ما هو منظور حتى الآن بإن الحركة قد اقتصرت في مجملها على التنظيم الداخلي للصفوف والبطولات الفردية والشخصية على العموم والتآمر والإقصاء والإنكار ولم تنجح كثيرا في هذا المسعى لوحدة الصف الكردي إلا قليلا فبدل أن تتوحد تلك المجاميع الصغيرة والضعيفة للتأسيس لقوة كبيرة يحسب لها حساب من الآخر والتأسيس لخطاب كردواري من أجل هدف واحد كي يكون للكرد مرجع القرار في هذه الظروف على الأقل
أما على الصعيد الثقافي والخطاب الفكري والتنويري لم يتم التأسيس لشيء سوى مشاركة وجدانية لبعض من الأخوة الكتاب في الداخل ببعض الفعاليات الميدانية رافقت بسيل من الكتابات النقدية لم تسفر عما يجب أن يكون حيث كان خطاب الطرف المنقود أكثر فعالية لأسباب كثيرة لا نجهلها وأما الخطاب المرسل من الخارج لم تأت بنتيجة كونه كان عال السقف وتحريضي ومزيف في أغلبه وغير موجود على الأرض وجاءت من أرضية الرخاء البعيد عن آلام الناس .
كل الحراك الكردي الراهن يبدو وكـأنه يدور حول ذاته على العموم منذ شهرين كما ثور النورج الذي يدرس البيدر صباح مساء ظنا منه أنه يسير وهو في المكان مربوط بحبل مركزي.
الحكاية الواردة أدناه هي من الحكايات القروية الواقعية لتي جرت أحداثها في الستينات القرن الماضي في قرية من قرى تخوم جراحي ـ آليان ـ منطقة ديركا حمكو تغلب على مفرداتها بعض من السذاجة والطرافة القروية المعروفة والكوميديا على الطريقة الكردية وآلية حدوثها تشبه إلى حد كبير حكايتنا الآن مع السياسية .
مختصر الحكاية هو أن جماعة من أهل قرية “د” كانت تعمل في تهريب المواشي من شمال كردستان إلى جنوبه قد استعدت الرحال للذهاب إلى جبال مافا Mava لجلب المواشي وقد كان ذلك في ليلة ظلماء سوداء باردة غائمة بعد صلاة المغرب بقليل .
خرجت المجموعة من القرية بكامل عدتها وعتادها اللازمة وتوجهت شمالا والبرد القارص يلفح الأجساد كالسيف يتقدمها الدليل بافي “”م “”الذي لا يقبل النقد والمس في رجولته وشجاعته وفحولته .في ذلك الشتاء الطويل بلياليه استمر المسير إلى أن أنبلج الصبح وصياح الديكة تبلغ بأنهم على مقربة من قرية ورويدا رويدا فإذا بهم في محيط قرية مجهولة بالنسبة لهم فقال الدليل علينا لاحتماء والاستراحة في هذه القرية واتجهوا إلى أقرب دار على أطراف القرية ودقوا باب الحوش الذي هو مصنوع من التنك فسمعت صاحبة البيت وهي تعلف المواشي فردت على الصوت وقالت من أنتم وماذا تريدون .وهنا كانت المفاجأة حينما عرف الدليل وتأكد أن الصوت الذي رد عليهم هو صوت زوجته وانتبه وفاق واسترجع ذاكرته ونظر من حوله وتيقن بأنه أمام بيته من جديد فقال لزملائه والله نحن الآن في قريتنا من جديد Pek li vê tofanê بعد أكثر من عشرة ساعات رجعنا إلى البيت الذي انطلقنا منه فأسرعوا بالذهاب إلى بيوتكم خلسة قبل أن يراكم أحد ولا تقولوا ما حدث معنا حتى لزوجاتكم خشية فضح أمرنا .
هنا نترك الحكم للقارئ ألا يشبه هذه الحكاية حراك الحركة الكردية بعد عام من انطلاقتها ؟…..يرجى إبداء الرأي من خلال التصويت بعد القراءة.