خالص مسور
لقد قيل قديماً معظم النار من مستصغر الشرر، هذا القول ينطبق اليوم على الأوضاع في سورية هذا البلد الوادع الذي بدأ يحرقه أهله وناسه بدم بارد، فلا بارك الله بمن يحرق سورية وأهلها، سورية التي احتضنتنا جميعاً ولو ظلمنا نحن الأكراد حكامها ومستبديها على مر التاريخ، وقد سألت مراراً لماذا نتقاتل نحن السوريين بمثل هذه الشراسة غير المسبوقة في كل العهود والدهور..! وعلى ماذا نتقاتل..؟ فقط على الحكم والمكاسب الشخصية ونستغل الطائفية والدين لتحقيق مآربنا الضيقة على حساب مصلحة الشعب السوري، ولا يجوز لأي كان أن يقتل الشعب السوري باسم الصمود والممانعة أو تحت أية مسميات كانت، والصادق الأمين والوحيد هنا هو من يتنازل عن كل شيء حتى عن روحه وأهله في سبيل الحفاظ على شعبه ووطنه ومن يقدم نفسه ومصالحه قرباناً لهذا الوطن وأهله.
فلو توفر شيء من العقلانية والوعي والحكمة وروح الإيثار والتضحية في سبيل الشعب السوري لدى من تسببوا في إحداث هذا الخراب الهائل لما حدث ما حدث من مآس لهذا الشعب الأبي المسالم، فأربعين سنة من الحكم يكفي للاحتكام إلى صناديق الاقتراع رأفة ورحمة بهذا الشعب، لكن يبدو – لاسمح الله – أن ما هو قادم أسوأ مما حدث ويحدث الآن إن لم يتم تدارك الأمور على وجه السرعة وبدون إبطاء، وحيث كان من الممكن وأد الفتنة في مهدها في مدينة درعا التي انطلقت منها الشرارة الأولى في سبيل الحرية، فلطالما أن الشعب يريد الحرية فلما ذا نضن عليه بها؟.
حيث لايحق لأي كان وتحت أية تسمية ومسمى أن يطوب دولة وشعباً بأكمله على اسمه وأسماء أولاده وأحفاده أو أن يفرض أجندته فرضاً عليهما، ونقول لمن يهمه الأمر في سورية أن الرئاسة لا تستحق هذه الشراسة الزائدة عن الحد، فكيف وصلت العداوة بيننا كشعب من نسيج واحد إلى هذا الحد الزائد من العنف والبطش وبمن نبطش بشعبنا أم بأعدائنا…؟ فسورية وأكررها على الدوام ليس ملكاً لأحد ولن يقبل أي سوري أن تطوب سورية على اسم شخص أو عائلة أو عشيرة أو قومية وحزب، بل سورية لكل السوريين والحكم الفصل بينهم هو صناديق الاقتراع ومن يختاره الشعب فهو خادم البلاد والعباد وليس سيده ودوماً بتفويض من الشعب.
ولهذا من الحكمة مراجعة النفس من قبل الطرف الذي بيده الحل والعقد البحث عن الحل الأنسب للأزمة الحالية والتضحية من أجل سورية وشعب سورية حتى لا تحترق على مذبح شهوات الحكام أو الباحثين عن الحكم، ومن الحكمة أن نحافظ على السلم الأهلي وسلمية المظاهرات وتجنب الطائفية ومنعها من الدخول على الخط، وأن نعتذر لبعضنا بعضاً ويتم تداول السلطة بروح رياضية وبالعقلانية والديموقراطية، وتحويل سورية إلى واحة يحتذى للحرية والتآلف والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع السوري لقد ولى في هذا الزمن حكم الحزب الواحد والرئيس الأوحد والقومية الواحدة.
وسأوضح ثلاث مقولات قد يتخذها البعض ذريعة لكل ما يجري الآن في سورية وهي:
1 – المؤامرة: يرى أولو الأمر في سورية بأن ما حدث هو مؤامرة على الحكم الممانع والصامد ضد الكيان الصهيوني، نعم قد تكون هناك مؤامرة أبدية ضد سورية وليس ضد الحكم الحالي فقط، والمؤامرة الخارجية تستشري عندما نفسح نحن لها المجال وعندما لا نصغي جيداً لأصوات شعوبنا وحينما يتم التجاوز على ثوابته وتراثه، ويجب ألا نلوم المتآمرين على الدوام بأكثر مما نلوم به أنفسنا نحن الذين سهلنا للمتآمرين بالتدخل في شؤوننا فنتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى وليس المتآمرون وحدهم.
