مناسبة هذا القول هو تماطل ممثلي الكرد المفترضين في أداء واجبهم كما ينبغي بعد التأكيد بأن حساب الحقل لم يتطابق مع حساب البيدر لدى الكثير من شخصيات الحراك والنخب “ومفكرو المرحلة” باسم الكرد وكذلك انفتاح الثورة السورة على فضاءات أوسع مثيرة للجدل والنتيجة دون أن تعرف نهاية قريبة لها والمتوقع أن تطول إلى إشعار آخر بعد أخذ الحراك السوري منحى والطابع الأكثر عنفا .
فتارة تخلق الأزمات وتفتعل وتارة أخرى تأتي نفس النخب المفتعلة لحلها للضحك على ذاكرة الناس ووهمهم بعد الزيطة والزمبليطة والمسيرات الكرنفالية بوحدة الصف والاتفاق وتشكيل اللجان من اجل ذلك .علما بأن الأمور كانت تجري على ما يرام قبل الافتعال ليظهروا للملأ بمظهر الحريص وإدارة الأزمة كما يشاءون .
هناك قول لأصحاب الخبرة والتجربة مفاده : إذا أردت إفشال أمر جماعي ما.
فأنشئ لجانا وضع القوامون عليها رجال من غير أهل القدرة والاختصاص وإذا أردت تمييع مسألة جوهرية ومصيرية لشعب ما فافتح باب الديمقراطية المزيفة والمحسوبية للانتهازيين وحينها سترى النتائج الباهرة لعمل هذا حيث ستجر اللجنة لجنة أخرى والانقسام انقساما آخر ويدفع بأولاد الحلال خارجا ويتسلق ناس على أكتاف ناس هكذا دواليك إلى أن تدب الفوضى والصراع والحساسية نتيجة التنافس ويتعطل الجميع عن الحركة .
الآن وما أكثر انتخابات اللجان والهيئات وتشكيل الروابط والاتحادات والمجاميع ومثلها من الأحزاب والتنسيقيات حيث حدث ولا حرج والوقت يمضي … ليس هذا فحسب بل أن اللجنة والإطار المتشكل مفروض عليها أن تستوعب النسب والحصص والثقافات المتنوعة المفروضة من هذا الطرف وذاك رغما عنها حتى لو كان العضو المرشح أميا ومتخلفا بكل مقاييس علم الاجتماع والمعرفة والثقافة والوطنية والقومية .فالمتتبع للشأن والحراك الكردي منذ اندلاع الأحداث في سوريا وانتفاضتها بشقها السياسي والثقافي والاجتماعي سوف يجد بأنه يسير على خطى ونهج قديم فاشل في وضح النهار ويعرف نتائجه سلفا ولكن ثمة من هو مصر على الفشل ولا يغير نفسه ويعيش التخبط ويتهرب من مسؤولياته التاريخية حفاظا على المكاسب الذاتية وإلى كتابة هذه السطور لا يعرف ماذا يريد وماذا عليه أن يفعل بل يستهلك الوقت ويناور بهدف القفز فوق المراحل والتغطية على فشله من خلال استغلال العواطف والمشاعر القومية والرموز التاريخية لدى عامة الناس والأنصار الحزبية وتأجيجها دون القيام بفعل حقيقي على الأرض مقارنة مع ما يجري على الساحة السورية من استحقاقات مترتبة على اعتبار أننا كرد سوريون وطنيون قبل أن نكون قوميين كردستانيين .
15.8.2012