جان كورد
بداية أهنىء سائر كادحي العالم بهذا اليوم الذي يذكرنا بما يقدمونه للبشرية وهم يعانون من مختلف أنواع الظلم والاستغلال.
قد يبدو للبعض أن هذه الدعوة سابقة لأوانها، ولكن يرى البعض الآخر من الناشطين الكورد بأن هكذا تحالف كان يجب البدء به بعد اندلاع الثورة في تونس مباشرةً، حيث اكتشف العقلاء وأنصاف العقلاء يومها بأن الرمال المتحركة موجودة في سوريا أيضاً، وأنها ستخسف الأرض بما يسمى “نظام الأسد”.
والأسئلة المطروحة هنا هي:
بداية أهنىء سائر كادحي العالم بهذا اليوم الذي يذكرنا بما يقدمونه للبشرية وهم يعانون من مختلف أنواع الظلم والاستغلال.
قد يبدو للبعض أن هذه الدعوة سابقة لأوانها، ولكن يرى البعض الآخر من الناشطين الكورد بأن هكذا تحالف كان يجب البدء به بعد اندلاع الثورة في تونس مباشرةً، حيث اكتشف العقلاء وأنصاف العقلاء يومها بأن الرمال المتحركة موجودة في سوريا أيضاً، وأنها ستخسف الأرض بما يسمى “نظام الأسد”.
والأسئلة المطروحة هنا هي:
– لماذا هكذا تحالف كوردستاني مستقل، ولماذا هو ضروري، طالما هناك أطر معارضة سورية، وطنية ديموقراطية، جامعة ومفتوحة الصدور لكل التيارات، ومنفتحة على قضية الشعب الكوردي “السوري”، يمكن للقوى الكوردية الانضمام إليها، أو أن بعضها منضمة إليها؟
– ممن يجب تكوين أو بناء هكذا تحالف؟
– من أين يمكن تأمين تمويل منتظم له؟
– ما المهام التي على هذا التحالف القيام بها؟
– ما العوائق والمشاكل التي ستعترض هكذا تحالف؟
للاجابة عن هذه الأسئلة، لابد لنا من التنويه بدايةً إلى أن الإخوة والأخوات الكورد، في جنوب كوردستان، قد أسسوا تحالفاً كوردستانياً خاصاً باقليمهم، الذي هو اقليم عراقي بموجب الدستورين الكوردستاني والمركزي، بعد نقاشات مضنية وطويلة، لأنهم وجدوا أن من مصلحة شعبهم عدم الانضمام إلى أي تحالف عراقي وطني أو ديموقراطي أو ديني أو مذهبي، لأن للشعب الكوردي خصوصيته ولقضيته القومية كذلك، هذه التي تعتبر بنيوية واساسية في برامج أحزابه، والتي كافحت في سبيلها مختلف القوى، كل حسب طاقتها وظروفها.
فإذا كان للشعب الكوردي “السوري” خصوصيته القومية ولقضيته أيضاً خصوصيتها، فلماذا لاتستفيد قواه وأحزابه الكوردية من التجربة الكوردستانية العراقية؟ ونلاحظ بأن الإدارة الأمريكية التي تبدي اهتماماً خاصاً بالأوضاع السورية قد دعت المجلس الوطني الكوردي إلى واشنطن مؤخراً – حسب ما وصلتنا من معلومات – على انفراد، من دون القول بأن على الكورد المجيء إلى واشنطن ضمن وفد المجلس الوطني السوري أو هيئة التنسيق الوطني السورية أو أي منبر أو تحالف أو جبهة سورية أخرى.
