نرحب به أجمل ترحيب:
GK- أستاذ عبد الحميد، لقد عقدتم لقاءا مع السيد نبيل العربي (الأمين العام للجامعة العربية)..
إلى ماذا توصلتم وكيف تقيمون نتائج اللقاء؟
– تمت دعوتنا إلى القاهرة لعقد مؤتمر للمعارضة السورية وكنا احد الأطراف المعارضة المدعوة وتشكل وفدنا من (4) أعضاء من المجلس الوطني الكردي، ولكننا فوجئنا بتأجيل المؤتمر بناء على طلب من المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية، وقد أثار هذا التأجيل استياءنا.
فبعد مرور أكثر من عام و(3) أشهر على الثورة كان لهذين الطرفين دور سلبي حيث تسببا بعدم توحيد أطراف المعارضة وكان عدم حضورهما لهذا المؤتمر سببا في فشله، وفي ذات اليوم تم إخبارنا بان ممثل السيد كوفي عنان ونائب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي يطلبون لقاءنا وخلال اللقاء استفسروا عن رأينا بالتأجيل وأبلغناهم عدم رضانا واستياءنا من هذا التصرف من قبل الطرفين كما أبلغناهم استياءنا منهم أيضا لأنه كان يجب عليهم المضي قدما في عقد المؤتمر بمن حضر ومن لا يحضر فهو حر في تصرفه وقد كان هناك العديد من الأطراف المعارضة التي أبدت استعدادها للحضور وعلى رأسهم المجلس الوطني الكردي الذي نعتبره أحد أقوى أطراف المعارضة ونستطيع القول بأنه أقوى من كل أطياف المعارضة الأخرى.
كان ردهم بأن ما حصل نتيجة عدم التزام هذه القوى بالحضور كما أكدوا لنا بان العديد من القوى أبدت انزعاجها من التأجيل إضافة إلى انزعاج الدول الراعية للمؤتمر ومن بينها الدول العربية، بعدها طلبنا منهم لقاء السيد نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية فحددوا لنا موعدا في اليوم التالي إلا انه تم تأجيل الموعد إلى اليوم الذي يليه نتيجة انشغال الأمين العام وقد تلقينا – ولأول مرة – دعوة رسمية للقاء به باسم المجلس الوطني الكردي وهذا تطور هام، وقد تم اللقاء بشكل مطول ناقشنا فيها معه (4) نقاط .
أولا أبدينا استياءنا ورفضنا لتأجيل المؤتمر، ثانيا أكدنا له بأنه يجب على الجامعة العربية العمل على تشكيل لجنة تحضر لعقد مؤتمر آخر للمعارضة السورية جميعا وحينها يحضر من يشاء، ومن لا يريد الحضور فهو حر، وانه يجب عليهم ألا يتعاملوا بدلال مع تلك الأطراف، ثالثا أكدنا على موقفنا بأن الثورة يجب أن تستمر بشكل سلمي وقد أكدنا منذ البداية على إن سلمية الثورة ستكون نتائجها أفضل وستلقى قبولا أكثر خاصة بعد اعتماد خطة كوفي عنان التي تؤيدها الدول العربية والأمم المتحدة في حال تم قبول كل نقاطها وليس قبول نقاط منها دون غيرها أي الالتزام بخطة عنان كاملة.
GK- سنعود إلى خطة كوفي عنان فيما بعد، ولكنني اسأل الآن : يقال بان احد أسباب عدم حضور المجلس الوطني السوري للمؤتمر هو بسبب ورود فقرة حول الحوار مع النظام، وهيئة التنسيق تقول بان لا علم لديها بتأجيل المؤتمر..
فما هي صحة هذه الأنباء ؟.
– هذا الكلام غير دقيق، وعدم حضورهم يعود إلى أسباب ذاتية وشخصية للطرفين، وليست هناك أي أسباب سياسية..
فبعد مرور عام وثلاثة أشهر على الثورة كان بالإمكان جلوس هذه الأطراف مع بعضها والتحاور فيما بينها حتى ولو لم نتوصل لاتفاقات، ليس بالضرورة أن ينتهي كل حوار باتفاق، ولكن كل ما في الأمر أنهم غير مستعدين للجلوس والتحاور فيما بينهم.
وقد كان لنا فيما مضى سابقا لقاء جمع المجلس الوطني الكردي وهيئة التنسيق والمجلس الوطني السوري وعقدنا أربعة اجتماعات مشتركة ولكننا بالنهاية لم نتوصل لاتفاق .
GK- ما هي الأسباب الحقيقة لعدم توصل هذه الأطراف إلى اتفاق.
