الخطوة الأهم باتجاه المرجعية الكردية في سوريا

افتتاحية روز *

إن ظاهرة التشتت والتشرذم في الحركة الكردية في سوريا تستفحل يوماً بعد آخر والبحث عن سبل المعالجة أو الخروج من هذه الأزمة والحد منها بات الشغل الشاغل للشارع الكردي في سوريا وللحركة الكردية أيضاً وخاصة بعد أن لاقت تعاون الأحزاب الكردية ارتياحاً أثناء وبعد أحداث 12 آذار الدامي والمؤسف عام 2004 باسم مجموع الأحزاب الكردية وبمواقف موحدة تجاه الحدث من كافة جوانبه سواء تجاه السلطة وإجراءاتها أو مع المعارضة والتقارب معها أو تجاه الشهداء أو الجرحى والمسجونين .

لذلك تتطلع الجماهير الكردية في سوريا إلى نوع من التعاون والتنسيق الأكثر تطوراً وملاءمة لظروف المرحلة الراهنة ولكن الأمر لا يمكن بطرح مشاريع نظرية فقط أو مبادرات وشعارات استهلاكية بل يتطلب من الجميع العمل الجاد لإزالة المعوقات السياسية والتنظيمية التي تعترض العمل المشترك مع الرغبة والاستعداد للتضحية في إيجاد قواسم مشتركة لا بمجرد طرح مشروع المرجعية الكردية وضرورتها لتعويم المسائل دون إيجاد ودراسة آلياتها لا نقول هنا بأن تكون الحلول سحرياً ولكن إزالة أية عائقة تكون خطوة باتجاه لم شمل الحركة والمجتمع الكردي عموماً وموضع تقدير .
ونحن في البارتي وفي الجبهة الديموقراطية الكردية كنا دوماً مع الآليات الفعالة والحقيقية والعملية والبدئية في لم شمل الحركة بعيداً عن النزعات الاستعراضية والنظرية .
فعندما طرحنا فكرة الرؤية المشتركة أو وثيقة العهد الكردية … كنا مقتنعين ولا نزال بأن ذلك سيحقق أكثر من 50% من الحل لظاهرة التشتت والانقسام ، أي أننا ندرك بأن الجانب السياسي ووحدة الرؤية السياسية للحركة في غاية الأهمية وفي هذه المرحلة بالذات من أجل نقل وجهة النظر الكردية تجاه حقوق ووجود شعبنا الكردي في سوريا والمسألة الوطنية وتوحيدها للرأي العام وتجاه السلطة والمعارضة وفي المؤتمرات والكونفرانسات التي تنعقد من أجل القضية الكردية في سوريا ، إن توحيد التوجهات الكردية خدمة كبيرة لقضية شعبنا وقوة لها ، إضافة إلى أنها خطوة هامة في طريق لم شمل صفوف الحركة والمجتمع الكردي بكافة فعالياته السياسية والاجتماعية والمهنية ….

وبذلك يتهيأ العامل الذاتي الكردي ويتحقق جانب هام من جوانب المرجعية الكردية ، وستساهم هكذا خطوة في تذليل العراقيل التنظيمية وغيرها .
إننا واثقون من أن الوصول إلى الرؤية المشتركة ممكنة في هذه المرحلة ونبض الشارع الكردي مهيأ بكل فعالياته وتطور القضية القومية الكردية عامة ومستوى بلوغها بالإضافة إلى إمكانية العمل والتقارب مع القوى الوطنية السورية عامة ، وبالتأكيد أفضل من أن يتم طرح المسائل الخلافية والتنظيمية التي تحول دون تذليل العقبات ويزداد التنافر والتنابذ والتباعد في صفوف الحركة الكردية والمجتمع الكردي .

 
 ———-
*  نشرة دورية تصدرها اللجنة المنطقية للحزب الديموقراطي الكردي في سوريا (البارتي) في الجزيرة

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…