ابراهيم محمود
أعتبر مجمل الردود التي اطَّلعتُ عليها، تلك التي تتعلق بمقالي (نعم أنا سوري، ولست كردستانياً )، والمنشور في مواقع الكترونية مختلفة، وأسمّي أحبَّة النقاش، ممَّن تعرَّضوا بنقدهم بالاسم، حسب الترتيب: هوشنك أوسي- محمود عباس- علي بوبلاني، وممن خصَّني بنقده في سياق جاهلية تهكمية دون ذكر الاسم تماماً” جان كورد”، أعتبر هذه الردود بمثابة” درس تاريخي في الجغرافيا”، وأقدّر عالياً كل ما تضمنتْه من أفكار وآراء وإيضاحات من موقع الحرص والتفاعل، وما في ذلك من وعي ناهض ومبدئي لا يتزحزح بمفهوم” الكردستانية”.
استمتعتُ بقراءتها، بقراءة ما تأسفت لورود عبارات تمثّل بنية المقال، وما فيها من سخرية وحتى استهجان، كما في حال مقال الأخ” جان كورد” وما تعلَّق بالفارق بين جغرافية كوردستان، وتاريخيتها من قبل الأخوة الآخرين.
استمتعتُ بقراءتها، بقراءة ما تأسفت لورود عبارات تمثّل بنية المقال، وما فيها من سخرية وحتى استهجان، كما في حال مقال الأخ” جان كورد” وما تعلَّق بالفارق بين جغرافية كوردستان، وتاريخيتها من قبل الأخوة الآخرين.
ووجه التأسف ربما هو الذي حثَّني، ليس على الرد، إذ لا أعتبر المكتوب رداً، إنما توضيح مواقف، بقدر ما أنني لا أعتبر أياً كان كردستانياً أكثر من سواه” وأعتقدني من هؤلاء، إلا إذا شاء أحدهم أن يجرّدني من هذه العلامة، بسبب ظاهر المثار في مقالي”، إنما الذي أقوم به، هو بمثابة توضيح، ومن باب الاضطرار، دون أن أقلل ثانية وثالثة من قيمة أي مقال لمن سمّيتهم، والذين قرأوا المقال دون أن أعرفهم حتى الآن، ووجاهة الاضطرار قائمة على تخوف مما يمكن أن يثار ويرعب، وهو أنني أصطف في خانة من يلغي اعترافاً بكردستانيتي، أو بكردستان: الاسم الجغرافي التليد ومنذ ما قبل القرن الثاني عشر، وباختصار، أنني أخون كرديتي وأبارك خصمي فيما يذهب إليه، سواء أكان برهان غليون أو غيره، كما حصل مع ما أثرته حول الراحل” نورالدين ظاظا” قبل سنوات.
وجاء اعتقادي بعد قراءة هذه الردود، وما أثير هنا وهناك حولها، تحت تصور وهو: لعل صمتي يمرّر هذه الجنحة، ويثبت علي تهمة نفي الكوردستانية، وعنف التجريد من خاصية الانتماء الجغرافية هذه.
جاء المقال، ومن العنوان بداية” استفزازياً” ، وكما كتب لي بعض الأصدقاء حول ذلك، مبدياً تحفظه على العنوان قبل كل شيء، كما لو أن” الفاس وقع في الراس”، وما تلى بعد ذلك أبقى العنوان معلَم المقال.
سأبتعد عن كل أستذة ودعوة التعالمية في قول من نوع: لا يا سادة لم تفهموا مقالي، إنني أرفض منطقاً كهذا، بقدر ما أطالب بنوع من التروّي ومراعاة التاريخ ومعرفة موقعي ككردي، وأين أكون، عندما أحاور أو أفاوض عدوي حول قضية مبدئية هي من أعقد وأكثر القضايا حيوية وحتى إشكالية، لأنها تعني جهات دولية وأنظمة حكم، وأن إيماني بكردسانيتي، لا يلغي واقع التجزئة القائم منذ مئات السنين، وكيفية توضع الكرد في جهاتها الجغرافية، وما هذا الجذب والنفور من الاسم، ومن قبل المعنيين به، سوى التأكيد على أن القضية أعقد مما هو متصوَّر.
