ريزان بحري شيخموس : بينما تشهد سوريا ثورة يتنازع المؤتمر الوطني الكردي على المال

يعيش ريزان بحري شيخموس (مواليد 1962، متزوج وله أربعة أبناء) في سوريا وهو مهندس ورئيس مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكردي.

في مقابلة مع «كردووتش» يتحدث شيخموس عن النشاط السياسي لتيار المستقبل الكردي بعد ا غتيال المتحدث باسمه مشعل التمو.

  أي تأثير كان لإغتيال مشعل التمو في 11.

أيلول (سبتمبر) على تيار المستقبل الكردي في سوريا؟

سبب استشهاد القائد مشعل التمو جرجا نازفا في ذاكرتنا السياسية والوجدانية فقد كان بالنسبة لي الأخ والصديق والقائد والرفيق والمثال الذي كنت اطمح أن يسير عليه كل كوردي .

رائدا يتقدمنا في كل شئ  ودرعا نحتمي به.

الشهيد مشعل التمو كان سياسيا موهوبا ومنظّرا جيدا.

لقد ساهم في دفع تيار المستقبل قدما وكان يطرح أفكارا وإقتراحات متميزة على حواراتنا.

من القلائل الذين يجاهرون بآرائهم ومواقفهم السياسية دون خوف أو فزع  لم يسبقه أحد إلى ذلك.

 

 لم تكن الخسارة باستشهاده محصورة بتيار المستقبل فحسب، بل شملت كل الحركة الكوردية.

طبيعته المنفتحة والجسورة ألهمت الكثيرين بالشجاعة والطاقة.

الشهيد  مشعل من القادة الكورد القلائل الذين يحظون بتقدير ومكانة داخل المعارضة العربية.

ولو قيضت له الحياة للعب دورا مهما بالنسبة للأكراد في سوريا الجديدة.

خلال سنوات سجنه الثلاثة كنا على يقين أنه سيعود إلينا ليمدّ تيار المستقبل بحيويته.

أما الآن فقد رحل وتركنا في وقت أحوج ما نكون إليه .

نفتقده في تيار المستقبل بطبيعة الحال لكن ما العمل ، إنها سنة الحياة .

ليس لتيار المستقبل متحدث باسمه منذ ثلاثة أشهر.

هناك من يزعم أن القيادة لم تستطع أن تتوافق على شخص محدد.

هل هذا صحيح؟

الكلام لا أساس له من الصحة .

ليست هناك أية خلافات داخل تيار المستقبل حول هذه المسألة.

ولعلمك فإن الناطق الرسمي للتيار  يتم انتخابه من الاجتماع العام مباشرة ولا يمكن لأية هيئة أخرى عزله أو تبديله .

حتى أثناء سجنه طيلة السنوات الثلاث كان مكتب الإعلام يقوم بوظيفة الناطق الرسمي وسيبقى الأمر على حاله إلى أن ينعقد الاجتماع العام  .

هناك خلط الناطق عبارة عن عضو مكتب علاقات ومتحدث باسم التيار على حين إن رئيس مكتب العلاقات العامة هو اعلي سلطة قيادية ، والذي كنت اشغله حتى أثناء حياة الشهيد

أي دور لعبته الأحزاب الكردية الأخرى في إغتيال مشعل التمو؟

الأحزاب الكوردية تتحمل جزء من المسؤولية الأخلاقية عن الاغتيال.

لا نقول أنهم قتلوه.لكن من الواضح  لنا أن النظام من كان وراء اغتياله بغض النظر عن الأدوات التي شاركت .

ما أن خرج مشعل التمو من السجن حتى أعلن موقفه المشارك في الثورة إلى جانب النشطاء االشباب رافضا انتمائه إلى الأحزاب التي تنوي الحوار مع النظام.

مما دفع العديد من قادة هذه الأحزاب إلى مهاجمته والتشهير بموقفه وبعدم انتمائه للحركة الكوردية .

وبعد تعرضه لمحاولة إغتيال شكلنا مع التنسيقيات  لجنة لوضع هذه الأحزاب أمام  مسؤلياتها واستصدار بيان لكنها لم تقم بما هو مطلوب منها .

لا بل وصل الأمر بعبد الحكيم بشار، أمين عام البارتي، إلى أن التصرّح بأن مشعل التمو لا يسعى إلا إلى لفت الإنتباه من وراء قصة محاولة إغتياله التي – والكلام لبشار- تبدو كأنها مقطع من فيلم هندي رديء.

وبعد إغتيال التمو أصدرت الأحزاب بيانا باهتا بحيث نشرته قناة الدنيا السورية .

أي دور لعب حزب الـ(PYD) في إغتيال مشعل التمو؟ الـ(PYD) حمل تركيا مسؤولية الإغتيال.

ماذا تقول في ذلك؟

هذا غير صحيح على الإطلاق.

ليس لتركيا علاقة بمقتله , الأتراك  ليس لديهم أي مصلحة في ذلك.

لماذا علينا أفتراض تورط الأتراك في مقتله.

كنا دائماعلى سجال ساخن مع حزب الـ(PYD) وهم لم يتوقفوا عن مهاجمته بشدة.

