ـ عزيزنا الأستاذ موسى موسى ـ

وليد حاج عبدالقادر
 

شكر الله سعيكم وجهدكم الشّاق بتفسيركم الماء ـ بعد الجهد ـ بالماء، وأدركتموننا بأننا قد نكون، لابل لا نفهم في النصوص والتعابير ، المصطلحات اوالمقولات، وبالتالي الصياغات التي يتشاطر بها أمثالكم ـ المعزّزين المكرّمين ـ وبذهنيّة منفتحة على الآخرين !!وطلبكم منّا قولبة عقولنا وأدمغتنا كما وكلماتنا وفق ما تنظّرونه أو تقوننونه بسعة مدارككم ، وانتم ـ وعذرا إذا ماكنت مخطئا أو قد أكون ـ قلّلت من مستواكم كما ووعيكم بانتماءكم الحزبيّ منه والقومي ـ ..

ـ أقول ـ لعلّنا لانفهم كأفراد وأحزاب، وبالتالي مؤطرين ضمن مصطلحات مهلهلة، وقل فيها ما تشاء وأفرد حبّات مسبحتك ـ لاحمدا ـ وإنما لكثرة العدد،
 ومع هذا فنحن، كما أنا ـ واعذرني مجدّدا إن قلت لك كما أنت أيضا ـ ما زلنا ننحدر من تلك البيئة القروية والرعوية، وذلك الفلاّح البسيط الذي اختصر مقولة ذلك البدوي الذي اقترب منه وهو في بستانه والبدوي قد قرّر في نفسه بأن ـ يسايره بجملتين لطيفتين غير اعتياديتين ، فينال منه بطيخة يروي بها عطشه ويومه القائظ جدا بحرارته ، ودنا منه وهو يقول ..

السلام عليكم يا كردي ، فردّ عليه الكردي ببساطته ..

بطيخ ما ينطي ..

ونحن هكذا ايها الأستاذ القدير موسى موسى ، خاصة وأنت العضو الثاني ـ كما هو مدوّن ـ اللذين صغتما ما صغتماه في مشروعكم ما أوصفه ـ أنا ـ ب ـ لوزان الثانية ـ ..

نعم ..

قد لا نكون مختصين في صياغة الدساتير ولا حتى مشاريع القوانين ..

ولكن !! ..

هي هي عقليتنا الكرديّة ولن نتنازل عمّا نظنه من اساسيّات حقوقنا ..

والسؤال هنا !! أولم تكن موجودا ؟ إذن من كنت وما زلت تمثّل ؟ وبالتالي ماذا دوّنتما؟ أو صغتما ؟ ..

وهنا لا أشخصن مع أن المسألة تستاهل حتى الشخصنة لأنها حقوق شعب أو قوميّة فالعبوا بها وأية مصطلح تختارون؟ !! فإذا ما كانت صياغة الكرد بأحزابها كما وقناعاتنا هي الإعتراف الدستوري بالشعب الكردي خطأ ؟ فلماذا لم تشر انت الى العبارة أو المصطلح الأدق حينها فيتم صياغتها وبما يتناسب لذلك المحتوى ومن دون لفّ أو دوران كما ومواربة إن لعبارات خلّبية ، أو جمل لاتخالف التعاريف والتعابير الدستورية من جهة وتلبي كما تغطي وتتضمن في نفس الوقت الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في سورية وعلى أرضه التاريخيّة ، و … ما في حدا أحسن من حدا !! ـ مع الرجاء ألاّ تتكهربوا من هذه العبارة الصريحة والواضحة ـ وبموجبه يستطيع ابناء هذا الشعب او القوميّة ، أو فلتسموّها وكيفما شئتم فتطلقوا أوتصيغوا لها من عبارات ومصطلحات ، توائم عقليتكم الإنشائية الدستورية شرط أن تضمنوها نصّا صريحا ومرجعا يمكن الإحتكام إليه وتفسيره ، إذا ما حدث خلاف فيمكن فضّها بعرضها على ـ محكمة العدل الدوليّة مثلا ـ لا أن يغلق ـ بضم الياء ـ الباب ، وأظنها عبارتكم هي التي كانت صريحة فاجتزأت بعبارة المواطنة في جمهورية عربية سورية بسؤالها الغامض وحقّ المواطنة فيها ؟ ..

أستبقى لخمس سنوات ؟ أم ستختزل لثلاث ؟ ..

