أمين عمر
انفجار بركان قامشلو في آذار 2004 كان لسببين رئيسين، الأول، مباشر، معروف، مفتعل، مرتبط بردة فعل، العنصرية العروبية بتحرير العراق من الصنم العراقي الذي كان يعتبر رمزاً لبعض السوريين المشبعين بالعنصرية، فدفعتهم جهات مخابراتية لتنفيذ أجنداتها بإضعاف الشعب ليقوى النظام ، فجاءت فعلته ،كانتقام من إنجازات الكرد في كردستان العراق بتلقين الكرد السوريين درساً على شكل رسالتين، الاولى الانتقام من فرحة الكرد بتحرير زاوية أو بمثابة ثقب في الكرة الأرضية تُدار كردياً و لوأد أحلام الكرد في التفكير بشيء مماثل في سوريا ، وخلق عداوات مناطقية، لشل المنطقة، أمنياً وأقتصادياً أكثر مما هو عليه، وتوجيه التفكير الجمعي حسب مزاجه ،وحصره بمقارعة العدو المصطنع، الشعب عدو الشعب .
أما السبب الحقيقي للانتفاضة فهو احتقان الظلم طلية عقود من حكم البعث، فعدا عن الإضطهاد المُمنّهج، المقنّن، المُمارس على الكرد، فأيضاً على مستوى الشخصي ،يكاد لم يبقى فرد أوعائلة إلا وتضرر بشكل أو بآخر من النظام إما بتصرفات رجالاته وأذياله أو سرقاته ونهمه جشعه، إبتداءً من شخصٍ راجع “النفوس” عشرات المرات بسبب حرف أضيف أو أنقص خطأ ً في بطاقته و أوراقه، الى آخر لم يصل الى أتفاق مع” رجل السياسية” على الاسم المرغوب باطلقه على وليده اوعلى المبلغ المطلوب لمنح الاسم فيزا العبور الى سجلات الوجود، مروراً بمن حُجز دراجته أو سيارته بتطبيق قوانين المرور السويسرية عليه في منطقة نائية في دولة لا تعرف معنى النظام والقانون، وتفتقر قراها الى طرقات مشيدة أوالكهرباء والهاتف، مروراً بالسياسي أو اللا سياسي الذي اعتقل هو و أهله بسبب تقريرٍ من “ابن حلال” او الموظف الذي طرد من الوظيفة او عين آخر أقل منه كفاءةً وقدرةً أو حرم من التوظيف بشكل مزاجي، أو طالب فصل من معهده وجامعته،او المواطنون الذين تكررت سلب اراضيهم الزراعية للمرة الثانية بعد السلب الكبير.لذا فالانتفاضة كانت عارمة كردياً وشملت حتى عفرين النائمة اليوم وهي التي كانت سباقة الى تحطيم الصنم الاكبر آنذاك .
اليوم وبعد دخول الثورة شهرها الخامس عشر لا زالت المظاهرات في المدن و المناطق الكردية مستمرة و لم تتوقف يوماً ورغم اغتيال قائدان كرديان كانا يؤثران في حركة الشباب الكردي للانتفاض والتظاهر (الشهيد المفكر مشعل التمو ، وأسد البارتي نصر الدين برهك) ورغم ذلك لم يتكرر يوم واحد كأيام انتفاضة آذار 2004 من حيث الحشود والجدية ، لا سيما ان الوضع القديم ما قبل الانتفاضة لازال قائماً وأضيف اليه جرعات الاحتقان و تضاعف الظلم، وبدأ مسلسل بعثي مُدبلج بلغة الدم توقف عن البث مع بداية الثورة، حيث قتل العشرات من المجندين الكرد فقط لرغبتهم الفريدة في الانتحار في قطعاتهم العسكرية بأكثر من طلقة في الرأس ومن الخلف ، أما الحدث الأكبر،وأخطر ما مر على تاريخ الكرد السوريين من مظالم، المرسوم الاسدي 49 الذي أستطاع خلال سنتين أن يهجر ما يقارب المليون كردي ، أي ضعفا أنفال صدام حسين رحمنا وإياكم الله، أي أن الثورة لو تأخرت عشر سنوات أُخر،لما بقيّ من كردستان الغربية التي نتغنى بها بفضل الثورة، سوى في كتب التاريخ ، و لأصبحنا في خبر كان .
إذاً لماذا لم يتكرر آذار2004 ونحن المستفيد الأكبر من الثورة ، فالمحروم من العدالة والديمقراطية ليس كالمحروم من هويته وأرضه وتاريخه ولغته إضافة الى الديمقراطية والحرية المحروم منها بقية المجتمع السوري.