وأنه يجب على أي منا ألا يعلي صرح كردستانيته على حساب الآخر وفي سياق النيل منه بدافع هنا أوهناك، أو يعلن كرديته وحتى يبهرجها وفي المقابل يعرّي مقابله انطلاقاً من شعور ما بأنه محارب كرديته وسواه.
لذا، أبادر إلى القول مباشرة: نعم أنا كردستاني، وليس حديثي عن سوريتي، ومن ثم نفيي صفة الكردستانية إلا التعبير الأوفى عما هو واقع الآن: الوضع الراهن، أو في سياقه، كما سمّيت”، إنه نفي ليس للنفي إنما للتأكيد، وأرى أن خصمي القومي نفسه، ينظر إلي من هذا المنظار، صراحة أو ضمناً، أي باعتباري كردستانياً أصلاً.
جلَّ ما تعرّضْت له هو كيفية التعامل مع خصم أو من هو معني بالاسم، وما لديه من قدرات وصلاحيات وحدودها، ومراعاة واقع الحال، وليس النزول معه بالسلاح الميداني الكامل، كما في حال شعارات الثورة السورية المختلفة والمتحولة وجمعاتها، ومن قبل الكرد، بين” المجلس السوري يمثلني، ولاحقاً” لا يمثلني”، والمجلس الوطني الكردي يمثلني، ومن ثم، الدفاع عن حقوق الشعب الكردي، بعد لقاء استانبول الساخن جداً، وشعار، لا أظن أن كردنا السوريين، أم كردنا في غربي كردستان؟ في مستواه وهم يواجهون شراسة المسيطرين على جغرافيتهم، بمن فيهم من يتم التفاوض معهم، أعني ” هنا كردستان” وعدوى جلاء الاسم بالنسبة لسوريين عرب قبل غيرهم، في القامشلي ومحيطها، وحتى في” الداخل” وعبء شعار لمّاح وضّاح كهذا في الوضع الراهن، وكل ما أثرته كان في سياق الراهن، وحتى بالنسبة لغليون في راهنه، ليس ” سيد نفسه”، كأن اعترافه بكردستانية الرد، يحل المشكلة في الحال، ويدفع أعضاء مجلسه إلى الانتقال إلى الخطوة التالية، وهذا ليس دفاعاً عنه إطلاقاً، إنما النظر إليه من منظور ما هو عليه، وليس ما هو مطالَب منه تالياً.
بين الحديث عن جغرافيا كردستانية في مساحتها المعلنة كاملة، والحديث عما يمكن تحقيقه وعلى مراحل، يكون الافتراق أو الفارق بين الذين يتفقون على صفة الكردستانية وكيفية تحريرها أو تطبيقها على الأرض، حيث الثمن ليس هيّناً، ولا الانتقال إلى الواقع الموضوعي ومن خلال المتاح ودفعة واحدة بالأمر اليسير.
إن الربط بين جولانية سوريا وكردستانية الكرد، أي أن على الكردي ألا ينسى لحظة واحدة أنه كردستاني، لا يؤخَذ به بالسهولة المتصورة، ولا أقول برفضه واقعاً، إنما هو واقع خصوصية القضية الكردية في سياقها الجغرافي المجزَّا ليس بين أربع قوى فقط وإنما على دعامة سياسية دولية وبإمضاءة قوى جيوبوليتيكية منها.
ما يهمني هو التفكيرفي الشعار الذي يرفَع في واقع معقَّد، يتطلب البحث فيه المزيد من ضبط النفس، وليس بإزاحة الاسم المنتظَر في كليته واقعاً لاحقاً، وكأن كل حروب الكرد، والذين يمثّلونهم كردستانياً، وما يجري من سفك دماء، ومن تقديم ضحايا، وحساسيات…الخ، كأن كل ذلك لا علاقة له بما هو تاريخي، مدوَّن من قبل أنظمة المنطقة والقادة الدوليين سدنة الاتفاقيات الدولية” سايكس- بيكو” وغيرها، وأن الجغرافيا هي ثابتة في مفهومها.
