لقاء خاص مع السيد أحمد سليمان رئيس الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي

  (ولاتي مه – خاص) زار قبل ايام وفد من الامانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا, العاصمة دمشق والتقى مع المبعوث الصيني, الذي يحمل مبادرة لحل الازمة في سوريا.

وقد اثار هذا اللقاء حفيظة بعض الأطراف المنضوية تحت سقف المجلس الوطني الكردي, حيث اصدر حزب يكيتي الكردي تصريحا اعتبر فيه “أن الذين قرروا هذا اللقاء وحضروه إنما يمثلون أنفسهم, وهم بهذا التصرف يخرقون قواعد العمل الجماعي الذي شدد عليه اجتماع مكتب الأمانة العامة الأخير ويساعدون في إضعاف الثقة, التي تعتبر أساس العمل الجماعي بين أطراف المجلس الوطني الكردي.” فيما الذين ذهبوا الى اللقاء, اكدوا بانهم ذهبوا بعد التشاور وأخذ موافقة الأعضاء الآخرين في الأمانة العامة.
للوقوف على ملابسات هذا اللقاء وما جرى فيه من حديث بين الوفد الكردي والمبعوث الصيني وموقف المجلس الكردي من المبادرة التي يحملها , و بعض المسائل المتعلقة بالثورة السورية وبالأخص مسألة انضمام المجلس الوطني الكردي الى المجلس الوطني السوري وعن حقيقة ما يشاع عن بروز خلافات بين بعض الاطراف الكردية في هذا الجانب, ومواضيع اخرى ذات صلة, كان لنا هذا اللقاء الخاص مع الاستاذ أحمد سليمان رئيس الامانة العامة للمجلس الوطني الكردي:

في الأيام القليلة الماضية جرى لقاء بين وفد من المجلس الوطني الكردي -كنتم أحد أعضائه – والمبعوث الصيني الذي يحمل مبادرة حل للازمة السورية, وأثار هذا اللقاء لغطا في الشارع الكردي وقيل بانه يخدم اجندات النظام , فضلا عن صدور تصريح من حزب يكيتي الكردي, ينتقد اللقاء ويعترض على التفرد في اتخاذ القرار.

حبذا لو توضح لنا حقيقة هذا اللقاء؟

عند تبلغنا دعوة اللقاء عن طريق سكرتير السفارة الصينية كان الوقت ضيقا, حيث ابلغونا في المساء وموعد اللقاء كان ظهر اليوم التالي, فبادرت فوار الى تبليغ بقية اعضاء الامانة العامة باستثناء اربعة من المستقلين لعدم توفر الاتصال معهم, ومن ضمن الاتصالات التي اجريتها , الاتصال ولمرتين مع الاستاذ اسماعيل حمي سكرتير حزب يكيتي ولكن موبايله كان مغلقا فاتصلت مع الاستاذ فؤاد عليكو فاكد لي ان الأستاذ إسماعيل لديه ندوة سياسية في الدرباسية,,
 وقد تم الموافقة على اجراء هذا اللقاء باسم المجلس الوطني الكردي في سوريا وتشكل الوفد من (سكرتيرالبارتي السيد نصرالدين ابراهيم رئيسا , وعضوية كل من السادة جمال شيخ باقي والدكتور آزاد وهو شخص مستقل مقيم في دمشق ), الا ان “جمال شيخ باقي” ولظروف خاصة لم يستطع حضور اللقاء, وجرى اللقاء مع المبعوث الصيني , وتم تسليمنا نسخة من مبادرتهم , واستمع الى وجهة نظرنا حيث شرح له الوفد وضع منطقتنا الكوردية ووضع المجلس الوطني الكردي, اما بخصوص موقفنا من مبادرتهم فسنعلنه في اجتماعنا الذي سيعقد يوم السبت 10/3/2012 , لنتفاجىء بعد ذلك صدور التصريح من حزب يكيتي الكردي بعدم علمهم بالاجتماع , فاتصلت مجددا مع الأستاذ فؤاد عليكو , فقال لي بأنه نسي ان يبلغ الأستاذ اسماعيل حمي, والاستاذ اسماعيل يقول لماذا لم تخبرني شخصياً.

