إبراهيم محمود
( يا ” ثـُلَّة” ضحِكتْ من ” عيّها” الأممُ”) يوماً بعد يوماً يزداد الشعور بمدى تصارع الأكراد فيما بينهم، وافتئاتهم الذاتي، الأمر الذي يعكس وهم الشعور هذا بتوافر الوعي القومي المنجَز لديهم، والذي بناء عليه، يكون الحديث الصائب عن الكرد وخاصيات الكرد الثقافية.
إنما هو ضرب من ضروب التنافس الاندفاعية مع آخرين من الذين يسهل الحديث عن وعيهم القومي، وتاريخهم القومي الجامع فيما بينهم، رغم كل الملاحظات القابلة للتوجيه إلى حضور الأنويات في علاقاتهم المجتمعية، لكن ذلك لا يحول دون الحديث مجدداً عن أنهم حققوا المقومات التي تبقيهم على الأرض، وتمنحهم شعوراً بالرضا التاريخي والمضاء العقيدي، كما هو حال الذين يعيشون بين ظهرانيهم عرباً كانوا أم فرساً أو تركاً.
إنما هو ضرب من ضروب التنافس الاندفاعية مع آخرين من الذين يسهل الحديث عن وعيهم القومي، وتاريخهم القومي الجامع فيما بينهم، رغم كل الملاحظات القابلة للتوجيه إلى حضور الأنويات في علاقاتهم المجتمعية، لكن ذلك لا يحول دون الحديث مجدداً عن أنهم حققوا المقومات التي تبقيهم على الأرض، وتمنحهم شعوراً بالرضا التاريخي والمضاء العقيدي، كما هو حال الذين يعيشون بين ظهرانيهم عرباً كانوا أم فرساً أو تركاً.
الحديث عن الأكراد لا يعني سحب بساط القومية من تحت أرجلهم، قطعاً لا، إنما هو بحث في الأولويات التي تتحكم في الخطاب الكردي المتداول والذي يكشف عما يسبق مسلّمة القومية وأدوات تدبيرها في السياسة والاجتماع والثقافة.
ما يجري راهناً، وفي خضم هذا التأزم السياسي الخانق سورياً، على صعيد النظام ومتحولات أوضاع الشارع الملتهبة، يكشف عما هو كارثي بالنسبة لعلاقات الأكراد فيما بينهم، وكيف أنهم من خلال تحديات الجاري، كان عليهم أن يزدادوا وعياً بحقيقة تواجدهم ورهان قوتهم العددية والمعنوية، بالتقدم إلى الأمام والنظر في المستجد على أنه تحدَّ لهم في مصيرهم النوعي بالجملة، وأن ليس من كردي إلا ويكون مرئياً على حلبة التحديات المتعددة المرامي والأهداف.
إنهم يمثّلون ” أمة في شقاق” بتعبير الأميركي” جوناثان راندل” قبل سنوات، في كتابه الذي امتعض منه أولو أمر الكرد، وباعتبارهم سدنة الخطاب الكردي السائد، من خلال جملة الملاحظات القويمة التي وجَّهها الأميركي الحصيف إلى الصراعات الجانبية والمميتة أيضاً بين المعنيين بمصائر الكرد كشعب، كما لو أنه أراد أن يسمّي الشيء باسمه، قبل كل شيء، وهو أن هؤلاء المعنيين بالسياسة الكردية، لم يحل أوان تمثيلهم الفعلي لشعبهم، وليس في مقدورهم أن يمثّلوا ما هو مفصلي، لأنهم لم يبلغوا بعد، سن الرشد السياسي والاجتماعي والثقافي، أضف إلى ذلك : النضج النفسي المطلوب، ولهذا يكون أي حديث عن مفهوم الأمة الكردية، أو المجتمع الكردي، أو القومية الكردية حديث خرافة في الغالب.
إن مفردات كالتي سلفت” الأمة- القومية، المجتمع، الدولة..” وهي سوسيولوجية، يستحيل تداولها في أي مقال فكري أو سياسي، دون التحقق من سلامة الأرضية التاريخية التي تكفل وجود بناء سياسي واجتماعي يحتوي الجميع.
