الصحفي أبو سيبان
لقد أصبح الإعلام علم قائم بذاته تسخر له البحوث و الدراسات التي تبحث في انعكاساته بسلبياته و ايجابياته على المجتمع بكل إشكاله وأنواعه .
لقد أصبح الإعلام علم قائم بذاته تسخر له البحوث و الدراسات التي تبحث في انعكاساته بسلبياته و ايجابياته على المجتمع بكل إشكاله وأنواعه .
إن الإعلام الذي يستند إلى إستراتيجية علمية حقيقية, تتناسب مع الواقع الذي تتوجه إليه بكل جوانبه التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية والثقافية, ويتخذ عادات وتقاليد مجتمعه بعين الاعتبار لا يخشى من قضايا الغزو الثقافي والفكري والتدفق المعلوماتي غير المتوازن من خلال وسائل الإعلام المختلفة من الغرب باتجاه الشرق0
ويستطيع أن يعبر عن الأحداث والقضايا بشكل أكثر شفافية من خلال اهتمامه بالجمهور بالدرجة الأولى ثم اختيار قضايا تمس حياة هذه الجماهير و الاعتماد على فريق عمل متخصص يدرك قضايا مجتمعه .
أما إذا تحول الإعلام إلى أبواق باسم السلطات و الأنظمة و الحكومات, أو إلى مؤسسة علاقات عامة في هذه الحالات يفقد دوره ولا يستطيع إشباع حاجات الجمهور( المستقبل ) بالمعلومات التي يفتقدها و يحتاجها في حياته اليومية ,و خاصة بعد أن أصبح لوسائل الإعلام ادوار تربوية تعليمية و ثقافية و دينية و صحية حلت محل كثير من المؤسسات و المنظمات و المدارس و دور العبادة .
و يظهر ذلك جليا خلال التطورات التي حصلت في مجال تكنولوجيا الاتصال و المتوفرة في الأسواق العالمية بأسعار مناسبة تتوافق مع دخل الفرد في اغلب دول العالم بحيث يمكن لأي فرد الحصول على المعلومات التي يريدها خلال جزء من الدقيقة و ربما في ابعد نقطة من العالم .
و السؤال الذي أود طرحه هل الفرد السوري قادر على الحصول على المعلومة التي يحتاجها من إعلامه ؟ و هل الإعلام لدينا يبحث في قضايا تهم المواطن ؟ و هل هناك إعلام جماهيري أم سلطوي؟ إن الإعلام السوري يدعي انه يتوجه إلى كافة المواطنين من خلال كلمته المذاعة عبر شاشة التلفاز (شاشتنا تجمعنا)فأي شاشة تجمع إذا كان هناك أكثر من مليوني كردي محروم حتى من ذكر اسم قوميته عبر هذه الشاشة و بالمثل الجرائد و الإذاعة الرسمية التي تهمش الكثير من الطوائف و المجموعات العرقية المتواجدة في هذا البلد منذ زمن بعيد .
أما بالنسبة للقضايا التي تطرح من خلال هذا الإعلام شعاراتي قائم على تمجيد النظام ,و بعيد عن الواقع الحقيقي و غالبا يخلق واقع وهمي ينسجم مع مصالح و متطلبات النظام و السلطة, حيث يتبنى قضايا كبير و واسعة متشعبة و خارجية و يخوض بها الإعلام السوري الرسمي مثل (قضية العراق –قضية لبنان – قضية فلسطين )و الادعاء بشكل دائم بأننا جزء من الحل وليس جزء من المشكلة (حسب أخبار التلفاز السوري )باعتقادي هناك لدينا قضايا داخلية تهم المواطن والمجتمع و الوطن اجمع, و نحن بحاجة ماسة إلى مناقشتها وفق إعلامنا المرئي و المسموع و المكتوب, و استخدام كافة الفنون الصحفية و الإعلامية من مقال إلى ندوات و حوارات و مقابلات و تحقيقات و حتى حملات إعلامية لوضع هذه القضايا و المشاكل أمام أعين و على مسامع أصحابي القرار, عسى أن يتذكروا المواطنين الذين وصلوا إلى حد التسول من فقرهم .و الذين يموتون بالعشرات في اليوم من حوادث السير لعدم وجود طرق معبدة و متسعة .مشكلة الفساد التي تواجههم في كل حدب و صوب و التي أصبحت عادة متفشية في كل المحافظات و الاهتمام بالمدارس و الطلاب و غلاء أسعار المواد التموينية و مواد البناء و مشكلة الأجانب التي يعاني منها الشعب الكردي في سوريا هل يستطيع ينكر احد أن الإعلام السوري لا يخدم سوى السلطة؟
أن الإعلام السوري يروج و يسوق و يبث الأفكار التي ترسم الواقع الغير الواقعي (الوهمي )الذي يطلبه النظام.إذاً إعلامنا ليس بإعلام بل هو مؤسسة في دائرة العلاقات العامة و بالتالي دار ظهره إلى الجماهير و توجه إلى خدمة من يغذيه بالمال و الأفكار و الآراء المسبقة أي إعلام مدجن يعتمد على(جوقة من الموظفين المنافقين) و انحصر البلد في القومية الواحدة و انحصرت القومية الواحدة في الحزب الواحد و اختزلت القيادة الجميع .
على حد تعبير إحدى أساتذة الإعلام بكلية الإعلام .
على حد تعبير إحدى أساتذة الإعلام بكلية الإعلام .