فالمخطوطات القانونية الأولى التي عرفتها البشرية والتي وضعت اللبنات الأولى للمبادئ التي تحفظ للإنسان كرامته كان ملك اورنامو ملك اورو هو السباق لوضعها في هذا المضمار في عام 2050ق ب.
وفي منطقة مابين النهرين أسس حمورابي نظام يحدد فيه قواعد وقوانين لكثير
من القضايا مثل حقوق المرأة وحقوق الطفل وحقوق الرق .
أما في بلاد الفارس كانت شمس حاكمها سايروس العظيم له الريادة في تنظيم مبادئ غير مسبوقة في مجال حقوق الإنسان وذلك في قرن السادس قبل الميلاد وعرف بمدونة سايروس , وتعاقبت القرون مرورا بإمبراطورية المورينية في الهند والفرعونية في مصر المتجلي في ثورة اخناتون ووقوفا على فلاسفة اليونان بمدرستيها الكلبية والرواقية والتان ميزتا بين القانون الطبيعي والقانون الوضعي والتي نهلت منها الحضارة الرومانية,كما كانت لثورتي الأمريكية عام 1776والفرنسية 1789 دور كبير في ترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان .
وكانت من الأسباب المباشرة التي جعلت الأمم المتمثلة بالهيئة الدولية للأمم المتحدة تعتمد في وضع وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو الاقتتال والمجازر التي مرت بها البشرية أثناء الحرب العالمية الثانية كما جعلتها تتبنى هذه الوثيقة وتجعلها حجر الأساس في استنباط أي معاهدة دولية بخصوص حقوق الإنسان.
فكانت ولادة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يضم في طياته /30/مادة نواتها الأساسية حقوق الإنسان وحرياته وكرامته, وتتفرع منها جميع ما يضمن للإنسان العيش الكريم والحماية , وعلى هذا الضوء انبثقت عهود ومواثيق دولية هما العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتشكل اللوائح الثلاث
معاً ما يسمى //لائحة الحقوق الدولية //
بعد كل هذه التطورات على صعيد حقوق الإنسان وما كان في قرون الماضية وما غدا إليه الآن
وبعد صدور المواثيق الدولية نجد أن مازالت هذه الحقوق لم تسلم من رحى التجاوزات في العالم بشكل عام وفي سوريا بشكل خاص بل حتى توئد الحقوق وهي في المهد ولا تسمح بممارسة ابسط حقوقه وهو حق التعبير عن الرأي وحق العيش بسلام دون أن تطاله حملة الاعتقالات الجائرة والعارية عن الحق .
ضاربة عرض الحائط كل المواثيق والعهود الدولية التي هي وقعت عليها.
لذلك نحن لجنة MADالسورية لحقوق الإنسان التي حملت على عاتقها أن تكون نبراس الحق والعدل التي تصدح بكل التجاوزات اللانسانية لحقوق الإنسان تكشفها وتوقف رحى دورانها لعلها يورق غصن الزيتون في قلب العدالة والحق من جديد .
وعلى ضوء ذلك إننا في لجنة MADالسورية لحقوق الإنسان نسنتكر وندين جميع هذه التجاوزات من الاعتقالات العشوائية الجائرة وسياسية التعذيب في الزنزانات من قبل الأجهزة الأمنية السورية وجميع ما يخالف لمواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
ونطالب :
1 – إلغاء الأحكام العرفية وحالة الطوارئ المطبقة في البلاد والقوانين الاستثنائية الجائرة .
2 – الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي وتحسين أوضاعهم في السجون .
3 – إطلاق الحريات العامة ودمقرطة الحياة السياسية .
4 – تعزيز الوحدة الوطنية .
5 – تعديل وتفعيل الدستور بما يضمن حقوق مكونات الشعب السوري بعيدا عن التميز العرقي والطائفي .
وبمناسبة ذكرى مرور ثماني وخمسون عاما على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نهنئ
جميع الحقوقيين والمهتمين الذين يعملون على رفع شمس العدالة وحقوق الإنسان في ليلة التجاوزات هذا.
اخذين في عين الاعتبار صعوبة المهام الملقاة على عاتقهم مما يقتضه الإصرار
على إقامة المؤسسات من شئنها إعادة الدولة للمجتمع وإحياء الوطن في وجدان المواطن من خلال حراكها المدني عموما والقانوني خصوصا, لان أحوج فايقتقده المواطن ثقافة القانون
مكتب الإعلامي في لجنة MADالسورية لحقوق الإنسان
10/12/2006