إن مهزلة الكردي اليومية، ومنذ قرابة سنة، وهي عمر الربيع العربي والسوري، وشتاء الكردي العاصف، والذي يظهر عليه أنه سيطول إلى إشعار أبعد من الآخر، مهزلة تواجه الكردي بما يغفل عنه في بيته ولاشارعه ولا مكتبه، لحظة متابعة سيرة حياته اليومية، أو يومياته السياسية واجتماعاته ولقاءاته وأدواره المختلفة التي يقوم بها أو يكلَّف بها.
إنها سيرة نقلاته النوعية من الجزئي إلى الأكثر تجزئة، كما هو التفاعل التنافري بين رموز الكرد، والذين أريدَ لهم أن يكونوا في الواجهة أمام الآخرين، كما لو أنهم في جملتهم يمثلون مسرحية عبثية ينفّرون نظَّارتهم ” شعبهم” منهم.
إن صيغة ما يسمى بـ” المجلس الوطني الكردي” حيث الولاءات غلبت الكفاءات، ليست أكثر من هندسة تخطيط قبيحة لوعي ما قبل قومي، تقوم على مسلَّمة أقبح، وهي كيفية الاحتفاظ بطبيعة الوجاهات الحزبوية الكردية، والذين يتوحمون في محميَّة شعارياتهم التالفة، دونما نظر في الأرضية الزلقة التي يتحركون عليها، من خلال تسوية طرَفية وتصفية جوهرية لذات المفهوم الذي كان وراء تناديهم إلى لزوم وجود مجلس كهذا، وهو في مقوّمه القومي، والتناقض الصارخ بين الحالتين.
إن مأسوية المجلس اللامصان، تتجلى في انحداره التتابعي واستحالة صيغة التوافقية المطلوبة لمجابهة التحدي المركَّب والسائد فيما هو أبعد من الشارع السوري، وهي استحالة تترجَم من خلال سلوكيات لصوصية” كاوبوي كردي”، والبحث عن النجومية في الداخل والخارج، ومن خلال مؤتمرات متحركة بمؤثرات، أقل ما يقال فيها هي أنها تزيدها تشرذماً.
ليس بالشعارات وحدها تعيش الأمم والجماعات، إن الشعار يتفعل بوجود قوة متحدة واعية لهدفها، واثقة من مقدراتها والذين جرى حشدهم ورفدهم لهذه المهمة الجليلة( هل هناك ما هو أجلُّ من العمل تحت راية قومية وفي نطاق أمة؟)، وهذا ما لا يمكن البت فيه، حيث تعلِمنا الظروف والمستجدات عن مدى هشاشة الوعي التاريخي والقومي لدى أهل الحل والعقد من الأكراد، أي عن هذا التباري بين أكراد يصرُّون على ركوب” رؤوسهم” ليزدادوا دحرجة، وليكونوا لغيرهم، كما هي المدحلة” المندرونة” التي تسوّي سطح البيت الطيني لحمايته من الدلف أو الانهيار..فيا لدحلنتهم أو مندرتهم، وهي ينتشون في حروبهم الباردة والساخنة، ويبقون رؤوسهم غارسة في رمال صحراء التاريخ، وقوافل الآخرين تعبرهم، إن لم تعجنهم وتكرسحهم تحت سنابك خيلها.! إذ ما الذي بُحث فيه في مجتمع يتجاوزهم في اثنياته وثقافاته؟ هل بالوجاهات تُحل المشاكل الدائرة في الحساسيات الجانبية، وهذه لها تاريخها الطويل؟ أم بتضافر جهود من أوتوا حظاً من الوعي الثقافي والاجتماعي، ممن يعلمون في المجال الفكري والنقدي التاريخي، وتفعيل حوارات مستمرة بين أطياف المجتمع، تبشيراً بوجود مجتمع مدني؟! هل حقاً تجاوزَ المسئول الحزبي نطاق” مغسلته” الحزبية، وصار مواطناً يميّز بين الحقوق والواجبات، وبالتالي، يحق له الحديث عن القومية والأمة، ومسلّمات الكردية في التاريخ، ليُصغى إليه في موقع المسئولية المعتبَرة تلك؟ لا شيء مما تقدم، إذ تزداد المشاكل وخامة، والتفاعل المجتمعي يزداد سوءاً، لأن كل حديث عن نخب مسماة، ليس أكثر من إعلاء راية شعاراتية، لصالح جماعة دون أخرى، هي ذاتها غير ضامنة لجماعيتها لو دُقّق فيها.
