بيان من «عبد الرزاق عيد وصلاح بدرالدين» باسم (المبادرة الوطنية لتوحيد المعارضة السورية)

  منذ حوالي الأربعة شهور وفي (القاهرة بتاريخ 20 / 11 / 2011 ) أصدرنا بيانا باسم (المبادرة الوطنية لتوحيد المعارضة السورية) بمشاركة لفيف من السياسيين والمثقفين بينهم (د.

صادق جلال العظم -.د عبد الرزاق عيد – صلاح بدر الدين –وحيد صقر – بسام جعارة-  مشل طحان –د.عمار قربي – نوفل الدواليبي – ضياء الدين دغمش-  وسيم الأبازيد –فهد النجرس ….

الخ) تحدث البيان عن ضرورة توحيد الجهود والعمل المشترك بعد ما راحت تتبدى مشكلات المجلس الوطني في ظل غياب رؤية مشتركة موحدة تعبر عن إرادة ومطالب الشعب والحركة الثورية ، ومن ثم غياب جسم معارض موحد يحظى بثقة السوريين والمجتمع الدولي كبديل مرحلي حقيقي ،على طريق اتنزاع اعتراف المجتمع الدولي ويعتمد كمفاوض وسفير حقيقي للثورة والشعب السوري …
وعلى هذا أعلنا في بياننا هذا أننا عقدنا العزم على طرح مبادرتنا (الوطنية للتوحيد) ،وذلك بهدف التخاطب مع كافة مكونات وقوى المعارضة السورية ، بهدف الوصول إلى صيغة مشتركة تقرب وجهات نظر الجميع ، مؤكدين على موقفنا بأن نبقى دعاة وحدة الحركة الوطنية الديموقراطية المعارضة التي تعكس إرادة الحركة الشعبية الثورية (إسقاط النظام بكامل أركانه  وعلى رأسه – بشار الأسد – وتبني مطلب الحركة الشعبية :  -1حماية المدنيين – 2 وإيجاد منطقة آمنة -3 – فرض الحظر الجوي 4 – والدعوة الصريحة لدعم الجيش الحر) ، يضاف إليها المطالب العامة : إحالة الملف السوري فيما يخص انتهاكات حقوق الإنسان إلى مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية – الضغط من أجل اطلاق سراح المعتقلين السياسيين –التعاون مع هيئات الإغاثة الدولية –مطالبة المجتمع الدولي بالحجز على كافة الحسابات والأموال العائدة للنظام وأركانه ….الخ
وعلى مستوى الرؤية : تم التأكيد على مبدأ إقامة سورية الحديثة القائمة على أسس ديموقراطية تكفل : إقامة سوريا مدنية ديموقرطية برلمانية تكفل التداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات الثلاث –  سورية الجديدة وطن لكل السورييين بكل مكوناتهم العرقية والدينية والسياسية مع الغاء مصطلح الاقليات السياسية من القاموس السياسي السوري، والالتزام بكافة المعاهدات والعقود والاتفاقات الدولية –وتشكيل لجنة خبراء لاعداد مسودة دستور جديد – والعمل على ايجاد حل عادل وشامل لكافة القضايابشكل عام والقضية الكردية بشكل خاص يضمن رفع الاضطهاد عن كاهل الكورد ، وغيرهم من القوميات والمكونات السورية وتلبية حقوقهم المشروعة حسب ارادتهم  ضمن سورية الواحدة وضمان ذلك في بنود مشروع الدستور ..
    ودعا البيان إلى توحيد الجهود الوطنية والعمل المشترك مع كافة القوى المكونة للمعارضة السورية، ومن ثم تشكيل لجنة اتصال مع الجميع للوصول لرؤية مشتركة وجسم موحد لحركة المعارضة السورية الوطنية الديموقراطية ..

وتبع ذلك توقيع أعضاء اللجنة التي تم التنويه عنهم في بداية هذا البيان ..
وبعد يومين وبتاريخ 23-11- 2011 قام وفد من لجنة المبادرة الوطنية باللقاء مع الأمين العام للجامعة العربية، وطلب وفد المبادرة الوطنية من الأمين العام دورا فاعلا للجامعة العربية بحيث يكون أكبر من دور الرعاية نحو الإشراف والمساعدة باتجاه تجميع المعارضة السورية ، كما وأوضح وفد المبادرة الوطنية لتوحيد المعارضة السورية جهود المبادرة  المبذولة في اطار توحيد المعارضة أنه لايحق لأي طيف من الأطياف الادعاء بتمثيل الشارع السوري أو الثورة السورية لوحده ..