يا لبؤس المستقى مما هو مثار حتى الآن! وهو التعبير الذي أطلقه إزاء هذا بنية مقالي، ولعله الوحيد حتى الآن، وما ينطوي عليه من ألم، وليس من سخرية موازية لسخرية من” استجهلني” واستنكر علي كرديتي.
نعم، أنا سوري، ولست كردستانياً! عبارة محكومة بتاريخها الراهن فقط، ولمن يريد أن يتخذ من عبارة صيغت بالطريقة هذه، وباعتبارها” هدية كردي قدّمت لخصمه القومي في جهاته على طبق من ذهب”، أن يتخذ منها مطية سهلة لإثارة شبهة اللاكردية عني، أقول: اطمئنوا وطمئنوا من ليس مطمئناً حول ما جرى، على أنني في كل ما كتبته وما أتفكره، على أنني كردستاني، كجغرافيا، وأن سوريتي تنطلق من وضع راهن، دون الانسلاخ عما يشدني إلى الحلم الذي سمّيته، كما هو حلم أي كردي مشروع في وطنه الكردستاني.
هل تفلسفت هنا مجدداً، وما زلت مواطن جاهلية، أم أن التهمة ثبّتت علي، والويل من تهمة الكردي للكردي!
وجاء اعتقادي بعد قراءة هذه الردود، وما أثير هنا وهناك حولها، تحت تصور وهو: لعل صمتي يمرّر هذه الجنحة، ويثبت علي تهمة نفي الكوردستانية، وعنف التجريد من خاصية الانتماء الجغرافية هذه.
جاء المقال، ومن العنوان بداية” استفزازياً” ، وكما كتب لي بعض الأصدقاء حول ذلك، مبدياً تحفظه على العنوان قبل كل شيء، كما لو أن” الفاس وقع في الراس”، وما تلى بعد ذلك أبقى العنوان معلَم المقال.
سأبتعد عن كل أستذة ودعوة التعالمية في قول من نوع: لا يا سادة لم تفهموا مقالي، إنني أرفض منطقاً كهذا، بقدر ما أطالب بنوع من التروّي ومراعاة التاريخ ومعرفة موقعي ككردي، وأين أكون، عندما أحاور أو أفاوض عدوي حول قضية مبدئية هي من أعقد وأكثر القضايا حيوية وحتى إشكالية، لأنها تعني جهات دولية وأنظمة حكم، وأن إيماني بكردسانيتي، لا يلغي واقع التجزئة القائم منذ مئات السنين، وكيفية توضع الكرد في جهاتها الجغرافية، وما هذا الجذب والنفور من الاسم، ومن قبل المعنيين به، سوى التأكيد على أن القضية أعقد مما هو متصوَّر.
وأنه يجب على أي منا ألا يعلي صرح كردستانيته على حساب الآخر وفي سياق النيل منه بدافع هنا أوهناك، أو يعلن كرديته وحتى يبهرجها وفي المقابل يعرّي مقابله انطلاقاً من شعور ما بأنه محارب كرديته وسواه.
لذا، أبادر إلى القول مباشرة: نعم أنا كردستاني، وليس حديثي عن سوريتي، ومن ثم نفيي صفة الكردستانية إلا التعبير الأوفى عما هو واقع الآن: الوضع الراهن، أو في سياقه، كما سمّيت”، إنه نفي ليس للنفي إنما للتأكيد، وأرى أن خصمي القومي نفسه، ينظر إلي من هذا المنظار، صراحة أو ضمناً، أي باعتباري كردستانياً أصلاً.
