بيان بمناسبة ذكرى ميلاد الحزب (حزب آزادي الكردي في سوريا)

أيتها الرفيقات ، أيها الرفاق
يا جماهير شعبنا الكردي الأبي
أيتها القوى الوطنية والديمقراطية

  تصادف في الحادي والعشرين من شهر آيار الجاري ، الذكرى السنوية السابعة لميلاد حزبنا ، حزب آزادي الكردي في سوريا ، ففي مثل هذا اليوم من عام 2005 تم الإعلان عن ميلاد الحزب ، نتيجة الوحدة الاندماجية بين الحزبين : اليساري الكردي في سوريا والاتحاد الشعبي الكردي في سوريا.
  جاء ميلاد آزادي رداً طبيعياً على واقع التشتت والانقسام والتشرذم في صفوق الحركة السياسية الكردية في سوريا ، وتلبية لمتطلبات واستحقاقات المرحلة القادمة في ظل الظروف السياسية المستجدة دولياً وإقليمياً وكردستانياً ومحلياً وكردياً ، وبشكل خاص اندلاع انتفاضة الثاني عشر من أذار الباسلة عام 2004 وتطوراتها ، وكضرورة نضالية لا بد منها ، للدفاع عن قضية شعبنا الكردي في سوريا والتعبير عن تطلعاته وآماله وطموحاته القومية المشروعة ، بعد عقود طويلة من الظلم والاضطهاد والتجاهل والتنكر والحرمان من الحقوق القومية والديمقراطية والإنسانية المشروعة ، وتطبيق السياسة الشوفينية والمشاريع العنصرية والتمييزية والإجراءات والتدابير الاستثنائية بحقه ، وكذلك النضال في سبيل القضايا الوطنية في سوريا بشكل عام ، لبناء الدولة الديمقراطية التعددية ، دولة المؤسسات ، القائمة على أسس ومبادئ الحق والقانون والتداول السلمي للسلطة.

  وإننا نعرب عن أسفنا الكبير والشديد لفشل تجربتنا الوحدوية في أواخر عام 2011 نتيجة للعديد من العوامل والظروف الذاتية والموضوعية ، والتي لسنا بصددها وتقييمها وشرحها الآن.


أيها الإخوة
  يتزامن احتفالنا هذا العام بذكرى ميلاد آزادي مع دخول الثورة السورية شهرها الخامس عشر وفي ظل تعنت النظام واستمراره في ممارسة سياسته القمعية وحلوله الأمنية والعسكرية ، وارتكابه لأفظع وأبشع الجرائم والمجازر بحق المدنيين العزل من أبناء الشعب السوري ، المطالبين بالحرية والديمقراطية وإنهاء حالة الاستبداد وإسقاط النظام الشمولي القائم ، مستخدماً في ذلك شتى أنواع الأسلحة ، بما فيها المدافع وراجمات الصواريخ والدبابات ، التي لا تزال تتمركز داخل وحول العديد من التجمعات السكنية ، وبمساعدة من الطائرات والمروحيات في بعض الأحيان ، تحت مرأى ومسمع بعثة المراقبين الدوليين التي أرسلتها الأمم المتحدة إلى سوريا للإشراف الميداني على تطبيق خطة كوفي عنان لوقف العنف ، ودون أن يتصدى المجتمع الدولي لهذه الخروقات بشكل جدي وحازم ويضع حداً لها.
  إن الشعب السوري المنتفض والثائر على الظلم والاضطهاد ، والمتطلع للحرية والكرامة ، يتعرض اليوم لحرب إبادة شاملة من قبل النظام ، الذي لا يعرف غير لغة العنف والقتل والتدمير والتهجير، وإن هذه الجرائم ، يرقى بدون أدنى شك إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية ، دون أن يلوح في الأفق ما يشير إلى أنه يمكن إيقافه عن ارتكابها بالطرق السلمية السياسية والدبلوماسية.
  إن هذا التطور الخطير للأوضاع في سوريا ، الذي ينذر بوقوع كارثة حقيقية ، يضع على عاتق المجتمع الدولي العمل الجدي على اتخاذ مواقف وإجراءات رادعة وحاسمة بحق النظام ، لإجباره على الرضوخ لإرادة الشعب السوري في الحرية والتغيير الديمقراطي ، كما يضع على عاتقه أيضاً العمل الجدي على اتخاذ خطوات عملية بإحالة ملف المسؤولين عن ارتكاب الجرائم بحق المدنيين ، إلى محكمة الجنايات الدولية ، لمحاكمتهم ومحاسبتهم عليها.
أيها الإخوة
  وإزاء هذه الأوضاع ، نرى أن المعارضة السورية عموماً ، بكافة فصائلها وتياراتها وأطرها ، مطالبة بالعمل الجاد لتوحيد صفوفها وإنهاء حالة الفرقة والانقسام والتشتت فيما بينها ، بأسرع ما يمكن للتعجيل في عملية إسقاط النظام ورحيله وإنهاء حالة الاستبداد ، وبناء نظام علماني ديمقراطي تعددي برلماني ، تكون فيها سوريا وطن لكل السوريين بعيداً عن الاستبداد أو الاضطهاد أو التفرقة أو التمييز ، ويتمتع فيها جميع أبنائها على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية بحقوقهم بما فيهم شعبنا الكردي على أساس احترام حقه الطبيعي في تقرير مصيره بنفسه والذي يتجسد في الصيغة الفيدرالية ضمن إطار وحدة البلاد.


