عبدالباقي حسيني
كان حدس الشعب السوري في محله عندما خرج الجمعة الماضية 23.12.2011 إلى الشوارع واطلق عليها “جمعة بروتوكول الموت”، لانه كان يعرف سلفا ان ماتم الإتفاق عليه بين الجامعة العربية والنظام السوري من خلال البروتوكول سيكون مأساة عليه في القريب العاجل، هذا ليس شكا في نوايا الجامعة العربية، بل لمعرفتهم الأكيدة بظلم وجور النظام من جهة و مكره وخداعه من جهة ثانية، فالكل يعرف ان هذا النظام سوف لن يتقيد ببنود المبادرة العربية ولا بالبروتوكول الموقع عليه، فهو فقط يريد كسب المزيد من الوقت لتمييع الأزمة والأستهزاء من الدول العربية.
الذي حدث في اليومين الماضيين وفي مدينة حمص تحديدا مع وجود وفد الجامعة العربية، شيء يثير الدهشة و الاستغراب، حيث ازدادت شراسة النظام في قتل الناس الأبرياء والمتظاهرين وعلى مرأى عيون الوفد، وكأن النظام بدأ يضاعف إنتقامه ضد الشعب، بإعتقاده ان الشعب كان سببا في مجيء بعثة الجامعة العربية وليست اعماله الشنيعة وسلوكه الأهوج ضد مواطنيه.
ان المجازر التي قام بها عصابة بشار الأسد بحق المدنيين في سورية عموما وفي مدينة حمص خصوصا يندى لها الجبين، وما الفيديوهات والصور المنشورة في أكثر من وسيلة اعلام يثبت ان هذا النظام فاق كل الأنظمة الديكتاتورية بوحشيتها وهمجيتها، والدليل الحي على هذا شهادة احد مراقبي الجامعة ” المستشار محجوب”؛ الذي صرح لقناة العربية عن مشاهداته عندما قال: ” ان الذي يجري في سورية هو إنتقام النظام من الشعب، وان هناك مجازر حقيقية على الأرض وعليها يمكننا اعتبار اليهود “محترمون”، بالمقارنة مع اعمال هذا النظام”.
منذ هذا التصريح لم نسمع عن هذا المراقب أي شيء، لا نعرف ما مصيره، ترى هل تم تصفيته كباقي ابناء سورية الذين يفضحون جرائم هذا النظام يوميا؟ الأجدى بزملاءه ان يبحثوا عنه خوفا على حياته.
لنعود إلى وفد الجامعة العربية والموجود حاليا في سورية (بإستثناء المستشار محجوب)، وتذكيره بالمهمة التي جاء من اجلها، فكان عليه أولاً؛ متابعة وقف عمليات القتل وسحب جميع المظاهر العسكرية والأسلحة الثقيلة من الشوارع و متابعة إطلاق سراح جميع المعتقلين والذي يقدر عددهم بالآلاف (إن اطلاق سراح 755 معتقل البارحة، كمن يذر الرماد في العيون)، السماح لوسائل الاعلام بالتحرك وتغطية جميع الأحداث على الأرض، السماح للناس بالتظاهر والتعبير عن طموحاتهم.
لكن الذي حصل للوفد بانه زار مدينة حمص وبرفقته احد ضباط الأمن ( يعتبر هذا التصرف خرق لبنود البروتوكول)، للدخول في احدى أحياء حمص، حيث تم فضحه من قبل سكان الحي، وعليه منعوا أعضاء الوفد من الدخول إلى احدى شوارع باباعمرو.
هناك أكثر من فيديو ويوتيوب يظهر أعضاء الوفد و على مرأى منهم من يطلق النار على المتظاهرين، وكذلك الدبابات تجول في الشوارع.
فهم لم يعيروا الناس المتضررين والنشطاء السياسيين أي اهتمام لما يقولونه، وكإن بهم في “نزهة” ولم يأتوا للتحقيق فيما يحصل على الأرض، لا بل بوجودهم ازداد عدد القتلة عن الأيام الماضية.
والأنكى من هذا كله، عندما صرح رئيس الوفد أحمد محمد مصطفى الدابي في يوم الأول من زيارته لحمص؛ بإن الأوضاع في المدينة مطمئنة.