وتباحث الجانبان دعوة الجامعة العربية لمؤتمر توحيد المعارضة ، وإمكانية تشكيل لجنة تحضيرية لهذا المؤتمر تضم كافة أطياف المعارضة …وطالب الأمين العام للجامعة من أعضاء الوفد التواصل لاعطاء الجامعة خريطة تجمع المناطق الساخنة التي ستزورها بعثة المراقبين العربية وإطلاعه على التطورات في الملف السوري.


لماذا هذه المقدمة في التذكير بمبادرتنا التي أطلقناها منذ شهور ؟
ببساطة لأننا نفاجأ بانبعاث (قيامي) لموحدين جدد ، يدعوننا إلى ما كنا ندعو إليه منذ زمن ، والغريب أن هذا التيار (القيامة الآن) ، راح يأتينا من كل الجهات : من الجهات الصديقة التي قررت أن تنسحب من المجلس الوطني لتوحده من جديد ، وهم من الذين انضموا مؤخرا إلى المجلس الوطني بعد إطلاقنا لمبادرتنا ،وكشفنا للعيوب التي يتحدثون عنها اليوم ويفسرون انسحابهم على ضوئها ، وهم يمضون بالدعوة وكأنهم هم مكتشفو هذه العيوب التي فاجأتهم، في حين أنهم منذ دخولهم للمجلس وقعوا على أسوأ عيب يقسم المعارضة السورية بين ملحق بالسلطة داعية للاتفاق  معها، وبين ومؤمن بالثورة التي تستهدف تقويض كلية السلطة بوصفها بنية عطالة عضوية غير قابلة للإصلاح، وهذا العيب هو عيب رفض (الحماية الدولية) التي أطلقها الشعب منذ أكثر من ستة شهور …
 المشكلة في سوريا (المعارضة الخارجية) أن الكل يعتبر نفسه أنه المكتشف الأول لخطة طريق الثورة أي على الطريقة السورية الأسدية (التصححيحية) ، حيث التاريخ يبدأ من اللحظة التي استيقظ فيه المصحح ليصحح التاريخ لكن دون أن يخطر على باله أبدا أن يصحح نفسه ، لكن مع ذلك فليس هؤلاء الأصدقاء هم المشكلة ..فنحن على استعداد أن نمكنهم من أكتافنا كما نفعل خلال كل سنة الثورة بل وما قبلها بسنوات ، حيث سمونا (جانحين ومتطرفين وطائفيين وأبناء شوارع) لكوننا نعارض خطابهم حينها الداعي لـ (عدم عزل النظام بل والدعوة إلى رفع الحصار عنه بل وتوحيد الجهود معه بعد غزة لدى أطراف أخرى)، وهم اليوم يعطونا دروسا في الثورة إذ يحتلون مقدمة المشاهد الرسمية العربية والدولية …
نقول : ليس هؤلاء هم المشكلة الأساسية ، لأنهم يبقون من أهل البيت، لكن المشكلة مع هؤلاء البارعين في وهمهم عن ذاتهم في القدرة على تسويق أنفسهم بذكاء ودهاء وشطارة ،وأنهم اكتسبوا خبرات ليس معرفة كيف يركبون الكتف فحسب بل والشطارة بأكل الكتف …لكن فقدانهم للإحساس بفروق بالزمن ، يجعلهم يضيعون حقيقة ساطعة ،وهي أن شطارات الزمن الأسدي هي فجارات في زمن الدم والقتل والاغتصاب …
إن بهؤلاء الذين نريد أن نوسع هامش قبولهم لانخراطهم في الثورة باعتبارهم (من المؤلفة قلوبهم) ، يريدون جمعنا وتوحيدنا ، بدلا من تسامحنا معهم لدمجهم بالثورة، وهم ينطلقون من فهلويتهم وبراعتهم في القدرة على تسويق أنفسهم –دون أن تنبههم فهلويتهم أن السوق اليوم هو سوق دماء-  باعتبارهم لديهم المال لكي (يعزمونا كضيوف في بيوتنا) على الاجتماعات في فنادق فخمة تنسينا دماء أطفالنا وصراخ اغتصاب أخواتنا السوريات في حمص وأدلب وجبل الزاوية وجسر الشغور  والجانودية … محولين مقولة كسب (المؤلفة قلوبهم) للهداية لـ(الثورة)  ، إلى مقولة (سادتنا في الجاهلية سادتنا في الإسلام )، ظانين أن شطاراتهم في استثمار الزمن الأسدي المافيوي أمنيا واستشاريا بما فيها الاستشارة عند رجال أمن قتلة ، يمكنها أن تقفز  بهم فوق دماء الأطفال وشرف الحرائر ..
كنا نحاور ونتفاعل ونسعى إلى التغيير والتوحيد دون تقسيم أو تشظي في صفوف المعارضة ، حتى ذهب قسم كبير منا في جماعة توحيد المعارضة إلى تجميع أنفسهم في حزب ، رفضنا نحن أن نشارك فيه ، وبقينا نحن مخلصين لفكرة وحدة المعارضة التي ندعى اليوم من القادمين لها متأخرين من صفوف محترمة من أصدقائنا المنشقين على المجلس الوطني، ومن صفوف انتهازية من راكبي الدراجات الأسدية الذين يعتبرونا أغبياء لا نصلح إلا للانقياد
لهذا قررنا أن نصدر هذا البيان بدلالته الرمزية التمثيلية : (العربية –الكردية) ، نموذجا للعرب والكرد معا ، بأن الثورة السورية أولوية الأولويات السباقة على كل أسبقياتنا الفكرية والايديولوجية القومية والدينية …وأننا بحاجة لوحدة وطنية صميمية مواطنية اندماجية بمواجهة كل السديميات التذريرية الغبارية عن أولويات تسبق أولوية (سوريا أولا) …باسم مجلس وطني عربي يقصي ما سواه ( قوميا ووطنيا ودينيا وسياسيا) أو مجلس وطني كردي لا يرى الثورة السورية إلا من خلال منظور ذاته الأحادية الفقيرة، حيث يجعل من هويته القومية معيارا لوطنيته وعلاقته بالآخر القومي الشريك التاريخي في التاريخ والجغرافيا في زمن راح يعتبر أن رقي الهوية يكمن في قدرتها على استيعاب تعدد الهويات الأخرى ، وبمقدار ما تكون الهوية القومية مشبعة بالتعدد الثقافي الاثني بمقدار ما تكون هوية قادرة على الدخول في معركة المستقبل الانساني والبشري بسلاسة ومرونة ونعومة … رفضنا أن نوقع على أية وثيقة تدخل في صراع تناحري مع المجلس الوطني الذي يعقد عليه الشعب الآمال وباسم الوطنية السورية المؤسسة على مفهوم الشراكة والمواطنة الحقوقية والقانونية والعيش المشترك …لم نرد إلا وحدة الجميع بدون الانصياع لشروط قصيرة النظر، عن مجلس وطني عربي أو كردي …بل عن مجلس وطني ديموقراطي، تعددي ، يقبل الجميع ويستوعب الجميع عندما يكون للجميع …ديانات وقوميات وتيارات وأحزابا وقوى اسلامية أم علمانية أم مزيج مدني ديموقراطي كما توافقت عليه ثورات الربيع الدموقراطي في كل أنحاء العالم العربي والأسلامي ..