إحدى أهم فوائد الثورة على الكرد، عودة تغلغل الشعور القومي في نفوس الكرد وموت اليأس الذي زُرع في نفوسهم من قبل البعث وسياساته، والذي عشش طويلاً في ذاكرة الكرد ، فتعزز الانتماء القومي والوطني لديه وتشعب في مخه ومخيخه، فربح فخره بكرديته وسوريته .
أما كيفية تعامل الكرد مع الانتفاضة فتكمن في نقطتين الاولى رئيسية وهي أن الشعب قام بأجمعه، قومة رجل واحد فأرتعد أركان النظام رغم قوته، والنقطة الثانية ،ثانوية، أن قيادات الأحزاب الكردية كانت تهدئ الوضع، وهي كانت معذورة حينذاك، فالنظام كان قوياً داخلياً وخارجياً، والكرد منتفض وحده ومن دون مقدمات وتعبئة، كون الانتفاضة، ردة فعل على حدث كبير،لحظي، لكن أسسها ودواعيها ظلم عميق، قطره ممدود في مساحة تقدر بعقود من الطغيان، عداك عن تهمة الإنفصال التي كانت تطال حتى صياح الديكة على إنه باللغة الكردية “الخطِرة”، فما بالك بإنتفاضة تكسر صنم لم يجرؤ السوريون النظر اليه بتمعنِ، وحيث كانت الظروف تختلف عن اليوم حيث لا وجود لثقافة الثورة والحرية والتآخي في الوطن والثورة، حيث ما كنا لنكسب حتى دمعة تأييد من أخوتنا في الوطن بسبب سياسات النظام، وبكل الأحوال قامشلو ما كانت أغلى لدى النظام من حمص.
الإختلاف الجوهري هو تعامل النظام وقواه مع الكرد في الانتفاضة والثورة ، فمنذ انطلاقة الثورة وبعكس جرائمها في التعامل مع آذار الانتفاضة ، فقد تركت مناطق هادئة حتى لو ركبوا تماثيل “الاسود” على أن ينظر في أمرهم إن فرغ يوماً ما من المناطق الملتهبة ، هذا من ناحية النظام أما من ناحية الكرد هو تعاطي مغاير تماماً للتعامل مع الانتفاضة والثورة من قبل مشتقات حزب العمال الكردستاني مع الثورة القوية والنظام الضعيف ومع الانتفاضة في زمن النظام القوي، حيث كان موقف الكردستاني حاسماً مع الانتفاضة بل وكان من يحرض ويحرص على تأجيجه بشكل أكبر،هل لأن النظام كان متصالح مع تركيا حينذاك ؟ .
النظام أيضاً تعامل مع الكردستانيين الحالمين بطريقة أكثر دلالاً من الآخرين وترك لهم العنان لإرضاء عاطفتهم بإفراغ شحنهم الثوري على ذكريات تحرير كردستان الكبرى وتحرير القائد وشتم أردوغان والقادة الترك التي هي من الأحلام السعيدة للنظام و مستعدة لدفع الملايين لخروج مظاهرات ضد تركيا فقامت به الكردستانيون ببلاش ومن حسابهم الخاص ، طبعاً هذا لا يعني إن تركيا ليست عدوّة الكرد ،مثلها مثل نظام الأسد ونظام الملالي في إيران صديقا حزب العمال عملياً في الوقت الحالي، والسؤال هل هناك منظمات عالمية ومراكز قرار عالمية تراقب المدن والقرى الكردية فتؤثر عليها مظاهرات ب ي د ضد تركيا أو تصيب ضرراً بمصالحها فتضغط على تركيا، وماذا يستفيد الكرد السوريون من الضغط على تركيا التي تستعرض زعبراتها ضد الاسد ، بل وما ضرر تركيا من مظاهرات في قرى كردية وقناة روناهي ، أليس حلم النظام هو التظاهر ضد عنتريات أردوغان الانتخابية، هل من سائلٍ لنفسه ، منذ اندلاع الثورة الى اليوم لماذا لم نر أسم عفرين ومظاهراتها تذكر في قنوات العربية والجزيرة رغم إن زمجرة عفرين في الانتفاضة الآذارية هزت حلب ، هل تلك القنوات ” المُغرضة ” تكره عفرين وقراه الثلاثمائة والستون وتحب كركي ليكه والدرباسيه.
اختلاف الثورة عن الانتفاضة كردياً، يكمن إنه في الانتفاضة، لم يعد مسلحين كرد من قنديل ولم يكن هناك اي خطورة حقيقية على النظام من الانتفاض ولم تكن تهدده صديقته تركيا آنذاك، فكان ينظر الى الكردي ككردي أي كعدو .
