بدأ السيد صالح محاضرته بسرد تاريخي لكوردستان وسوريا, والاتفاقيات الاستعمارية التي أدت الى تقسيم كوردستان وخاصة اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت كوردستان الى اربعة اجزاء ووقوع كردستان الجنوبية الغربية ضمن حدود الدولة الجديدة “سوريا”
وفي جانب آخر من محاضرته تطرق السيد حسن صالح الى الواقع السكاني في اقليم كردستان سوريا ونسبة توزع الكورد فيها مقارنة بالمكونات الاخرى العربية والمسيحية وتطرق ايضا الى جغرافية اقليم كردستان سوريا من النواحي الادارية وقال لا بد من اعادة النظر في التقسيمات الادارية الراهنة عند تطبيق الفدرالية بجعل المناطق الكردية ضمن حدود ادارية خاصة بها.
واشار السيد صالح الى مصير المكونات الاخرى في الاقليم الفدرالي حيث اكد ان الشعب الكردي الذي عانى الاضطهاد والتهميش سوف لن يدخر جهدا من اجل ان يعيش الجميع في اقليمهم بسلام وكرامة وان تحترم خصوصية المكونات الاخرى ومشاركتهم في ادارة الاقليم الفدرالي على قدم المساواة مع الكرد وحسب نسبتهم , اما مصير الكرد خارج الاقليم الفدرالي , فاكد صالح بانه ينبغي ان يتمتعوا بحقوق المواطنة الكاملة ويشاركوا في ادارة البلاد دون تمييز وان يحظوا بحقوقهم الثقافية والاجتماعية والسياسية.
وفي ختام محاضرته اكد السيد حسن صالح نائب سكرتير حزب يكيتي الكردي ان الفرصة التاريخية التي جاءت الان كان ينتظرها الشعب الكردي ويبحث عنها وقدم تضحيات جسام من اجلها عبر تاريخ سوريا وقال علينا ان نسير قدما وبقوة وثبات في الثورة مهما كانت التضحيات وان نصر على تشخيص حقوقنا .
وأغنيت المحاضرة ببعض المداخلات ومن أهمها :
د.
فاروق اسماعيل: قال: على الرغم من المعلومات الجغرافية والسكانية التي قدمها المحاضر فان المحاضرة تضمنت تناقضات ووجه سؤال للمحاضر: كيف تحدد الفدرالية كحل وتشيد بقرار المجلس الوطني بحق تقرير المصير وكذلك تدعو الى اللامركزية وقال ان هناك فرق على الاقل بين اثنين منهما , واضاف اسماعيل ان المحاضر لم يقدم لنا المبررات الكافية في حقنا في الفدرالية , وقال اننا نفسر الفدرالية بالشكل الذي نريده نحن ..
ومن جهة اخرى ابدى دكتور فاروق بعض الملاحظات على الخريطة التي علقت ورسمت فيها حدود المناطق الكوردية في سوريا وقال بانها غير دقيقة ..
فؤاد عليكو : ” ماطرحه الأستاذ حسن فتح بابا للنقاش نحن احوج اليه اليوم اكثر من اي وقت مضى فنحن امام مرحلة الاستحقاق التاريخي للحقوق القومية الكردية، والمجلس الوطني الكردي عرض تصورا عاما حينما اكد على حق تقرير المصير للشعب الكردي وعلى اساس اللامركزية السياسية ، وهذا يعني شكل من اشكال الفدرالية ، واستطيع القول هنا ان طرح اللامركزية السياسية تعني لامركزية الدولة وهو تصور المجلس الوطني الكردي لسوريا المستقبل ككل باعتبارنا احد القوى المعارضة السورية الأساسية ومن حقنا ابداء راينا في سورية المستقبل، اما حول مصطلح كردستان سوريا فهذا راينا وهناك من يقول بغرب كردستان ومن يقول بكردستان الغربية والكل متفقين ان جزءا من كردستان الحقت بالدولة السورية بموجب اتفاقات سايكس بيكو ، وانا من راي ان الانسب لحل القضية الكردي هو مبدا الشراكة مع القوميات الاخرى وعلى اساس الفدرالية الجغرافية “.