لا أدري أهي فعلا مطمئنة والدم في كل مكان، أم انه ونتيجة خبرته الدبلوماسية ( حيث عمل الدابي كسفير لبلاده في دولة القطر لعدة أعوام) انه يمارس نوع من الدبلوماسية مع النظام السوري، حتى يكشف كل ما يمكن اكتشافه.
لكن النظام السوري كان ادهى من الوفد ورئيسه فقد سبقهم في نقل أكبر كمية من المعتقلين من السجون المعروفة إلى مقرات فروع الأمن المتعددة والاماكن السرية الأخرى، وكذلك عمل على تغيير أسماء الشوارع والأحياء في المدن الساخنة، وقد رسم خطة لنفسه على ان يخلق يوميا جريمة مصطنعة لإلهاء وفد البروتوكول وإبعاده عن الهدف الرئيسي الذي جاء من اجله، وماتفجيرات دمشق، وقتل الطالب لزملاءه في كلية الهندسة، الا نماذج قذرة من الاعيب هذا النظام.
وفد الجامعة العربية أو فد البروتوكول، يبدو عليه قليل الخبرة وهو كذلك، كون الجامعة العربية ليس لها باع في هذا المجال، وان تشكيلة الوفد تم تركيبته على عجل، وان نوعية المراقبين لم تحسب بشكل دقيق، كون الوفد لايضم عناصر من منظمات المجتمع المدني ولا حقوقيين مخضرمين في المسائل العسكرية والجنائية، بل هم مجرد موظفين حكوميين، إمكانياتهم محدودة.
هنا، من السابق لأوانه ان نحكم بشكل جازم على عمل اللجنة ونحسم أمرها في هذه الفترة القصيرة، علما أننا ندرك بإن هذه اللجنة لا تملك آلية معينة للتحقيق في كل الجرائم التي تمت وتتم في سورية، وهم لايملكون الوسائل المتطورة من اجهزة ومعدات تمكنهم في الإتصالات المباشرة، لنقل الحقائق فورا إلى غرفة العمليات في الجامعة العربية.
لكننا سننتظر تقريرهم الأول، ولو أننا نشك في حياديتهم وفي إنصافهم للشعب السوري، لان الأخبار القادمة من الداخل تقول، حتى آلة تصوير لايملكون، فهم يصورون بعض اللقطات بهواتفهم الشخصية ذات النوعيات الرديئة.
يبدو ان قدر الشعب السوري مع هذا النظام هو المزيد من الدم حتى يتحرر من براثنه، لان الجامعة العربية وبكل امكانياتها وبروتوكولاتها لم تستطيع وقف حمام الدم في سورية، حيث يسقط يوميا العشرات من ابناءها على مرأى ومسمع العالم كله.
أوسلو 29.12.2011
ان المجازر التي قام بها عصابة بشار الأسد بحق المدنيين في سورية عموما وفي مدينة حمص خصوصا يندى لها الجبين، وما الفيديوهات والصور المنشورة في أكثر من وسيلة اعلام يثبت ان هذا النظام فاق كل الأنظمة الديكتاتورية بوحشيتها وهمجيتها، والدليل الحي على هذا شهادة احد مراقبي الجامعة ” المستشار محجوب”؛ الذي صرح لقناة العربية عن مشاهداته عندما قال: ” ان الذي يجري في سورية هو إنتقام النظام من الشعب، وان هناك مجازر حقيقية على الأرض وعليها يمكننا اعتبار اليهود “محترمون”، بالمقارنة مع اعمال هذا النظام”.
منذ هذا التصريح لم نسمع عن هذا المراقب أي شيء، لا نعرف ما مصيره، ترى هل تم تصفيته كباقي ابناء سورية الذين يفضحون جرائم هذا النظام يوميا؟ الأجدى بزملاءه ان يبحثوا عنه خوفا على حياته.