– هناك أياد تقف خلف هذه المسالة، وهي لا تأتي من فراغ، وهناك أسباب خاصة تعود لكل طرف منهم، بعضها تعود للمجلس الوطني السوري وأخرى تعود لهيئة التنسيق.
GK- هناك تدخلات دولية تقف وراء عدم اتفاق المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق، ما هو رأي المجلس الوطني الكردي حول هذه القضية ؟ .
– لقد قلت للأمين العام – من باب المزاح! – دعونا نحن الكرد أن نحافظ على سوريا ووحدتها هذه المرة لأنكم كعرب لا تستطيعون فعل ذلك على ما يبدو! … في الحقيقة لا توجد أي خلافات حول نقطة وحدة سوريا واستقلالها بين أطراف المعارضة السورية، وهذا رأيي لأنني أعرفهم وخبرتهم جيداً.
GK- لقد قلت في سياق كلامك أنك أخبرت العربي بأنكم ككرد تشكلون قوة رئيسية، ولكن هناك انقسام كبير بين صفوف الكرد في سوريا، أحزاب عديدة وتنسيقيات، وهناك قوتين رئيسيتين متباعدتين، فهل يستطيع الكرد بدون وحدتهم أن يشكلوا قوة كبيرة في غرب كردستان؟
– بالتأكيد إذا ما أرادوا أن يشكلوا قوة رئيسية عليهم أن يتوحدوا، في الوقت الحاضر هناك قوة واحدة خارج المجلس الوطني الكردي ألا وهي الـ(PYD)، ولدينا تواصل وحوار معهم لكي نتوصل إلى صيغة مشتركة للعمل سورية ولتوحيد قوتينا معاً، أما خلافَ ذلك، فإننا تمكننا من جمع 14 حزبا تحت سقف المجلس الوطني الكردي، ولم يبق سوى حزب واحد خارجه ونأمل حقا أن نتوصل قريبا إلى تفاهم مشترك معهم.
GK- سيعقد المجلس الوطني الكردي ومجلس شعب غربي كردستان اليوم لقاء مشتركا، إلى أي مدى – برأيك –سيكون اللقاء ناجحا حتى يتمكن الكرد من تشكيل جبهة موحدة ؟
– إذا ما توفرت النية ، فنحن قادرون على تشكيل جبهة موحدة، ونحن الآن نعمل في هذا الاتجاه ولا أريد ذكر التفاصيل حاليا، ونحن الآن نبذل جهودا في هذا المجال لتوحيد الموقف بيننا وبين الرفاق في (PYD).
GK- المواطنون يطلبون منا التفاصيل لان قدرهم بيد الساسة، ونريد منكم بعض التفاصيل حول أسباب الاختلاف بينكم وبين مجلس شعب غرب كردستان ؟
– موقفنا لا يختلف عن موقف الناس حول هذا الموضوع، فكل طرف يسعى لتقوية حزبه، وباعتقادي إن التخلص من الأنانية الحزبية سيسرع من التقارب بيننا، وقد يكون عامل أن البعض يسعى لتحقيق مكاسب حزبية هو السبب في تأخير التوصل إلى تقارب فيما بيننا.
GK- لوحظ في الآونة الأخيرة وجود حساسية بين الأحزاب الكردية و التنسيقيات خلال التظاهرات و الاعتصامات ، وكل طرف يطرح شعارا خاصا به، مما أثر على الشارع الكردي، فما ردكم على ذلك؟
– الجواب على ذلك هو ترك هذه الأساليب وأن لا نسمح بتقسيم الجماهير الكردية سياسيا إلى قسمين لأننا إذا سمحنا بذلك، فقد يتطور الأمر إلى مسارات أخرى خطرة، وهذا التقسيم أراه أمراً سيئا جدا .
GK- في لقاءاتنا مع عدد من قادة مجلس شعب غرب كردستان هم أيضا يقولون بأنهم يدعون المجلس الوطني الكردي الى الحوار والعمل من اجل توحيد الصف الكردي،و أنهم يعملون على تنظيم أنفسهم بينما انتم لا تفعلون شيئاً، فما رأيكم بذلك ؟
– مع احترامي لهؤلاء الرفاق، ولكن من الأفضل تطبيق هذه التصريحات فعلا لا قولا ومن خلال العمل على ارض الواقع وليس من خلال الشعارات .
GK- الـ(PYD) يقومون بانتقاد المجلس الوطني الكردي بأنهم ومنذ بداية الثورة قاموا بالعمل على تنظيم المجتمع من خلال فتح مكاتب لهم ونقاط السيطرة بينما المجلس الوطني بالمقابل لم يفعل شيئا.
