تقدمة : صلاح بدرالدين
من الواضح أن الشغل الشاغل لشعبنا عامة وثوارنا على وجه الخصوص هو مسألة توحيد المعارضة ولاتمر لحظة الا ونسمع نداءات من الداخل تدعو باصرار الى وجوب وحدة المعارضة الوطنية في الداخل والخارج ولايمر يوم ومنذ بداية الثورة السورية الا ونتابع مناشدات الأصدقاء من العرب والأجانب (جامعة الدول العربية – دول التعاون الخليجي– تركيا – دول الاتحاد الأوروبي – الولايات المتحدة الأمريكية – قوى الرابع عشر من آذار في لبنان) وكان آخر تلك التمنيات لوحدة المعارضة ماصدر اليوم من المؤتمر الصحافي بين الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني وقد كان معظم أصحاب هذه المناشدات في غاية الوضوح عندما اشترطوا الاعتراف بالمعارضة ودعمها بوحدتها أولا
وكما يبدو فان ” المجلس الوطني السوري ” باعتباره الطرف الأبرز كأمر واقع حسب ارادة اقليمية باتت معروفة للقاصي والداني ضرب عرض الحائط بكل المناشدات ولايهمه سوى من سيترأسه ومن سيستولي على المقدرات في صراع فئوي مرير بين جماعات اسلاموية وأخرى قوموية ومداخلات لاتقل عنهما شمولية واذا كانت الارادتان الداخلية الثورية والخارجية الصديقة تلتقيان في ضرورة توحيد المعارضة في مركز واحد للقرار فاننا نرى أن تحقيق التوحيد يتم عبر : اما اعادة هيكلة المجلس من جديد هيئات وبرنامج وسياسة وقيادة وكما يظهر فان ذلك أصبح بعيد المنال لذا لامفر الا بالخيار التالي : عقد مؤتمر عام يضم المجلس وكل القوى والمجموعات والتيارات والشخصيات التي تؤمن بضرورة اسقاط النظام وتعمل في سبيله منذ اندلاع الثورة تلي ذلك بعد انجاز المؤتمر ووضع البرنامج والنظام الأساسي وخارطة طريق وانتخاب القيادة خطوة باتجاه اجراء المحادثات مع التيارات والجماعات والشخصيات التي مازالت مترددة بصدد اسقاط النظام بل مراهنة عليه أو التي التزمت بذلك حديثا لفظيا على الأقل مثل كل من ( هيئة التنسيق والمجلس الوطني الكردي ) والتوصل معها الى قواسم مشتركة عامة في صيغة جبهوية موسعة فضفاضة من اجل استيعاب الجميع لتجريد النظام من كل مجال للمناورة والاستغلال والقضية المهمة هذه تحتاج الى المزيد من النقاش .
* منشورة في موقع الكاتب بالفيسبوك