماذا لا تعتبرون من الاسد وشبيحته.
selemanhasan@hotmail.com

بلجيكا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…