من ناحية أخرى، هذه الأطر المعارضة السورية، منذ أن تأسس أول تحالف ديموقراطي سوري في عام 2003 كان يترأسه السيد فريد الغادري، وكان يتبنى فكرة وجود قوميتين أساسيتين في سوريا، هما القومية العربية والكوردية، إلى جانب العديد من الأقليات القومية والدينية، وحتى ظهور بوادر تشكيل حكومة سورية انتقالية برئاسة السيد نوفل الدواليبي منذ فترة وجيزة، لاتستطيع قبول الخصوصية الكوردية بالشكل الذي يفهمه الكورد أنفسهم، وإنما بالشكل الذي تريدها القوى المؤثرة في هذه الأطر السورية، وعندما تناقشها فإنها لاتنكر أن للشعب الكوردي الحق في تقرير مصيره بنفسه حسب القانون الدولي، و(لكن)… ثم تفسر هذا الحق من دون إفساح المجال أمام شعبنا المظلوم وقواه السياسية للتعبير الحقيقي عن النفس، وبمنطق غير ديموقراطي، وبأساليب ملتوية، وذرائع مختلفة، وقلة هم الذين يواجهونك بصراحة الدكتور برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، الذي رفض علانيةً فكرة أن الشعب الكوردي في سوريا يعيش على أرض وطنه “كوردستان”، ورفض مشاركة هذا الشعب في القرار السياسي على أساس الفيدرالية، ولذلك فإن الدخول في هذه الأطر – ولن يتمكن الكورد من ذلك دون تنازلات جوهرية عن مطالبهم العادلة – يعتي القبول بأن يمثلنا نحن الكورد في الأوساط السياسية، الداخلية والخارجية، من لايعترف بما هو أساسي وضروري لشعبنا.
بالنسبة لمواطن كوردي سوري مثلي، لا يضر أن يمثلني سياسي كوردي مثل الأستاذ عبد الحميد حاج درويش أو منافسه التاريخي الأستاذ صلاح بدر الدين، أو أياً من الزعماء الأخرين مثل السادة حسن صالح، الدكتور عبد الحكيم بشار، مصطفى جمعة، اسماعيل حمه، فؤاد عليكو، أو صالح مسلم، أو الدكتور شيركو عباس أو الدكتور عبد الباسط سيدا أو الأستاذ رديف مصطفى، ومن المثقفين من أمثال ابراهيم اليوسف أو إبراهيم محمود أو جان دوست أو أي أحدٍ أخر منهم لديه معرفة بقضية شعبه المظلوم ويدرك ما يشعر به الكورد حقيقةً، ولكن لا يمكن ولا يستطيع أن يمثلني حقوقي سوري مهما كان كبيراً وقديراً، من غير الكورد، يدوس على كل المواثيق والمعاهدات الدولية بصدد حقوق الشعوب، بهددف انكار الحق والوجود الكوردي، أو عالم ديني من أي دين كان يرمي بالثابت من شريعته في هذا المجال خلف ظهره، لمجرد أن قوى شعبي الكوردي متحالفة معه وهو في منصبٍ قيادي في إطار من أطر المعارضة السورية.
التحالف الكوردستاني – سوريا، الذي أدعو إلى تأسيسه، وأقول “كوردستاني” وليس “كوردي” لأن هناك أبناء وبنات قوميات وطوائف من غير بني الكورد، من عرب وتركمان وآشوريين وسريان وكلدان وسواهم، تعيش بين شعبنا في مناطقه الاصلية قد تنضم إليه من خلال ممثليها، يجب أن يتكون أولاً من سائر القوى الأساسية على ساحة النضال السياسي الكوردي، وهي الأحزاب المنتظمة في المجلس الوطني الكوردي، وحزب الاتحاد الديموقراطي، وتنسيقيات الشباب، والحراك الثقافي المستقل، وكل التنظيمات التي لاتزال خارج المجلس، مثل تيار المستقبل الكوردي والتجمع الديموقراطي وسواهما، وعلى التيارين الإسلامي والشيوعي الضعيفين بين الكورد حالياً أن يقررا فيما إذا كانا جزأين من نضال الشعب الكوردي أو من خارجه، فالكورد المحرومون حتى اليوم من حرية الرأي والعمل الديموقراطي لا يمكن لهم فرض الرأي بالقوة على بعضهم بعضاً، وانتهاج سلوك غير ديموقراطي، بل يجب إيجاد آلية تنظيمية لحسم الموضوع وانجاح المشروع، والالتزام بحرية الرأي وبالأصول الديموقراطية في ضم الأحزاب والكتل والجمعيات وسواها إلى هكذا تحالف، وبرأيي لاحاجة لضم شخصيات وطنية، طالما عدد كبير منها منضم سابقاً عن طريق المجلس الوطني الكوردي باتفاق أو توافق حزبي مقبول.
