إبراهيم اليوسف
آثرت منذ بداية الثورة السورية المباركة، وحتى الآن، أن أتصل بكم، عبر وسائل الاتصال المتاحة، كلما وجدت داعياً إلى ذلك، حدثاً تلو آخر، منذ أن حاول رفاقكم المشاركة في الاحتجاجات التي تتم في مناطقنا الكردية في سوريا، هذه الاحتجاجات التي كان الشباب الكردي مخططاً وصانعاً لها منذ شهرشباط2011 وحتى هذه اللحظة، ولايزال بعض هؤلاء الشباب مجهول المصير- ومنهم البطل شبال إبراهيم- وهم الذين جسروا لحضورهم في المناطق الكردية كافة، كما ولايزال الكاتب حسين عيسو وجكرخوين ملا أحمد وغيرهم رهن الاعتقال والاختفاء القسريين ، وراح ضحية الموقف من الثورة خيرة مناضلينا، من أمثال الشهداء: مشعل التمو ونصرالدين برهك وجوان قطنة وكولي” أذكرهم هنا بحسب تسلسل تاريخ استشهادهم- وغيرهم كثيرون، وكانت الردود التي تأتي من رفاقكم مطمئنة، في كل حين، وفي حوادث مهمة،لا أرى ذكرها مفيداً في هذا المقام.
أيها الأخوة الأعزاء..!
شخصياً، لا أنكر الدور الكبير الذي لعبتموه -وأعني مرجعيتكم التي تأسس عليها الاتحاد- في مساندة انتفاضة 12 آذار المجيدة، وكنتم أول من وقف آنذاك إلى جانب انتفاضة أهلكم في سوريا، إعلامياً، وهو ما كنا نحتاج إليه، وكل ذلك موثق لدي بالتفاصيل والدقائق، ولعلكم تعلمون أننا خضنا معاً، وبجهود الكثيرين من الغيارى من أبناء شعبنا أداء المهمة، واستطعنا مواجهة آلة تضليل النظام، بصدق قضيتنا، وأشدنا بدوركم ذاك طويلاً، وبنينا معاً جسوراً من التفاهم، ولعل هناك مثالين يحضرانني الآن – يعرفه أصدقائي الأعزاء من طاقم فضائية روج – وهو أنكم سلمتم أبنائي كلمة مرور موقعكمالإلكتروني لتحميل صور الانتفاضة، لأن الإنترنت كان ضعيفاً آنذاك، في منطقتنا، بل لعلكم تعلمون كيف أن بعض أفراد أسرتي ، أوصلوا إليكم أشرطة الفيديو، بالتعاون مع صديق لهم هو الآن في أوربا، حيث كان هناك فريق عمل محدد نعتمد عليه، ولابد من أن أذكر أسماء أعضائه، قريباً، لأن ذلك من حقهم، وتم إيصال تلك الصور إلى تركيا عبر الحدود، وفي اليوم الثالث للانتفاضة، وعبر فاعل خير هو الآن في لجة الثورة، ويستطيع الإدلاء بشهادته، وكان شرطنا الوحيد إيصال نسخة مما نرسل، إلى فضائية : ك.
ت .ف، وهو ما تم، كما أن نسخة منها وصلت إعلامياً آخر في أوربا ووزعه بطريقته الخاصة، وهو أرقى أنواع النضال، كما تعرفون، وكنا أقرب إليكم من الكثيرين الذين كانوا محسوبين عليكم، وغادروكم في الملمة وعند اللزوم، وأداروا الظهر لكم، وبشهادة المناضلين من رفاقكم، آنذاك، وأعتذر عن الشرح أكثر هنا، لأن وقائع كثيرة تحضرني، بيد أني لن أذكرها هنا، لاعتبارات عديدة.