لنعود إلى وفد الجامعة العربية والموجود حاليا في سورية (بإستثناء المستشار محجوب)، وتذكيره بالمهمة التي جاء من اجلها، فكان عليه أولاً؛ متابعة وقف عمليات القتل وسحب جميع المظاهر العسكرية والأسلحة الثقيلة من الشوارع و متابعة إطلاق سراح جميع المعتقلين والذي يقدر عددهم بالآلاف (إن اطلاق سراح 755 معتقل البارحة، كمن يذر الرماد في العيون)، السماح لوسائل الاعلام بالتحرك وتغطية جميع الأحداث على الأرض، السماح للناس بالتظاهر والتعبير عن طموحاتهم.
لكن الذي حصل للوفد بانه زار مدينة حمص وبرفقته احد ضباط الأمن ( يعتبر هذا التصرف خرق لبنود البروتوكول)، للدخول في احدى أحياء حمص، حيث تم فضحه من قبل سكان الحي، وعليه منعوا أعضاء الوفد من الدخول إلى احدى شوارع باباعمرو.
هناك أكثر من فيديو ويوتيوب يظهر أعضاء الوفد و على مرأى منهم من يطلق النار على المتظاهرين، وكذلك الدبابات تجول في الشوارع.
فهم لم يعيروا الناس المتضررين والنشطاء السياسيين أي اهتمام لما يقولونه، وكإن بهم في “نزهة” ولم يأتوا للتحقيق فيما يحصل على الأرض، لا بل بوجودهم ازداد عدد القتلة عن الأيام الماضية.
والأنكى من هذا كله، عندما صرح رئيس الوفد أحمد محمد مصطفى الدابي في يوم الأول من زيارته لحمص؛ بإن الأوضاع في المدينة مطمئنة.
لا أدري أهي فعلا مطمئنة والدم في كل مكان، أم انه ونتيجة خبرته الدبلوماسية ( حيث عمل الدابي كسفير لبلاده في دولة القطر لعدة أعوام) انه يمارس نوع من الدبلوماسية مع النظام السوري، حتى يكشف كل ما يمكن اكتشافه.
لكن النظام السوري كان ادهى من الوفد ورئيسه فقد سبقهم في نقل أكبر كمية من المعتقلين من السجون المعروفة إلى مقرات فروع الأمن المتعددة والاماكن السرية الأخرى، وكذلك عمل على تغيير أسماء الشوارع والأحياء في المدن الساخنة، وقد رسم خطة لنفسه على ان يخلق يوميا جريمة مصطنعة لإلهاء وفد البروتوكول وإبعاده عن الهدف الرئيسي الذي جاء من اجله، وماتفجيرات دمشق، وقتل الطالب لزملاءه في كلية الهندسة، الا نماذج قذرة من الاعيب هذا النظام.
وفد الجامعة العربية أو فد البروتوكول، يبدو عليه قليل الخبرة وهو كذلك، كون الجامعة العربية ليس لها باع في هذا المجال، وان تشكيلة الوفد تم تركيبته على عجل، وان نوعية المراقبين لم تحسب بشكل دقيق، كون الوفد لايضم عناصر من منظمات المجتمع المدني ولا حقوقيين مخضرمين في المسائل العسكرية والجنائية، بل هم مجرد موظفين حكوميين، إمكانياتهم محدودة.
هنا، من السابق لأوانه ان نحكم بشكل جازم على عمل اللجنة ونحسم أمرها في هذه الفترة القصيرة، علما أننا ندرك بإن هذه اللجنة لا تملك آلية معينة للتحقيق في كل الجرائم التي تمت وتتم في سورية، وهم لايملكون الوسائل المتطورة من اجهزة ومعدات تمكنهم في الإتصالات المباشرة، لنقل الحقائق فورا إلى غرفة العمليات في الجامعة العربية.
لكننا سننتظر تقريرهم الأول، ولو أننا نشك في حياديتهم وفي إنصافهم للشعب السوري، لان الأخبار القادمة من الداخل تقول، حتى آلة تصوير لايملكون، فهم يصورون بعض اللقطات بهواتفهم الشخصية ذات النوعيات الرديئة.
يبدو ان قدر الشعب السوري مع هذا النظام هو المزيد من الدم حتى يتحرر من براثنه، لان الجامعة العربية وبكل امكانياتها وبروتوكولاتها لم تستطيع وقف حمام الدم في سورية، حيث يسقط يوميا العشرات من ابناءها على مرأى ومسمع العالم كله.
أوسلو 29.12.2011