صالح جانكو: ان طرح أي مشروع يجب ان يكون هناك تحضير له على جميع المستويات واخص هنا المستوى السياسي, وحتى لا تكون طروحاتنا فضفاضة ونتهم بان سقف مطالبنا عالية يجب التحضير لمرجعية سياسية على المستويين الخارجي والدبلوماسي للتعامل والترويج لهذا المشروع على الصعيد الاقليمي والدولي وكذلك ان تكون هناك مرجعية على الصعيد الداخلي وذلك للتعامل مع كافة الاطراف والشركاء المعنيين بالفدرالية مع الاقرار بوجود المجلس الوطني الكردي , لكن أداءه على هذين المستوين غير كاف .
عبدالقادر الخزنوي: كنت احلم وانا طفل صغير بدولة كوردية تضمنا جميعا وادرس في مدارسها لغتي الكوردية ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه.
انا مع عقد اجتماعي جديد يبنى فيها سوريا على اساس جمهورية سورية مدنية ديمقراطية تعددية تتساوى فيها جميع المكونات مع الاعتراف باللغة الكوردية لغة رسمية الى جانب اللغة العربية والاهتمام باللغات الاخرى وتبنى نظام لا مركزية المحافظات في البلاد على اساس جغرافي.
أتفاقية سايكس بيكو وتقسيم كردستان:
بموجب هذه الأتفاقية المشؤمة عام 1916 قسمت كردستان الى أربعة أجزاء وأصبحت كردستان الجنوبية الغربية ضمن حدود دولة جديدة هي سوريا، وفصل خط الحدود بين السكان الكرد على جانبي الحدود السورية للتركية ،فمنطة ديريك أنقطعت عن منطقة جزيرة بوطان،ومنطقة قامشلو وتربسبي عن منطقة نصيبين،ومنطقة عامودا والدرباسية عن منطقة ماردين،وسري كانيي وكركي غزالا(تل أبيض)عن منطقة أورفا وكوباني وجرابلس عن سروج، ومنطقة جبل الأكراد (عفرين)عن منطقة عنتاب ومرعش وكلس شمالاً وعن منطقة أسكندرون وأنطاكيا غربا.وفي أقصى الشرق أصبح نهر دجلة حداً فاصلا بين كرد سوريا وتركيا والعراق، وفي الجنوب والجنوب الشرقي فصلت الحدود بين كرد الجزيرة والموصل وسنجار،ورغم مرور نحو قرن من الزمن على تقطيع أوصال المناطق الكردية ،فإنّ علاقات القرابة والمعرفة لم تمتْ،ويعمل السكان على أحيائها كلما سنحتْ الفرصة ،ومن الجدير أنَّ اللهجات المحلية على جانبي الحدود مازالت متشابهة لتعطي الدليل على الأصل الواحد وعلى التقاليد والفلكلور والتراث والمشاعر والالام والامال،أنّها فعلاً مأساة إنسانية حلت بالشعب الكردي واستهدف مضطهدوه من ذلك محو هويته القومية وطمس وجوده وأنكار حقوقه.
الأنتداب الفرنسي على سوريا:
في عام 1920 خاض السوريون معركة ميسلون وكان وزير الحربية يوسف العظمة الكردي في مقدمة اللذين تصدوا للقوات الفرنسية وساهم الكرد إلى جانب المكونات الأخرى في النضال من أجل الاسقلال وبرز دورهم في دمشق والغوطة وجبل الزاوية وجبل الكرد وفي عامودا وبياندور وهذه التضحيات قول على انّ الكرد أصلاءْ على أرضهم التاريخية ويرون أنّ الدفاع عنها واجباً مقدساً .في عام1928 قدم الكرد عريضة إلى المجلس التأسيسي السوري طالبوا فيها بجعل المناطق الكردية تحت حكم مدراء أكراد وحق التعلم بلغتهم، وفي هذه الأثناء طبقت فرنسا نظام الدويلات في سوريا:(دولة العلويين،الدروز،حلب،دمشق،جبل لبنان) وجاء في تقرير فرنسي إلى عصبة الامم المتحدة1937 أنّ سكان الجزيرة هم :32 ألف مسيحي،42 ألف عربي مسلم من البدو قراهم قليلة،و82 ألف كردي قروي، في عام 1932 اثار المسيحيون مسألة الحكم الذاتي واصبحت الجزيرة سنجقا خاصاًً تحت الحكم الفرنسي ،لكنَ فرنسا سمحتْ لحكومة عربية داخلية أن تسيطر على كل المناطق عام 1936 وفي عام 1938 ظهرت حركة من رئيس بلدية قامشلو وحاجو اغا ومحمود مللي تطالب بالحكم الذاتي، وعقدَ الزعماء الكرد مؤتمر الجزيرة لهذا الهدف.في عام 1939 ضمُّ لواء أسكندرون إلى تركيا وسيطرت فرنسا على بقية مناطق سوريا بما فيها المناطق الكردية حتى الأستقلال عام 1946 .