برأيي لم يكن هناك مبرر لإصدار التصريح تقديرا لوضع المجلس, كان من الافضل مناقشة الموضوع في اجتماع الامانة اليوم (امس) .

قيل ان هناك اشخاص آخرين اجتمعوا ضمن وفدكم بالمبعوث الصيني كـ عمر اوسي وغيره.

لم نرى عمر أوسي مطلقا قد يكون متواجدا مع آخرين في صالة الاستقبال حيث كانت هناك وفود وشخصيات عديدة من المعارضة مثل حسن عبدالعظيم وغيره, جاؤوا للالتقاء بالمبعوث الصيني.

وكل وفد كان له موعد محدد معه.

يشاع في الشارع عن حدوث اختلافات في الرأي ضمن المجلس الوطني الكردي, وظهور رأيين بخصوص الانضمام الى المجلس الوطني السوري من عدمه.

ما حقيقة هذه الإشاعات ؟

من الطبيعي ان تكون هناك آراء متباينة ضمن المجلس بخصوص بعض القضايا ومن ضمنها مسألة الانضمام الى المجلس الوطني السوري, ومن حق الجميع كأحزاب وشخصيات ابداء رأيه في هذا الموضوع , نحن في المجلس لم نتوصل بعد لأي قرار بهذا الخصوص , هناك من يرى ان من مصلحة الكورد الانضمام الى المجلس الوطني السوري وهناك من يرى العكس, ونحن نرى من الأفضل بقاء المجلس الوطني الكردي ككتلة مستقلة ضمن المعارضة مع ايجاد نوع من التفاهم والتنسيق والتعاون معها , وندعو لفتح باب حوار رسمي مع المجلس الوطني السوري للوصول الى صيغة تفاهم بالنسبة لحقوق الكورد, لانه لا يمكن التفاهم على ذلك من خلال المراسلات.

ما هي نقاط الخلاف بين المجلس الوطني الكوردي والمجلس الوطني السوري والتي تحول دون انضمامكم للمجلس الوطني السوري؟

النقطة الخلافية الاولى هي مسألة حق تقرير المصير للشعب الكوردي في سوريا والذي اقره المؤتمر الوطني الكردي, حيث يبدون التخوف منه ويعتبرونها خطوة في اتجاه تقسيم سوريا مستقبلا.

اما النقطة الثانية فهو مبدأ اللامركزية السياسية , والذي يعتبرونه إضعاف للقرار السياسي للبلاد.

يتهم المجلس الوطني الكوردي بانه نأى نفسه عن إطارات المعارضة وبالأخص المجلس الوطني السوري ويرفض الانضمام إليه بسبب رفعه شعار اسقاط النظام , الذي لا يتبناه المجلس الوطني الكوردي حتى الآن.

بل كان الى وقت قريب بعيد عن الحراك وكان يؤمن بمبدأ الحوار مع النظام.

علما ان المجلس السوري اخذ شرعية كبيرة في الشارع الثوري السوري وفي الاوساط العربية والدولية أيضا.

هذا ظلم للحركة الكوردية , هذا الرأي يقال ولكنه غير صحيح, الحركة منذ البدايات وقفت الى جانب الحراك ورفضت الدخول في حوار مع النظام, ان لم يكن ضمن حوار وطني واسع, اما بخصوص الحراك , هؤلاء الشباب الذين يخرجون الى الشارع هم ابناء هذا الشعب وابناء الحركة , هم ابني وابنك والحركة لا تقتصر على احزاب فقط بل تشمل الاحزاب والفعاليات والتنسيقيات , اما الاختلاف في طبيعة الحراك بين المناطق الكوردية والمناطق الاخرى فهي سياسة السلطة وليس بسبب ضعف شعارات الكورد.

وشعار اسقاط النظام هو شعار الشارع وانهاء النظام ببنيته وطبيعته هو شعار سياسي يعطي نفس النتيجة.



