بلاغ عن اجتماع الهيئة القيادية لحزب آزادي الكردي في سوريا

عقدت الهيئة القيادية لحزبنا (حزب آزادي الكردي في سوريا) اجتماعها الاعتيادي بعد المؤتمر الثاني ، حيث استعرضت وضع الحزب بكافة جوانبه التنظيمية والسياسية والتقدم الملحوظ في بنيانه ودوره ، ووقفت كذلك أمام المستجدات السياسية في الساحة السورية ، بعد المبادرات العربية الأخيرة لحل الأزمة الداخلية في ظل ما آلت إليه الأوضاع من خطورة تفتح الأبواب على مصراعيها أمام كافة الاحتمالات .

فالمبادرات العربية كإحدى أشكال التعاطي مع الأزمة الداخلية والصراع المستمر بين أهداف الثورة والنظام القمعي ، وكذلك المواقف الدولية غير الحاسمة وخصوصا الموقف الروسي المساند للنظام قد أطالت من أمد الأزمة ، استفاد منها النظام في استخدام القوة المفرطة تجاه الثورة وقتل المدنيين بهدف البقاء .
لقد مضى على الثورة السورية أكثر من تسعة أشهر ومازال القتل والتدمير الوسيلة الوحيدة لدى النظام من أجل بقائه في السلطة على الرغم من سلمية الثورة ومطالبها المشروعة في الإنهاء الكامل للاستبداد ، وبناء دولة الحق والقانون ، فالثورة السورية وعبر مسيرتها المباركة منذ اندلاعها وحتى الآن تمثل الضمير الحي لكافة مكونات الشعب السوري وهي تقترب من تحقيق أهدافها في إسقاط النظام بكل شخصياته ومرتكزا ته ، وصولا إلى نظام ديمقراطي تعددي برلماني يتم فيه تداول السلطة بشكل سلمي ، مع الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي وحقوقه القومية على أساس اللامركزية السياسية وحق تقرير المصير ، فقد أكدت الهيئة القيادية على المنحى المتصاعد للثورة السورية ودور الكرد في تعزيز قوتها والالتزام بأهدافها بتفعيل الشارع الكردي والساحة السياسية الكردية والتقاط الظرف المؤاتي وعدم إضاعة الفرص ضمانا لحقوق شعبنا ومستقبله القومي الأنسب .
ووقف الرفاق أمام تفاعلات الوضع السوري على المستويات المختلفة داخليا وخارجيا من خلال ما يتم من حراك سياسي يؤدي إلى تفاهمات سياسية في المجال الداخلي وارتباط ذلك بالنشاطات الخارجية التي تقوم بها المعارضة السورية في جعل الأزمة المعقدة تأخذ مجراها إلى الحلول بتوحيد صفوف المعارضة واكتساب الدعم الدولي في الخلاص من الاستبداد والشمولية بالرحيل النهائي للنظام وحفظ حقوق كافة مكونات الشعب السوري .


فما نطمح له جميعا هو ولادة سوريا جديدة  بكل ما تعنيه الكلمة ، حيث لم تزل المعارضة السورية بكل كياناتها لم تقر بالشكل المطلوب بوجود الشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية وبحقوقه القومية كمكون رئيسي إلى جانب المكون العربي والأقليات الأخرى ، وما جاء في البيان الختامي لمؤتمر المجلس الوطني السوري المنعقد في تونس في 17 الشهر الجاري ، ورغم أهمية الاعتراف بالهوية القومية الكردية إلا أنه لا يرتقي برأينا إلى مستوى الطموح الكردي المطلوب بعد كل هذا المخاض الطويل .
هذا وقد تعرضت الهيئة القيادية إلى الحوارات التي يجريها وفد الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي مع كتل المعارضة بغية التوصل إلى تفاهمات حقيقية من أجل بناء المعارضة الموحدة في هذا الظرف العصيب من تاريخ سوريا ، حيث المطلوب هو انفتاح كل الكتل على بعضها وصياغة وثيقة مبادئ أساسية تشير إلى المستقبل الذي نطمح له كشكل الدولة والعلاقات الداخلية بين المكونات والدستور الجديد وبناء المؤسسات ..الخ .

ولكن ما يؤسف له أن ما جرى حتى الآن هو دون مستوى تقبل الكتل الأخرى للأطروحات الكردية ؛ بل هناك فروقات كبيرة في فهم وتناول القضية الكردية على أساس قرارات المؤتمر الوطني الكردي من جانب تلك الكتل .
كما رأت الهيئة القيادية أن زيارة وفد مكتب الأمانة إلى إقليم كردستان العراق بدعوة من الرئيس مسعود البارزاني كان عاملا مهما في التأكيد على دور الكرد في الثورة السورية وموقفا مؤيدا للشعب الكردي والمجلس الوطني الكردي ، حيث احتمالات الوضع الداخلي السوري تتطلب مواقف تخدم قضية شعبنا في هذه المرحلة المهمة والتي يجب أن يكون للكرد دور أساسي في عملية التغيير والاستفادة من الفرص المؤاتية من خلال الحوارات الدائرة والمتعلقة بالوضع السوري وعدم تغييب المسألة الكردية أو اعتبارها مسألة ثانوية .
كما توقف الرفاق أمام ظروف المرحلة السياسية بشروطها الجديدة من أجل تفعيل دور الحزب وفق المعايير الجديدة التي تفرضها الحالة الراهنة ، والعمل على إيجاد آليات مرنة تساعد الحزب في انطلاقته المتجددة بعد المؤتمر الثاني ، ودعوة كافة الرفاق إلى الالتزام بتلك القرارات ضمانا للفعالية المطلوبة حيث أن العمل السياسي لم يعد حزبيا ؛ بل له تشعبات واسعة ترتبط بمجالات مختلفة بدءا من المجلس الوطني الكردي وهيئاته ولجانه ومرورا بالحراك الشبابي وانتهاء بالعلاقات المجتمعية والقوى السياسية الأخرى .
في 27/12/2011 
الهيئة القيادية

لحزب آزادي الكردي في سوريا

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…