– اعتقد بان تلك الإجراءات جاءت متسرعة، وبالنسبة لنا علينا الابتعاد عن القيام بمثل هذه الأعمال، وأن نسعى بكل جهدنا إلى العمل بشكل سلمي، ونتوصل إلى أهدافنا بشكل سلمي وأن لا نسمح بإراقة الدماء في وطننا وخاصة في مناطقنا .
GK- سيد عبد الحميد، في الاجتماع الأخير للمجلس الوطني الكردي، ما الذي تغير في الوثيقة السياسية التي أصدرها المجلس ؟
– لقد اطلعتم على نص الوثيقة السياسية وهي موضع تقدير واحترام وهي نفس مطالب الكرد في المؤتمر الوطني الكردي، ولكنها كُتِبت بشكل أكثر هدوءا وعقلانية، وغير ذلك ليس فيها شيء جديد، ولا تتضمن أي تنازلات كما يحاول البعض إشاعتها .
GK- البعض يشير إلى أن المجلس الوطني الكردي قدم تنازلات في الوثيقة السياسية التي أصدرها، بالمقابل فإن المعارضة السورية تنظر إلى الكل بشكل سلبي، فما الأسباب وراء ذلك؟
– أود أن أوضح لكم ولكافة الأخوة المشاهدين، لا يستطيع المرء الحصول على كل ما يتمناه، ففي الكثير من الأحيان يحصل المرء على اقل مما يطلبه وفي بعض الأحيان يحصل على أكثر مما يطلبه، وهذا الأمر يعود إلى حواراتنا مع إخواننا ورفاقنا في القوى العربية والى أي نقطة يمكننا التوصل معهم إليها، ولا يمكننا المطالبة بما نريده وحسب ..
لان ذلك سيتسبب في عدم الوصول معهم إلى أي نقاط مشتركة، وكذلك إذا هم أيضا أرادوا فرض ما يعرضونه علينا وحسب، فان ذلك لن يوصلنا إلى أي نتيجة ، لذلك يجب إيجاد حلول وسطية بين الطرفين حتى يمكننا العمل معا والتوصل إلى التفاهم المشترك، وسنسعى بكل جهدنا للعمل من اجل الالتقاء معهم على نتيجة ترضي الطرفين وليس الاختلاف والابتعاد عن بعضنا البعض .
GK- من أجل مستقبل الكرد في كردستان الغربية، يتم طرح شعار حق تقرير المصير، والبعض يفسره بالفدرالية، وآخرون يطرحون اللامركزية السياسية، وآخرون بالإدارة الذاتية الديمقراطية…..
أنتم ماذا ترون بأنه الأفضل للكرد؟
– نحن نعتقد بان اللامركزية السياسية هي أفضل صيغة يتم من خلالها حل القضية الكردية وتحقيق مطالب الشعب الكردي.
GK- قام وفد من المجلس الوطني الكردي بزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ما هي نتائج هذه الزيارة؟
– لم يكن هناك ما يقدمونه لنا في هذه الزيارة، ولكن وفدنا التقى مع العديد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية في الحكومة والكونغرس ووزارة الخارجية وقدموا شرحا لهم حول القضية الكردية وأكدوا لهم بأنه يجب ضمان حقوق الكرد في سوريا وضمان دورهم في المستقبل .
GK- كانت هناك انتقادات للمجلس الوطني الكردي حول اختيار شخصيات الوفود المرسلة إلى الخارج وان هذه الوفود يجب أن تتضمن حقوقيين ومؤرخين وخبراء جغرافيين وما إلى ذلك … فما رأيكم بذلك ؟
– كنت أتمنى أن لا توجهي إلى هذا السؤال!!
GK- ولكن بما أننا طرحناه فأتمنى أن تجيب عليه.
– ألم تقولوا بأنه على الأحزاب الكردية أن تتوحد ؟ وها أنتم تخالفون ما طرحتم! فأحيانا علينا أن نقبل ما لا نريده حتى نتفق، ولا أريد الإطالة في هذا الموضوع أكثر ! وأتمنى أن يكون هذا الجواب كافياً.
