لابد ونحن في حضرة نوروز الذي نعتبره عيدا قوميا أساسيا ومناسبة تحتفي بها غالبية شعوب الشرق وكل شعب على طريقته والذي يصادف دخول الثورة السورية عامها الثاني من القول والتأكيد على المهام والثوابت التالية :
1 – الثورة الوطنية الديموقراطية مستمرة حتى تحقيق هدف اسقاط النظام بكل مؤسساته ورموزه وبطابعها السلمي الاحتجاجي الدفاعي وصولا الى العصيان المدني العام في جميع ربوع البلاد .
2 – الثورة تستمر بفضل مشاركة كل مكونات الشعب السوري القومية والدينية والمذهبية وفي جميع المناطق دون استثناء ولمصلحتها ومن أجلها وقاعدتها الداخلية راسخة وموحدة وتنسيقيات الشباب متضامنة ومتكاملة ومتفاهمة ومتحدة حول الشعارات والخطاب والموقف السياسي .
3 – الجيش الوطني الحر تتعاظم صفوفه وتزداد أعداده وعدته وهو حامي الشعب والثورة والمؤتمن على الوحدة الوطنية وصيانة منجزات الثورة مابعد الاستبداد وتقع على كاهله واجب استيعاب ورعاية وتنظيم كل العسكريين المنشقين عن جيش نظام الأسد بما فيهم العسكرييون الكرد حتى يثبت على أرض الواقع أنه رمز الاتحاد والتلاحم والتضامن .
4 – الشعب الكردي جزء أساسي من الثورة وتنسيقيات الشباب الكرد بمختلف مسمياتها وتشكيلاتها في مقدمة الصفوف الأمامية من الثورة الوطنية وللكرد مصلحة مزدوجة في اسقاط نظام الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي واعادة بناء الدولة الديموقراطية التعددية على أساس المشاركة والتكامل والتلاحم ومن هنا فان المزاج العام للرأي العام الكردي ولقواه وتياراته الفاعلة على الأرض غير قابل على الاطلاق لتوجهين انتهازيين متشابهين متكاملين : واحد ويمثله (جماعة العمال الكردستاني التركي) يربط مصيره بنظام الأسد ويتحول الى أداة أمنية كمخلب قط للجم الثورة في المناطق الكردية انطلاقا من مقولات هزيلة مصطنعة غير مقنعة تربط المصير الكردي بمصالح من خارج الحدود ويرفع شعارات غامضة تتضمن التلاعب بالألفاظ والمصطلحات الى أبعد الحدود والثاني ويمثله (المجلس الوطني الكردي) : يتمسك بمقولة تحييد الكرد والتفرج من بعيد والانعزال عن ركب الثورة السورية ووضع شروط لاحراج المعارضة السورية وعرقلة التلاحم الكردي العربي في أتون الثورة وعملية التغيير وذلك تحت شعارات براقة متلونة زئبقية تتراوح بين (حق تقرير المصير والفدرالية وتهبط الى اللامركزية السياسية كاختراع جديد في علم قضايا الشعوب) لاتؤمن بغالبية تلك الشعارات بل حاربتها خلال عقود خلال الصراع الفكري والسياسي والثقافي بين اليسار القومي الديموقراطي واليمين القومي وعلينا الاشارة وللأمانة الى أن كلا التوجهين يحملان تناقضات واختلافات بالرأي كما أنهما يضمان أفرادا لايؤمنون بما يرمي اليه المتنفذون بالطرفين ولكن وحتى اللحظة تبدو أصواتهم خافتة وغير مؤثرة .
5 – المعارضة السورية في الخارج وخاصة الطرف الأكثر بروزا – المجلس الوطني السوري – لاتعكس حقيقة الداخل ولاتعبر عن أهداف وطموحات الثورة الوطنية الشعبية وتنسيقيات الشباب ولاتمثل المكونات الوطنية القومية منها والدينية والمذهبية وقد فوت المجلس فرصة اعادة هيكلته من جديد ومراجعة وضعه تقييما نقديا لذلك ليس أمام المكونات والقوى والمجموعات والكتل والتيارات السياسية المعارضة جمعاء الا البحث الجاد والمسؤول من أجل الاعداد للمؤتمر الوطني السوري العام بالخارج عبرتشكيل لجنة تحضيرية معبرة تعد الوثائق وتوفر الشروط المناسبة لعقد المؤتمر بنجاح وكنا في ” المبادرة الوطنية لتوحيد المعارضة السورية ” قد طالبنا بذلك منذ أربعة أشهر ومازلنا نحاول عبر الاتصالات والمشاورات والمناشدات والبيانات للتوصل الى تحقيق هذا الهدف الوحدوي النبيل .
ختاما نقول النصر لثورتنا وكل نوروز وأنتم بخير وسلام