وهي:
بادرت مجموعة دول سميت بـ (أصدقاء سوريا) إلى عقد مؤتمر في تونس الذي شكل فحواه حصيلةً لتجاذبات عربية إقليمية دولية متمحورة حول مسارات الصراع على سوريا من جهة، وسبل التعاطي مع الشأن السوري الذي عنوانه الأبرز استمرار دوامة العنف وارتكاب الفظائع من لدن أهل الحكم ومساعي حمله على وقف أعمال القتل من خلال تشجيع الأسرة الدولية لفرض عقوبات على سوريا من جهةٍ أخرى، حيث بات واضحاً أن الصراع الداخلي في سوريا الذي نشب منذ أحد عشر شهراً وانطلقت شرارته من درعا وحوران جراء رعونة السلطات واستهتارها الفظ بكرامة وحرية المواطنين، انتقل اليوم هذا الصراع ليأخذ بعداً إقليمياً ودولياً بامتياز ، ويكتسي طابعاً من التوازن الحذر لدى الأطراف التي تشغل بالها أجنداتها ومصالحها الخاصة قبل أي اعتبار آخر بما فيه حجم المآسي الإنسانية في الداخل السوري ، وما التوافق الذي جرى في مؤتمر تونس على عقد مؤتمر آخر الشهر القادم في تركيا ليليه آخر في فرنسا إلا دليلاً على عمق الصراع وإدامة الأزمة وإدارتها في المدى المنظور.
س2- أين موقع المجلس الوطني الكردي اليوم في اللوحة الصراعية السورية؟ بين الاستمرار في السعي للتغيير بشتى السبل وبين التصدي للحرب الأهلية، أي أولية يختار المجلس؟ وما هي خارطة طريقه لهذه المرحلة الحساسة؟
ج2- إن الدفاع الثابت عن السلم الأهلي في سياق التصدي لمخاطر حرب أهلية والاستمرار في معترك السعي بهدف تحقيق تغيير حقيقي بنيوي وشامل صنوان لاينفصمان لدى المجلس الوطني الكردي الذي يعد العنوان السياسي الأبرز لأكراد سوريا ، وإن التمسك بتطبيقات مبادرة الجامعة العربية على أرض الواقع يعد الخيار الأفضل للجميع ، فكلما انحازت سورية إلى حاضنتها الطبيعية – العربية – واستجابت لمبادراتها كلما اقتربت من سبل الحل .
س3- ما موقفكم من عسكرة الانتفاضة وتصميم قوى إقليمية على دعم الثوار بالأسلحة؟
ج3- إن تسويغ واستسهال دعوات التسلح وعسكرة الانتفاضة الشعبية في سوريا أمر مريب يحمل في طياته مخاطر جمة وعواقب لاتحمد عقباها ، ينبذه حزبنا في الأمس واليوم خصوصاً وأننا ننتهج مبدأ وثقافة اللاعنف في حل جميع القضايا والمسائل ومن الصعوبة بمكان أن نحيد عن هذا المبدأ وننزلق نحو متاهات .
س4- ألستم مع إعطاء فرصة للحل السياسي وللإصلاحات إعلاء لشأن المصلحة الوطنية؟
ج4- يبقى تضافر كل الجهود المحلية والعربية والدولية بغية إيقاف فوري لسفك الدماء باتجاه إيجاد حل سياسي للأزمة الراهنة في سوريا هو السبيل الصالح والأكثر نجاعةً لخدمة الشعب السوري وبناء الدولة ومؤسساتها على أسس جديدة تكفل الحرية والمساواة وإن كان أهل الحكم يصمون آذانهم ويواصلون خيارهم الأمني – العسكري المنبوذ .