لا يشبه الكردي إلا نفسه، وهو موجَّه إلى داخله، معزَّز بجملة من العراضات التي تبقيه دون اسمه، مقزَّماً دون تاريخه.
لا يشبه الكردي إلا الكردي، حين يجد في نظيره الكردي ما يواجهه به، ويزداد الاثنان انقساماً وارتطاماً بالواقع.
لا يشبه الكردي إلا سواه، في شكله ولونه، لكنه ما أبعده عنه، وأميزه منه، حين يجيز لنفسه التصرف الذي لا يجيزه لغيره، ليس لأنه يسجَّل له فرصة تقدم في التاريخ، وإنما ليكون أمثولة في المهزلة لسواه خارجاً.
إذ حتى الأمس القريب، كان في الوسع الحديث عن مجموعة الأحزاب الكردية، والذين يقيمون في الجوار، وبعد ربيع آذار السوري، وباضطراد، صار في الوسع سماع كلمات من نوع” الداخل” و”الخارج” ومن في ” المجلس الوطني الكردي” ومن هو خارجه، ومن في المجلس هذا، ومن في التنسيقيات.
صار بالإمكان الحديث بانقسام المنقسم، والذين لا يكفّون عن تهديد من يناصرهم أو يصفّق وهُم من خطأ إلى آخر، ودائماً باسم الكردايتي، وصار الكردي الأطرشَ في زفَّة الآخرين ممن يرسمون له مصيراً يضاد ما يعمله لأجله، صار الوطني من هو ممهور بخاتم مجلسي أو تحزبي، كما لو أن الوسم هذا مبارَك، وما في الوسم من تعطيل للوعي المجتمعي، ودخول في القطيعية ودنوٌّ من المسلخ التاريخي.
اختلط الحابل الكردي بالنابل الكردي، وفي زحمة التنابذات والتهافت على الكرسي الذي يصعب التكهن بموقعه في ضوء الراهن، يدخل أولو أمر الكرد، وقبل غيرهم، في سوق التنافسات القطيعية، تعبيراً عن وجاهات، وتناقضات يومية، لا يتعظون مما يجري من حولهم وأمام أعينهم، وهم يتشدقون بالحديث المبهرج عن الديمقراطية، ونبذ الزعامات الأبدية، وتثمين الاقتراع الذي لم يعرَّف به، ضماناً لسلامة مواقعهم وهي متحركة، وليس لرؤوسهم التي تعصف بها رياح المتغيرات، وما يمكن أن يحدث لهم، وهم ثلة رابضة كالكابوس على دماغ الكردي، أي ما ينتظرهم من مصير مريع، يقترب أجله أكثر فأكثر، كلما تنامت المستجدات، وهي حكمة التاريخ الذي يطهّر ذاته بذاته، وينبذ من ليس أهلاً لأن يقيم فيه، وقد استنفد فرص اختباره، وآن له أن ينزوي، ليكون ثمئذ لقاء من يمثّلون وعي التاريخ والكردية بجدارة..
ما يجري راهناً، وفي خضم هذا التأزم السياسي الخانق سورياً، على صعيد النظام ومتحولات أوضاع الشارع الملتهبة، يكشف عما هو كارثي بالنسبة لعلاقات الأكراد فيما بينهم، وكيف أنهم من خلال تحديات الجاري، كان عليهم أن يزدادوا وعياً بحقيقة تواجدهم ورهان قوتهم العددية والمعنوية، بالتقدم إلى الأمام والنظر في المستجد على أنه تحدَّ لهم في مصيرهم النوعي بالجملة، وأن ليس من كردي إلا ويكون مرئياً على حلبة التحديات المتعددة المرامي والأهداف.
