عمليات الفلترة عبر الثورة السورية!!!!

د.زارا صالح

 

عندما انتفض الشعب السوري منذ عام
ونيف مطالبا بالحرية والكرامة ومن ثم اسقاطا للنظام برموزه ومؤسساته ومحاكمتهم
كانت تلك اللحظة بداية النهاية لحقبة البعث ونظام الاسد التي اعلنها الشعب بارادة
حرة وتصميم مهما كانت التضحيات سيما وان السوريون لاول مرة منذ خمسة عقود استنشقوا
عبق الحرية .

اكثر من عشرون الفا من الشهداء
قدموا على مذبح الحرية ومازالت الثورة ماضية بتصميم اكثر نحو النصر وبارادة سورية
ذاتية وسيناريو عربي ودولي مشارك وبشكل غير مباشر على الابقاء على نظام الاسد
وهيكليته,

كل هذه التضحيات لم تؤثر في الضمير
(الوطني) لرموز منظومة الاستبداد ولم يمتلكوا الشجاعة في الانضمام الى ابناء شعبهم
الى ان شهدت الثورة عمليات نوعية اطاحت برأس الهرم القمعي للنظام في دمشق فشهدت
الساحة انشقاقات بالجملة لعدد من الرموز والمسؤلين في محاولة اخيرة للنجاة بعد
ادراكهم المتأخر قرب سقوط النظام فحاول البعض وعبر سيناريوهات اقليمية ودولية في
قراءة مشابهة للسيناريو اليمني ان يقدموا هؤلاء بديل جديد-قديم للنظام الايل
للسقوط رغم ان القرار الاخير هو بيد الشعب السوري الثائر في تقرير مصيره وهو
الاصرار وعدم التنازل عن مطلبه باسقاط النظام وعدم القبول باية تسوية على تلك
الشاكلة رغم محاولات اطراف من المعارضة السورية التناغم مع هذا الطرح
الكوفيعناني-الابراهيمي منذ الان وما زال البحث جاري لاجل تسوية من الخارج والا
لماذا هذا الموقف المتفرج للعالم اجمع والنظام يشن حرب ابادة ويقتل المئات من
الشعب السوري عبر طيرانه ومدرعاته.

مثلما فعلها العديد من معرضي اليوم وركبوا
الموجة ويحاولون استغلالها لاجندة ذاتية وخارجية فان الصحوة المتاخرة لبعض شخصيات
النظام رغم جانبها الايجابي في زعزعة اركان النظام والترحيب به من قبل المعارضة
السورية الا انها اي الخطوة ليست بكافية خاصة وان هؤلاء كانوا جزء من تلك المنظومة
القمعية التي مورست بحق الشعب وسرقت ونهبت امواله ثم تأتي بين ليلة وضحاها لتقدم
نفسها كجزء من الثورة ,لان النظام بكل رموزه ومؤسساته هو المسؤل عن ما آلت اليها
الاوضاع وسوف يحاكمون بعد سقوط النظام امام محاكم سورية كمجوعة وليس فرد واحد, كان
الاولى بهؤلاء القيام باعتذار للشعب السوري اولا ثم وضع انفسهم تحت الثورة لا ان
يقدموا انفسهم ابطال وقواد للثورة ورجال سلطة في سوريا المستقبل التي يخطط لها كما
يظنون.

لايمكن القبول بمنطق -من دخل دار ابو سفيان فهو آمن- هذا الشعب الذي قدم التحضيات
سيكون سيد قراره وحكمه وبناء دولته في سوريا حرة ديمقراطية تشاركية ودستور يحفظ
حقوق جميع مكوناته وطوائفه ويضمن لهم الكرامة والعدالة والحياة الكريمة.

ثم ما الذي يميز هؤلاء عن الابطال
الحقيقين من الشعب السوري ويمنحهم الافضلية والمركز بعد الاعلان عن هروبهم او
انشقاقهم خاصة ونحن نعلم بانهم اشخاص تم تعيينهم على اساس الولاء وليست الكفاءة في
نظام البعث ويكفيهم فخرا بان تقبلهم الثورة رغم ان البعض منهم لم يتجرأ حتى في
الاعلان والانضمام للثورة او الجيش الحر( وهي ساحات العمل وليست الهروب الى فنادق
دول الجوار) , مرة اخرى الاعلان عن القطيعة والانشقاق عن النظام خطوة مرحب بها
دوما ولكن التملص من المسؤلية عن تاريخ ارتبط مع ممارسات هذا النظام وجرائمه
لايمكن تجاوزه وان عمليات الفلترة لن تكون ناجحة ووهم اذا صدق اصحابها بانهم
بعيدون عن المحاسبة غدا امام الشعب.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…