نعم استاذ موسى موسى ، ولتعذرني وتأخذني على قدّ عقلي واستيعابي الساذج للأمور !! ـ فأنا إبن هذه الحركة ، وأقصد حركتي الوطنيّة الكردية ـ أنّه نصّكم هو بصراحته فأستنسخه استشهادا لاتكرارا من مشروعكم الذي كان وأصبح قراركم في لوزان 2 ، وأردتموها حينها استعجالا لابل طرحتموها للنقاش وثلاثة أيام كانت تفصلكم عن اجتماع القاهرة !! وأظنّه ما هكذا ، أو لهذه الدرجة يتوجب ـ استكرادنا ـ وإن كنّا نفتخر بكرديتنا ، نعم ما هكذا يجب أن يستخفّ بالعقل الكردي والوعي السياسي ، أو النظري ، وحتى القانوني ، فالعقلية الكردية ـ وأظنّك واحد من نتاجاتها ..

فمن هو القائل في متن مشروعه / ميثاقه ؟ ! أو لستم أنتم من صغتم وقررّتم وبالتالي استهللتموها بسيل ضوابطكم وبلغة قانونية محترفة تقطع السبيل أمام الشعب الكردي ـ وأنا مصرّ على هذا التعبير ـ وسأقفز على البندين الثاني والثالث وسأركّز على الرابع بربطها باستهلالكم ـ الذكيّ ـ جدا أستاذنا القدير موسى !! ..

  /  رابعا ….

ما ورد حرفيا بشأن الكورد والسريان والآثوريين والتركمان هو التالي : 

تقرّ الدولة السوريّة بوجود شعب كردي ضمن أبنائها ، وبهويته وبحقوقه القوميّة المشروعة وفق العهود والمواثيق الدولية ضمن إطار وحدة الوطن السوري .

ويعتبر الشعب الكردي في سورية جزءا اصيلا من الشعب السوري كما تقرّ الدولة بوجود وهويّة وحقوق قوميّة مماثلة للشعبين السرياني الآشوري والتركماني السوريين .

لقد ورد في هذه الفقرة اسم لشعوب ثلاثة ، وهم الكورد ، السريان الاثوريين ، التركمان .

ونحن المعدّان ـ أي أنت أستاذ موسى والسيدة / الآنسة منى ـ لانرى من خلال هذه الوثيقة وفي هذه الفقرة بالذات اي فرق في التوصيف ، والحقوق على الإطلاق بين الشعوب الثلاثة المذكورة فيها ، فالدولة السوريّة كما ورد في هذا البند تقر بوجود وبهويّة وبالحقوق المشروعة لثلاثتهم ، كما أن توصيف القوميات الثلاثة ورد ملازما بكلمة شعب ، وبتصورنا أنّ المقصود بكلمة / الشعب / الملازمة للقوميات الثلاث الواردة في الفقرة المعنيّة هي بنفس المعنى ، ونعتقد بأن المقصود منها هو ليس المعنى الذي يترتب عليه أي اثر من الآثار فيما يتعلّق بالحقوق التي ترتبط بهذه الكلمة بموجب القانون الدولي / … ألا تلاحظ استاذنا الكريم بأن نصك يصرخ في بساطة مضمونه ، وأن الأزمة هي ليست في التوصيف والمصطلح بقدر ماهو نكران وتجاهل لحقوق واضحة ..

نعم ـ وأنا شخصيا أبصم لكم جميعا وبالعشرة ـ بأنكم نقلتم عبارة ـ تقر الدولة ..

ـ من الإعلان بشأن حقوق الأشخاص المنتمين الى أقليات قومية أو دينية ..

وخاتمة المسك كان ضربة المندل وتأويلكم الباطني الفذّ ..

/ ونرى إن قوى المعارضة السورية وجامعة الدول العربية والقوى الإقليمية المؤثرة / !! / وبتأويل ضمني يعتبرون الكورد في سوريا أقلية قومية وليس كما يعتبره الكورد اننفسهم شعبا ، بما يترتب عليه من حقوق بموجب القانون الدولي ـ ومن جديد الا تلاحظ مدى تناقضك مع ذاتك في التأويل والتلاعب بالمصطلح ؟ !! ..

وفي المحصّلة استاذنا الكريم فبدلا من هذا الشرح المبسّط والدرس العظيم في فقه الإنشاء وقواعد صياغة نظم المطالب ..

كم تمنيّت أن تبدع في اجتهاداتك بالرغم من أميّة أولئك الذين ما استوعبوا براعة نصوصك ، فتدلي بتوصيفك الصريح والواضح وبجمل نفهمها بطريقتنا ونضمن بها حقوقنا ، خصوصا ـ وعلى حدّ ما قرأنا ووجود مختصون آخرون في القانون الدولي ، وللأسف بدت توصيفاتكم كشفرة ـ ناسيت أصيلة ـ تبترّ من حقوقنا ..فهل نحن شعب أم أقلية ؟ ..

