ابراهيم اليوسف
لم يقبل الشباب الرَّقِّي، أن يكونوا من عداد المنطقة الباردة، أو البيضاء، في خريطة الثورة، وإذا كانت المظاهرات الاحتجاجية، قد بدأت فيها ليلة دخول الثورة في عامها الثاني، وباتت تستمر، على امتداد أربعة الأيام، من السنة الجديدة في عمر الثورة، والتي ستشهد سقوط النظام الدموي، بكل جحافله الفاسدة، الدموية، ومرتزقته، وشبيحته، ووصل عدد الشهداء الرَّقِّيين حوالي خمسين شهيداً، حتى الآن،فإن شباب الرقة هؤلاء كانوا في لجة الثورة، منذ وقت مبكرمن عمرها، وكانت لهم مشاركتهم الحثيثة..
لن أذهب بعيداً، في التركيز على معاناة الرقة،منذ ابتلاء سوريا، على اتساع كيلومتراتها ال186ألف تقريباً، وإن كان ببالي، تلك الجريمة البشعة التي قامت بها أجهزة قوات الأمن في العام2010، عندما تم توجيه سبطانات الرشاشات على الكرد المحتفلين،بعيد نوروز، وتم اختطاف الجرحى، ومن ثم سجنهم، ولم يطلق سراح بعضهم، حتى بعد بدء الثورة السورية المباركة، ولي قصة مثيرة، مع كيفية استقبال و إرسال فيديوهات تلك الجريمة، إلى وسائل الإعلام، يعرفها الشباب الذين صوروها، آنذاك، وسوف أنشر عنها، في يوم ما، بعد سقوط النظام، لأنها تتعلق بشباب شجعان بواسل، كانوا مثال المواطنين الصحفيين حقاً.
وكأني بالشباب الثائر في الرقة، لم يتوان عن الرد على لجوء بشار الأسد، في آخر عيد أضحى من رئاسته، حين راح يؤدي صلاة العيد، هناك،مأخوذا بالوعود المعسولة لبعض وجهاء القبائل الذين أظهرتهم فضائية الدنيا، وشبيهاتها، عبر أكثر من صك تواطئي، وهم تحت خيمتهم القبلية، في محاولة من النظام الذي راح يحارب القبيلة أكثر من أربعين عاماً، ويفككها، كي تصاهرها، ارتباطات أمنية، وزواج متعة، عندما وصل إلى درك الهلاك،في الوقت الذي لم يعد بعض شيوخ العشائر، ممن ارتبطوا بالنظام، يمثل إلا “زوجته”، كما قلتها لأحدهم، ذات آذار، وهو يشتم الأحزاب الكردية، والحقوقيين، متوهماً أن في جمعه بين العمالة وزعم تمثيل القبيلة، ما يكفي لكي يصمت العالم كله، حين يتحدث.
ولعل مايفرح، أن شباب تل أبيض، وكوباني، وهم ممن انخرطوا في الثورة منذ بداياتها، بالإضافة إلى شباب الطبقة، كان لهم تضامنهم الواضح،عبر ارتفاع صوتهم الاحتجاجي،عالياً، حتى وإن أدى ذلك للرد عليهم بشراسة، وثمَّة حديث عن تصفية بعض معتقلي المحافظة، من الشباب الثائر، وهذه الصورة الأكثر انحطاطاً عن أخلاقيات هذا النظام، في تعامله مع الثوار المعتقلين.
