بلغة الفلاح الكردي التي لا تصلح حتى علفا فتترك أرضاُ.
ومن صنف الرجال مثله الآن ما فشل في أدائه السياسي والتنظيمي على الأرض بالطول والعرض .
فأصبح البعض منهم الآن محللا سياسياً ويزعم الآخر بريادته للثقافة والفكر الكرديين ولم يطور من شيء سوى الاجترار وإنتاج ذاته علما بأن الكرد خلال تاريخهم المعاصر هم ضحايا الخطاب والتحليل المشوه اللاواقعي واللامنطقي لهذا النموذج الفلتان المتزوج للمسألة الكردية زواج المتعة من ذات الرزمة التي استولت على الحراك العام باسم الحركة القومية الكردية بمنهج قومي بدائي والذهنية العشائرية وبذلك لم يستطع الكرد من خلال نخبهم المشوه تلك بناء تنظيمهم القومي الحضاري بل أسسوا لأحزاب سياسية بدائية مشوهة المنطلق والمستقر والتنظيم مما جعلهم متخلفين عن العصر.
في هذه الظروف التي يمر بها الشعب الثوري بشكل عام والكردي بشكل خاص في غضون الثورة الثورية والحراك العنيف لا ننكر أن للناقد والمحلل السياسي الكردي “إذا وجد” لم يكن له التأثير الكبير على المجتمع الكردي خلال هذا الوقت القصير بسبب وجود خلل عام في المنظومة الفكرية والثقافية والقيمية للكرد وسيطرة صنف المخلل السياسي والثقافي ذو الوجدان والضمير المزيف على الرأي العام ودعم هذا النموذج من قبل التنظيمات المسيطرة على الرأي العام معنويا وماليا على غرار النظم الحاكمة المستبدة والطاغية في شراء الذمم وكبت الأصوات المستنيرة واستثمار تخلف المجتمع سياسيا وثقافيا وغياب ثقافة النقد والوعي الذاتي وكذلك غياب المفكر السياسي الذي يفتقر إليه المجتمع الكردي في العموم والمفترض أن يكون له تأثير على القرار السياسي الكردي وله أفكاره الخاصة يتبناها ويدافع عنها ولا يعتقد بأن المجتمع الكردي المعاصر قد شهد ولادة مثل هذا النموذج وبقيت ثقافة الظلام مخيمة على الأجواء العامة وبالتوازي مع الموروث الثقافي والفكري الرث حالت دون تنوير زائد وتغيير كبير في ذهنية ومنهج التفكير لدى الفرد الكردي .
يتحكم الآن الطرشي السياسي والثقافي والاجتماعي بالرأي العام الكردي ومن المنابت الاجتماعية المهزومة تاريخيا لزمام أمور الشأن الكردي من خلال أطر شكلية وهو نفسه ومن ذاك الذي فشل في كل مرة وفي كل شيء واتخذ من المسالة الكردية وجاهة و مصدر ارتزاق وحقلا للحرث فيها وكأنها طابو موروث عن جده وأبيه لأجل منفعة ومصلحة ومن هذه الماركات ما كثرت وتتكاثر كالفطر بلا ضابط في الداخل والخارج الآن .
فمنها ما هو ثقافي مزيف ودخيل على الثقافة والفكر الكردواري حيث كان الواحد منهم بعثيا وآخر شيوعي يتصدرون الآن بعض الواجهة السياسية والثقافية وأنكروا يوم الصعب الانتماء إلى القومية الكردية وثقافتها وباعوا أنفسهم لأعداء القومية للمصلحة الذاتية وآخر استفاق من جبنه مضللا ودجالا فوجد منفذا لتحقيق طموحاته الذاتية من خلال المسألة الكردية في ظروف استثنائية بالتملق وجمع الألقاب والكراسي على حساب الشرفاء والوطنيين الأصلاء وآخر دخيل ومراوغ وأفاق يدير الآخرين من وراء الستار دون أن يكون له بصمات واثر واضح وتعب في الحقل الكردواري سابقا وآخر كان من الفصائل المسلحة البعثية يوما ما وهو يحلل في الشأن الكردي وله موقع متقدم فهؤلاء هم الآن شبيه بمستحاثات من الحقب البريكامبري السياسي تفوح منهم أيضاً رائحة التآمر والتخلف فكرا وثقافة وعملا وتنظيما وهم سبب بلاء الكرد وتأخرهم عن ركب الحضارة ولامتلاك الحرية وتحقيق الكيان والهوية والتجمع المفيد وهم الآن عاطلون ومعطلون.
أخيرا…..
لا تغيير حقيقي بلا تغيير في العقلية وطبيعة الثقافة ومنهج التفكير لبناء الإنسان الكردي العصري ونقد الموروث الماضي المعطل للتطور نقدا بلا رحمة وصنع البديل الثقافي والفكري وبالتالي السياسي من خلال النخب الواعية لذاتها ولرسالتها الوجدانية.
16.6.2012
xkalo58@gmail.com