الدكتور فاروق إسماعيل، ماهذا يا أستاذي؟

دلشاد عبدو

كان
لي الشرف أن أتتلمذ على يد
الدكتور فاروق إسماعيل بتعلم اللغة الالمانية لسنتين وكذلك مادة اللغة العربية لسنة واحدة، حيث كان الدكتور من
الشخصيات المحبوبة من جميع الطلاب على اختلاف عروقهم وأطيافهم وكان مصدراً للفخر لنا كطلاب كورد في الجامعة.
وأتذكر كيف كان حريصاً
على أبناء جلدته دون أن يميزهم عن غيرهم في التدريس وكيف كان ينصحنا بتوخي الحذر والوعي لتجاوز المرحلة الحرجة
أثناء إنتفاضة أذار 2004 وكيف أبدى جهوزيته للتواجد في المحاضرات السرية ليفيدنا بتخصصه رغم حساسة ذلك وخاصةً في
تلك الفترة الأمنية
البعثية الشديدة المعادية للكورد.

أي انه كان رجلُ شجاع قل أمثاله في تلك الفترة ماعدا بعض قادة الأحزاب
السياسية وبعض المنتسبين إليها.

 ولكون
الدكتور فاروق
إسماعيل من الشخصيات التي تمتلك الكاريزمة المقبولة إجتماعياً و أدبياً ويمتلك تخصص نادر في اصول وجذور
وتاريخ اللغات السامية  من إحدى الجامعات الالمانية حيث إن هذا التخصص يندر وجوده ليس فقط في المجتمع الكردي بل أيضاً
على صعيد سوريا بشكل
عام، تنبئنا خيراً بتواجد خامات علمية وأدبية أمثاله كان من المفترض أن يكونوا سنداً ودعماً للنواة السياسية
الموجودة في المجلس الوطني الكردي.

 
وهنا
لست بصدد
القرار وفق المراقبة بعيداً عن المعايشة.

ودهشتي من إنه قد حان وقت الدكتور للإنسحاب من المجلس الوطني الكردي
لأسباب لا تلزم حتى إلى محاكمة فكرية سياسية بسيطة لنعرفها ونشرحها بتفاصيلها لنصل إلى خيبة أمل كبيرة لشريحة
ليست بالقليلة عن هذا
القرار الذي يعبر عن قصر نظر سياسي وضعف خبرة في هذا المجال بعيدأ عن تميزه وتفوقه في إلقاء المحاضرات والكتابات
عن أصول الحضارات وتراثها اللغوية وكل ما يتعلق بذلك.

وعندما يعبر عن رفضه لاتفاق هولير وتشكيل الهيئة الكوردي
العليا وينصب نفسه
قائداً لشريحة أفهم بانه قد تقبل حصي الجثث في شوارع القامشلي والمدن الكوردية الاخرى  أكثر من فكرة تقبله
لبعض التنازلات السياسية لتشكيل هيئة كوردية عليا تقينا الأقتتال الداخلي وتمنحنا قوة التوحد رغم كل السلبيات المتعلقة
بالهيئة الكوردية العليا.
أتعجب من عدم قدرة الدكتور على التميز مابين انحياز الكورد الصريح للثور السورية بجميع مدنها الثائرة وبين
التعامل مع معارضة عربية او إسلامية لم تتجاوز فكر البعث الشوفيني الشمولي بل حتى إنها تجهل أبجديات التعامل
الديمقراطي.
ما هذا يا أستاذي، أتفر من مركب قد يغرف
(حسب فهمكم)؟.
 ما
هذا يا أستاذي، من خان الثورة؟
هل هو المجلس الوطني الكوردي أم أغلب أطياف المعارضة العربية بتسنيين الثورة وعلونتها وتصليبها والمجتهد
منهم من يسرقها؟ ألم يخنها من كان صورهم في ميادين الثورة ويتوعدون بمساندتها كزباً ونفاقاً؟.
 ما
هذا يا أستاذي، كيف أختلط الأمر
عليك ما بين النفس السياسي الطويل المضحي بخطوطها الحمراء والبيضاء وبين تمجيد الذات الفردية، مابين الفكر
السياسي وتخصصكم العلمي؟.