إن شباب الثورة الذي لاينتمي لا لكرامته، ووطنه، وإنسانيته، وكبريائه، لايمكن له أن يذعن لآلة الخنوع، الآلة التي تقتضي أن يلوذ بالصمت، وهو يرى بأم عينيه، كيف أن النظام يتعدى على حرمة الوطن، والمواطن، ويدوس بأقدامه الأخطبوطية،على كل عرف، وناموس، ووازع، وضمير، وأخلاق، وإلا…فلم هذا الاستكبار والاستهتار بروح السوري، ووطنه،من أجل الاستئثار بكرسي الحكم، الذي من حق كل مواطن سوري أن يشغله، ولكم كانت مأثرة من ابن الرقة المحامي عبدالله خليل،عندما كان من عداد من رشحوا أنفسهم لرئاسة الجمهورية، منافساً بشار الأسد، مرشح القيادة القطرية، الوحيد الأوحد، في استفتاء، لايسمح إلا لمرشح البعث، قائد الدولة والمجتمع، أن يرشح له،إنه استفتاء “التسعة والتسعين فاصلة تسعة،والذي تغير قليلاً، في الاستفتاء الأخير،في حياة النظام، ورئيسه،بالرغم من أن عدد المصوِّتين،على طول البلاد وعرضها، لم يتجاوز العشرة بالمئة، ولن أنسى صديق الكرد محمد غانم الذي كان صوته عالياً، في نصرة أهله الكرد، ولايزال يدفع ضريبة مواقفه،تلك،حيث يعدُّ من الكتاب الشجعان،الذين كسروا شوكة الخوف، عن طريق الحبر الإلكتروني، أنى كان منفاه الآن، في خريطة الرأي والوطن.
إنها الرّقة، ترفع صوتها عالياً، الآن، كي يلتقي صدى الفرات، مع صدى دجلة، والعاصي، وبردى، والخابور، وجغجغ، ونهر قويق، ونهر عفرين، والسن، واليرموك، والنهر الكبير، والساجور، ناهيك عن بحرها الأب، وأمهاتها البحيرات التي يعيلها ماء.
وهذه الوشيجة المائية، تحولت إلى أخرى من دم، ليغدو الشعب السوري، برمته، بزمرة واحدة،إنها زمرة الثورة، أو زمرة آذار التي لابد ستكنس زمرة الإجرام عما قريب.
كثر، هم هؤلاء الكتاب والأدباء والمثقفين، من أصحاب الرأي الذين طالما كانوا مهمشين، في الرقة، محجور على أصواتهم، لئلا تغادر الحنجرة، لتظل ذبذباتها مستنسخة عن الهتاف باسم”القائد الرمز”.
وإذا كان هناك من هادن الاستبداد، أو تجاسر معه، إلا أن هناك الصوت الرقي، الواضح، والهادر، في كل آن، وهومن تم تعرض للتهميش أو الاعتقال، وكتم الأنفاس، ولكم من اسم في البال، هنا، أوثر ألا أذكره، لاعتبارات تتعلق بأوضاعها.
والرقة، ابنة التاريخ، وتحفة الجغرافيا، لكم حاول النظام الدموي حجرها، شأن أصحاب تلك الأصوات المدوية، المجلجلة، التي لم تلوث بالهتاف الزائف، بحياة القائد الضرورة،وكان قدرها أن تبقى ضلعاً في ثلاثية”المحافظات النائية” إلى جانب ديرالزور والحسكة، وإن كان بين المحافظات نفسها، ومدن كل محافظة-على حدة-سلم تراتبي، يتراوح بين قطري النّبذ والعناية المشروطة.
هذه الرقة، تمدُّ عنقها، من نافذة التاريخ، كي تقول:”ها أنذا..!”،ولعلّ في كسر الشباب الرَّقِّي-وهم كانوا موجودين حسب ظروفهم في لجة الحراك من قبل-آخر حلقة في قيدهم، ما يزِفُّ إلى النظام فحوى رسالة جديدة، أخرى، تؤكد مسلمة زواله القريب.
والرقة، كإحدى المناطق السورية التي تحضن الكرد، إلى جانب أخوتهم العرب، وسواهم،هي نفسها باتت تزيل ذلك الجدار الوهمي المضروب بين ذين المكونين، بعد أن جهد النظام، مستعيناً بفلول مخابراته، ومخبريه، وكتبته من أمثال المدعو”علي الشعيبي”السراوي صاحب كتاب” الكورد وكوردستان بين الحقيقة والوهم: دراسة في تاريخ الكورد والذي شنَّ عليه محمد غانم حملة بعد أن تم استلال بيان من كتابه، بالتعاون مع أجهزة الأمن، في مقال له بعنوان: دعوة للحرب الأهلية بالرقة ضد المواطنين الكورد الفقراء”*، وذلك في 5-2-2005 وذكر فيه الغانم مصطلح الشبيحة، وكان البيان دعوة صريحة للحرب على الكرد….!.، وهاهو اختلاط دم الكردي عبد السلام أدهم، بدماء أخوته العرب، في أقدس ملحمة حقاً، يفند أكاذيب هذا الدعي وأسياده.