  وهنا لا بد من التأكيد على أن المؤتمر الوطني الكردي ، المنعقد في 26 / 10 / 2011 كان خطوة هامة وإيجابية على الطريق الصحيح ، ويعقد عليه أبناء الشعب الكردي ، الآمال الكبيرة والعريضة ليكون على مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه ، ويصبح مرجعية قومية شاملة للكرد في سوريا.
  ولا بد من التأكيد هنا بأن النظام السوري يعمل جاهداً ، وبمختلف الوسائل والأساليب ، لإثارة الخلافات والصراعات الكردية – الكردية ، وزعزعة أسس وعوامل التفاهم المشترك بين الأطراف والتيارات السياسية الكردية المختلفة ، وضرب السلم الأهلي في المناطق الكردية ، من خلال سلسلة الجرائم والممارسات الإرهابية التي حدثت وتحدث في هذه المناطق ، واغتيال بعض المناضلين الكرد البارزين ، وتهديد البعض الآخر بالتصفية الجسدية ، بهدف إضعاف الحراك الكردي في الثورة السورية ومنع الكرد من تحقيق أية مكاسب قومية.
  وإننا نرى ، بأن الرد المناسب على مخططات النظام وأساليبه الخبيثة ، يكمن في ممارسة أقصى درجات الحذر واليقظة وضبط النفس وعدم الانجرار وراء ألاعيبه ومؤامراته ، والعمل على تعزيز الحوار الأخوي بين الأحزاب والتيارات والأطر السياسية الكردية المختلفة ، وإيجاد أرضية مناسبة للتعاون والتنسيق بينها ورص صفوفها وتوحيدها.


  وبهذه المناسبة العزيزة ، نتوجه بأطيب التهاني وأجمل التحيات إلى جميع رفاق الحزب وأصدقائه ومؤيديه ومؤازريه ، وإلى عموم أبناء شعبنا الكردي ، وننحني إجلالاً وإكراماً لأرواح الشهداء الكرد الذين ضحوا بحياتهم في سبيل تحقيق أهداف شعبنا ، وأرواح شهداء ثورة الحرية والكرامة في سوريا ، معاهدين إياهم على متابعة مسيرة آزادي النضالية والحفاظ على ثوابته الوطنية والقومية.
أواسط آيار 2012
اللجنة السياسية

لحزب آزادي الكردي في سوريا

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…