إن ما جعلني، أيها الأخوة، أن أبدأ بالكتابة إليكم، في رسالة مفتوحة، هو انطلاق وترجمة لدور المثقف المخلص لشعبه، كي يقول له، كلمته، مهما كانت مرة، لأني أتحسس مستقبلاً كارثياً ينتظرنا جميعاً، في ظل قيام بعض المؤسسات المنبثقة عنكم، منذ أشهر، وحتى الآن، بما يثير حالة الرعب والخوف، أمام مايواجهنا من مفاجآت مؤلمة، تظهر بين حين وآخر، ونرجىء الحديث عنها، في كل مرة، أو نتناولها، بلين، ورفق، لئلا تتأزم الأمور، لاسيما وأنني أجدنا كشعب كردي في سوريا، أحوج إلى جهودنا جميعاً، وما تمتلكون من إمكانات لابد أن يوظف في الاتجاه الصحيح، وبموجب اتفاق محدَّد على الصيغة العامة، لتكونوا فيه طرفاً فاعلاً كغيركم، كما هي الحقيقة، لأن من شأن استمرار بعض الممارسات المفروضة المرفوضة من قبل أبناء شعبنا الكردي أن تدفع إلى إنهاكنا، وإضعافنا، وابتعادنا عن الحلقة الرئيسة التي يجب الاشتغال عليها، لئلا تتم بعثرة الجهود، ودخول قوى حاقدة علينا “على الخط”، لاتريد لنا الخير، بل تريد محونا من خريطة الوجود، للفتك بنا جميعاً، في ظل شيوع حالة انعدام الثقة التي تخلق يومياً، بسبب عمليات الخطف، والمحاكمات، التي ليس الآن وقتها، وهي –برأيي- تسيء إلى نضالات الأرومة الأصلية لكم، والتي نعول عليها، في تحقيق الحرية لأبناء شعبنا الكردي، في كردستان الشمالية، وقد حققتم إنجازات عظيمة على هذا الصعيد، وأنتم تواجهون العقل الطوراني البغيض.
ومؤكد أن في خطف المختلفين معكم في الرأي- ولا أريد أن أصدق ذلك- لغيرتي على أبناء شعبي، وأنتم منهم، وفي إطلاق نعوت التخوين الجاهزة على بعضهم، كما الحال مع المناضل الكردي مصطفى جمعة، وغيره، أمر ليس في مصلحتنا جميعاً، كما أن هدر دم الكردي كردياً، أمر محرم، مرفوض، لامسوغ له البتة، ولا مستقبل أخلاقي أو سياسي، لمن يقدم عليه، أياً كان الفاعل هنا.
أيها الأخوة الأعزاء
يقيناً، إنني لا أنطلق من هنا، إلا من داعي الحرص على أبناء شعبنا، وقضيتنا، ولكي أؤدي جزءاً من دوري كمثقف، عليه تسمية أشكال الظلم، أياً كان مصدرها، وأحب أن أؤكد أنني وكثيرين من أمثالي الكتاب، ننأى بأنفسنا الخوض -في هذه المرحلة الحساسة- في مجال النقد الكردي،إلا ضمن مستويات محددة، ولعل دليلي في ذلك الكثير من الرسائل الموجهة مني إليكم، ويشهد بعض أصدقائنا المشتركين على ذلك، لأنني أحيلها إليهم – وأسمي هنا الصديق المناضل دانا جلال- في الوقت نفسه، من قبيل الأمانة التاريخية، لذلك فإنني ومن موقع الحرص علينا جميعاً، في هذه المركبة الكردية، أدعوكم لمراجعة الذات، حالاً، لأني حريص على حالة الوئام، وكسر جدران العزلة على أي طرف كردي وطني، بالإضافة إلى أنني ممن لايقبلون بادعاء أي طرف، زعامته على أهله، لأن الزعامة الحقيقية تكمن في الحرص على كرامة الأهل، وأرواحهم، وحمايتها، لاغير ذلك…!.