GK- نعود إلى الموضوع السوري العام، وعذرا إنني أثقل عليك بالأسئلة لأننا تعبنا حتى استطعنا الحصول على لقاء معك… هل تعتقد بأن خطة كوفي عنان كفيلة بحل المسالة السورية؟
– أعتقد أنه إذا طُبِقُت الخطة فستكون كفيلة بذلك وهنا أود الإشارة إلى انه سيكون لخير سوريا أن تطبّق هذه الخطة، وأتمنى أن يتنبه كل من يستمع إليَ إلى هذه النقطة جيدا، فأنا اعتقد بأن المشكلة السورية لن تحلّ بقوة السلاح والعنف والقتل، لا من جهة جيش بشار الأسد ولا من جهة الجيش السوري الحر، ولن يحصل أي حل بهذه الطريقة، وهنا أطرح رأيي الشخصي وقد أكون مخطئا فيه، إذا ما طالت هذه الأزمة فإن سوريا ستستباح من قبل جميع المجرمين والقتلة والإرهابيين والمهربين وستتحول إلى بركة من الدماء، وستتدخل فيها أيادي الدول القريبة والغريبة (البعيدة) وستصبح سوريا مكانا للقتل وحسب.
لهذا فإن قبول خطة كوفي عنان ستستفيد منها سوريا لتجنب مخاطر اكبر كالحرب الأهلية وسفك الدماء والتدخلات الخارجية في الشأن السوري.
GK- هل بالإمكان حل القضية من خلال نقاط خطة كوفي عنان، بالحوار وغيرها ؟ وإذا لم تحل بذلك، فكيف ستحل إذا ؟
– إذا لم تحل وفق خطة كوفي عنان فإنها ستأخذ منحى خطرا، ولن تجد حلا أفضل منها، ولن يبق هناك حل سوري للازمة، بل ستكون قضية دولية، ولن نعرف كم من الدول سوف تتدخل فيها، وكم جهة ستستغل الأزمة لتستفيد منها، وستصبح سورية ساحة لتصفية الحسابات بين الدول .
GK- إذا سارت الأمور على هذا المنحى، هل ستكون هناك بوادر لتقسيم سوريا ؟
– أنا آمل أن تبقى سوريا موحدة، هكذا أعبر عن رأيي، فسوريا تستحق أن نحميها ونصون وحدتها وأن لا نسمح بتدهور الأوضاع فيها، وأنا أتمنى أن نتعاون كل السوريين كرداً وعرباً وآشوريين من أجل الحفاظ على وحدة سوريا وأن نحمى سوريا من نزيف الدم المستمر.
GK- تتضمن إحدى بنود خطة كوفي عنان الحوار مع النظام ، كيف يرى الكرد هذه القضية؟
– نحن جميعا كردا وعربا قبلنا الخطة بكل بنودها، والمجلس الوطني السوري قبل الخطة بكامل بنودها فلماذا يتخذ هذا الموقف الآن ..
لا أعرف ، أعتقد أن هناك بعض المستفيدين من رفض المبادرة، وإلا لماذا القبول بها منذ البداية؟! فكيف لهم أن يقبلوا بثلاثة بنود منها ويرفضون البقية، فإن قبلنا بها علينا نقبلها كلها، أو نرفضها كلها.
GK- قبل عدة أيام شهدت دمشق و حلب تفجيرات كما حصل اليوم في دير الزور، و المعارضة تتهم النظام بتدبيرها كما إن النظام يتهم المعارضة ، أنتم من تتهمون؟
– لا داعِ للسؤال عن هذا الأمر، فالنظام مسؤول أولا وآخرا عنه، طالما اعتمد سياسة العنف ولم يبادر لحل سياسي، ومهما كانت الجهة التي تقف وراء هذه التفجيرات فإن النظام مسؤول عنها .
GK- هناك صمت تركي حيال الوضع في سوريا في الآونة الأخيرة ، بماذا تفسرون ذلك؟
– لقد أبديت رأيي مسبقا في الدور التركي، فهي صاحبة موقف ازدواجي، وكان دورها انتهازيا ، وأوصلتنا إلى طريق مسدود ثم وقفت بصمت.
GK- سوريا الآن تدخل مرحلة حرب أهلية، وفي المناطق الكردية، هناك تنوع قومي وديني ومذهبي…الخ ، فماذا تقولون حول ذلك؟
– لقد زرعنا في الماضي بذورا جيدة ونتمنى أن نحصد ثمارا جيدة، لقد عملنا مع بقية الأخوة العرب والآشوريين طوال الفترة الماضية لنحافظ على مناطقنا من أية مخاطر، ونحن الآن نرى شيئا فشيئا نتائج هذا العمل، وأنا أؤكد بأننا كرداً وعرباَ وآشوريين سنقوم بالحفاظ على مناطقنا، لن نعرض منطقتنا للمخاطر.
GK- شكرا للأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي في سوريا.
– أتقدم بالشكر لفضائية (Gali Kurdistan) على متابعتها للشأن السوري واهتمامها بالقضية الكردية في سوريا .
الأحد 20 أيار/مايو 2012
كتابة النص: موقع الديمقراطي