من قامشلو لحوران هلت البشائر

في هذه الأيام تمرّ الذكرى السنوية الأولى لانطلاقة الثورة السورية التي انطلقت يوم الثلاثاء  15 آذار عام 2011 ضد  نظام القمع والفساد وكبت الحريات ، بدعوات من  ناشطين سوريين على الفيس بوك ، وذلك في تحد واضح لحكم بشار الأسد وعائلته المستبدة منذ عام 1970 ، تحت سلطة قانون الطوارئ السارية منذ عام 1963،  وقد قاد هذه الاحتجاجات شبان سوريون طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ورفعوا شعار: «الله سوريا حرية وبس» بعد أن فشلت قيادات المعارضة الكلاسيكية في كسر التوازن القائم لصالحها آنذاك ، لكن قوات الأمن السورية ومليشيات موالية للنظام (عُرفت فيما بعد بالشبيحة) واجهتهم بالرصاص الحي،
فتحوّل الشعار إلى «إسقاط النظام».

واعتقل جميع المتظاهرين.

وفي اليوم التالي خرجت مظاهرة أخرى أمام وزارة الداخلية بدمشق شارك فيها حوالي 100 شخص طالبوا بالإفراج عن المعتقلين السياسيين ، فما كان من المخابرات السورية إلا أن اعتقلتهم ، وكان من بين المعتقلين ثلاثة شبان كورد اثنان منهم قياديان في تيار المستقبل الكوردي في سوريا ، وفي اليوم الثاني الجمعة 18 آذار خرجت المظاهرات في مدن درعا وحمص ودمشق وبانياس تحت  شعار «جمعة الكرامة» وقابلها الأمن بوحشية وقسوة .
قد تكون هذه الحادثة هي الشرارة المباشرة التي أشعلت فتيل الثورة السورية ، لكن سبقها العديد من التحركات الشعبية والفردية على طول البلاد وعرضها ، فمنذ استئثار حزب البعث بالسلطة والثروة والدولة ، واستفراد آل الأسد بالحكم فيما بعد ، تعرضت سورية للكثير من الحركات المطالبة بالحرية والكرامة من تيارات سياسية مختلفة وشخصيات معارضة ، كان أشدها ما شهدته سوريا في ثمانينات القرن الماضي ، والانتفاضة الكوردية في 12 آذار 2004 ، لكن بسبب القبضة الأمنية المشددة وغياب الإعلام الحر ، والتوازنات الدولية آنذاك ، تم القضاء على كل هذه التحركات و بقي مداها ضمن مناطق جغرافية محدودة.


ومنذ البداية لم يتردد الكورد في المشاركة في هذه الثورة العظيمة ، والتضامن مع حمص ودرعا وحماة وادلب واللاذقية وغيرها من المدن السورية ، التي صب النظام جام غضبه وحقده الأسود على سكانها الآمنين من دون أي اعتبار للقيم و المواثيق دولية ، وكان جزءاً رئيسا منها، حيث كانت شعاراتهم وأهدافهم منسجمة تماما مع أهداف الثورة السورية ، المطالبة بإسقاط النظام ورحيل آل الأسد ، ولا زالت حتى الآن تعم المظاهرات بكثافة اغلب المناطق الكوردية .
لم يتوانى تيار المستقبل الكوردي في سوريا في الانخراط في الثورة وتفعيلها كورديا ، منذ الساعات الأولى لانطلاقتها ، لان موقفه كان واضحا من النظام حتى ما قبل الثورة ، كحالة وطنية معارضة لنظام الاستبداد القائم ، رافضا المراهنة عليه بسبب بنيته القمعية الرافضة لقابلية أي إصلاح أو تغيير ، وبذلك قدم القائد الشهيد مشعل التمو حياته قربانا لحرية وكرامة الشعب السوري ، الذي اغتيل بيد عصابات الغدر والإجرام في مدينة القامشلي في7/10/2011 نتيجة مواقفه المبدئية من نظام الاستبداد وقيادته للثورة.

وفي هذه المناسبة نؤكد من جديد  بان الشعب الكوردي في سوريا هو جزء أساسي وفاعل من الشعب السوري ، لا يمكن حل قضيته القومية إلا عبر الحوار والتفاهم مع شركائنا في المعارضة السورية على قاعدة الاعتراف بالحق القومي الكوردي وتجسيد ذلك في دستور سوريا المستقبل ،ومن خلال مشاركة الشعب الكوردي في الثورة السورية المتقدة ،التي لا يمكن أن تتوقف إلا بإسقاط النظام القائم بكل رموزه ومرتكزاته ، كما نحذر في الوقت نفسه من محاولات البعض من ارتهان قرار كورد سوريا بالخارج الكوردستاني ، دون أن  يعني ذلك ، عدم الاستفادة من العمق الكوردستاني ، الذي يجب أن يؤمن لكورد سوريا كل الدعم المادي والمعنوي والسياسي واللوجيستي .


في ذكرى الثورة لازال الشعب السوري بكافة مكوناته وطوائفه صامدا ومتحدا ، في وجه آلة القتل والدمار والطغيان ، مصرا على تحقيق هدفه بإسقاط النظام القائم والظفر بالحرية والكرامة وبناء الدولة المدنية التعددية ، ولن تستطع مدافع الهاون وقصف الدبابات ولا تدمير البيوت فوق رؤوس المدنيين العزل ، أن تثني إرادة الشعب السوري البطل عن هدفه النبيل في الحرية والكرامة والمساواة الإنسانية .
عام مضى على الثورة وحصيلة الشهداء الموثقة أسماؤهم حسب لجان التنسيق المحلية هي : 9736 شهيداً توزعوا على المحافظات السورية كالتالي: حمص: 3946 – ادلب: 1368 – حماه: 1236 – درعا: 1030 – دمشق و ريفها: 1082 اللاذقية: 384 – دير الزور: 329  حلب و ريفها: 294 – طرطوس: 173  الحسكة: 94 الرقة: 52 السويداء: 50  القنيطرة: 19 .


 عدد المدنيين الشهداء: 7889 ،عدد العسكريين الشهداء:1847 ،عدد الإناث الشهيدات: 329 ،عدد الذكور الشهداء: 8712 ،عدد الأطفال الإناث: 146 ،عدد الأطفال الذكور: 54.

 
    في هذا اليوم بالذات لا يسعنا إلا أن نتذكر شهداء الثورة السورية وان ننحني إجلالا وإكراما لهم وبالأخص  شهيد الحرية مشعل التمو شهيد سورية ومستقبلها القادم ، الذي عمد الدم الكوردي بالدم العربي لان قادة الكورد هم قادة العرب وشهداء العرب هم شهداء الكورد  ، آمن بالوحدة الوطنية واستشهد قربانا لسورية الجديدة ، سورية مدنية ديمقراطية تعددية ، تداولية .
المجد والخلود لشهداء الثورة السورية وفي مقدمتهم عميد الشهداء مشعل التمو
الخزي والعار للقتلة
عاشت سوريا حرة أبية
15/3/2012
تيار المستقبل الكوردي في سوريا

مكتب العلاقات العامة

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…