إنهم يمثّلون ” أمة في شقاق” بتعبير الأميركي” جوناثان راندل” قبل سنوات، في كتابه الذي امتعض منه أولو أمر الكرد، وباعتبارهم سدنة الخطاب الكردي السائد، من خلال جملة الملاحظات القويمة التي وجَّهها الأميركي الحصيف إلى الصراعات الجانبية والمميتة أيضاً بين المعنيين بمصائر الكرد كشعب، كما لو أنه أراد أن يسمّي الشيء باسمه، قبل كل شيء، وهو أن هؤلاء المعنيين بالسياسة الكردية، لم يحل أوان تمثيلهم الفعلي لشعبهم، وليس في مقدورهم أن يمثّلوا ما هو مفصلي، لأنهم لم يبلغوا بعد، سن الرشد السياسي والاجتماعي والثقافي، أضف إلى ذلك : النضج النفسي المطلوب، ولهذا يكون أي حديث عن مفهوم الأمة الكردية، أو المجتمع الكردي، أو القومية الكردية حديث خرافة في الغالب.
إن مفردات كالتي سلفت” الأمة- القومية، المجتمع، الدولة..” وهي سوسيولوجية، يستحيل تداولها في أي مقال فكري أو سياسي، دون التحقق من سلامة الأرضية التاريخية التي تكفل وجود بناء سياسي واجتماعي يحتوي الجميع.
إن مهزلة الكردي اليومية، ومنذ قرابة سنة، وهي عمر الربيع العربي والسوري، وشتاء الكردي العاصف، والذي يظهر عليه أنه سيطول إلى إشعار أبعد من الآخر، مهزلة تواجه الكردي بما يغفل عنه في بيته ولاشارعه ولا مكتبه، لحظة متابعة سيرة حياته اليومية، أو يومياته السياسية واجتماعاته ولقاءاته وأدواره المختلفة التي يقوم بها أو يكلَّف بها.
إنها سيرة نقلاته النوعية من الجزئي إلى الأكثر تجزئة، كما هو التفاعل التنافري بين رموز الكرد، والذين أريدَ لهم أن يكونوا في الواجهة أمام الآخرين، كما لو أنهم في جملتهم يمثلون مسرحية عبثية ينفّرون نظَّارتهم ” شعبهم” منهم.
إن صيغة ما يسمى بـ” المجلس الوطني الكردي” حيث الولاءات غلبت الكفاءات، ليست أكثر من هندسة تخطيط قبيحة لوعي ما قبل قومي، تقوم على مسلَّمة أقبح، وهي كيفية الاحتفاظ بطبيعة الوجاهات الحزبوية الكردية، والذين يتوحمون في محميَّة شعارياتهم التالفة، دونما نظر في الأرضية الزلقة التي يتحركون عليها، من خلال تسوية طرَفية وتصفية جوهرية لذات المفهوم الذي كان وراء تناديهم إلى لزوم وجود مجلس كهذا، وهو في مقوّمه القومي، والتناقض الصارخ بين الحالتين.
إن مأسوية المجلس اللامصان، تتجلى في انحداره التتابعي واستحالة صيغة التوافقية المطلوبة لمجابهة التحدي المركَّب والسائد فيما هو أبعد من الشارع السوري، وهي استحالة تترجَم من خلال سلوكيات لصوصية” كاوبوي كردي”، والبحث عن النجومية في الداخل والخارج، ومن خلال مؤتمرات متحركة بمؤثرات، أقل ما يقال فيها هي أنها تزيدها تشرذماً.