واثق جداً، أن رسالتي، هذه، ستلقى الصدى الطيب عندكم، فليس لي أي دافع من ورائها، إلا أن نكون جميعاً، يداً واحدة، وننفتح على شعبناً، لأن المهمة الملقاة على عاتقنا خطيرة، وحساسة، وإن التاريخ لا يرحم أحداً منا، ولا يمكن للعنف أن يكون الحل الناجع، في فرض أية وصاية، أياً كان صاحبها، وهو كلام موجه لجميع الأطراف الفاعلة في المعادلة الكردية، ولن ننسى أن هناك قوى محلية وإقليمية، تتربص بنا، وإن تركيا الأردوغانية التي فضحتها مجريات الثورة السورية ترعى هذا الدور.
تحياتي إليكم واحداً واحداً
ومعاً كتفاً لكتف في الاتجاه الصحيح
شخصياً، لا أنكر الدور الكبير الذي لعبتموه -وأعني مرجعيتكم التي تأسس عليها الاتحاد- في مساندة انتفاضة 12 آذار المجيدة، وكنتم أول من وقف آنذاك إلى جانب انتفاضة أهلكم في سوريا، إعلامياً، وهو ما كنا نحتاج إليه، وكل ذلك موثق لدي بالتفاصيل والدقائق، ولعلكم تعلمون أننا خضنا معاً، وبجهود الكثيرين من الغيارى من أبناء شعبنا أداء المهمة، واستطعنا مواجهة آلة تضليل النظام، بصدق قضيتنا، وأشدنا بدوركم ذاك طويلاً، وبنينا معاً جسوراً من التفاهم، ولعل هناك مثالين يحضرانني الآن – يعرفه أصدقائي الأعزاء من طاقم فضائية روج – وهو أنكم سلمتم أبنائي كلمة مرور موقعكمالإلكتروني لتحميل صور الانتفاضة، لأن الإنترنت كان ضعيفاً آنذاك، في منطقتنا، بل لعلكم تعلمون كيف أن بعض أفراد أسرتي ، أوصلوا إليكم أشرطة الفيديو، بالتعاون مع صديق لهم هو الآن في أوربا، حيث كان هناك فريق عمل محدد نعتمد عليه، ولابد من أن أذكر أسماء أعضائه، قريباً، لأن ذلك من حقهم، وتم إيصال تلك الصور إلى تركيا عبر الحدود، وفي اليوم الثالث للانتفاضة، وعبر فاعل خير هو الآن في لجة الثورة، ويستطيع الإدلاء بشهادته، وكان شرطنا الوحيد إيصال نسخة مما نرسل، إلى فضائية : ك.
ت .ف، وهو ما تم، كما أن نسخة منها وصلت إعلامياً آخر في أوربا ووزعه بطريقته الخاصة، وهو أرقى أنواع النضال، كما تعرفون، وكنا أقرب إليكم من الكثيرين الذين كانوا محسوبين عليكم، وغادروكم في الملمة وعند اللزوم، وأداروا الظهر لكم، وبشهادة المناضلين من رفاقكم، آنذاك، وأعتذر عن الشرح أكثر هنا، لأن وقائع كثيرة تحضرني، بيد أني لن أذكرها هنا، لاعتبارات عديدة.