س5- يقول البعض ان القرار الكردي السوري اليوم هو في كردستان العراق؟ ما طبيعة علاقتكم بالقيادة السياسية في الاقليم وكيف تتأثرون بمقاربتها للازمة السورية؟
ج5- ثمة من يسعى لنعت أكراد سوريا بأنهم أتباع ويتامى لا حول لهم أو أنهم لايفقهون السياسة وتشخيص وتقدير مصالح شعبهم وبلدهم سوريا وأن قرارهم بيد الغير ، وذلك بهدف تصوير أكراد سوريا بأنهم غرباء يشكلون خطراً محتملاً على سوريا ووحدتها وتطورها ، وهذا خطأ كبير ومناف للحقيقة والتاريخ قديماً وحديثاً .
ولا نذيع سراً بأننا في حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا لنا علاقات أخوية – ودية مع القيادة السياسية في إقليم كردستان العراق مبنية على الاحترام المتبادل بعيداً عن التبعية والتخندقات ، حيث لنا في أربيل تمثيل منذ سنوات ، وإن أشقاءنا في كردستان العراق بأحزابهم وقيادتهم السياسية لهم من الهموم والشجون ما يكفيهم ويجعلهم بألا يتدخلوا سلباً في شؤوننا .
س6- كيف أثرت الاندفاعة التركية للتدخل في سوريا على موقف أكراد سوريا من الانتفاضة والمشاركة فيها؟ هل يمكن الحديث عن ورق كردية انتم جزء منها في العلاقات السورية التركية؟
ج6- مواقف حكومة أنقرة إزاء الداخل السوري أثارت وتثير حفيظة أكراد سوريا بوجه عام وحزبنا بوجه خاص وهذا ما عبرنا عنه في العديد من المقابلات .
خصوصاً وأن رفع البعض للأعلام التركية في مدن ومناطق سورية كان موضع استغراب وتساؤل ، ثبت لنا بأن ثمة أوساط تركية على الصعيدين الرسمي – وشبه الرسمي تجهد للعب على الوتر الطائفي في سوريا بوضوح لا لبس فيه ساعدها في ذلك بعض القنوات الفضائية .
س7- لاحظنا في بداية الانتفاضة أن حركة الشارع الكردي المشاركة في الاحتجاجات كانت أكثر زخما من الاشهر الماضية.
ما السبب؟
ج7- بوادر الإنزياح التي لاحت عبر الدعوات شبه الصريحة باتجاه التسلح وعسكرة الانتفاضة وكذلك الفلتان الشعاراتي على حساب رصانة هدف التغيير الحقيقي المنشود من خلال الانتقال السلمي إلى الديمقراطية ، أثارت قلق العديد من أوساط المجتمع السوري ولم تشجعها على الانخراط أكثر فأكثر في الانتفاضة ، إلا أن الحراك الجماهيري السلمي في الشارع الكردي يبقى متسم بالاستمرارية والحيوية وبصيغ وأشكال عدّة .
س8- ما صحة ما قيل عن ان تقديم النظام حوافز كالجنسية وغض النظر عن بعض المخالفات، هو ما هدأ من قوة المشاركة الكردية في الانتفاضة؟
ج8- قبل إندلاع حركة الاحتجاجات بكثير كانت القيادة السورية قد اتخذت قرارها وشكلت لجان ولوائح تنفيذية تقضي بإعادة الجنسية إلى تلك الشريحة من أكراد محافظة الحسكة التي كانت تعاني وطأة الحرمان جراء تجريدها من الجنسية منذ عام 1962 وعلى مدى عقود ذاق المئات من مناضلي الحركة الكردية عذابات السجون والمحاكم الصورية دفاعاً عن حق تلك الشريحة في استعادة حق الجنسية ، أما موضوع المخالفات ، فحقيقة الأمر بأن السلطات المختصة غضت النظر عن بناء مئات الآلاف من الأبنية والدور السكنية ليس في المناطق الكردية فحسب بل وفي جميع المناطق والمدن السورية الأخرى .
س9- هناك انباء وصور عن نشاط حزب العمال الكردستاني في مناطق كردية سورية، وعن دور يعد له دفاعا عن النظام السوري.