ولكن شعار اسقاط النظام رفعه المجلس الوطني السوري وهو طرف سياسي ولا يعتبر شارع ؟

نحن كمجلس وطني كوردي نعتبر جزء من الحراك والثورة ونحن مع تغيير النظام , ولكن اسقاط النظام كلفظ لم نقره في المجلس, ومن جهة اخرى فان عدم انضمامنا للمجلس الوطني السوري ليس بسبب شعار اسقاط النظام, وليس هو المانع لعدم الالتقاء بيننا .

تؤكدون بانكم تبنيتم الحراك وانكم جزء من الثورة ولكن في كثير من الأحيان لا ترفعون الشعارات والأسماء التي تتفق عليها الهيئة العامة للثورة السورية لأيام الجمع وتسمون اسماء اخرى للجمع وخاصة عندما يتعلق الاسم بإسقاط النظام, حتى ان المجلس الوطني قد غير مواعيد بعض مظاهراته من ايام الجمع الى أيام اخرى في الاسبوع تهربا من التسمية  ؟؟!!

اعتقد ان هناك اطراف اخرى تطلق اسماء اخرى على ايام الجمع وليس المجلس الوطني الكوردي, اعتقد ان التنسيقيات الموجودة تضع نفس الاسماء التي تتفق عليها الثورة , وبخصوص الخروج في ايام غير الجمع , فهذا برايي قد يكون اكثر قبولا سوريا بشكل عام لان يوم الجمعة قد يخص فئة معينة ولا يخص كل السوريين, وارى ان يكون الخروج في أي يوم ممكن الخروج فيه, لان هذا النضال ليس مقتصرا بيوم واحد, وهذا ما يحصل في معظم انحاء سوريا حيث يخرج المتظاهرون في كل يوم وكل منطقة يستطيعون الخروج فيها.

ارى انه لا يوجد أي اختلاف في الحراك بين المناطق الكوردية ومناطق حمص ودرعا وادلب والمناطق الاخرى.

لا يوجد اختلاف بين الحراك الشبابي هنا وبقية المناطق من حيث الشعارات وغير ذلك ولكن الاختلاف هو في موقف الحركة .

تنسيقياتنا ضمن الحراك تضم رفاق حزبيين ايضا , والشارع اكبر من الاحزاب والتنسيقيات وهو ملك الجميع , واللافتة التي ترفع تمثل الجميع, اما الذي يثير هذه المسائل يريد ان يحدث الانقسام وعدم الثقة بين الشارع الكوردي وقواه السياسية وتنسيقياته, والمطلوب منا اليقظة وعدم تضييع نضال الشعب الكردي في الثورة السورية, وعدم ربط النضال بجهة دون اخرى, الكل شريك ومساهم في هذه الثورة, وعلى الاعلام الكوردي عدم افساح المجال لهؤلاء الذين يهدفون الى التقليل من شأن الكورد في الثورة السورية, حتى ان هناك بعض القنوات الاعلامية التي حاولت في البداية طمس وتهميش مشاركة الكورد في الثورة وعدم تغطية الحراك الشبابي في المناطق الكوردية .

بعد ظهور ميليشيات مسلحة لدى بعض الاطراف في المناطق الكوردية , هناك تحركات لبعض الجهات لإدخال الجيش السوري الحر -كقوة مقبولة من الجميع- الى المناطق الكوردية للحفاظ على امن المنطقة.

كيف تنظرون الى ذلك؟

هذا شيء جديد لم نسمع به, ولم يجر نقاش حوله في المجلس الوطني ولم نبحثه مع أي طرف.

 نحن نعمل لحماية الشارع الكوردي وامن شعبنا من أي عنف, ونخرج الى التظاهر ونرفع شعاراتنا بالصورة التي نريدها, وعندما لا يمارس النظام العنف والقتل في مناطقنا هذا يعود الى سياسة النظام في التعامل مع مناطق الثورة .

والكل يقدر ما يقدمه الكورد في الثورة, وبدأ التجاوب من الاخوة العرب والمسيحيين والاشوريين والتفاهم لحماية امن المنطقة ونحن ككورد ايضا هناك حوارات وتفاهمات بين المجلس و ب ي د حول هذه الامور وبدأت خطوات تشكيل لجان مشتركة في جميع المناطق لمنع تخريب امن منطقتنا.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…