الكرد ومرحلة الأستقلال:
في عام 1949 قام حسني الزعيم بأنقلاب عسكري وأصبح محسن برازي رئيساً للوزراء وسرعان ما قام أديب الشيشكلي بأنقلاب أخر لكن دوره أنتهى عام 1954، وبدأت حملة تطهير ضد الكرد من ناحية الوظائف لاسيما العسكرية وحُربت الثقافة الكردية وتم أبعاد عبدالباقي نظام الدين من الوزارة وتوفيق نظام الدين من رئاسة الأركان..وكان من الطبيعي أن يدافع الكرد عن وجودهم وتمثل ذلك في ميلاد أول تنظيم كردستاني في 14 حزيران1957 لكن بمجيء عهد الوحدة السورية المصرية 22 شباط1958 تم صرف المزيد من الكرد من الخدمة لدى الدولة،و في عهد انقلاب حزب البعث 8 أذار 1963 تم انتهاج سياسة تميز عنصري بحق الشعب الكردي في جميع المجالات الإدارية والسياسية وحتى الأقتصادية ،وأصبح مشروع ضابط الأمن السياسي في الجزيرة البعثي محمد طلب هلال حقيقة واقعة ،وجردََ 120الف كردي من جنسيتهم وصادرت الدولة أراضي 332 قرية كردية في الجزيرة وسلمتهم لمستوطنين عرب حيءَ بهم من محافظتي الرقة وحلب وبنت لهم 40 مستوطنة على طول الحدود السورية التركية وعلى حزام بطول 375 كم وعرض15.5كم وجرى تعريب أسماء المراكز البشرية والطبيعية الكردية (جبل الكرد،حي الأكراد) واتبعت سياسة التجويع والأفقار والقمع لدفع الشعب الكردي إلى ترك مناطقه التاريخية والتشرد في مناطق أخرى داخل البلاد وخارجها ،لقد أدت هذه السياسة إلى التضييق على فرص العمل والتعليم والمشاريع الأقتصادية وأغتصاب الأراضي الزراعية ومنع الكرد من تبوء المناصب الحكومية والجيش والسلك الدبلوماسيي والبرلماني وتم حظر النشاط السياسي للأحزاب الكردية وقمعت الحريات…خلال نصف قرن من الزمن ذاق فيها شعبنا المرارة والبؤس وأصبح غريباً في وطنه التاريخي (كردستان).
تزخر المناطق الكردية بالخير والعطاء ،حيث يتوفر فيها البترول والغاز(قره جوخ،السويدية، رميلان،تربسبي)وتهطل فيها كميات مقبولة من الأمطار وتكثر فيها الأنهار مثل:(دجلة،الجراح،جغجغ،الزركان،الخابور،البليخ،الفرات،الساجور،عفرين) وتنتج السهول الخصبة في الجزيرة وكركي غزالا وكوباني الحبوب والبقول والخضار والقطن،وفي جبل الكرد تكثر الأشجار المثمرة لا سيما الزيتون ،وفي عموم المناطق الكردية تربى الدواجن والأغنام والأبقار والنحل،وتتوفر مواد البناء(الرمال-الرخام-الأسمنت)،هذه المناطق جرى خنقها بشكل مقصود لخلق عوامل طاردة للسكان علما ً بأنّ أهميتها وموقعها يؤهلها لكي تصبح مزدهرة ومتطورة.