     في الذكرى السنوية الأولى للثورة السورية والثامنة للانتفاضة الكردية نعاهد كل السوريين بأننا سنبقى أوفياء لماتعاهدنا عليه في مبادرتنا التوحيدية ونرى أن القيمين على – المجلس الوطني  السوري – قد أضاعوا فرصة اعادة هيكلته من جديد منذ أربعة شهور عندما دعوناهم لتوحيد المعارضة، مما نجد أن الخيار الأمثل أمام الجميع هو التوافق على تشكيل لجنة تحضيرية تتمثل فيها المكونات والأطراف والجماعات والكتل التي تعمل من أجل اسقاط النظام بكل مؤسساته ومرتكزاته الأمنية والعسكرية والاقتصادية ورموزه وتؤمن بتعددية المجتمع السوري القومية والدينية والمذهبية وباستحقاقاتها المشروعة والشراكة بينها دون تمييز ومن أولى مهام هذه اللجنة الاعداد للمؤتمر الوطني العام ينبثق عنه الممثل الشرعي الحقيقي للشعب السوري وثورته وجيشه الحر .


 والنصر لثورتنا الوطنية الديموقراطية
 عن ” المبادرة الوطنية لتوحيد المعارضة السورية “
       عبد الرزاق عيد                      صلاح بدرالدين
   16 – 3 – 2012 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…