ليس بالشعارات وحدها تعيش الأمم والجماعات، إن الشعار يتفعل بوجود قوة متحدة واعية لهدفها، واثقة من مقدراتها والذين جرى حشدهم ورفدهم لهذه المهمة الجليلة( هل هناك ما هو أجلُّ من العمل تحت راية قومية وفي نطاق أمة؟)، وهذا ما لا يمكن البت فيه، حيث تعلِمنا الظروف والمستجدات عن مدى هشاشة الوعي التاريخي والقومي لدى أهل الحل والعقد من الأكراد، أي عن هذا التباري بين أكراد يصرُّون على ركوب” رؤوسهم” ليزدادوا دحرجة، وليكونوا لغيرهم، كما هي المدحلة” المندرونة” التي تسوّي سطح البيت الطيني لحمايته من الدلف أو الانهيار..فيا لدحلنتهم أو مندرتهم، وهي ينتشون في حروبهم الباردة والساخنة، ويبقون رؤوسهم غارسة في رمال صحراء التاريخ، وقوافل الآخرين تعبرهم، إن لم تعجنهم وتكرسحهم تحت سنابك خيلها.! إذ ما الذي بُحث فيه في مجتمع يتجاوزهم في اثنياته وثقافاته؟ هل بالوجاهات تُحل المشاكل الدائرة في الحساسيات الجانبية، وهذه لها تاريخها الطويل؟ أم بتضافر جهود من أوتوا حظاً من الوعي الثقافي والاجتماعي، ممن يعلمون في المجال الفكري والنقدي التاريخي، وتفعيل حوارات مستمرة بين أطياف المجتمع، تبشيراً بوجود مجتمع مدني؟! هل حقاً تجاوزَ المسئول الحزبي نطاق” مغسلته” الحزبية، وصار مواطناً يميّز بين الحقوق والواجبات، وبالتالي، يحق له الحديث عن القومية والأمة، ومسلّمات الكردية في التاريخ، ليُصغى إليه في موقع المسئولية المعتبَرة تلك؟ لا شيء مما تقدم، إذ تزداد المشاكل وخامة، والتفاعل المجتمعي يزداد سوءاً، لأن كل حديث عن نخب مسماة، ليس أكثر من إعلاء راية شعاراتية، لصالح جماعة دون أخرى، هي ذاتها غير ضامنة لجماعيتها لو دُقّق فيها.
لا يشبه الكردي إلا نفسه، وهو موجَّه إلى داخله، معزَّز بجملة من العراضات التي تبقيه دون اسمه، مقزَّماً دون تاريخه.
لا يشبه الكردي إلا الكردي، حين يجد في نظيره الكردي ما يواجهه به، ويزداد الاثنان انقساماً وارتطاماً بالواقع.
لا يشبه الكردي إلا سواه، في شكله ولونه، لكنه ما أبعده عنه، وأميزه منه، حين يجيز لنفسه التصرف الذي لا يجيزه لغيره، ليس لأنه يسجَّل له فرصة تقدم في التاريخ، وإنما ليكون أمثولة في المهزلة لسواه خارجاً.
إذ حتى الأمس القريب، كان في الوسع الحديث عن مجموعة الأحزاب الكردية، والذين يقيمون في الجوار، وبعد ربيع آذار السوري، وباضطراد، صار في الوسع سماع كلمات من نوع” الداخل” و”الخارج” ومن في ” المجلس الوطني الكردي” ومن هو خارجه، ومن في المجلس هذا، ومن في التنسيقيات.
صار بالإمكان الحديث بانقسام المنقسم، والذين لا يكفّون عن تهديد من يناصرهم أو يصفّق وهُم من خطأ إلى آخر، ودائماً باسم الكردايتي، وصار الكردي الأطرشَ في زفَّة الآخرين ممن يرسمون له مصيراً يضاد ما يعمله لأجله، صار الوطني من هو ممهور بخاتم مجلسي أو تحزبي، كما لو أن الوسم هذا مبارَك، وما في الوسم من تعطيل للوعي المجتمعي، ودخول في القطيعية ودنوٌّ من المسلخ التاريخي.
اختلط الحابل الكردي بالنابل الكردي، وفي زحمة التنابذات والتهافت على الكرسي الذي يصعب التكهن بموقعه في ضوء الراهن، يدخل أولو أمر الكرد، وقبل غيرهم، في سوق التنافسات القطيعية، تعبيراً عن وجاهات، وتناقضات يومية، لا يتعظون مما يجري من حولهم وأمام أعينهم، وهم يتشدقون بالحديث المبهرج عن الديمقراطية، ونبذ الزعامات الأبدية، وتثمين الاقتراع الذي لم يعرَّف به، ضماناً لسلامة مواقعهم وهي متحركة، وليس لرؤوسهم التي تعصف بها رياح المتغيرات، وما يمكن أن يحدث لهم، وهم ثلة رابضة كالكابوس على دماغ الكردي، أي ما ينتظرهم من مصير مريع، يقترب أجله أكثر فأكثر، كلما تنامت المستجدات، وهي حكمة التاريخ الذي يطهّر ذاته بذاته، وينبذ من ليس أهلاً لأن يقيم فيه، وقد استنفد فرص اختباره، وآن له أن ينزوي، ليكون ثمئذ لقاء من يمثّلون وعي التاريخ والكردية بجدارة..