ففي الحالة السورية كان يكفي لتطويق ذيول الحدث زيارة واحدة من الرئيس والاعتذار لأهل الأطفال الذين كتبوا شعارات معادية للحكم، وإحالة من تسبب في الحادث إلى القضاء العادل، حينها لم يكن ليحدث ما حدث من مجازر وسيول للدماء التي تجري الآن في الشوارع السورية، وكان يجب والحال هذه أن يكون الدم السوري هو أغلى علينا من دمائنا ذاتها أي كنا نحن.
2 – الوطنية والقومية: الوطنية والقومية تعنيان حب الوطن والشعب والتضحية من أجلهما بالغالي والرخيص، وحسب مفهومي فإن المنادة بالقومية قبل تحرير الأوطان هي مناداة شرعية وذلك لتوحيد الطاقات ولم الشمل والتركيز على هدف سام هو الحرية والتحرر من العبودية والاحتلال، أما المناداة بالقومية بعد التحرير وتشكيل الدولة المستقلة فهي عصبية وعنصرية وشوفينية لا تستحق الحياة.
وإن كنا قوميين حقاً وحينما تتطلب مصلحة الشعب التنازل عن امتيازاتنا فيجب التنازل عنها بكل رحابة صدر دون ضيق أو تذمر، وفي حال تفضيل المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية العليا فهنا يجري نوع من تضخم الذات، ويتم اختزال الوطن والشعب في أنفسنا ومصالحنا ذاتهما، وعندئذ سيحدث التناقض الرئيسي بتعبير ماركس بين الشعب والسلطة وستنفجر الأوضاع بأصغر شرارة من مطالب بالحرية أو متآمر حسب رواية أولي الأمر، وفي كل الحالات يكون من بيده الحل والعقد هو المسؤول المباشر لما سيحدث من محن ومآس للشعب.
3 – الصمود والممانعة: فالصمود والممانعة لا تعنيان الإلتهاء بالخارج وترك الداخل على عواهنه، وهناك علاقة ديالكتيكية بين السياسة الداخلية والخارجية، فالداخلية أهم من الخارجية وله الأولوية في في الإستيراتيجية السياسية، وحسب لينين فإن السياسة الخارجية هي انعكاس للسياسة الداخلية، فإذا كانت السياسة الداخلية تعاني من خلل أو زلل فحينها قد لا تنفع السياسة الخارجية في شيئ حتى ولو كانت تجري تحت أي مسمى كان، أي إذا كان الشعب يعاني من القمع والكبت وفقدان الحرية ويداه مغلولتان إلى عنقه فعندها ستكون مقولة الممانعة والصمود مقلوبين واقفين على رأسيهما بدلاً من جليهما كما قال ماركس يوماً عن ديالكتيك هيجل.
ولهذا نرى أن على الجميع العودة من منتصف الطريق والاحتكام على مقولة تداول السلطة وصناديق الاقتراع، لأن الشعب السوري لا يقبل بعد اليوم أوصياء عليه ويجب احترام إرادة الشعب وما يختاره، ولا يحق لأحد كائناً من كان أن يتحدى إرادته وينصب من نفسه وصياً على قاصر، فالشعب السوري يمتلك القدر الأكبر من الوعي ويعرف مصالحه ومن أين يبدأ وأين ينتهي.
وبالمناسبة فكل فرد من الشعب السوري هو مقاوم بطبعه في سبيل استرداد حقه وتحرير الجولان وحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته الحرة المستقلة على حدود ما قبل نكسة حزيران 1967م.
………………………………………………………..
حيث لايحق لأي كان وتحت أية تسمية ومسمى أن يطوب دولة وشعباً بأكمله على اسمه وأسماء أولاده وأحفاده أو أن يفرض أجندته فرضاً عليهما، ونقول لمن يهمه الأمر في سورية أن الرئاسة لا تستحق هذه الشراسة الزائدة عن الحد، فكيف وصلت العداوة بيننا كشعب من نسيج واحد إلى هذا الحد الزائد من العنف والبطش وبمن نبطش بشعبنا أم بأعدائنا…؟ فسورية وأكررها على الدوام ليس ملكاً لأحد ولن يقبل أي سوري أن تطوب سورية على اسم شخص أو عائلة أو عشيرة أو قومية وحزب، بل سورية لكل السوريين والحكم الفصل بينهم هو صناديق الاقتراع ومن يختاره الشعب فهو خادم البلاد والعباد وليس سيده ودوماً بتفويض من الشعب.
ولهذا من الحكمة مراجعة النفس من قبل الطرف الذي بيده الحل والعقد البحث عن الحل الأنسب للأزمة الحالية والتضحية من أجل سورية وشعب سورية حتى لا تحترق على مذبح شهوات الحكام أو الباحثين عن الحكم، ومن الحكمة أن نحافظ على السلم الأهلي وسلمية المظاهرات وتجنب الطائفية ومنعها من الدخول على الخط، وأن نعتذر لبعضنا بعضاً ويتم تداول السلطة بروح رياضية وبالعقلانية والديموقراطية، وتحويل سورية إلى واحة يحتذى للحرية والتآلف والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع السوري لقد ولى في هذا الزمن حكم الحزب الواحد والرئيس الأوحد والقومية الواحدة.