ولكننا نقول: لا يستطيع أحد إغتيال التمو دون موافقة السلطات السورية كائنا من كان ، أجهزة المخابرات السورية هي من اغتالت الشهيد مشعل التمو .

كان يمكن للحركة الكوردية أن تجني الكثير من إغتياله وأن تشارك بفعالية اكبر في الثورة السورية بعد هذا الحدث.

أنا على يقين بأنه كان من الممكن أن تلعب الحركة الكوردية دورا حاسما في نجاح الثورة السورية وفي تحقيق أهدافها .

وهو ما كان سيؤثر إيجابا على تحقيق المطالب الكوردية في سوريا الجديدة.

في مقابلة مع الكردووتش قال مشعل التمو إن الأكراد سيخرجون إلى الشارع بأعدد كبيرة بمجرد مقتل متظاهر واحد في المناطق الكردية.

بيد أننا لم نرَ مئات الآلاف في الشوارع عندما سقط متظاهرين في تشييعه في القامشلي.

ما هو السبب؟

الأحزاب  الكوردية كانت قد إتخذت في مساء يوم الإغتيال إجراءات لتقليل عدد المشاركين في تشييع جثمانه.

وقد أُجرت إتصالات مع عائلته لإقناعها بدفنه في قريته بحجة عدم سقوط ضحايا جدد ، بينما كان موقفنا في تيار المستقبل دفنه في القامشلي وتحويل جنازته وعزائه إلى مظاهرات ضخمة .

إذا كان المؤتمر الوطني الكوردي غير قادر على حماية شخص واحد فكيف سيدافع عن حقوق شعب بأكمله.

الأحزاب الكوردية لا تريد أن يتظاهر الكورد ضد النظام.

من قرر مكان دفن مشعل؟

العائلة.

ولكن الأحزاب الكوردية كانت قد أرسلت ممثلا عنها إلى والدة مشعل التمو ليسألها إذا ما كان يجب أن يموت أشخاص آخرون مثل إبنها في دفنه في القامشلي .

لقد مورست ضغوط على والدته دفعتها لقرار دفنه في قريته.

ولو اتُخذ قرار آخر لشهدت المظاهرات منعطفا من نوع آخر.

كيف حال مارسيل إبن مشعل وزاهدة التي أصيبت إثناء عملية الإغتيال؟

حالهما جيدة نسبيا.

وضع مارسيل أفضل من زاهدة، فهي أصيبت برصاصتين في رجلها من النوع المتفجر مما أدى إلى تهشم العظم.

تحتاج إلى وقت طويل لتستطيع المشي دون مساعدة.

هل تسعون للعمل مع المؤتمر الكردي السوري؟ وإذا كان الجواب بنعم فتحت أي ظروف؟

لا نسعى حاليا للعمل والتعاون مع المؤتمر الوطني الكردي بسبب الموقف من النظام ومن الثورة السورية .

عندما يتم تتوضح مواقفه من الأمور التالية فلا نجد بدا من العمل معا كفريق واحد وهي أولا تحديد الموقف الواضح والصريح من النظام السوري .

ثانيا الاتفاق على  آليات دعم الثورة السورية وتوسيعها في المناطق الكوردية.

ثالثا العمل على صياغة الحق الكوردي  في سوريا الجديدة وذلك بمعزل عن التأثيرات الخارجية ووفق مصالح الشعب الكوردي في سوريا وضرورة إيلاء الأهمية اللازمة للحفاظ على القرار الوطني الكردي المستقل .

رابعا تعزيز تمثيل الناشطين الشباب  والمستقلين في المؤتمر الوطني الكوردي.

ماذا تقصد بموقف واضح من النظام السوري؟ لا يبدو هذا المطلب واضحا أبدا؟

نحن نسعى بشكل واضح بضرورة إسقاط النظام.

ذلك أننا فاقدو الأمل بأن يقدم هذا النظام أي شئ للشعب وهو ليس برأي جديد لدينا.

منذ تأسيس تيارنا عام 2005 قلنا أننا تيار معارض ورفضنا الدخول في حوار مع النظام على هذا الأساس.

هل ستشاركون بمحادثات جديدة مع ممثلي المؤتمر الوطني الكردي؟

باب الحوار مفتوح وفي كل الأوقات لكننا بصدد تشكيل كتلة سياسية منحازة بالكامل للشارع الثوري باسم اتحاد القوى الديمقراطية الكوردية ويمكن تشكيل هيئة متابعة وتنسيق بين هاتين الكتلتين .

تبدو لي تلك المجموعات الممثلة في هذه الكتلة ناشطة في الخارج فقط أو أنها لا تملك قاعدة جماهيرية في كردستان – يكيتي الكردستاني مثالا – أو أنها تكاد لا تملك أنصار كما هو حال حزب الـ(PDKS) لعبد الرحمن ألوجي.

من يتمتع بفاعلية سياسية في سوريا هم تيار المستقبل و تنسيقيات الناشطين فقط.

ألن يضرّكم العمل مع مجموعات ضعيفة سياسيا؟

في سوريا 17 أو18 حزبا كرديا.