إن اللوحة المعلَّقة في مداخل الرقة كلها” الرقة ترحب بكم”، لابد أنها ستتوجه إلى أبناء لها، اضطروا إلى تجرُّع علقم الغربة، منذ عقود وحتى الآن، وباتت الرقة مجرد حلم، بل ستكتب اللَّوحة بحبر لا يقرأ إلا من قبل من كان يواجه الاستبداد، ولوفي قلبه، كأضعف الايمان، بل ستظهر-في شكل قوس قوس قزح- حين تفكّ ألوانها، أعين كل من أراد الخير لسوريا، ولشعبها، هذه اللوحة التي ستكتب، من جديد، ليكون ترحيب المدينة،لائقاً باسمها الرقي، وهو يجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل.
وكأني بالشباب الثائر في الرقة، لم يتوان عن الرد على لجوء بشار الأسد، في آخر عيد أضحى من رئاسته، حين راح يؤدي صلاة العيد، هناك،مأخوذا بالوعود المعسولة لبعض وجهاء القبائل الذين أظهرتهم فضائية الدنيا، وشبيهاتها، عبر أكثر من صك تواطئي، وهم تحت خيمتهم القبلية، في محاولة من النظام الذي راح يحارب القبيلة أكثر من أربعين عاماً، ويفككها، كي تصاهرها، ارتباطات أمنية، وزواج متعة، عندما وصل إلى درك الهلاك،في الوقت الذي لم يعد بعض شيوخ العشائر، ممن ارتبطوا بالنظام، يمثل إلا “زوجته”، كما قلتها لأحدهم، ذات آذار، وهو يشتم الأحزاب الكردية، والحقوقيين، متوهماً أن في جمعه بين العمالة وزعم تمثيل القبيلة، ما يكفي لكي يصمت العالم كله، حين يتحدث.
ولعل مايفرح، أن شباب تل أبيض، وكوباني، وهم ممن انخرطوا في الثورة منذ بداياتها، بالإضافة إلى شباب الطبقة، كان لهم تضامنهم الواضح،عبر ارتفاع صوتهم الاحتجاجي،عالياً، حتى وإن أدى ذلك للرد عليهم بشراسة، وثمَّة حديث عن تصفية بعض معتقلي المحافظة، من الشباب الثائر، وهذه الصورة الأكثر انحطاطاً عن أخلاقيات هذا النظام، في تعامله مع الثوار المعتقلين.
إن شباب الثورة الذي لاينتمي لا لكرامته، ووطنه، وإنسانيته، وكبريائه، لايمكن له أن يذعن لآلة الخنوع، الآلة التي تقتضي أن يلوذ بالصمت، وهو يرى بأم عينيه، كيف أن النظام يتعدى على حرمة الوطن، والمواطن، ويدوس بأقدامه الأخطبوطية،على كل عرف، وناموس، ووازع، وضمير، وأخلاق، وإلا…فلم هذا الاستكبار والاستهتار بروح السوري، ووطنه،من أجل الاستئثار بكرسي الحكم، الذي من حق كل مواطن سوري أن يشغله، ولكم كانت مأثرة من ابن الرقة المحامي عبدالله خليل،عندما كان من عداد من رشحوا أنفسهم لرئاسة الجمهورية، منافساً بشار الأسد، مرشح القيادة القطرية، الوحيد الأوحد، في استفتاء، لايسمح إلا لمرشح البعث، قائد الدولة والمجتمع، أن يرشح له،إنه استفتاء “التسعة والتسعين فاصلة تسعة،والذي تغير قليلاً، في الاستفتاء الأخير،في حياة النظام، ورئيسه،بالرغم من أن عدد المصوِّتين،على طول البلاد وعرضها، لم يتجاوز العشرة بالمئة، ولن أنسى صديق الكرد محمد غانم الذي كان صوته عالياً، في نصرة أهله الكرد، ولايزال يدفع ضريبة مواقفه،تلك،حيث يعدُّ من الكتاب الشجعان،الذين كسروا شوكة الخوف، عن طريق الحبر الإلكتروني، أنى كان منفاه الآن، في خريطة الرأي والوطن.
