ثمة أسئلة طرحت في السابق , و تطرح الآن، و كل تلك الأسئلة على الأغلب تتعلق بشكل أو بآخر بالظاهرتين الأبرز حاليا داخل الحركة الكوردية في سوريا و التي صاغتها قيادات فصائل و أحزاب الحركة الكوردية في سوريا و كل على حدى و التي اعتقدت بأنها ترى فيها حلاً أكيدا للازمة التي تعاني منها الحركة الكوردية ككل.
و بالفعل هذا ما حدث مع أحزاب و فصائل الحركة الكوردية حين بادرت القيادات الكردية إلى تسجيل اسم فصيلها في قائمة إحدى هذين الإطارين و كأن لسان حالها يقول “الحالة تستدعي هذا التوقيع” .
أنا متفق تماما , و بصفة أساسية على طرح أي إطار من جانب الفصائل الكوردية بوصفها شعار استراتيجي, و لكني لا اتفق مع هذه الفصائل من حيث أسلوبها في التعامل من جهة , و من جهة أخرى من حيث أسلوبها في تأطيرها الخندقي أو ضمن اطر شكلية و على الأغلب محورية , و كما هو معروف إن من طبيعة المحاور لا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تستوعب الخصوصية التي تمتاز بها الحركة الكوردية في سوريا, و من جانب آخر حين ننظر في الدعوات التي تطلقها الفصائل الكوردية بعد حين و آخر ونتأمل طبيعة ومنطق هذه الدعوات يبادر إلى الذهن تساؤلات عدة:
– هل هناك إمكانية في استمرار هذه الأطر في ظل هيمنات بعض الفصائل على الأخرى ؟
– ألا تستدعي الحالة الراهنة إلى توحيد الخطاب السياسي و ذلك لاعتبارات تخص و قبل كل شيء “الأمن القومي الكوردي” ؟
– ماذا تعني تجميع القوى ضمن الأطر المحورية طبقا للطفرات و وفق مزاجيات هذه الفصائل ؟
– أليست هذه آلية دفاعية يحتمي بها القيادات الكوردية نفسها ؟ لذلك نستنتج بان أغلبية الفصائل الكردية و عبر أطرها تبحث عن معادلة توفيقية تكاد أن تكون مستحيلة لتبرر جملة الأخطاء التي ارتكبتها خلال مسيرتها النضالية و على كافة المستويات.
و السوائل الذي يطرح نفسه, هل بإمكان هذه الأطر بشكلها الحالي أن تحدد مسار الحركة الكوردية في سوريا و تعطيها القدرة على إنجاز مهامها الوطنية و القومية على أكمل وجه ؟ أم إن مهمة هذه الأطر الأنفة الذكر و التي أوجدتها القيادات الكوردية تكمن قبل كل شيء الهروب من مسؤولياتها الحزبية و تبرئة ذمتها أمام الشعب الكوردي المناضل.
و أمام كل هذا, و برأي إن نجاح أي إطار يجب أن يستند بالدرجة الأولى على العامل الذاتي و لكن ما يبدو , ومع الأسف الشديد إن العامل الذاتي حتى الآن غير متوفر بسبب تلك الإشكاليات التي أوجدتها القيادات الكوردية, إضافة إلى ذلك الصراعات الحزبية الضيقة والخلافات الجانبية بين القيادات أنفسهم و بالتالي رافقت هذه الآفة المميتة مسيرة الحركة الكوردية على مدى عقود عديدة و وقفت عائقا أمام عاملها الذاتي والذي يعتبر في الأساس أرضية خصبة للتفرد في خصوصيته و استقلاليته.
2122012