إن ما جعلني، أيها الأخوة، أن أبدأ بالكتابة إليكم، في رسالة مفتوحة، هو انطلاق وترجمة لدور المثقف المخلص لشعبه، كي يقول له، كلمته، مهما كانت مرة، لأني أتحسس مستقبلاً كارثياً ينتظرنا جميعاً، في ظل قيام بعض المؤسسات المنبثقة عنكم، منذ أشهر، وحتى الآن، بما يثير حالة الرعب والخوف، أمام مايواجهنا من مفاجآت مؤلمة، تظهر بين حين وآخر، ونرجىء الحديث عنها، في كل مرة، أو نتناولها، بلين، ورفق، لئلا تتأزم الأمور، لاسيما وأنني أجدنا كشعب كردي في سوريا، أحوج إلى جهودنا جميعاً، وما تمتلكون من إمكانات لابد أن يوظف في الاتجاه الصحيح، وبموجب اتفاق محدَّد على الصيغة العامة، لتكونوا فيه طرفاً فاعلاً كغيركم، كما هي الحقيقة، لأن من شأن استمرار بعض الممارسات المفروضة المرفوضة من قبل أبناء شعبنا الكردي أن تدفع إلى إنهاكنا، وإضعافنا، وابتعادنا عن الحلقة الرئيسة التي يجب الاشتغال عليها، لئلا تتم بعثرة الجهود، ودخول قوى حاقدة علينا “على الخط”، لاتريد لنا الخير، بل تريد محونا من خريطة الوجود، للفتك بنا جميعاً، في ظل شيوع حالة انعدام الثقة التي تخلق يومياً، بسبب عمليات الخطف، والمحاكمات، التي ليس الآن وقتها، وهي –برأيي- تسيء إلى نضالات الأرومة الأصلية لكم، والتي نعول عليها، في تحقيق الحرية لأبناء شعبنا الكردي، في كردستان الشمالية، وقد حققتم إنجازات عظيمة على هذا الصعيد، وأنتم تواجهون العقل الطوراني البغيض.
ومؤكد أن في خطف المختلفين معكم في الرأي- ولا أريد أن أصدق ذلك- لغيرتي على أبناء شعبي، وأنتم منهم، وفي إطلاق نعوت التخوين الجاهزة على بعضهم، كما الحال مع المناضل الكردي مصطفى جمعة، وغيره، أمر ليس في مصلحتنا جميعاً، كما أن هدر دم الكردي كردياً، أمر محرم، مرفوض، لامسوغ له البتة، ولا مستقبل أخلاقي أو سياسي، لمن يقدم عليه، أياً كان الفاعل هنا.
أيها الأخوة الأعزاء
يقيناً، إنني لا أنطلق من هنا، إلا من داعي الحرص على أبناء شعبنا، وقضيتنا، ولكي أؤدي جزءاً من دوري كمثقف، عليه تسمية أشكال الظلم، أياً كان مصدرها، وأحب أن أؤكد أنني وكثيرين من أمثالي الكتاب، ننأى بأنفسنا الخوض -في هذه المرحلة الحساسة- في مجال النقد الكردي،إلا ضمن مستويات محددة، ولعل دليلي في ذلك الكثير من الرسائل الموجهة مني إليكم، ويشهد بعض أصدقائنا المشتركين على ذلك، لأنني أحيلها إليهم – وأسمي هنا الصديق المناضل دانا جلال- في الوقت نفسه، من قبيل الأمانة التاريخية، لذلك فإنني ومن موقع الحرص علينا جميعاً، في هذه المركبة الكردية، أدعوكم لمراجعة الذات، حالاً، لأني حريص على حالة الوئام، وكسر جدران العزلة على أي طرف كردي وطني، بالإضافة إلى أنني ممن لايقبلون بادعاء أي طرف، زعامته على أهله، لأن الزعامة الحقيقية تكمن في الحرص على كرامة الأهل، وأرواحهم، وحمايتها، لاغير ذلك…!.
واثق جداً، أن رسالتي، هذه، ستلقى الصدى الطيب عندكم، فليس لي أي دافع من ورائها، إلا أن نكون جميعاً، يداً واحدة، وننفتح على شعبناً، لأن المهمة الملقاة على عاتقنا خطيرة، وحساسة، وإن التاريخ لا يرحم أحداً منا، ولا يمكن للعنف أن يكون الحل الناجع، في فرض أية وصاية، أياً كان صاحبها، وهو كلام موجه لجميع الأطراف الفاعلة في المعادلة الكردية، ولن ننسى أن هناك قوى محلية وإقليمية، تتربص بنا، وإن تركيا الأردوغانية التي فضحتها مجريات الثورة السورية ترعى هذا الدور.
تحياتي إليكم واحداً واحداً
ومعاً كتفاً لكتف في الاتجاه الصحيح
الخلود لشهداء الثورة السورية ومن بينهم شهداؤنا الكرد
النصر للثورة
العار للنظام المجرم
8-6-2012