والخطوات الأولية التي تمت بين المجلس الوطني الكوردي وحزب الاتحاد الديموقراطي قبل فترة كانت في الاتجاه الصحيح نحو بناء هكذا تحالف حقيقي وشامل، إذ لم تلعب الآيديولوجيا دورها، بل المصلحة القومية المشتركة، وضرورات مرحلة النضال الوطني الديموقراطي في البلاد.
بالنسبة لمصادر تمويل هذا التحالف، هناك أولاً شعبنا الذي لم يقصر يوماً من الأيام في دعم حركته السياسية، وهو المصدر الأساس لتمويل التحالف، ومن ثم في حال تمكن التحالف من اثبات وجوده على الصعيد الدولي، فلا بد أن يجد بين أصدقاء الشعب الكوردي والشعب السوري من يدعم النضال الديموقراطي للكورد أيضاً، ويمكن الاستعانة بالإخوة الكوردستانيين مرحلياً، على الرغم من أن ظروفهم الموضوعية والذاتية قد لاتكون مساعدة في هذا المجال، ونتفهم أوضاعهم السياسية غير الملائمة أيضاً.
إن المعاناة الشاقة للحركة السياسية الكوردية بسبب قلة الامكانات المالية طويلة الأمد، ولكن هذا الضعف لايبرر البقاء بدون وجود ممثلية شاملة للكورد في سوريا.
المهام التي على هذا التحالف القيام به عديدة ومتشعبة، فهو الإطار الذي تقع على عاتقه مسؤولية الحفاظ على الخصوصية القومية للشعب الكوردي، والدفاع عن حقوقه، وتمثيله، في كافة المجالات، داخلياً وخارجياً، قبل إسقاط نظام الدكتاتورية وبعده أيضاً، في ثورة الشارع السوري وفي مختلف الهيئات التنفيذية والتشريعية بعد نجاح الثورة.
إن هكذا تحالف يستطيع أن يحاور ويتحدث ويتحالف باسم الشعب الكوردي، وليس أي طرف بمفرده أو أي جزء من أجزائه.
طبعاً ستكون هناك عوائق ومشاكل على طريق بناء هذا التحالف الهام والضروري لقوى شعبنا، فإن هكذا مشروع سيلاقي الرفض من قبل من ظل طوال حياته عبداً في خدمة مشاريع الآخرين، وكذلك أولئك الذين يجدون مصالحهم في مقاعد وأحضان الأطر السورية التي تستغلهم وتستفيد من خبراتهم من دون أن تكون مخلصةً مع قضيتهم القومية، وإن بعض قيادات المعارضة السورية ستعمل مدفوعة بدوافع عنصرية لاقصاء التحالف الكوردستاني – سوريا عن دائرة القرار السياسي السوري، فتميثل الكورد أنفسهم بأنفسهم لم يحدث حتى الآن في تاريخ السياسة السورية، وهذا يعني رفع مستوى قضيتهم ونقلها إلى مركز العمل السياسي السوري من خلال ممثليهم.
ونظرة واحدة لما يجري على الساحة العراقية، بين المركز في بغداد والاقليم الكوردستاني، ستعطينا فكرة عما ستكون عليه العوائق والمشاكل التي سيواجهها هكذا تحالف كوردي في سوريا.