كيف تعلقون؟
ج9- حزب العمال الكردستاني – تركيا، يحظى بوجود أنصار وتشكيلات مدنية وغيرها في أكثر من ساحة وإقليم في الأمس واليوم ، وثمة مبالغة في نقل وتصوير الحالة ، حيث تبذل مساعي متشعبة لتوتير العلاقات الكردية – الكردية بهدف شق وحدة الصف المجتمعي الكردي في سوريا وإنهاكه …، وبهدف قطع الطريق أمام هكذا مساعي غير نبيلة تم إنجاز وثيقة تفاهم بين المجلس الوطني الكردي في سوريا وأنصار حزب العمال الكردستاني ممثلين بـ ( مجلس شعب غرب كردستان – PYD ) .
س10- يروّج البعض ان حالة الفلتان الامني في البلاد تعزز من فرص تحقيق عملاني للنزعة الانفصالية الكردية في سوريا بدءاً من قبض الطرف الكردي على ورقة الأمن الذاتي؟
ج10- الترويج لوجود نزعة إنفصالية مفترضة لدى أكراد سوريا مرده في الأساس ذلك الحجم من التعاميم السرية لحزب البعث العنصري وقيادته القطرية وفروعه ، أضف إلى ذلك الكم الهائل من الأحكام الجائرة التي صدرت عن محكمة أمن الدولة العليا في دمشق على مدى عقود بحق المئات من النشطاء الكرد .
س11- اتهمتم ان أجندتكم في الحراك كان يخيّم عليها منذ البداية الحس القومي الكردي أكثر من الحس الوطني العام، وبالتالي هذه النظرة إلى الحراك اعتبرت ضيقة، فكيف تردون؟ (مع الملاحظة أن لا النظام ولا المعارضة مستعدان للتعهد بمنح وضع خاص للأكراد في سوريا).
ج11- من حق أكراد سوريا الاعتزاز بكرامتهم القومية الكردية والدفاع عنها بلا تردد ، تماماُ كما من واجبهم الاعتزاز بكرامتهم الوطنية السورية والدفاع عنها بلا هوادة، ومن العبث الفصل بين الحقيقتين في الحالة السورية ، فتاريخ سوريا الحديث والمعاصر يفيد بأن الشعب الكردي كان على الدوام مضحياً وصاحب دور إيجابي وبناء في الدفاع عن قضايا البلاد وسيادتها الوطنية وينشد الحرية والمساواة، ويبقى كذلك رغم الغبن والإجحاف اللاحق به جراء سياسات التمييز الظالمة من لدن أنظمة الحكم المتعاقبة على سدة الحكم في دمشق ، ونزعة الاستعلاء القومي والتهميش لدى الكثير من النخب السياسية والثقافية العربية بصرف النظر عن إصطفافاتها .
س12- بين المجلس الوطني وهيئة التنسيق، أي طرف تجدونه أكثر تفهماً للقضية الكردية واقرب إلى توجهاتكم؟
ج12- ما نتوخاه ونسعى له منذ البداية هو تحقيق تآلف ووحدة صفوف أطياف المعارضة السورية على أرضية وطنية لا تراهن على الخارج ، وثمة بوادر إيجابية لتفهم عدالة القضية القومية للشعب الكردي من لدن مختلف الأطياف أفراداً وجماعات ، إلا أننا نود التأكيد بأن توجهاتنا ليست مقتصرة على الشأن القومي الكردي فحسب ، بل ومن أبرز توجهاتنا سواء في حزب الوحـدة أو المجلس الوطني الكردي في سوريا الذي نحن من مؤسسيه وجزء منه هو التأكيد على وجوب وضرورات أن تكون سوريا الدولة والدستور على مسافة واحدة من جميع الأديان والمعتقدات ليتحقق مبدأ المواطنة والمساواة على أرض الواقع .
==========================
إدارة موقع نـوروز
info@yek-dem.com
14/3/2012