إنها الرّقة، ترفع صوتها عالياً، الآن، كي يلتقي صدى الفرات، مع صدى دجلة، والعاصي، وبردى، والخابور، وجغجغ، ونهر قويق، ونهر عفرين، والسن، واليرموك، والنهر الكبير، والساجور، ناهيك عن بحرها الأب، وأمهاتها البحيرات التي يعيلها ماء.
وهذه الوشيجة المائية، تحولت إلى أخرى من دم، ليغدو الشعب السوري، برمته، بزمرة واحدة،إنها زمرة الثورة، أو زمرة آذار التي لابد ستكنس زمرة الإجرام عما قريب.
كثر، هم هؤلاء الكتاب والأدباء والمثقفين، من أصحاب الرأي الذين طالما كانوا مهمشين، في الرقة، محجور على أصواتهم، لئلا تغادر الحنجرة، لتظل ذبذباتها مستنسخة عن الهتاف باسم”القائد الرمز”.
وإذا كان هناك من هادن الاستبداد، أو تجاسر معه، إلا أن هناك الصوت الرقي، الواضح، والهادر، في كل آن، وهومن تم تعرض للتهميش أو الاعتقال، وكتم الأنفاس، ولكم من اسم في البال، هنا، أوثر ألا أذكره، لاعتبارات تتعلق بأوضاعها.
والرقة، ابنة التاريخ، وتحفة الجغرافيا، لكم حاول النظام الدموي حجرها، شأن أصحاب تلك الأصوات المدوية، المجلجلة، التي لم تلوث بالهتاف الزائف، بحياة القائد الضرورة،وكان قدرها أن تبقى ضلعاً في ثلاثية”المحافظات النائية” إلى جانب ديرالزور والحسكة، وإن كان بين المحافظات نفسها، ومدن كل محافظة-على حدة-سلم تراتبي، يتراوح بين قطري النّبذ والعناية المشروطة.
هذه الرقة، تمدُّ عنقها، من نافذة التاريخ، كي تقول:”ها أنذا..!”،ولعلّ في كسر الشباب الرَّقِّي-وهم كانوا موجودين حسب ظروفهم في لجة الحراك من قبل-آخر حلقة في قيدهم، ما يزِفُّ إلى النظام فحوى رسالة جديدة، أخرى، تؤكد مسلمة زواله القريب.
والرقة، كإحدى المناطق السورية التي تحضن الكرد، إلى جانب أخوتهم العرب، وسواهم،هي نفسها باتت تزيل ذلك الجدار الوهمي المضروب بين ذين المكونين، بعد أن جهد النظام، مستعيناً بفلول مخابراته، ومخبريه، وكتبته من أمثال المدعو”علي الشعيبي”السراوي صاحب كتاب” الكورد وكوردستان بين الحقيقة والوهم: دراسة في تاريخ الكورد والذي شنَّ عليه محمد غانم حملة بعد أن تم استلال بيان من كتابه، بالتعاون مع أجهزة الأمن، في مقال له بعنوان: دعوة للحرب الأهلية بالرقة ضد المواطنين الكورد الفقراء”*، وذلك في 5-2-2005 وذكر فيه الغانم مصطلح الشبيحة، وكان البيان دعوة صريحة للحرب على الكرد….!.، وهاهو اختلاط دم الكردي عبد السلام أدهم، بدماء أخوته العرب، في أقدس ملحمة حقاً، يفند أكاذيب هذا الدعي وأسياده.
إن اللوحة المعلَّقة في مداخل الرقة كلها” الرقة ترحب بكم”، لابد أنها ستتوجه إلى أبناء لها، اضطروا إلى تجرُّع علقم الغربة، منذ عقود وحتى الآن، وباتت الرقة مجرد حلم، بل ستكتب اللَّوحة بحبر لا يقرأ إلا من قبل من كان يواجه الاستبداد، ولوفي قلبه، كأضعف الايمان، بل ستظهر-في شكل قوس قوس قزح- حين تفكّ ألوانها، أعين كل من أراد الخير لسوريا، ولشعبها، هذه اللوحة التي ستكتب، من جديد، ليكون ترحيب المدينة،لائقاً باسمها الرقي، وهو يجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل.
انظر الحوار المتمدن “دعوة للحرب الأهلية بالرقة ضد الكورد5-2-2005”