أما بالنسبة للتظاهر في المناطق الكردية و صمت وتردد الأحزاب الكردية في المجلس الوطني في بداية الثورة من المشاركة الجدية فيها أدى الى منح بعض الحقوق للكرد رسمياً كون النظام كان قد تلقى فيما مضى رسالة آذار بشكل جدي، وكونه أعتقد إن الاحزاب الكردية لو انضمت بكامل ثقلها لقامت القيامة، إلا إن حركات ب ي د بفتح مدراس وتشكيل مجلس شعبي لحزبه واستلام مهمة توزيع قناني الغاز وإفراغ شحنة التظاهر تحت شعارات براقة ومناهضة لتركيا ، بددت خوف النظام من الكرد بشكل كبير، فلجأ النظام الى سياسات التغاضي وغض النظر أو بإعطاء حقوق “شفوية” غير مقننة وغير دستورية للكرد، يستطيع إلغائها اي مساعد في الجيش السوري حينما يشاء، أما لو نال الكرد تلك الحقوق من النظام على شكل مراسيم حتى لو كان بصمتهم أو بتظاهرات لا تعبر عن القوة الكاملة للشعب الكردي ، فما كانت المعارضة ستقبل على نفسها بعد زوال النظام إن تكون أكثر بخلاً حيال الكرد من نظامٍ ثار الكرد معهم ضده.
اليوم وبعد دخول الثورة شهرها الخامس عشر لا زالت المظاهرات في المدن و المناطق الكردية مستمرة و لم تتوقف يوماً ورغم اغتيال قائدان كرديان كانا يؤثران في حركة الشباب الكردي للانتفاض والتظاهر (الشهيد المفكر مشعل التمو ، وأسد البارتي نصر الدين برهك) ورغم ذلك لم يتكرر يوم واحد كأيام انتفاضة آذار 2004 من حيث الحشود والجدية ، لا سيما ان الوضع القديم ما قبل الانتفاضة لازال قائماً وأضيف اليه جرعات الاحتقان و تضاعف الظلم، وبدأ مسلسل بعثي مُدبلج بلغة الدم توقف عن البث مع بداية الثورة، حيث قتل العشرات من المجندين الكرد فقط لرغبتهم الفريدة في الانتحار في قطعاتهم العسكرية بأكثر من طلقة في الرأس ومن الخلف ، أما الحدث الأكبر،وأخطر ما مر على تاريخ الكرد السوريين من مظالم، المرسوم الاسدي 49 الذي أستطاع خلال سنتين أن يهجر ما يقارب المليون كردي ، أي ضعفا أنفال صدام حسين رحمنا وإياكم الله، أي أن الثورة لو تأخرت عشر سنوات أُخر،لما بقيّ من كردستان الغربية التي نتغنى بها بفضل الثورة، سوى في كتب التاريخ ، و لأصبحنا في خبر كان .
إذاً لماذا لم يتكرر آذار2004 ونحن المستفيد الأكبر من الثورة ، فالمحروم من العدالة والديمقراطية ليس كالمحروم من هويته وأرضه وتاريخه ولغته إضافة الى الديمقراطية والحرية المحروم منها بقية المجتمع السوري.
إحدى أهم فوائد الثورة على الكرد، عودة تغلغل الشعور القومي في نفوس الكرد وموت اليأس الذي زُرع في نفوسهم من قبل البعث وسياساته، والذي عشش طويلاً في ذاكرة الكرد ، فتعزز الانتماء القومي والوطني لديه وتشعب في مخه ومخيخه، فربح فخره بكرديته وسوريته .
أما كيفية تعامل الكرد مع الانتفاضة فتكمن في نقطتين الاولى رئيسية وهي أن الشعب قام بأجمعه، قومة رجل واحد فأرتعد أركان النظام رغم قوته، والنقطة الثانية ،ثانوية، أن قيادات الأحزاب الكردية كانت تهدئ الوضع، وهي كانت معذورة حينذاك، فالنظام كان قوياً داخلياً وخارجياً، والكرد منتفض وحده ومن دون مقدمات وتعبئة، كون الانتفاضة، ردة فعل على حدث كبير،لحظي، لكن أسسها ودواعيها ظلم عميق، قطره ممدود في مساحة تقدر بعقود من الطغيان، عداك عن تهمة الإنفصال التي كانت تطال حتى صياح الديكة على إنه باللغة الكردية “الخطِرة”، فما بالك بإنتفاضة تكسر صنم لم يجرؤ السوريون النظر اليه بتمعنِ، وحيث كانت الظروف تختلف عن اليوم حيث لا وجود لثقافة الثورة والحرية والتآخي في الوطن والثورة، حيث ما كنا لنكسب حتى دمعة تأييد من أخوتنا في الوطن بسبب سياسات النظام، وبكل الأحوال قامشلو ما كانت أغلى لدى النظام من حمص.