الاثار السلبية لسياسة الإضطهاد والتهميش:
الظلم والعدوان على شعبنا الكردي وعلى مدى أكثر من نصف قرن دفع بأعداد كبيرة من الافراد والعوائل إلى ترك مناطقهم والبحث عن سبل المعيشة وفرص العمل فمن الجزيرة أتجه الكرد إلى دمشق وحلب وسائر المحافظات السورية،ومن كركي غزالا(تل أبيض)وكوباني وجرابلس وأعزاز قصدوا نفس المدن لكنهم أيضاً قصدوا المناطق القريبة مثل الرقة والطبقة ومنج والباب ،أمّا سكان جبل الكرد فاتجهوا إلى حلب بأعداد كبيرة وكذلك إلى دمشق والرقة من عموم المناطق الكردية وتمكن عدد كبير من الوصول إلى قارات العالم الخارجي وخاصة أوربا.
فأكراد المناطق التاريخية(الجزيرة،كركي غزالا،كوباني،جبل الكرد) وبعض المهاجرين إلى الداخل السوري يتحدثون بلغتهم الأم ويقدر عددهم بحوالي 4 ملايين نسمة،أمّا الكرد تالمقيمون في بقية أنحاء سوريا وعددهم يزيد عن 4 ملايين نسمة فهم مبعثرون في معظم المحافظات فقد نسوا لغتهم ففي جبل الأكراد(قسم من جبال العلويين)يعيش الكرد في 36 قرية أهمها سلمى، وفي ادلب وماحولها وتل كلخ من محافظة حمص ومدينة حماة وريفها (حيث هناك حتى الان قرى يتحدث سكانها بالكردية كقرية صادا ) وفي منبج والباب التي توجد شمالها 27 قرية كردية أهمها قباسين وفي منطقة السفيرة شرق حلب هناك عدة مراكز بشرية كردية أهمها بلدة تل عرن وقرية تل حاصل القريبة من جبل الاحص وفي ناحية تل رفعت من منطقة أعزاز هناك العديد من القرى الكردية وفي دمشق ريفاً ومدينةً ولاسيما في حي الأكراد (ركن الدين )والصالحية وزورافا وغيرها في حوران خاصةً في مدينة درعا وقرى أخرى من حوران والجولان وهناك اعداد قليلة في حمص ودير الزور وفي الاعوام الأخيرة ونتيجة استمرار سياسة الأضطهاد بات الكرد عمالاً في مجالات كثيرة مثل البناء،الخدمات، في المطاعم والفنادق،المزارع، المداجن،المعامل،المنشئات،وفي سائر أنحاء البلاد.هذه السياسة الظالمة اضطرت كثيراً بشعبنا لكن يمكننا القول أنّها كشفت عن صلابتهِ وقوة أرادته فقد أصبح متماسكاً أكثر بحقوقهِ القومية ورغم الفقر والحصار تابعَ عدد كبير من الشباب والشابات تحصيلهم العلمي داخل سوريا وخارجها كما أتَّقن عدد كبير مزاولة المهن اليدوية والصناعية والتجارية.
الحل الفدرالي ضمان لمسقبل زاهر لسوريا:
نلاحظ أنّ الدولة الراقية المتطورة الأكثر أستقراراً في العالم هي التي تتبنى النظام الأتحادي(الفدرالي) فقد حدث حروب أهلية في أمريكا وداخل القارة الأوربية وكان عدد الضحايا بعشرات الملايين من البشر ورأى المفكرون والخبراء أنّ الأعتراف بحقوق جميع الشعوب والمكونات ،وتطبيق ذلك على الأرض أنّما يوفر للجميع العيش بسلام ويضمن التطور والأزدهار في جميع المجالات وهكذا حصلت الشعوب على كياناتها السياسية المستقبلية ولجأت الكثير منها إلى تبني الحل الفدرالي ونجحت في ذلك كثيراً والأمثلة كثيرة الولايات المتحدة الأمريكية – المانيا الأتحادية- سويسرا- الأمارات العربية المتحدة ومؤخراً في العراق وتطالب أقاليم ليبية بهذا الحل لأنّهُ يلبي طموحات السكان في كل أقليم ويحقق الأتحاد ويساهم في إزالة التوتر .