مهما تكن الامكانات ضعيفة والمشاكل كبيرة، فإن هكذا تحالف ديموقراطي قومي ووطني يتأسس من أجل الحفاظ على خصوصية الشعب الكوردي وحقه القومي العادل ومن أجل بناء ممثلية حقيقية مستقلة لهذا الشعب ضرورة تاريخية، وله من الإيجابيات أكثر من السلبيات بكثير… أنا شخصياً لا أجد سلبيات واضحة في أن يكون للكورد ممثلية كهذه، ليس في سوريا فحسب وانما في كل مكان، وفي الحقيقة لكل الشعوب والأقليات ممثليات خاصة بها، حتى لدى الكنائس الصغيرة والبلديات النائية في شتى بلدان العالم الحر الديموقراطي، إلا نحن الكورد، حيث لانجد حرجاً في أن يمثلنا غيرنا، حتى بعض الذين ينكرون وجودنا وحقوقنا أيضاً.
– ممن يجب تكوين أو بناء هكذا تحالف؟
– من أين يمكن تأمين تمويل منتظم له؟
– ما المهام التي على هذا التحالف القيام بها؟
– ما العوائق والمشاكل التي ستعترض هكذا تحالف؟
للاجابة عن هذه الأسئلة، لابد لنا من التنويه بدايةً إلى أن الإخوة والأخوات الكورد، في جنوب كوردستان، قد أسسوا تحالفاً كوردستانياً خاصاً باقليمهم، الذي هو اقليم عراقي بموجب الدستورين الكوردستاني والمركزي، بعد نقاشات مضنية وطويلة، لأنهم وجدوا أن من مصلحة شعبهم عدم الانضمام إلى أي تحالف عراقي وطني أو ديموقراطي أو ديني أو مذهبي، لأن للشعب الكوردي خصوصيته ولقضيته القومية كذلك، هذه التي تعتبر بنيوية واساسية في برامج أحزابه، والتي كافحت في سبيلها مختلف القوى، كل حسب طاقتها وظروفها.
فإذا كان للشعب الكوردي “السوري” خصوصيته القومية ولقضيته أيضاً خصوصيتها، فلماذا لاتستفيد قواه وأحزابه الكوردية من التجربة الكوردستانية العراقية؟ ونلاحظ بأن الإدارة الأمريكية التي تبدي اهتماماً خاصاً بالأوضاع السورية قد دعت المجلس الوطني الكوردي إلى واشنطن مؤخراً – حسب ما وصلتنا من معلومات – على انفراد، من دون القول بأن على الكورد المجيء إلى واشنطن ضمن وفد المجلس الوطني السوري أو هيئة التنسيق الوطني السورية أو أي منبر أو تحالف أو جبهة سورية أخرى.
من ناحية أخرى، هذه الأطر المعارضة السورية، منذ أن تأسس أول تحالف ديموقراطي سوري في عام 2003 كان يترأسه السيد فريد الغادري، وكان يتبنى فكرة وجود قوميتين أساسيتين في سوريا، هما القومية العربية والكوردية، إلى جانب العديد من الأقليات القومية والدينية، وحتى ظهور بوادر تشكيل حكومة سورية انتقالية برئاسة السيد نوفل الدواليبي منذ فترة وجيزة، لاتستطيع قبول الخصوصية الكوردية بالشكل الذي يفهمه الكورد أنفسهم، وإنما بالشكل الذي تريدها القوى المؤثرة في هذه الأطر السورية، وعندما تناقشها فإنها لاتنكر أن للشعب الكوردي الحق في تقرير مصيره بنفسه حسب القانون الدولي، و(لكن)… ثم تفسر هذا الحق من دون إفساح المجال أمام شعبنا المظلوم وقواه السياسية للتعبير الحقيقي عن النفس، وبمنطق غير ديموقراطي، وبأساليب ملتوية، وذرائع مختلفة، وقلة هم الذين يواجهونك بصراحة الدكتور برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، الذي رفض علانيةً فكرة أن الشعب الكوردي في سوريا يعيش على أرض وطنه “كوردستان”، ورفض مشاركة هذا الشعب في القرار السياسي على أساس الفيدرالية، ولذلك فإن الدخول في هذه الأطر – ولن يتمكن الكورد من ذلك دون تنازلات جوهرية عن مطالبهم العادلة – يعتي القبول بأن يمثلنا نحن الكورد في الأوساط السياسية، الداخلية والخارجية، من لايعترف بما هو أساسي وضروري لشعبنا.