أتساوون أنفسكم بأشخاص خرجوا في بعض مظاهرات ومن ثم أعلنوا إنشقاقهم لا لشيئ فقط لإيمانهم
بان الخروج في مظاهرات
يجيز له منصب في المجلس أمثال الناشط الحركي (مصطفى إسماعيل) الذي اخطلط عليه الأمر ما بين ظهوره في بعض
المظارهات وضعفه في الفكر السياسي عندما ينتظر قراراً إلهاً بتمكين اللجنة التي كان عضواً فيها؟
ما
هذا يا أستاذي، أتقع في فخ الأنفعال؟
وتسمي كل شيئ بالبيع، هل كنت في سوق الهال؟
ما
هذا يا أستاذي، هل وصلت لمفترق
الطرق مابين الإنتماء الكوردي الكردستاني السوري والكوردي السوري لتعلن طلاقك من الأول؟
ما
هذا يا أستاذي، هل هذه هي خلاصة تجربتكم وأسبابها الغير مفهومة؟
دهشتي
وحيرتي لموقفكم الغريب أستاذي العزيز ومحبتي ودعواتي لشخصكم بدوام الصحة والعافية.

 

 

دلشاد
عبدو
عضو
الأمانة العامة لممثلية المجلس الوطني الكوردي في السعودية.

 

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

بوتان زيباري في رياح السياسة العاتية التي تعصف بأطلال الدولة السورية، يبدو أن الاتفاق الموقّع بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهيئة تحرير الشام (هتش) لم يكن سوى وميض برقٍ في سماءٍ ما لبثت أن اكتظت بالغيوم. فها هو مؤتمر قَامشلو الأخير، بلغة ملامحه المضمرة وتصريحاته الصامتة أكثر من الصاخبة، يكشف عن مكامن توتّرٍ خفيٍّ يوشك أن يطفو على سطح…

إبراهيم اليوسف لقد كان حلم السوريين أن يتوقف نهر الدم الذي فاض وارتفع عداده ومستواه، تدريجياً، طيلة العقود الأخيرة، أن يُفتح باب السجون لا ليُستبدل معتقل بآخر، بل ليُبيّض كل مظلوم مكانه، أن يتحول الوطن من ساحة للبطش إلى حضن للكرامة. لقد كان الأمل كبيراً في أن تؤول الأمور إلى دولة ديمقراطية، تُبنى على قواعد العدالة والحرية والكرامة، لكن هذا…

صالح جانكو حينما يتوهم القائمون على سلطة الأمر الواقع المؤقتة بأنهم قد شكلوا دولة من خلال هذه الهيكلية الكرتونية، بل الكاريكاتورية المضحكة المبكية المتمثلة في تلك الحكومة التي تم تفصيلها وفقاً لرغبة وتوجهات ( رئيس الدولة المؤقت للمرحلة الانتقالية)وعلى مقاسه والذي احتكر كل المناصب والسلطات و الوزارات السيادية لنفسه ولجماعته من هيئة تحرير الشام ، أما باقي الوزارات تم تسليمها…

خالد جميل محمد جسّدت مؤسسة البارزاني الخيرية تلك القاعدة التي تنصّ على أن العمل هو ما يَمنحُ الأقوالَ قيمتَها لا العكس؛ فقد أثبتت للكُرد وغير الكُرد أنها خيرُ حضن للمحتاجين إلى المساعدات والمعونات والرعاية المادية والمعنوية، ومن ذلك أنها كانت في مقدمة الجهات التي استقبلَت كُرْدَ رۆژاڤایێ کُردستان (كُردستان سوريا)، فعلاً وقولاً، وقدّمت لهم الكثير مما كانوا يحتاجونه في أحلك…