أنَّ سوريا بلد متعدد القوميات والطوائف والتوزع الجغرافي لهذهِ المكونات عامل مساعد لتسهيل وتطبيق الفدرالية فالعلويون يعيشون في المحافظات الساحلية والدروز في محافظة السويداء والكرد يقيمون على أراضيهم التاريخية في شمال وشمال شرقي سوريا في محافظات حلب، الرقة، الحسكة، ويقيم المسيحيون الأشور والسريان والكلدان في الجزيرة .لقد مرأكثر من 66 عاماً على أستقلال سوريا دون أن تقوم الأنظمة الحاكمة بتبني أيَّ حل لقضايا البلاد وخاصةً القضية الكردية.
الواقع السكاني في كوردستان سوريا:
يشكل الكرد الغالبية في مناطقهم، فمنطقة ديريك تتبعها ناحية جل اغا (الجوادية) وتل كوجر(اليعربية) ،فمدينة ديريك المعروفة بديركا حمكو سكانها كرد مع وجود أقلية مسيحية(سريان-كلدان) وهكذا سكان الريف من الكرد وناحية( جل اغا) سكانها كرد وخاصة من جهة الشمال مع وجود عربي في الجنوب .أمّا تل كوجر المعروفة تاريخياً بإنّها أحدى المراكز البشرية لكوجر الميران الكرد.فقد أصبح الوجود الكردي فيها قليلاً لأنّ قبيلة الشمر العربية قدمت إليها من العراق في القرن الماضي ،وفي منطقة قامشلو التي تتبعها نواحي تربسبي (القحطانية) وتل حميس وعامودا ،تربسبي بلدة كردية مع ريفها من معظم الجهات مع وجود قرى عربية في جنوب شرقها وناحية تل حميس ذات غالبية عربية مع وجود قرى كردية كثيرة بعضها كبيرة مثل تل معروف، وهذه المنطقة وغيرها في الجهات الجنوبية من الجزيرة العليا كانت حتى أوائل القرن الماضي عبارة عن مراعي للريف الكردي الشمالي وقد أ ُقدمت الحكومة السورية على توزيع سهول جنوب الرد على العرب البدو في أواسط القرن العشرين، أمّا مدينة قامشلو فهي مدينة كبيرة يقارب عدد سكانها بنصف مليون نسمة ويشكل الكرد الأكثرية فيها مع وجود مسيحي ملحوظ(سرياني،أشوري،كلداني،أرمني) وفي السنوات الأخيرة أزدادت نسبة العرب الذين قدموا من الجنوب وسكنوا حارة الطيء ،والريف المحيط بقامشلو هو كردي بجميع الجهات مع وجود عربي في الجهة الجنوبية .أمّا ناحية عامودا فهي مع ريفها كردية وفي منطقة سري كانية التي تحتوي أثار عظيمة ترجع إلى الحضارات الكردية وخاصة الميتانية قبل الميلاد،رغم طابعها الكردي فأنّها تضم بعض العشائر العربية وأقلية شيشانية،أمّا مدينة الدرباسية فهي كردية مع ريفها مع وجود عربي عشائري ،أمّا مدينة الحسكة فتعود تاريخياً إلى الكرد فهي تقع بين جبل سنجار شرقاً وجبل عبدالعزيز غرباً ويشكل الكرد فيها الأغلبية مع وجود كتلتين كبيرتين من المسيحين(أشور-سريان-كلدان)،ومن العرب الذين قدم معظمهم من الجنوب ومن الدير الزور (حي غويران) أمّا النواحي الجنوبية وهي: العريشة –الشدادة –مركدة، فهي تضم سكان من العرب البدو استقروا حول مجرى نهر الخابور أمّا ناحية الهول وبحيرة الخاتونية فهي تاريخياً مجاورة لجبل سنجار وكردية ويعيش فيها حالياً العرب والخاتونيين،وناحية تل براك(بئر الحلو) يمر منها نهر جغجغ وتكثر فيها التلال الأثرية العائدة إلى الحضارة الكردية ورغم وجود نسبة كبيرة من العشائر العربية ألّا أنّها تضم في الجهات الشمالية قرى كردية كثيرة ،وفي شمال غرب الحسكة تقع ناحية تل تمر التي يعيش فيها الكرد والاشوريون والعرب وريفها كردي مع وجود قرى أشورية حول نهر الخابور وهؤلاء قدموا الى سوريا زمن الانتداب الفرنسي عام 1933عندما حصلت مشاكل بينهم وبين سلطات الانتداب الانكليزي في العراق من الجدير بالذكر ان هناك 40 تجمعا ّ استيطانياّ عربيا” في الشريط الشمال لمحافظة الحسكة جلبتهم سلطات البعث في القرن الماضي (1973ـ74ـ75) من محافظتي الرقة وحلب وسلمتهم اراضي 332 قرية كردية بهدف تهجير الكرد وتعريب مناطقهم وهؤلاء ازدادت خشيتهم من اعادتهم الى مناطقهم الاصلية بعد الانتفاضة الكردية عام 2004 لذلك يقومون بأستثمار أموالهم في مناطقهم السابقة ويقيمون المباني والمشاريع هناك وبمجرد اسقاط النظام ينبغي العمل على أعادتهم إلى مناطقهم،و إذا كان الوجود الكردي يتضاءل في جنوب ناحية تل حميس وتل براك ،فأنه ليس كذلك في جنوب نواحي عامودا والدرباسية فهو متواصل حتى مشارف مدينة الحسكة ولا بدَّ أإن اشير هنا إلى وجود قبر إبراهيم باشا الملي في قرية صفيا الواقعة شمال الحسكة بنحو 15 كم .