هناك أحزاب كبيرة وأخرى صغيرة في المؤتمر الكوردي السوري .

وهو ما سيكون الحال عليه في كتلتنا.

لدينا أحزاب تتمتع بقاعدة شعبية عريضة وأخرى غير ذات تأثير كبير.

ما يجمعنا هو وحدة الموقف السياسي .

ألا يحق لنا التوحد على هذه القاعدة؟ نريد بناء سوريا مدنية تعددية ديمقراطية .

لا ضير من وجود كتلتين كورديتين مختلفتين سياسيا لتمثيل الكورد في كردستان سوريا إلى جانب كتلة الاتحاد الديمقراطي .

هل تعتقدون فعلا أن عملكم مع عبد الرحمن ألوجي وعبد الباسط حمو سيساهم أكثر في بناء سوريا الجديدة من تعاونكم مع عبدالحكيم بشار على سبيل المثال؟

نعلق أمالنا على الناشيطين الشباب وتنسيقياتهم.

نحن ندين لهم بكون الشباب الكورد جزء من الثورة السورية.

ما حققه هؤلاء الشباب في غضون 8 أو 9 أشهر لم تحققه الأحزاب الكوردية خلال خمسين سنة.

معهم نريد بناء سوريا الجديدة ومعهم سنبني الكتلة الكوردية الجديدة آملين أن نؤسس معهم لاحقا حزبا كرديا مؤثرا ونافذا.

إذا غضينا النظر عن حزب يكيتي فإن تبار المستقبل سيكون الحزب الوحيد الذي شارك الناشطين مظاهراتهم منذ 8 أشهر.

الأحزاب الأخرى بدأت بالتظاهر منذ شهر واحد فقط.

رغم ذلك إنضمت ثلال مجموعات شبابية إلى المؤتمر الوطني الكردي.

ما السبب في ذلك برأيكم؟

من انضم إلى المؤتمر الكوردي لا يمثل الشباب المستقل هم جزء من هذه الأحزاب .

إلى أي حد تفترق مطالبكم الخاصة بالأكراد عن مطالب المؤتمر الوطني الكردي؟

قد لا يكون هناك فرق شاسع في الشق الكوردي لكن الاختلاف يكمن في الجانب الوطني السوري وخاصة الموقف من النظام والثورة والية تفعيلها في المناطق الكوردية ، والعلاقة مع المعارضة

بذلك لا يكون هناك فرق بين مطالبكم ومطالب المؤتمر.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قبل فترة وجيزة قدمت ثلاث مجموعات – من بينها نحن – إقتراحا للمؤتمر الوطني الكردي بتعلق بموقف الأكراد في سوريا الجديدة.

ما رأيكم في هذه الورقة؟

ستخبركم قريبا بموقفنا من ورقتكم.

شكّلنا مجموعة مهمتها دراسة الورقة  وإتخاذ موقف منها.

في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) دعت حكومة إقليم كردستان العراق 21 عضوا من المؤتمر الوطني العراقي إلى أربيل للتباحث في وضع الأكراد في سوريا والثورة السورية.

بعد عودة أعضاء الوفد وقعت إنقسامات في المؤتمر.

ماذا حدث تماما؟

في الوقت الذي تشهد فيه سوريا ثورة شعبية عارمة على كامل مساحة الوطن السوري ، يتنازع ويتصارع المؤتمر الوطني الكردي على المال الذي قدم لهم من كوردستان العراق كرشوة لمصادرة القرار الكوردي من قبلهم .

السيد صالح كدو أعلن إستقالته من الهيئة التنفيذية بعد أن حصل كل واحد من أعضاء الامانة العامة  على 10.00مبلغ  دولار من قبل حزب الـ(KDP) في العراق كمصروف جيب ولم يقبلوا بوضعه في صندوق المجلس .

هذا تصرف مخجل وغير لائق بمنظمة سياسية،  يفترض ألا يمر دون عقاب .

.

كيف ترى مستقبل تيار المستقبل الكردي؟ هل سيفقد التيار من أهميته من دون شخصية قيادية وكارزماتية كمشعل التمو؟

إنني على يقين أن تيار المستقبل سيلعب دورا  مهما في مرحلة الثورة و بناء سوريا الجديدة  .

يوما بعد يوم يزداد أصدقاء ومناصروا تيار المستقبل ، لعلنا لا نملك اليوم من يستطيع أن يملأ مكان الشهيد مشعل التمو، فالرجل كان ذا كارزما خاصة ويمتلك من الصفات التي كانت تجعله قائدا .

لكننا سنحاول أن نملأ الفراغ الذي تركه بتفعيل مؤسسات التيار والعمل الجماعي وإشراك الجميع في صياغة القرار السياسي نحن في تيار المستقبل مصممون على  مواصلة السياسة التي بدأها مشعل التمو، وهي باعتقادنا سياسة تصب في مصلحة الشعب الكوردي وعموم الشعب السوري .

علينا أن نجعل من استشهاد القائد مشعل التمو نبراس ينير طريقنا إلى مستقبل واعد .

18 كانون الأول (ديسمبر) 2011

 

المصدر: كردووتش

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…