بالنسبة لمواطن كوردي سوري مثلي، لا يضر أن يمثلني سياسي كوردي مثل الأستاذ عبد الحميد حاج درويش أو منافسه التاريخي الأستاذ صلاح بدر الدين، أو أياً من الزعماء الأخرين مثل السادة حسن صالح، الدكتور عبد الحكيم بشار، مصطفى جمعة، اسماعيل حمه، فؤاد عليكو، أو صالح مسلم، أو الدكتور شيركو عباس أو الدكتور عبد الباسط سيدا أو الأستاذ رديف مصطفى، ومن المثقفين من أمثال ابراهيم اليوسف أو إبراهيم محمود أو جان دوست أو أي أحدٍ أخر منهم لديه معرفة بقضية شعبه المظلوم ويدرك ما يشعر به الكورد حقيقةً، ولكن لا يمكن ولا يستطيع أن يمثلني حقوقي سوري مهما كان كبيراً وقديراً، من غير الكورد، يدوس على كل المواثيق والمعاهدات الدولية بصدد حقوق الشعوب، بهددف انكار الحق والوجود الكوردي، أو عالم ديني من أي دين كان يرمي بالثابت من شريعته في هذا المجال خلف ظهره، لمجرد أن قوى شعبي الكوردي متحالفة معه وهو في منصبٍ قيادي في إطار من أطر المعارضة السورية.
التحالف الكوردستاني – سوريا، الذي أدعو إلى تأسيسه، وأقول “كوردستاني” وليس “كوردي” لأن هناك أبناء وبنات قوميات وطوائف من غير بني الكورد، من عرب وتركمان وآشوريين وسريان وكلدان وسواهم، تعيش بين شعبنا في مناطقه الاصلية قد تنضم إليه من خلال ممثليها، يجب أن يتكون أولاً من سائر القوى الأساسية على ساحة النضال السياسي الكوردي، وهي الأحزاب المنتظمة في المجلس الوطني الكوردي، وحزب الاتحاد الديموقراطي، وتنسيقيات الشباب، والحراك الثقافي المستقل، وكل التنظيمات التي لاتزال خارج المجلس، مثل تيار المستقبل الكوردي والتجمع الديموقراطي وسواهما، وعلى التيارين الإسلامي والشيوعي الضعيفين بين الكورد حالياً أن يقررا فيما إذا كانا جزأين من نضال الشعب الكوردي أو من خارجه، فالكورد المحرومون حتى اليوم من حرية الرأي والعمل الديموقراطي لا يمكن لهم فرض الرأي بالقوة على بعضهم بعضاً، وانتهاج سلوك غير ديموقراطي، بل يجب إيجاد آلية تنظيمية لحسم الموضوع وانجاح المشروع، والالتزام بحرية الرأي وبالأصول الديموقراطية في ضم الأحزاب والكتل والجمعيات وسواها إلى هكذا تحالف، وبرأيي لاحاجة لضم شخصيات وطنية، طالما عدد كبير منها منضم سابقاً عن طريق المجلس الوطني الكوردي باتفاق أو توافق حزبي مقبول.
والخطوات الأولية التي تمت بين المجلس الوطني الكوردي وحزب الاتحاد الديموقراطي قبل فترة كانت في الاتجاه الصحيح نحو بناء هكذا تحالف حقيقي وشامل، إذ لم تلعب الآيديولوجيا دورها، بل المصلحة القومية المشتركة، وضرورات مرحلة النضال الوطني الديموقراطي في البلاد.