أمّا منطقة جبل الكرد(عفرين)فهي كردية خالصة بنواحيها :شران- بلبل- راجو- شيخ الحديد- جنديرس.
جغرافية أقليم كردستان:
المناطق التاريخية الكردية مقطعة الأوصال من الناحية الإدارية ،فمنطقة عفرين وكوباني تابعتان لمحافظة حلب ومنطقة كركي غزالا تابعة لمحافظة الرقة،ومناطق ديريك،قامشلو، سري كانيي،الحسكة تابعة لمحافظة الحسكة(الجزيرة) ولتشكيل أقليم فدرالي موحد للشعب الكردي ، لابدّ من أعادة النظر في التقسيمات الإدارية الراهنة وجعل هذه المناطق الكردية ضمن حدود أدارية خاصة بها.
أنّ الحدود الشمالية لهذا الأقليم واضحة لأنّها تشكل خط الحدود السورية مع تركيا ،بدءاً من قرية عين ديوار قرب نهر دجلة شرقاً ومروراً بمدن قامشلو وشمال عامودا ودرباسية وسري كانيي وكركي غزالا وكوباني وجرابلس وشمال بلدة بلبل في جبل الكرد وغرب بلدة راجو وشيخ الحديد وجنديرس .
أمّا الحدود الشرقية فتسير مع مجرى نهر دجلة معظمها مع تركيا ،ومسافة قصيرة مع أقليم كردستان العراق وفي هذه المنطقة تتجه الحدود الجنوبية مع العراق نحو الجنوب الغربي بخط مستقيم حيث نجد بلدة تل كوجر الحدودية التي يتجه طريق دولي منها إلى الموصل وفي أقصى جنوب منطقة قامشلو يقع جبل سنجار (كردستان العراق) حيث ّتتجه الحدود غرباً إلى مركز ناحية الهول بإتجاه شمال شرق الحسكة حيث جبل كوكب البركاني المعروف بكوكبي ملان نسبة إلى عشيرة ملان الكردية ثم مدينة الحسكة حيث ألتقاء نهر جغجغ القادم من مدينة قامشلو بنهر الخابور وغرباً يمتد جبل عبد العزيز على بعد نحو 15 كم من الحسكة حيث نجد قلعة سكرة الأيوبية وفي غربها نجد أعلى قمة ترتفع إلى 920 متر ويبلغ طول هذا الجبل من الشرق إلى الغرب نحو 70 كم ومن الشمال إلى الجنوب مابين 10 ألى ما يزيد عن 30 كم وجدير بالذكر أنّ عبد العزيز من أصل كردي ، ثمّ تتجه الحدود غرباً عبر مرتفعات بسيطة تسمى طوال العبا وبأتجاه الطريق الدولي المتجه إلى حلب ، حيث موقعة الكنطري ثم عين عيسى التي يسكن فيها نسبة هامة من الكرد ، وتسير الحدود مع الطريق الدولي حتى جسر قره قوزات على نهر الفرات وهناك ندخل في منطقة المنبج التي يكثر فيها الوجود العربي ويقل عدد الأكراد ومع نهر الساجور وجنوب منطقة جرابلس تسير حدود الأقليم لتضيق قرب أعزاز متقربة من الحدود التركية وتبلغ المسافة بين نهر الفرات وبداية حدو منطقة عفرين حوال 100 كم حيث الكثافة الكردية قليلة في هذه المناطق وإلى الغرب من أعزاز وبالقرب من بلدة كفر جنة التابعة لجبل الكرد ، تتجه الحدود إلى الجنوب وهي تحاذي طريق حلب – عفرين من الغرب، حيث ناحيتا