الإختلاف الجوهري هو تعامل النظام وقواه مع الكرد في الانتفاضة والثورة ، فمنذ انطلاقة الثورة وبعكس جرائمها في التعامل مع آذار الانتفاضة ، فقد تركت مناطق هادئة حتى لو ركبوا تماثيل “الاسود” على أن ينظر في أمرهم إن فرغ يوماً ما من المناطق الملتهبة ، هذا من ناحية النظام أما من ناحية الكرد هو تعاطي مغاير تماماً للتعامل مع الانتفاضة والثورة من قبل مشتقات حزب العمال الكردستاني مع الثورة القوية والنظام الضعيف ومع الانتفاضة في زمن النظام القوي، حيث كان موقف الكردستاني حاسماً مع الانتفاضة بل وكان من يحرض ويحرص على تأجيجه بشكل أكبر،هل لأن النظام كان متصالح مع تركيا حينذاك ؟ .
النظام أيضاً تعامل مع الكردستانيين الحالمين بطريقة أكثر دلالاً من الآخرين وترك لهم العنان لإرضاء عاطفتهم بإفراغ شحنهم الثوري على ذكريات تحرير كردستان الكبرى وتحرير القائد وشتم أردوغان والقادة الترك التي هي من الأحلام السعيدة للنظام و مستعدة لدفع الملايين لخروج مظاهرات ضد تركيا فقامت به الكردستانيون ببلاش ومن حسابهم الخاص ، طبعاً هذا لا يعني إن تركيا ليست عدوّة الكرد ،مثلها مثل نظام الأسد ونظام الملالي في إيران صديقا حزب العمال عملياً في الوقت الحالي، والسؤال هل هناك منظمات عالمية ومراكز قرار عالمية تراقب المدن والقرى الكردية فتؤثر عليها مظاهرات ب ي د ضد تركيا أو تصيب ضرراً بمصالحها فتضغط على تركيا، وماذا يستفيد الكرد السوريون من الضغط على تركيا التي تستعرض زعبراتها ضد الاسد ، بل وما ضرر تركيا من مظاهرات في قرى كردية وقناة روناهي ، أليس حلم النظام هو التظاهر ضد عنتريات أردوغان الانتخابية، هل من سائلٍ لنفسه ، منذ اندلاع الثورة الى اليوم لماذا لم نر أسم عفرين ومظاهراتها تذكر في قنوات العربية والجزيرة رغم إن زمجرة عفرين في الانتفاضة الآذارية هزت حلب ، هل تلك القنوات ” المُغرضة ” تكره عفرين وقراه الثلاثمائة والستون وتحب كركي ليكه والدرباسيه.
اختلاف الثورة عن الانتفاضة كردياً، يكمن إنه في الانتفاضة، لم يعد مسلحين كرد من قنديل ولم يكن هناك اي خطورة حقيقية على النظام من الانتفاض ولم تكن تهدده صديقته تركيا آنذاك، فكان ينظر الى الكردي ككردي أي كعدو .
أما بالنسبة للتظاهر في المناطق الكردية و صمت وتردد الأحزاب الكردية في المجلس الوطني في بداية الثورة من المشاركة الجدية فيها أدى الى منح بعض الحقوق للكرد رسمياً كون النظام كان قد تلقى فيما مضى رسالة آذار بشكل جدي، وكونه أعتقد إن الاحزاب الكردية لو انضمت بكامل ثقلها لقامت القيامة، إلا إن حركات ب ي د بفتح مدراس وتشكيل مجلس شعبي لحزبه واستلام مهمة توزيع قناني الغاز وإفراغ شحنة التظاهر تحت شعارات براقة ومناهضة لتركيا ، بددت خوف النظام من الكرد بشكل كبير، فلجأ النظام الى سياسات التغاضي وغض النظر أو بإعطاء حقوق “شفوية” غير مقننة وغير دستورية للكرد، يستطيع إلغائها اي مساعد في الجيش السوري حينما يشاء، أما لو نال الكرد تلك الحقوق من النظام على شكل مراسيم حتى لو كان بصمتهم أو بتظاهرات لا تعبر عن القوة الكاملة للشعب الكردي ، فما كانت المعارضة ستقبل على نفسها بعد زوال النظام إن تكون أكثر بخلاً حيال الكرد من نظامٍ ثار الكرد معهم ضده.
لا شك إن معركة الحرية طويلة والوقت لم يفت بعد ، ولو راجع الأخوة في ب ي د سياساتهم وإدراكهم لأخطائهم ووضعوا مصلحة الكرد السوريين في أولوياتهم وفي المقابل ولو شعر العديد من رجالات المجلس الوطني الكردي ببعض الحياء وتركوا الشخصنة والبروظة لتغير الوضع نحو الأفضل للثورة وللكرد، فالتاريخ يُكتب الآن فلماذا لا نشارك بصياغته بحروفنا.