جلَّ ما تعرّضْت له هو كيفية التعامل مع خصم أو من هو معني بالاسم، وما لديه من قدرات وصلاحيات وحدودها، ومراعاة واقع الحال، وليس النزول معه بالسلاح الميداني الكامل، كما في حال شعارات الثورة السورية المختلفة والمتحولة وجمعاتها، ومن قبل الكرد، بين” المجلس السوري يمثلني، ولاحقاً” لا يمثلني”، والمجلس الوطني الكردي يمثلني، ومن ثم، الدفاع عن حقوق الشعب الكردي، بعد لقاء استانبول الساخن جداً، وشعار، لا أظن أن كردنا السوريين، أم كردنا في غربي كردستان؟ في مستواه وهم يواجهون شراسة المسيطرين على جغرافيتهم، بمن فيهم من يتم التفاوض معهم، أعني ” هنا كردستان” وعدوى جلاء الاسم بالنسبة لسوريين عرب قبل غيرهم، في القامشلي ومحيطها، وحتى في” الداخل” وعبء شعار لمّاح وضّاح كهذا في الوضع الراهن، وكل ما أثرته كان في سياق الراهن، وحتى بالنسبة لغليون في راهنه، ليس ” سيد نفسه”، كأن اعترافه بكردستانية الرد، يحل المشكلة في الحال، ويدفع أعضاء مجلسه إلى الانتقال إلى الخطوة التالية، وهذا ليس دفاعاً عنه إطلاقاً، إنما النظر إليه من منظور ما هو عليه، وليس ما هو مطالَب منه تالياً.
بين الحديث عن جغرافيا كردستانية في مساحتها المعلنة كاملة، والحديث عما يمكن تحقيقه وعلى مراحل، يكون الافتراق أو الفارق بين الذين يتفقون على صفة الكردستانية وكيفية تحريرها أو تطبيقها على الأرض، حيث الثمن ليس هيّناً، ولا الانتقال إلى الواقع الموضوعي ومن خلال المتاح ودفعة واحدة بالأمر اليسير.
إن الربط بين جولانية سوريا وكردستانية الكرد، أي أن على الكردي ألا ينسى لحظة واحدة أنه كردستاني، لا يؤخَذ به بالسهولة المتصورة، ولا أقول برفضه واقعاً، إنما هو واقع خصوصية القضية الكردية في سياقها الجغرافي المجزَّا ليس بين أربع قوى فقط وإنما على دعامة سياسية دولية وبإمضاءة قوى جيوبوليتيكية منها.
ما يهمني هو التفكيرفي الشعار الذي يرفَع في واقع معقَّد، يتطلب البحث فيه المزيد من ضبط النفس، وليس بإزاحة الاسم المنتظَر في كليته واقعاً لاحقاً، وكأن كل حروب الكرد، والذين يمثّلونهم كردستانياً، وما يجري من سفك دماء، ومن تقديم ضحايا، وحساسيات…الخ، كأن كل ذلك لا علاقة له بما هو تاريخي، مدوَّن من قبل أنظمة المنطقة والقادة الدوليين سدنة الاتفاقيات الدولية” سايكس- بيكو” وغيرها، وأن الجغرافيا هي ثابتة في مفهومها.
يا لبؤس المستقى مما هو مثار حتى الآن! وهو التعبير الذي أطلقه إزاء هذا بنية مقالي، ولعله الوحيد حتى الآن، وما ينطوي عليه من ألم، وليس من سخرية موازية لسخرية من” استجهلني” واستنكر علي كرديتي.
نعم، أنا سوري، ولست كردستانياً! عبارة محكومة بتاريخها الراهن فقط، ولمن يريد أن يتخذ من عبارة صيغت بالطريقة هذه، وباعتبارها” هدية كردي قدّمت لخصمه القومي في جهاته على طبق من ذهب”، أن يتخذ منها مطية سهلة لإثارة شبهة اللاكردية عني، أقول: اطمئنوا وطمئنوا من ليس مطمئناً حول ما جرى، على أنني في كل ما كتبته وما أتفكره، على أنني كردستاني، كجغرافيا، وأن سوريتي تنطلق من وضع راهن، دون الانسلاخ عما يشدني إلى الحلم الذي سمّيته، كما هو حلم أي كردي مشروع في وطنه الكردستاني.
هل تفلسفت هنا مجدداً، وما زلت مواطن جاهلية، أم أن التهمة ثبّتت علي، والويل من تهمة الكردي للكردي!
مجدداً شكراً لأصدقائي المعرفيين، وشكراً لتنويرهم على ما تقدم، من القلب وليس من موقع الهزء إطلاقاً!