أقلية مهاجرة من المريخ ؟ أو بقايا سفينة ـ آفاتار ـ ؟ أم شعب وعلى أرضه التاريخية ؟ وقد آيل ، او اقترب من الإنقراض ؟ ! … وإلاّ ؟ … فبالله عليكم بدل إعطاءنا دروسا وأبجديات المفاهيم كما المصطلحات ، عودوا الى صياغتكم وما دونتموه ودعونا نجادل وسنجادل حتى نثبت بأن الحق حق وأن العظيم عظيم كقامة الجنرال الفذ حسين شريف باشا الذي رمى بوجه المساومين الكورد باستقالته في عشرينات القرن الماضي ..

نعم لقد فعل ذلك حتى لايدنّس اسمه في لوزان الأول ..

ونحن حقا نقر بحاجتنا الى مواعظكم وشروحاتكم في الفقه القانوني كما التعاريف والمصطلحات ، ولكنه من جديد يبرز قبلا مدى حاجتنا الى فعلكم المغيّب وموقفكم الضامر ضمور الحقوق كما وتلكم الصياغات الضامنة لحقوق الشعب الكردي ، كونكم تدعون تمثيلته ..

وفي الختام استاذنا القدير ، أقله نحن نفهم المواضيع بتعابيرها ولا نؤلها باطنيا ، كما وندقّق في الصياغات ومدلولاتها اللغوية والإعرابية ومن هنا كان فهمنا لعبارة الشعب السوري والذي يعني الشعب المنتمي الى دولة سورية وهذه الدولة معرّفة حيث تقولون ..

/ ..

بالنسبة لسورية هي جزء من الوطن العربي ، لانحبذ التعرض لها وما سيبني عليها من آثار كونها واضحة وأتت بصريح العبارة ولاتحتاج الى تفسير ..

/ .

..

نعم أستاذ موسى !! ..

ألا تقر معي بأن سورية الدولة ـ حسب توصيفكم ـ أن اسمها هي الجمهورية العربية السورية ، وفي علم النحو والإعراب ـ وكل العذر لأساتذة الصرف والنحو العربيين ـ فيما إذا ما كان إعرابي فيه خطأ ما ..

نعم أن الجمهوريّة هي مبتدأ مرفوع والعربية صفة أول مرفوع و السورية صفة ثانية مرفوعة أيضا ..

فنرى وببساطة شديدة استاذنا القدير موسى … نعم ..

أسبقية العربية على السورية ..وها قد عدنا من جديد ومتلازمة الشبيح أحمد حاج علي / الأكراد العرب السوريون / والحكم لكم أعضاء المجلس الوطني السوري ، أو من تبقى منهم فيها من ـ الكرد ـ !! 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لقد شهدت البشرية تحوُّلاً جذرياً في طرق توثيقها للحياة والأحداث، حيث أصبحت الصورة والفيديو- ولأول وهلة- الوسيلتين الرئيسيتين لنقل الواقع وتخليده، على حساب الكلمة المكتوبة. يبدو أن هذا التحول يحمل في طياته نذر موت تدريجي للتوثيق الكتابي، الذي ظل لقرون طويلة الحاضن الأمين للمعرفة والأحداث والوجدان الإنساني. لكن، هل يمكننا التخلي عن الكتابة تماماً؟ هل يمكننا أن ننعيها،…

ا. د. قاسم المندلاوي الكورد في شمال شرق سوريا يعيشون في مناطقهم ولا يشكلون اي تهديد او خطر لا على تركيا ولا على اي طرف آخر، وليس لديهم نية عدوانية تجاه اي احد ، انهم دعاة للسلام في كوردستان والمنطقة والعالم .. ويزيد نفوسهم في سوريا اكثر من 4 مليون نسمة عاشو في دهاليز الظلم و الاضطهاد ومرارة الاحزان…

د. منصور الشمري لا يُمكن فصل تاريخ التنظيمات المتطرفة عن التحولات الكبرى في أنظمة التواصل، فهي مرتبطة بأدوات هذا النظام، ليس فقط من حيث قدرتها على الانتشار واستقطاب الأتباع، بل كذلك من جهة هويتها وطبيعتها الفكرية. وهذا ما تشهد عليه التحولات الكبرى في تاريخ الآيديولوجيات المتطرفة؛ إذ ارتبطت الأفكار المتطرفة في بداياتها بالجماعات الصغرى والضيقة ذات الطبيعة السرية والتكوين المسلح،…

بوتان زيباري في قلب جبال كردستان الشاهقة، حيث تتشابك القمم مع الغيوم وتعزف الوديان أنشودة الحرية الأبدية، تتصارع القضية الكردية بين أمل يتجدد ويأس يتسلل إلى زوايا الذاكرة الجمعية. ليست القضية الكردية مجرد حكاية عن أرض وهوية، بل هي ملحمة إنسانية مكتوبة بمداد الدماء ودموع الأمهات، وحروفها نُقشت على صخور الزمن بقلم الصمود. ولكن، كما هي عادة الروايات الكبرى،…