بالنسبة لمصادر تمويل هذا التحالف، هناك أولاً شعبنا الذي لم يقصر يوماً من الأيام في دعم حركته السياسية، وهو المصدر الأساس لتمويل التحالف، ومن ثم في حال تمكن التحالف من اثبات وجوده على الصعيد الدولي، فلا بد أن يجد بين أصدقاء الشعب الكوردي والشعب السوري من يدعم النضال الديموقراطي للكورد أيضاً، ويمكن الاستعانة بالإخوة الكوردستانيين مرحلياً، على الرغم من أن ظروفهم الموضوعية والذاتية قد لاتكون مساعدة في هذا المجال، ونتفهم أوضاعهم السياسية غير الملائمة أيضاً.
إن المعاناة الشاقة للحركة السياسية الكوردية بسبب قلة الامكانات المالية طويلة الأمد، ولكن هذا الضعف لايبرر البقاء بدون وجود ممثلية شاملة للكورد في سوريا.
المهام التي على هذا التحالف القيام به عديدة ومتشعبة، فهو الإطار الذي تقع على عاتقه مسؤولية الحفاظ على الخصوصية القومية للشعب الكوردي، والدفاع عن حقوقه، وتمثيله، في كافة المجالات، داخلياً وخارجياً، قبل إسقاط نظام الدكتاتورية وبعده أيضاً، في ثورة الشارع السوري وفي مختلف الهيئات التنفيذية والتشريعية بعد نجاح الثورة.
إن هكذا تحالف يستطيع أن يحاور ويتحدث ويتحالف باسم الشعب الكوردي، وليس أي طرف بمفرده أو أي جزء من أجزائه.
طبعاً ستكون هناك عوائق ومشاكل على طريق بناء هذا التحالف الهام والضروري لقوى شعبنا، فإن هكذا مشروع سيلاقي الرفض من قبل من ظل طوال حياته عبداً في خدمة مشاريع الآخرين، وكذلك أولئك الذين يجدون مصالحهم في مقاعد وأحضان الأطر السورية التي تستغلهم وتستفيد من خبراتهم من دون أن تكون مخلصةً مع قضيتهم القومية، وإن بعض قيادات المعارضة السورية ستعمل مدفوعة بدوافع عنصرية لاقصاء التحالف الكوردستاني – سوريا عن دائرة القرار السياسي السوري، فتميثل الكورد أنفسهم بأنفسهم لم يحدث حتى الآن في تاريخ السياسة السورية، وهذا يعني رفع مستوى قضيتهم ونقلها إلى مركز العمل السياسي السوري من خلال ممثليهم.
ونظرة واحدة لما يجري على الساحة العراقية، بين المركز في بغداد والاقليم الكوردستاني، ستعطينا فكرة عما ستكون عليه العوائق والمشاكل التي سيواجهها هكذا تحالف كوردي في سوريا.
مهما تكن الامكانات ضعيفة والمشاكل كبيرة، فإن هكذا تحالف ديموقراطي قومي ووطني يتأسس من أجل الحفاظ على خصوصية الشعب الكوردي وحقه القومي العادل ومن أجل بناء ممثلية حقيقية مستقلة لهذا الشعب ضرورة تاريخية، وله من الإيجابيات أكثر من السلبيات بكثير… أنا شخصياً لا أجد سلبيات واضحة في أن يكون للكورد ممثلية كهذه، ليس في سوريا فحسب وانما في كل مكان، وفي الحقيقة لكل الشعوب والأقليات ممثليات خاصة بها، حتى لدى الكنائس الصغيرة والبلديات النائية في شتى بلدان العالم الحر الديموقراطي، إلا نحن الكورد، حيث لانجد حرجاً في أن يمثلنا غيرنا، حتى بعض الذين ينكرون وجودنا وحقوقنا أيضاً.
1 أيار ، 2012