وما يحصد اليوم هو نتيجة حتمية لزرع ثقافة الشقاق والتحزب والتخندق الحزبي وعدم التهيئة للظرف الراهن التي لم تستطع القوى الكردية أجمع ومثقفيها التأسيس لثقافة وفكر الوحدة والمصير المشترك في الزمن الصعب .
فتحرك الكل بالبحث عن الذات على المنهج القديم وانتهجوا سياسة التكتلات التخندق الحزبي أدارها شخصيات غير مؤهلة في التعامل مع الواقع وبحساسية ومسؤولية .
فضاعوا مرة أخرى في مستنقع الحزبايتي ويا للخسارة والأسف الشديد .
لقد بات الواحد منا يخجل القول أمام الآخرين بأنه كردي من فعل الثقافة السياسية السائدة والتصرفات التي تمارس من قبل الحراك الكردي ومن كل الأطراف ولا نستثني أحدا من الأفراد والقوى السياسية وفي المقدمة خليل كالو .فلم نقم بواجبنا القومي تجاه بعضنا البعض ودخلنا في سباق محموم وبلا تفكير من أجل مكاسب شخصية وحزبية واحتلال مواقع وهمية وكأننا نحن الكرد لوحدنا في هذا الحراك والعراك ونسينا أنفسنا بوعي أو بلا وعي وإذا بنا في خضم أحداث مريبة باغت الجميع وكانت غير متوقعة بهذه الدرجة الكبيرة من السرعة فيما تتعرض له الآن الوحدة والسلم الأهلي إلى الزعزعة والاهتزاز وبدأ يخيم على المجتمع الكردي اليأس والامتعاض حتى كاد البعض لا يتمالك نفسه من شدة الرعب والخوف من الأيام القادمة حرصا وخشية .
الأخوة من أصحاب الشأن والحل والربط .
فبدل من إصدار البيانات والتجييش والتعبئة ونشر ثقافة الغل والحكم المسبق سارعوا في احتواء الحالة ووأدها من خلال عقلائكم والطيبين من كل الأطراف لأن ما يحصل ليس له علاقة بالسياسة الكردوارية ولا يمت بصلة إلى مصلحة الكرد وإذا لم يتدارك الأمر على وجه السرعة وبحكمة سوف يكون نتائج قادمات الأفعال على هذا المنوال وخيمة ولا أحد يستطيع تقديرها الذي ستكون بالضرورة هو صراع وحرب باردة مقيتة قبل أن تتدخل الأيادي الخارجية لتأجيج نار الفتنة وإدارة الحرب الخاصة وثقوا بأنه لن يفلت أحد من كي نارها إن لم يكن الانتحار الجماعي نصيب الجميع .
فلا تنتحروا على أبواب ثقافة التخلف واتركوا عناد الرأس الكردي اليابس الذي كان وما زال سبب شقائه ومشاكله .فرؤوس الآخرين نعمة عليهم رؤوسنا أعداء لنا .فبئس هكذا رأس وعقل وكتف حامل .
الأخوة الأفاضل والأعزاء ومن كل الأطراف والأفراد من ذوي الشأن بلا استثناء : فلا أحد الآن بمنأى عن المسؤولية والإثم مهما برر هذا وذاك من أفعاله وتحجج ودافع عن صدقه ولام الآخر بإصدار البيانات فهذا لا يعفى الجميع من الإثم والنقد .
علما بأن المسئولية التاريخية حيال مصير ومستقبل أي شعب هي جماعية لا فردية وليس لطرف بعينه السبب كما يزعم البعض للهروب من المسئولية وتبرير الذات بل الجميع تقاعس وناور منذ شهور ونحن شهود عصر على كل شيء بالتمام والتفاصيل المملة .
فقد كانت المقاربة غير جدية ومغرضا في بناء علاقات الثقة ولردم الهوة النفسية البينية ونشر ثقافة التسامح والمحبة والوحدة الوجدانية والعمل المشترك بين أبناء الشعب الواحد في هذه المرحلة الحساسة وها أنتم تجنون ثمار سياسياتكم الارتجالية .
اعلموا أيضا علم اليقين بأنكم جميعا على باطل وألف باطل وباطل بالاستمرار على منهاجكم الحزبوية وجناة بحق أنفسكم والتاريخ والشعب الكردي أولا والأهداف التي تنادون بها وتعملون من أجلها ثانيا وما تثيرونه من قلاقل اجتماعية وحرب باردة نفسية وعرض للعضلات وسياسة كسر العظم هو استفزاز لمشاعر الكرد ولبعضكم البعض وتقويض للثقة وضرب الوحدة الوطنية الكردية عرض الحائط حيث لا منتصر في مثل هكذا معارك خاوية سوى الإثبات للآخرين بأننا ما زلنا كرد قدماء ولا نستحق سوى العبودية وهمجيون ولا تنسوا أنكم أبناء قوم واحدة وهل في سلوكنا هذا من فائدة ومنفعة ..؟ إذا كان من فائدة فافعلوا ما شئتم ولكن العاقل والمنطق والتاريخ والتجربة يقول كلا وألف كلا .
وأخيرا نعزي أنفسنا ونقول لا حول ولا قوة إلا بالله من تصرفاتكم .
8.6.2012
xkalo58@gmail.com