منذ الأشهر الأولى من عمر الثورة السورية, ثورة الحرية والكرامة ,
لا يمكن لأحد أن ينكر مشاركة شباب الكرد في جميع المناطق الكردية في المظاهرات
والاحتجاجات ضد النظام الأسدي الدموي الذي اختار نهج القتل والتدمير منذ البداية .
كلنا لاحظنا ازدياد عدد المتظاهرين في كل المناطق الكردية , وما زيادة عدد
التنسيقيات والحركات الشبابية إلا دليلا على مشاركة طبقات واسعة من شباب الكرد في
الثورة .
الشعارات الثورية في المظاهرات وكنا متشوقين جداً لكتابة كلمات تندد بالمجازر
المرتكبة بحق أبناء الشعب السوري , ومتشوقين لرفع علم الاستقلال إلى جانب علم
كردستان , أما الآن فالثورة لدينا أصبحت مقيدة بكل معنى الكلمة , فلا نجد
أمامنا من اللافتات سوى شعارات لا تعبر عن ثورية الحركة, فهي إما ( المجلس
الوطني الكردي يمثلني) أو
( الهيئة الكردية العليا تمثلنا ).
نعم أنا مع تشكيل
الهيئة الكردية العليا وهي تمثلني وتمثل جميع شباب الكرد ولكن ليس بالضرورة كتابة
هذه العبارة في كل مظاهرة وإبعاد العبارات الثورية , فقد أصبحت صور الشخصيات
والرموز الكردستانية تغلب على الطابع العام للمظاهرات.
أما الأغاني و
الشعارات فهي الأخرى جردت من معانيها الثورية وأصبحت مقيدة و معرضة لرقابة شديدة
من قبل بعض السياسيين , حتى أن شعار ” الشعب يريد إسقاط النظام
” أصبح يردد قليلاً وبشكل خجول.
إنما إطلاق الهتافات التي تمجد الرموز
الكردستانية_ مع احترامنا الشديد لنضالات العديد منها- فلها النصيب الأكبر
من الشعارات .
حتى الصفوف ضمن المظاهرات لم تنجو من سطو السياسيين فهي مقيدة
ومحجوزة لشخصيات معينة دون غيرها
.
هكذا أصبحت مظاهراتنا !!!.
السورية, أو ليس كل ما يحدث يندرج تحت مقولة ” الثورة الكردية
على حافة الهاوية ؟”
و قد كتبت بعض الجرائد الأمريكية مؤخرا عن تخوف
الإدارة الأمريكية من ضعف المناطق الكردية في معارضة نظام الأسد .
وتضع الخلافات الثانوية جانباً فالثورة في طريقها للنصر وولادة حكومة انتقالية في
الطريق و لا بد أن يكون للكرد فيها نصيب.