وسأوضح ثلاث مقولات قد يتخذها البعض ذريعة لكل ما يجري الآن في سورية وهي:
1 – المؤامرة: يرى أولو الأمر في سورية بأن ما حدث هو مؤامرة على الحكم الممانع والصامد ضد الكيان الصهيوني، نعم قد تكون هناك مؤامرة أبدية ضد سورية وليس ضد الحكم الحالي فقط، والمؤامرة الخارجية تستشري عندما نفسح نحن لها المجال وعندما لا نصغي جيداً لأصوات شعوبنا وحينما يتم التجاوز على ثوابته وتراثه، ويجب ألا نلوم المتآمرين على الدوام بأكثر مما نلوم به أنفسنا نحن الذين سهلنا للمتآمرين بالتدخل في شؤوننا فنتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى وليس المتآمرون وحدهم.
ففي الحالة السورية كان يكفي لتطويق ذيول الحدث زيارة واحدة من الرئيس والاعتذار لأهل الأطفال الذين كتبوا شعارات معادية للحكم، وإحالة من تسبب في الحادث إلى القضاء العادل، حينها لم يكن ليحدث ما حدث من مجازر وسيول للدماء التي تجري الآن في الشوارع السورية، وكان يجب والحال هذه أن يكون الدم السوري هو أغلى علينا من دمائنا ذاتها أي كنا نحن.
2 – الوطنية والقومية: الوطنية والقومية تعنيان حب الوطن والشعب والتضحية من أجلهما بالغالي والرخيص، وحسب مفهومي فإن المنادة بالقومية قبل تحرير الأوطان هي مناداة شرعية وذلك لتوحيد الطاقات ولم الشمل والتركيز على هدف سام هو الحرية والتحرر من العبودية والاحتلال، أما المناداة بالقومية بعد التحرير وتشكيل الدولة المستقلة فهي عصبية وعنصرية وشوفينية لا تستحق الحياة.
وإن كنا قوميين حقاً وحينما تتطلب مصلحة الشعب التنازل عن امتيازاتنا فيجب التنازل عنها بكل رحابة صدر دون ضيق أو تذمر، وفي حال تفضيل المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية العليا فهنا يجري نوع من تضخم الذات، ويتم اختزال الوطن والشعب في أنفسنا ومصالحنا ذاتهما، وعندئذ سيحدث التناقض الرئيسي بتعبير ماركس بين الشعب والسلطة وستنفجر الأوضاع بأصغر شرارة من مطالب بالحرية أو متآمر حسب رواية أولي الأمر، وفي كل الحالات يكون من بيده الحل والعقد هو المسؤول المباشر لما سيحدث من محن ومآس للشعب.
3 – الصمود والممانعة: فالصمود والممانعة لا تعنيان الإلتهاء بالخارج وترك الداخل على عواهنه، وهناك علاقة ديالكتيكية بين السياسة الداخلية والخارجية، فالداخلية أهم من الخارجية وله الأولوية في في الإستيراتيجية السياسية، وحسب لينين فإن السياسة الخارجية هي انعكاس للسياسة الداخلية، فإذا كانت السياسة الداخلية تعاني من خلل أو زلل فحينها قد لا تنفع السياسة الخارجية في شيئ حتى ولو كانت تجري تحت أي مسمى كان، أي إذا كان الشعب يعاني من القمع والكبت وفقدان الحرية ويداه مغلولتان إلى عنقه فعندها ستكون مقولة الممانعة والصمود مقلوبين واقفين على رأسيهما بدلاً من جليهما كما قال ماركس يوماً عن ديالكتيك هيجل.
ولهذا نرى أن على الجميع العودة من منتصف الطريق والاحتكام على مقولة تداول السلطة وصناديق الاقتراع، لأن الشعب السوري لا يقبل بعد اليوم أوصياء عليه ويجب احترام إرادة الشعب وما يختاره، ولا يحق لأحد كائناً من كان أن يتحدى إرادته وينصب من نفسه وصياً على قاصر، فالشعب السوري يمتلك القدر الأكبر من الوعي ويعرف مصالحه ومن أين يبدأ وأين ينتهي.
وبالمناسبة فكل فرد من الشعب السوري هو مقاوم بطبعه في سبيل استرداد حقه وتحرير الجولان وحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته الحرة المستقلة على حدود ما قبل نكسة حزيران 1967م.
………………………………………………………..