تل رفعت ونبل من منطقة أعزاز وبطول حوالي 30 كم ، ثمّ تتجه الحدود غرباً وشمال غرب لتجاور ناحية حريتان ودارة عزة التابعتان لحلب ، وفي جنوب منطقة عفرين تقع قلعة سمعان بين ناحية دارة عزة وحدود منطقة عفرين ، ثمّ تجاور الحدود ناحية الدانا من محافظة أدلب ثمّ تتجه إلى الجنوب الغربي من ناحية جنديرس حيث تبدأ الحدود مع لواء اسكندرون على بعد نحو 7 كم من البلدة ويبلغ طول حدود منطقة عفرين مع لواء اسكندرون غرباً نحو 50 كم ، ومن الجدير بالذكر أنّ جبل الكرد يرتفع قرب بلدة بلبل إلى (1201).
الشعب الكردي الذي عانى من الأضطهاد والتهميش ، ودفع ثمناً غالياً خلال نضاله الطويل،سوف لن يدخر جهداً من أجل أن يعيش الجميع في أقليمهم بسلام وكرامة ، والأخوة المسيحيون من الأشور والسريان والكلدان والأرمن لهم خصوصية قوية ينبغي أن تحترم ويتمتعوا بحقوقهم القومية الكاملة في أماكن وجودهم بالإضافة إلى حقوقهم الدينية ومن حقهم المشاركة في إدارة الأقليم الفدرالي على قدم المساواة مع الكرد وحسب نسبتهم دون أي مساس بها ولأي سبب كان، وهذا ينطبق على الأخوة العرب والتركمان والشيشان.
مصير الكرد خارج الأقليم الفدرالي:
ينبغي أن يتمتع هؤلاء بحقوق المواطنة الكاملة ويشاركو في إدارة البلاد دون أي تمييز وأن يحظوا بحقوقهم الثقافية والإجتماعية والسياسية، أمّا أكراد الأقليم الفدرالي فينبغي أن يديرو شؤونهم الثقافية والقضائية والتنفيذية بأنفسهم إلى جانب القوميات الأخرى ويشاركوا حسب نسبهم في مؤسسات وهيئات الحكومة الأتحادية لا سيما مجلس الوزراء والبرلمان والجيش والسلك الدبلوماسي .
كلمة أخيرة:
شعبنا الكردي كان يبحث بمرارة عن حل لقضيته وقد قدم تضحيات جسام عبر تاريخ سوريا وعانى الحرمان والفقر والتشرد ، والان جاءت الفرصة التاريخية التي كان ينتظرها واستجاب الله لصرفات واهات المعذبين حيث ألهمهم أن يخرجوا عن همتهم ويجهروا بالحق ويقفوا في وجه أشرس نظام عرفته البشرية –سوريا بكل مكوناتها ثائرة ، والكرد في المقدمة حيث يجدون أمالهم التاريخية في اسقاط النظام ونجاح الثورة ….
وإذا كان النظام لأسباب تكتيكية لم يهاجم بألته الحربية المناطق الكردية ، فقد خبرهُ شعبنا عن قرب وذاق الويلات على يده ، وعلينا أن نسير قدماً وبقوة وثبات في ورتنا مهما كانت التضحيات ، حيث العيش بكرامة هو المبتغى … كما علينا أن نصر على تشخيص حقوقنا ولا نخشى في الحق لومة لائم .
كفى منطقتنا التخلف والصراعات العقيمة وحان الوقت لحل كافة القضايا والتفرغ للتمتع بحياة حرة كريمة في دولة مدنية ديمقراطية لكل مكوناتها .